الجزيرة:
2024-09-19@03:48:45 GMT

التهجير في العقل الصهيوني

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

التهجير في العقل الصهيوني

من الواضح أن مخطط تهجير سكان غزة – بدفعهم طوعيًا! – نحو سيناء هو المخطط الرئيس الذي اعتمده العدوان الوحشي الجاري على القطاع منذ أكثر من شهر ونصف، وذلك كنتيجة لعمليات الإبادة الجماعية والتدمير الشامل الذي يشهده، في الوقت الذي يجري تجهيز الضفة الغربية للمصير ذاته.

والحقيقة أنّ التهجير ليس ردًا على عبور "طوفان الأقصى"- كما يتصور البعض- لأن العبور في حقيقته كان رسالة ضرورية للعقل الصهيوني الذي استهزأ بكل ثوابت القضية الفلسطينية منذ وصول حكومة نتنياهو المتطرفة للحكم.

. رسالة ضرورية مفادها أن الشعب الفلسطيني ما زال هنا، وأنه ما زال يرفض الاحتلال والإذلال والحصار، ويصر على الحرية والاستقلال، وأنه يرفض تهويد القدس وتهديد المسجد الأقصى وإهاناته المتكررة، بواسطة المستوطنين والجنود، كما أنه لن يقبل الاحتجاز المفتوح للأسرى وتعريضهم للإذلال، وهو ما ظهر جليًا منذ وصول نتنياهو ومجانينه أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ إسرائيل!!

وذلك لأن "التهجير القسري" إلى جانب "الإبادة الجماعية"، هما ركيزتا العقل الصهيوني والاستعمار الاستيطاني، الذي يعدّ بدوره امتدادًا حقيقيًا للاستعمار الغربي الاستيطاني الذي وإن نجح في استيطان أميركا وأستراليا إلا أنه هُزم في الجزائر، وأنجولا، وجنوب أفريقيا، كما أنه يشبه إلى حد كبير الاستعمار الاستيطاني الذي أسس مملكة الفرنجة التي سقطت في المكان ذاته بعد ما يقرب من ٨٠ عامًا من استيطانها.

ولهذا أيضًا لم تغب المذابح وحروب الإبادة، كما لم يغب النفي والتهجير على طول تاريخ الاحتلال الصهيونيّ لفلسطين، وهكذا يجب أن نفهم العدوان الوحشي الجاري على غزة، فهو ليس ردًا على عبور "طوفان الأقصى"، بقدر ما هو امتداد طبيعي للمذابح التاريخية في "دير ياسين" و"كفر قاسم" عام 1948، كما أن التهجير من غزة- والجاري الدفع باتجاهه اليوم- هو امتداد طبيعي لعمليات التهجير التاريخية التي مارسها الاحتلال الصهيوني، فالحلم الصهيوني يعتمد بالأساس دولة يهودية خالصة لا يشاركهم فيها أحد.

قراءة في التاريخ

إن القارئ في التاريخ الصهيوني سيجد بوضوح أن اعتماد تهجير السكان الفلسطينيين من أساسيات وأبجديات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما تجده واضحًا عند مؤسس الصهيونية السياسية الحديثة "تيودور هرتزل"، ومن جاء بعده، مثل: "يسرائيل رنغويل"، و"مناحيم أوسيشكين"، و"أبراهام شارون"، إضافة لـ "بن جوريون" أول رئيس وزراء لإسرائيل الذي عمل طوال حياته السياسية على تهجير الفلسطينيين، فضلًا عن تأسيسه مشروع التهجير منذ عام 1937، وذلك عندما قال في الوكالة اليهودية: "نقطة الانطلاق والمخرج لحل مسألة العرب في الدولة اليهودية، تكمن في التوقيع على اتفاقية مع الدول العربية، تمهّد الطريق لإخراج العرب من الدولة اليهودية ".

وعلى هذا، فإن التهجير الذي يجري الدفع باتجاهه حالًا نحو سيناء ليس عفويًا أو بعيدًا عن العقل الصهيوني، بل هو جزء أصيل من صميم تكوينه، كما أنه ركن ركين في بنية المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني الإحلالي، وهو يعد وفق القانون الدولي جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية، فضلًا عن أنه يمثل إعلان حرب على مصر، وهو ما يجب أن تستعد له مصر الشعبية- إذا لم تتحرك مصر الرسمية- لأنّ ما يجري هو في جانب منه يبدو مخططًا كي تبدو هجرة طوعية، في الوقت الذي تهيأت فيه سيناء لذلك بالفعل منذ عدة سنوات لوجستيًا وتشريعيًا وأمنيًا.

ليس بإغلاق المعبر

ومما ينبغي أن يكون معلومًا في هذا الظرف بالغ الحساسية، أن مواجهة هذا المخطط لا تكون بإغلاق المعبر، كما لا تكون بإطلاق الرصاص على الفارين من جحيم القصف، فالفلسطيني لم يترك وطنه مختارًا- إذا تركه- بل لأنه يعيش تحت القصف الوحشي المستمر، وقد قطعت عنه كل سبل العيش وأصبح في العراء دون أي دعم أو مساندة، بعد أن تم تدمير كل مظاهر العمران والحياة في غزة، بل ينبغي فتح المعبر الخاضع للسيادة المصرية لإيصال المساعدات للمحاصرين وإمدادهم بكل أسباب الحياة والمقاومة، فهذا ما يوجبه القانون الدولي، فضلًا عن توجيه الإنذار لمن يجبر الفلسطينيين على الهجرة عبر الحدود المصرية؛ لأن ذلك هو صورة من صور إعلان الحرب.

 

 

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: کما أن

إقرأ أيضاً:

شاهد.. الحوثيون ينشرون صورا لإطلاق الصاروخ الذي ضرب وسط إسرائيل

نشرت الجزيرة صورا تظهر الصاروخ فرط صوتي الذي أطلقه أنصار الله (الحوثيون) على وسط إسرائيل أمس الاثنين ولم تتمكن الدفاعات الجوية من التعامل معه.

ووفقا للصور التي نشرتها الجماعة، فإن الصاروخ الذي يحمل اسم "فلسطين 2" يمكنه الوصول إلى أهداف على مسافة 2150 كيلومترا، ويعمل بالوقود الصلب على مرحلتين.

ويتميز الصاروخ أيضا بتقنية التخفي وتصل سرعته إلى 16 ماخ. وقد تم إطلاقه من منطقة صحراوية، حسب ما تظهره الصور.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن أنه فتح تحقيقا في سبب التأخر في رصد الصاروخ واعتراضه.

وقال جيش الاحتلال إن الصاروخ قطع مسافة تصل إلى نحو ألفي كيلومتر، واستغرق تحليقه نحو 15 دقيقة، مخترقا الأجواء من الحدود الشرقية، كما أكد أن القوات الجوية تحقق في سبب تأخر رصد الصاروخ واعتراضه.

مقالات مشابهة

  • الجمعية العامة للأمم المتحدة تدعو إلى إنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية
  • مجلس الشورى يدين العدوان السيبراني الذي نفذه الكيان الصهيوني على لبنان
  • جبريل أبراهيم أحد رموز معركة الكرامة الذي تجلى شموخه أمس على شاشة الجزيرة
  • الحياة.. فرصة!
  • هل تعاني من الأفكار السلبية؟
  • شاهد.. الحوثيون ينشرون صورا لإطلاق الصاروخ الذي ضرب وسط إسرائيل
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 41226 شهيدا و95413 مصاب
  •  بينهم طفل.. العدو الصهيوني يعتقل 20 فلسطينياً من الضفة المحتلة
  • العدو الصهيوني يعتقل 20 فلسطينيا من الضفة المحتلة
  • محلل قناة الجزيرة ‘‘اللواء فائز الدويري’’ يكشف مفاجأة عن الصاروخ الحوثي الذي استهدف تل أبيب (فيديو)