تتصدر دولة الإمارات إقليمياً في استقطاب شركات وخبراء إدارة الأصول ، مدعومة ببنيتها التشريعية والتنظيمية ذات المعايير العالمية، وتوافر المراكز المالية التي توفر بيئة مثالية حاضنة لهذه الشركات، التي تشهد طلباً متزايداُ على خدماتها في الدولة، لاسيما مع استقطاب الدولة لأصحاب الثروات من جميع أنحاء العالم بفعل أجواء الاستقرار والأمان العالية، بحسب مركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” في أبوظبي.


وأكد المركز في ورقة بحثية جديدة أن أبوظبي ودبي قد رسخت مكانتهما ضمن أبرز المدن العالمية في استقطاب الشركات العاملة بقطاع إدارة الأصول والثروات، فيما عززت بيئة الأعمال الجذابة في الدولة بشكل عام ، من توفير فرص الوصول إلى أسواق منطقة الخليج والمنطقة بشكل عام في القطاع.
ونجحت دولة الإمارات مؤخراً في إصدار تشريعات وأطر تنظيمية قوية ما جعلها بيئة حيوية لقطاع إدارة الأصول، حيث يلعب سوق أبوظبي العالمي ومركز دبي المالي العالمي دوراُ أساسياً في هذا السياق.
ووفقاً لـ سوق أبوظبي العالمي، نما حجم الأصول المدارة بنسبة 56% العام 2022 ، فيما ارتفع عدد شركات إدارة الأصول والتي انتقلت إلى السوق بصورة ملحوظة ما جعله أحد أسرع المراكز المالية الدولية ريادة ونمواً في المنطقة.
واستقطب مركز دبي المالي العالمي مؤخراً أكثر من 300 شركة بقطاع إدارة الثروات والأصول مرسخاً مكانته كأكبر مركز مالي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا ، في الوقت الذي يتجاوز حجم الثروات المدارة عبر المركز الـ 450 مليار دولار.
وأكد مركز “إنترريجونال” أن إدارة الأصول والثروات قد برز دور مديري الأصول عالمياً تزامنا مع نشوب الأزمة المالية العالمية العام 2008، حيث ظهرت الحاجة لهم لاستثمار الأموال نيابةً عن المستثمرين في مصادر مختلفة، بما في ذلك فرص الاستثمار في التمويل الحكومي من خلال صناديق الثروة السيادية، وأنظمة المعاشات وشركات التأمين، وتمويل القطاع الخاص من خلال شراء الأسهم أو السندات وغيرها بغية تجنب مخاطر الاستثمار في نشاط استثماري معين.
وأضاف، خلال فترة زمنية قصيرة، تمكن مجال إدارة الأصول من الهيمنة على القطاع المالي العالمي بشكل ملحوظ، حتى أصبح مديرو الأصول في الوقت الراهن من أقوى المؤسسات التي تعمل على تحويل دفة الاقتصاد العالمي نحو الفرص الاستثمارية الجديدة.
وأشار المركز إلى أن مديرو الأصول يديرون أكثر من 100 تريليون يورو على مستوى العالم وفق إحصائيات العام 2021، فيما تمثل سوق الولايات المتحدة السوق الكبرى، بحصة تبلغ نحو 50%، تليها أوروبا بحصة 30%، في الوقت الذي نما فيه سوق مديري الأصول في آسيا بنسبة 12%، بمعدل أعلى من أوروبا.
وقال مركز “إنترريجونال”: يلعب مديرو الأصول حالياً دوراً مهماً بالقطاعات الحكومية والخاصة ،لاسيما في قطاعات بارزة منها على سبيل المثال : تعزيز الاستثمارات في سوق العقارات والبنية التحتية استثمار رؤوس أموال الشركات العائلية والأفراد وغيرهم ، ومع ذلك تبرز عدداً من المتطلبات الرئيسية التي يجب أن يضعها مديرو الأصول في عين اعتبارهم، بما يسهم في المزيد من تعزيز أدوارهم في الاقتصاد العالمي مثل : تعزيز المرونة في التعامل مع الاضطرابات و مراجعة الاستراتيجيات الاستثمارية وتبني أفكار أكثر ديناميكيةً واتباع نهج هيكلي لإدارة التكاليف.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: إدارة الأصول

إقرأ أيضاً:

ما هي منظمة حاباد اليهودية التي اختفى أحد حاخاماتها في الإمارات؟

أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حاخاما يهوديا من منظمة "حاباد" اختفى في الإمارات منذ أربعة أيام في ظروف غامضة.

وتشتبه السلطات الإسرائيلية بأن الحاخام زفي كوغان، والذي ذكرت وسائل إعلام أنه ضابط في الجيش أيضا، تعرض للاختطاف أو القتل من قبل "جهة معادية" خلال وجوده في الإمارات.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن كوغان كان يقيم في الإمارات بشكل رسمي بصفته مساعدا للحاخام اليهودي الأكبر في أبو ظبي.

وينتمي كوغان إلى منظمة "حاباد" أو "شاباد" اليهودية، والتي برزت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفي تموز/ يوليو ظهر علم "حاباد" باللون الأصفر على إحدى دبابات الاحتلال، التي دمرها مقاتل من كتائب القسام، بواسطة عبوة ناسفة في تل السلطان برفح.

ويظهر على العلم الملون بالأصفر، تاج أزرق، وتحته بالعبرية عبارة "مشيح" أو مسيح، ويقصد بها المسيح المخلص وفقا للاعتقاد اليهودي الذي سيأتي في آخر الزمان ليقود اليهود.

وترفع هذا العلم منظمة حاباد أو "حاباد لوبافيتش"، وهي من أشهر المنظمات اليهودية الأرثوذكسية الحسيدية، حول العالم، والتي تمتلك علاقات واسعة على مستوى السياسيين، وتنفتح على العلمانيين لتحقيق أهدافها.

والحسيديون هم اليهود المتدينون الغربيون، القادمون من دول أوروبا الشرقية، ونسبة انفتاحهم أكبر من الحريديم، وهم اليهود الشرقيون والذين يبقون منغلقين على أنفسهم، وخاصة على الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، والتي حرموها مؤخرا.


تأسيس المنظمة

يعود تأسيس الحاباد إلى عام 1775 على يد الحاخام شنيور زلمان ليادي واشتق اسمها من اختصار الكلمات العبرية الثلاث "دآت، بيناه، حوكماه"، وتعني "الحكمة والفهم والمعرفة"، وفي الثلاثينيات نقل أحد حاخاماتها مركزها من مدينة لوبافيتش بروسيا إلى بولندا، ثم مع الحرب العالمية الثانية والعلاقة السيئة مع النازيين انتقلوا إلى الولايات المتحدة.

وخلال العقود التي تلت الخمسينيات، باتت منظمة حاباد، واحدة من أكثر المنظمات اليهودية انتشارا حول العالم، وتشعبت في العديد من القطاعات مستهدفة اليهود في العالم، وكان يتزعمها آنذاك، الحاخام، مناحيم مندل شنايرسون، والذي وصل تقديس أتباعه له إلى حد أن يطلقوا عليه لقب المسيح.

ويقدر عدد أتباع الحاباد، من الحسيديم بنحو 95 ألف شخص، أي ما يمثل قرابة 13 بالمئة من الحسيديم حول العالم، ولها نفوذ واسع في الولايات المتحدة.


التخلص من الفلسطينيين

تعد منظمة حاباد، من المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بوجود الفلسطينيين، وتدعو للتخلص منهم وطردهم من فلسطين المحتلة، وتعارض أي اتفاق يمكن أن يمنحهم جزءا من أراضيهم.

ونشطت منذ بدء العدوان على غزة، عبر دعم جيش الاحتلال، بالتجهيزات اللوجستية للجنود، وجمع التبرعات لتوفير احتياجاته، والحضور بشكل واضح باسمها خلال العدوان.

ونظمت العديد من الفعاليات، ورفعت لافتات، تدعو فيها بصراحة إلى عودة الاستيطانية إلى قطاع غزة، فضلا عن توسيع التهام الأراضي في الضفة الغربية لصالح الاستيطان.

وقام عدد من جنود الاحتلال، في بداية العدوان، برفع لافتة على أحد منازل بيت حانون شمال غزة، وأطلقوا عليه اسم "أول بيت حاباد" في غزة، وأقاموا فيه احتفالا بعيد الحانوكاه اليهودي، قبل أن ينسحبوا على وقع ضربات المقاومة ويدمروا المنطقة.

وخلال المعارك في غزة، رفعت رايات ولافتات منظمة حاباد، وشعار المسيح كرايات وعلى الدبابات التي فجرتها المقاومة وظهر ذلك على الأقل في توثيقين مصورين لكتائب القسام.

كما قامت المنظمة بنصب شمعدان يهودي للاحتفال بعيد الحانوكاه في قطاع غزة، قبل أن ينسحبوا من المنطقة التي جرى فيها الاحتلال بدايات العدوان.

السيطرة على الجيش

كشفت تقارير عبرية، أن 80 بالمئة من الفعاليات التربوية الدينية، لجنود جيش الاحتلال، والتي يشارك فيها ضباط من قادة السرايا والرتب الأكبر، ويطلق عليها "أيام السبت التربوية"، تنفذها منظمات يمينية استيطانية، تخضع جميعها لحركة حاباد اليهودية.

وقالت صحيفة معاريف العبرية، إن الجيش تخلى عن المجال التربوي للجنود لصالح منظمات يهودية لها أجندة مثل حاباد، وهو ما يعتبره ضباط خطرا على خطاب الهوية الإسرائيلية.

وتمكنت حاباد من التسلل إلى القطاع التربوي في جيش الاحتلال، عبر بند التمويل، والذي يشترط فيه الجيش، أن تنظيم الفعاليات من أية جهة، يجب أن تموله المنظمة بنفسها عبر التبرعات، وحاباد من أقوى المنظمات التي يمكنها جمع التبرعات من اليهود المتطرفين، لإقامة فعاليات توراتية داخل الجيش.

مناطق التواجد

تسيطر منظمة حاباد على منطقة تدعى كفار حاباد، وهي الضاحية الملاصقة لمطار بن غوريون على أراضي يافا المحتلة، والتي يقدر عدد قاطنيها بأكثر من 7 آلاف نسمة، وهم من أتباعها، كما أن لهم وجودا في صفد، منذ تسلل اليهود من أوروبا الشرقية إلى فلسطين المحتلة، ما بين 1777- 1840، وقاموا بإنشاء مجتمع خاص بهم، ومعابد ومحاولات استيطانية مبكرة عبر الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.

كما أن لهم تواجدا بعشرات الآلاف في كل من فرنسا وكندا، إضافة إلى الإمارات، والتي أنشأوا فيها المركز المجتمعي اليهودي والذي يحوي كنيسا ولفائف من التوراة، ويوفر الدواجن الحلال وفقا للشريعة اليهودية "الطعام الكوشير"، لأتباع المنظمة في الإمارات، ويترأس مركز الحاباد الحاخام ليفي دوشمان.

مقالات مشابهة

  • معززة حضورها العالمي.. وكالة الفضاء السعودية تدشن “مركز مستقبل الفضاء”
  • ما هي منظمة حاباد اليهودية التي اختفى أحد حاخاماتها في الإمارات؟
  • وكيل رياضة الدقهلية تعقد اجتماعا مع مجلس إدارة مركز التنمية الشبابية بميت غمر
  • تفاصيل اجتماع وكيل وزارة الشباب بالدقهلية بمجلس إدارة مركز التنمية الشبابية بميت غمر
  • انطلاق المؤتمر الإماراتي العالمي الـ12 لجراحة العظام في أبوظبي
  • «انيرجي انتليجنس»: أبوظبي تعزز ريادتها في قطاع الطاقة العالمي
  • إنرجي انتلجينس: أبوظبي تعزز ريادتها في قطاع الطاقة العالمي
  • نائبة التنسيقية تطالب بإنشاء قاعدة بيانات لأصول الدولة غير المستغلة في قطاع الأعمال  
  • حمدان بن زايد: أبوظبي مركز عالمي لقطاعات صناعة اليخوت
  • من هي ”أم كيان” التي تقود الاستخبارات النسائية لدى الحوثيين؟