JetZero: هل مستقبل الطيران الصديق للبيئة يمثّله بتصميم هذه الطائرة الجديدة؟
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- فيما تبحث صناعة الطيران بشكل يائس عن طرق لتقليل انبعاثات الكربون، تواجه تحديًا أصعب نوعًا ما من القطاعات الأخرى، لأنّ تقنياتها الأساسية أثبتت صعوبة الابتعاد عنها.
ربما حان الوقت لتجربة شيء جديد. أحد الاقتراحات يتمثّل بـ"جسم الجناح المخلوط". يبدو الشكل الكلي للطائرة الجديدة مشابهًا لتصميم "الجناح الطائر" الذي تستخدمه الطائرات العسكرية مثل القاذفة الشهيرة B-2، لكن الجناح المخلوط يتمتع بحجم أكبر في القسم الأوسط.
وتعمل كل من شركتي بوينغ وإيرباص على تعديل هذه الفكرة، وكذلك الأمر بالنسبة لشركة ثالثة، JetZero التي تتخذ من كاليفورنيا مقرًا لها، ووضعت هدفًا طموحًا يتمثل بوضع طائرة ذات أجنحة مخلوطة في الخدمة بحلول عام 2030.
وقال توم أوليري، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة JetZero: "نولي اهتمامًا كبيرًا لتحقيق صفر انبعاثات في الطائرات الكبيرة، ويمكن لهيكل الطائرة ذات الجناح المخلوط أن توفر حرقًا وانبعاثات أقل للوقود بنسبة 50٪".
وأضاف: يُعد ذلك بمثابة "قفزة مذهلة إلى الأمام مقارنة بما اعتادت عليه الصناعة".
إن مفهوم الأجنحة المخلوطة ليس بجديد، وتعود المحاولات الأولى لبناء طائرات وفق هذا التصميم إلى أواخر عشرينيات القرن الماضي في ألمانيا. ابتكر مصمّم الطائرات والصناعي الأمريكي جاك نورثروب تصميم جناح طائر يعمل بالطاقة النفاثة في عام 1947، والذي ألهم الطائرة B-2 في تسعينيات القرن المنصرم.
كنوع هجين بين الجناح الطائر و"الأنبوب والجناح" التقليديين، يسمح الجناح المدمج للطائرة بأكملها بتوليد الرفع، ما يقلّل من السحب. وقالت وكالة ناسا إنّ هذا الشكل "يساعد على زيادة الاقتصاد في استهلاك الوقود ويخلق مناطق حمولة أكبر (البضائع أو الركاب) في الجزء الأوسط من جسم الطائرة." واختبرته الوكالة من خلال إحدى طائراتها التجريبية، X-48. ومن خلال حوالي 120 رحلة تجريبية بين عامي 2007 و2012، أثبتت طائرتان بدون طيار من طراز X-48 يتم التحكم فيهما عن بعد مدى جدوى هذا المفهوم.
وقالت الوكالة: "إن طائرة من هذا النوع سيكون جناحاها أكبر قليلاً من طائرة بوينغ 747، ويمكن أن تعمل من محطات المطار الحالية"، مضيفة أنّ الطائرة أيضًا "ستزن أقل، وتولد ضوضاء وانبعاثات أقل، وتكلفة تشغيل أقل" من طائرات النقل التقليدية المتقدمة بالقدر عينه.
في عام 2020، قامت شركة إيرباص ببناء نموذج صغير من الأجنحة المخلوطة، يبلغ طوله حوالي ستة أقدام، ما يشير إلى الاهتمام بمتابعة طائرة كاملة الحجم في المستقبل. لكن إذا كان الشكل فعالاً إلى هذا الحد، فلماذا لم ننتقل بعد إلى بناء الطائرات انطلاقًا منه؟
بحسب أوليري، هناك تحدٍ تقني رئيسي يعيق الشركات المصنّعة. يقول: "إنه ضغط جسم الطائرة غير الأسطواني"، مشيرًا إلى حقيقة أن الطائرة ذات الشكل الأنبوبي تكون أكثر قدرة على التعامل مع دورات التمدد والانكماش المستمرة التي تترافق مع كل رحلة.
مثل هذا الشكل الجذري الجديد من شأنه أن يجعل الجزء الداخلي من الطائرة يبدو مختلفًا تمامًا عن الطائرات ذات الهيكل العريض اليوم. وأشار أوليري إلى أنه "مجرّد جسم أوسع بكثير". وتابع: "تحتوي طائرتك النموذجية ذات الممر الواحد على ثلاثة مقاعد بثلاثة، لكن هذا النوع من الأنبوب أقصر وأعرض. يمكنك الحصول على نفس العدد من الأشخاص، لكن قد يكون لديك 15 أو 20 صفًا عبر المقصورة، اعتمادًا على كيفية تكوينها لكل شركة طيران بذاتها.
الإمكانات الثوريةورأى أوليري إن أقرب طائرة مكافئة من حيث الحجم ستكون طائرة بوينغ 767، وهي طائرة عريضة ذات محركين تم طرحها في ثمانينيات القرن الماضي، وكانت تحمل عادة حوالي 210 ركاب. ولا تزال تُنتج كطائرة شحن، لكنها استبدلت بطائرة بوينغ 787 كطائرة ركاب. كما أن لديها نسخة عسكرية حديثة، وهي KC-46، التي تستخدمها القوات الجوية الأمريكية للتزود بالوقود في الجو.
على نحو مماثل، تريد شركة JetZero تطوير ثلاثة أنواع مختلفة في وقت واحد: طائرة ركاب، وطائرة شحن، وناقلة وقود. يتناسب شكل الجناح المخلوط بشكل جيد مع هذا الأخير لدرجة أن القوات الجوية الأمريكية قد منحت شركة JetZero للتو مبلغ 235 مليون دولار لتطوير نموذج عرضي واسع النطاق، والتحقق من صحة أداء مفهوم الجناح المخلوط. ويتوقع أن تكون الرحلة الأولى بحلول عام 2027، ما يعني أنها ستكون النسخة العسكرية من الطائرة الريادية لهذا النوع من الطائرات، وربما تدعم تطوير النماذج التجارية.
غير أنّ بناء طائرة جديدة تمامًا من الصفر يعد مهمة هائلة، وتبدو أهداف JetZero طموحة، نظرًا لأنّ العملية الكاملة لإصدار الشهادات حتى لنوع مختلف من الطائرة الحالية يمكن أن تستغرق سنوات. إحدى المزايا التي تتمتع بها JetZero في هذا المجال أنها ستستعير بداية محركات من الطائرات ذات الهيكل الضيق الحالية، مثل طائرة Boeing 737، رغم أن الخطة تهدف في النهاية للانتقال إلى نظام دفع خالٍ تمامًا من الانبعاثات مدعوم بالهيدروجين، الأمر الذي سيتطلب محركات جديدة لم يتم تطويرها بعد.
ولفت ريتشارد أبو العافية، محلل الطيران لدى شركة الاستشارات Aerodynamic Advisory، إلى أنه لا يمكن التحقق من جميع ادعاءات JetZero، فإن "فكرة جسم الجناح المخلوط كانت جذابة للغاية لسنوات، ويبدو أنهم قاموا ببعض الأبحاث المثيرة جدًا للاهتمام. أنا وزملائي نعتبر أنّ ذلك أمراً واعداً للغاية".
وما يشعره بالقلق أنّ الشركة في الغالب عبارة عن "متجر تصميم" راهنًا، لكنه يعتقد أن المشروع قد ينطلق بمساعدة المقاولين. ويقول: "هناك بالتأكيد مجال لمن يرغب بالفعل إضافة قيمة إلى هذه الصناعة".
الطيرانتصاميمطائراتنشر السبت، 25 نوفمبر / تشرين الثاني 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الطيران تصاميم طائرات
إقرأ أيضاً:
كيف سقطت “F18” الأميركية في البحر الأحمر؟
يمانيون../
أعلنت البحرية الأميركية سقوط طائرة “F18” من على متن حاملة الطائرات المتموضعة في البحر الأحمر، في بيان غير مفصل: “كانت طائرة F/A-18E تُسحب بنشاط في حظيرة الطائرات عندما فقد طاقم النقل السيطرة عليها. فُقدت الطائرة وجرار السحب في البحر”. لاحقًا نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أن سبب السقوط، هو انزلاق بعدما قامت حاملة الطائرات “يو إس إس ترومان” بمناورة مراوغة لتجنب مسار نيران حوثية قادمة، وفق ما أكده مسؤولون أميركيون لموقع “المونيتور” الذي علّق بدوره أنه: “لا يزال من غير الواضح نوع القذيفة أو إذا ما جرى اعتراضها”.
الأكيد هو أن الطائرة الأميركية قد سقطت في أثناء تنفيذ عملية الاشتباك العسكرية اليمنية ضد حاملة الطائرات “هاري ترومان”، والتي كانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت عنها عصر الاثنين، وهي عملية مشتركة بين القوات البحرية والصاروخية وسلاح الجو المسير، بعدد من الطائرات المسيرة، والصواريخ الباليستية والمجنحة، طوال ساعات، ونتج عن الاشتباك إجبار حاملة الطائرات على التراجع عن مواقعها السابقة والاتجاه نحو شمال البحر الأحمر.
لكن ما ليس مؤكدًا، هو كيف سقطت؟ هناك ثلاثة سيناريوهات تتبادر إلى الذهن مع سماع بيان البحرية الأميركية، الأول: هو أنه تم إسقاطها بنيران القوات اليمنية، وأصيبت بصاروخ بالستي أو مجنح أو بطائرة مسيرة، وتتعمد البحرية الأميركية إخفاء الأمر حفاظًا على ما تبقى من سمعة “ترومان”، والبحرية الأميركية التي تعاني من العجز في تحقيق أهدافها في اليمن على مدى أكثر من ستة أسابيع، كلفتها ثلاثة مليارات دولار حسب موقع “رسبونسبول” الأميركي.
السيناريو الثاني: هو أنها قد سقطت بفعل نيران صديقة، وبهذا يكون ثاني سقوط لطائرة من هذا النوع، بعد إسقاط واحدة في البحر الأحمر في ديسمبر/2024م فوق حاملة الطائرات نفسها، “هاري ترومان”. وسبب إخفاء مثل هذا الاحتمال، هو لمنع تكرار الإحراج الذي لحق بقادة الحاملة في المرة السابقة، بعد أن ظهروا بوضع المرتبك الخائف المرعوب، وتم إطلاق النار نحو الطائرة على سبيل الخطأ، دون أي تدقيق، رغم الأنظمة المتقدمة للتعرف على الأجسام الصديقة، والتي يبدو أنها فشلت هي الأخرى في تنفيذ تلك المهمة بالشكل المطلوب.
السيناريو الثالث: هو ما يبدو أن البحرية الأميركية ذاهبة اليوم إلى اعتماده، عبر التسريبات المتعددة لوسائل الإعلام والصحافة الأميركية وغيرها، ويتلخص كما سبق، بانزلاق الطائرة في أثناء محاولة البحارة قطرها في الحظيرة، وبينما كانت “ترومان” تحاول الهروب بسرعة خوفًا من إصابتها من قبل القوات اليمنية، انعطفت بشكل حاد، كما تقول الرواية المطلوب تمريرها، ومن المنطقي حينها أن يفقد البحارة السيطرة عليها وعلى الجرار، وبالتالي تتعرض للسقوط.
النتيجة الواضحة، لمختلف السيناريوهات، أن السقوط كان بسبب العملية المشتركة بالأمس، والتي تشير إلى حالة الإرباك والتخبط والرعب التي تعيشها منظومة القيادة والسيطرة في الحاملة “ترومان”، ما يشكل فضيحة مدوية للبحرية الأميركية، ويكشف عن الفوضى الخطيرة التي تعتري العمليات الأميركية بشكل عام.
إن مجرد انعطافة الحاملة “ترومان” بهذا الشكل الحاد يعني أن الدفاعات الجوية التابعة لها لم تكن فعالة، ولا توفر الأمن الكامل للحاملة، وبالتالي فهناك توقعات مرتفعة لدى قادة “ترومان”، بإصابتها، ولهذا فلا مجال أمامها سوى الهروب.
هروب حاملة الطائرات أمام العمليات اليمنية، ليس جديدًا، فقد كانت “أيزنهاور”، و”لنكولن”، مبدعتين في تنفيذ إستراتيجية الهروب، كما تندر عليهما بذلك السيد عبد الملك الحوثي في عدة خطابات.
يبقى أنه، وبالنظر إلى الرواية الأميركية، فإذا كانت هذه الطائرة قد سقطت، وهي تزن من 11 إلى 17 طنًا، نتيجة انعطاف حاد، فهذا يعني أن القوة الطاردة المركزية التي تسلّطت على الطائرة كانت كبيرة بما يكفي لتحريك ذلك الوزن الثقيل جدًا، لدرجة سقوطها في البحر، وعليه فما الذي حل ببقية الطائرات؟ وهذا ما يجب مناقشته مع الخبراء في هذا المجال.
* المادة نقلت حرفيا من موقع العهد الاخباري ـ علي الدرواني