الى على المك: أيضاً، انعي اليك الخرطوم يا علي
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
aahmedgumaa@yahoo.com
تسالني - يا علي - عن الخرطوم
تلك التي كانت تعج بالنجوم
وكانت هي المثال للثقافة
والنظافة
والقيافة
والآن هي الاخري...
حبلى...
بالجنجويد والهموم
لم تعد هي الخرطوم
بل غدت مدينة للأشباح
تملؤها الكلاب بالنباح
والصياح..
في المساء والصباح
تحتلها الغربان والعربان
جاؤا من بعيد - يا علي
جاؤا من بعيييييد يا علي
ليحرقوا الخرطوم وام درمان والسودان
خلت الديار - يا علي.
فهذا شارع المطار...
خلا من المودعين والمسافرين
هذه صالة المغادرين...
كانت تعج بالحياة والحنين
كان هناك العاشقون في عناق
في لحظة الفراق
وهناك الزوجان في التياع
من لحظة الوداع
و تنسال الدموع... كالانهار
تجري بلا انقطاع
على ارصفة المطار
هذه ام تودع الجنين
واخت تضم اخاها في حنين
واب يكتم الانين
ويبتسم... رغم الفراق المستبين
ويا علي...
ورغم كثافة الضجيج
كانت هناك صالة الحجيج
تعج بالعمار والحجاج الى الحجاز
الى البيت الحرام
يتوافدون...شوقا الى زيارة الامام
خير البرية والانام،
صلاة الله عليه والسلام
وكان لا ينقطع التكبير والتهليل وقد لبسوا الاحرام
وكانت هناك صالة القدوم
للقادمين الى الخرطوم
الآن على ارجائها طيور البوم
خلت من الحقائب الثمينة – يا علي
والهدايا والعطور والبخور
هذا (علي) قادم من البحرين
وهذي (سعاد) من عمان
وهذا العريس من عجمان
يغادرون على عجل
شوقا الى الاهل
هذه طبيبة
وهذه اديبة
وهذه الخطيبة
كلهم قادمون بالشوق وكلهم على عجل
شوقا الى الأهل
في السودان...
يقتلهمو الحنين الى الأوطان والاحضان
هذه الخرطوم - حين كانت - يا علي
مدينة الثقافة
والنظافة
واللطافة
كانها باريس...كانت
وكأنها الرصافة
لكنها الآن...
وقد خلت من السكان...
فهنا النيل كان يضج بالحياة
هذا شارع الجامعة...
وهذي جامعة الخرطوم
كانت تعج بالفنون
والآداب
والحساب
والعلوم
كانت غنية بالنجوم
والآن... يحتلها الجنود
وعلي شرفاتها تخيم الهموم
وهذي - يا علي - القيادة العامــــــــــة
كانت هناك الطــــــــــــــــــــــــــــــــــامة
الرصاص يحصد الشهداء
وهنا فاضت الارواح والاجساد والدماء
(والجنرال) يحتفي بما طاب من الشراب
خلف سور القيادة العالي
لا يبالي...
كلهم يتفرجون...
ورصاص الغدر والخيانة
يحصد الثوار...
في ظلام الليل...
وفي وضح النهار...
على ابواب القيادة العامـــــــــــــــــــــــــــــة
في ليلة العيد في رمضان...
وعلى ابواب القيادة العامـــــــــــــــــــــــــــــة
كانت هناك الطامــــــــــــــــــة - يا علي –
كانت هناك الطامــــــــــــــــــــــة...في القيادة العامــــــــــــــــــــة
هذه شوارع الخرطوم... الآن
وقد خلت من السكان
هذا عبيد ختم
وهذا شارع الستين
كلها محروسة بالدبابة والرصاصة والسكين
وهذه هي المعمورة
غدت وكانها مطمورة مسحورة
وهذه محطة البلابل مسكونة بالجنود
وهذا شارع المشتل الجميل
غدا ساحة للقتل والسلب والتنكيل
وهذه الرياض...
هذه بري...
هذه الكلاكلة...
تحتلها الكلاب
وهذه اللاماب...
تحتلها الذئاب
وهذه هي الديوم...
خلت هي الاخرى من السكان!
وهذه - يا علي - هي الصحافة
الجنود في الشوارع ينهبون الناس قهرا
في غير (ما) حصافة
من سوبا الى السجانة والجرافة
الجنود يسرقون الأحلام من العيون
لا يرقبون في (مسلم) الاً ولا كرامة
سقونا كأس الذل والندامة
فطفقنا في البحث عن سلامة
في خارج السودان...
أوفي داخل السودان
هجرنا البيوت...يا علي... والحيشان
هجرنا المساجد والكنائس والمدارس
هجرنا الحدائق
والفنادق
والمقاهي
والجيران
هجرنا كافة الأوطان
فالجنود يمرحون ويسرحون الآن...
في شوارع المدينة
اغتصبوا الافراح والاحلام والسكينة
واغرقو السفينة - يا علي - في لجة الظلام
لا يرعوا، غارقون في الحرام
حرموا السلام والكلام
فلم يعد هناك في الانام
من يرفع الآذان...
فتصدعت مساجد الرحمان
هذا هو الحال يا علي...
فام درمان...
والخرطوم...
ومدن السودان
كلها تنام في الاحزان
وتصحو مع الاحزان
لكن سلام عليك يا علي
هذا الليل –وان طال- يا علي -
لابد ان ينجلي
فنم قرير العين في علاك ... في سماك
فرغم الهم والاحزان
حتما سيحفل الانسان في السودان بالسلام
وينعم الاحباب
والاصحاب
والاخوان
والجيران
بالسلام...
فعليك السلام يا على من الخرطوم،
من ام درمان،
من السودان
كالقاري - البرتا - كندا
30/9/2023
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: کانت هناک هذا شارع
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يسيطر على أهم مستشفيات الخرطوم.. والقصر الرئاسي مسألة وقت
أعلن الجيش السوداني أن قواته سيطرت على مستشفى الخرطوم ومستشفى الأسنان شمال غرب القيادة العامة، فيما تتطور الأحداث بشكل متسارع حيث قصف الجيش بالمسيرات القصر الرئاسي وبسط سيطرته على مناطق استراتيجية، فيما أشار تقرير إعلامي إلى أن سيطرة الجيش على القصر الرئاسي مسألة وقت.
اقرأ ايضاًوكشف مصدر ميداني بأن الجيش السوداني استهدف بالمسيرات القصر الرئاسي في الخرطوم، وبسط سيطرته على مناطق بالعاصمة التي يقع جزء منها تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وأوضح المصدر لـ"الجزيرة" أن الهجوم على القصر الرئاسي بالمسيرات خلّف تدمير عربة مقاتلة بمحيط القصر، كما تم رصد انسحاب عناصر من الدعم السريع نحو متحف السودان.
استلام موقف شروني وابراج النيلين وسط الخرطوم pic.twitter.com/xXKd286kH5
— Abadi (@abadisudan1) March 16, 2025
وقالت وسائل إعلام إن الجيش السوداني سيطر اليوم الأحد، على جسر المسلّمية وأبراج النيلين، إضافة لسيطرته على محطة شروني وسط الخرطوم، وأحياء الخرطوم 2 ونادي الأسرة، وتعتبر هذه المناطق استراتيجية وحاكمة في الصراع الدائر في الخرطوم من الناحية العسكرية.
وأبراج النيلين موقع استراتيجي اتخذته قوات الدعم السريع لنشر قناصتها عليه بشكل مكثف لقربه من القصر الرئاسي، الأمر الذي أخّر تقدم الجيش نحو القصر، ولكنّ الموقف قد تغيّر بسقوط حيث سيتم تحييد عدد من المباني لتمكين الجيش من حماية جميع قواته التي تتقدم نحو القصر الجمهوري.
بدوره أفاد مراسل "التلفزيون العربي" بأن الجيش السوداني بات على بعد نحو كيلومتر واحد فقط من شارع المطار ومطار الخرطوم، مشيرًا إلى أن سيطرة الجيش على القصر الرئاسي والمواقع السيادية القريبة منه باتت مسألة وقت فقط.
وكان الجيش السوداني تقدم في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، كما استعاد بلدة التروس التي تقع بين ولايتي النيل الأبيض وسنار.
وقتلت الحرب في السودان ما لا يقل عن 20 ألف شخص، كما دفعت أكثر من 14 مليونا إلى النزوح من منازلهم، وذلك بعد 23 شهرا من اندلاعها.
المصدر: وكالات
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن