السودان كثيرا ما يعظم اعداءه وينسى جرائمهم
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
من محن السودان، عدم الوضوح الخجل المجاملة الخوف من المواجهة الاستخفاف وعدم المبالاة في اكبر الأمور المحورية التي تعني الحياة او الموت .
الجرائم التي ارتكبتها المهدية عند استباحة الخرطوم تتفوق على اسوآ جرائم النازية وتكاد ان تصل لمستوى الخمير الحمر وزعيمهم بول بوت في كمبوديا . عند سقوط الخرطوم قتل الأنصار كل الزعماء الدينيين او عرضوهم للاهانة والتحقير .
المليشيات في المهدية مثلا كانت لحماية شخصي كبيرة وليس لها انتماء كامل للجيش . كانت مستقلة . تعيش ظروفا اقتصادية واجتماعية خيرا من بقية الجيش المحارب . لها سلطات مطلقة . خير مثال كان ،، الملازمين ،، الملتصقين بالمهدي ثم الخليفة . كان هنالك ،، الجهدية ،، دورهم الاكبر كان انتزاع الضرائب نهب الغلال الجمال وكل ما يخطر على البال وفرض الغرامات بحق وبدون حق وممارسة الاغتصاب .
اعلن البريطانيون بعد مؤتمر نيوفاوند لاند مع الامريكان في بداية الاربعينات 1941أن المستعمرات ستصفى وسيكون هنالك نظام حر بعيدا عن الاحتكاروالاستعماربعد الحرب . سبب الحرب كان الاحتكار والتطاحن بسبب الاسواق والاستعمار . وصل الاشتراكيون الى السلطة 1946 في بريطانيا تحت شعار محاربة الراسمالية الاستعمارية اعطاء العمال البريطانيين اوضاعا مريحة بدلا عن الشقاء والظروف الغير انسانية التي عاشتها البروليتاريا والشعوب البريطانية لقرون ، كما ضحوا بعنف تحت نير الحرب العالمية وفقدوا ابناءهم وثروتهم وحطمت منازلهم .
لم نكن مستعمرة بريطانية ، كنا فقط تحت الادارة البريطانية .صرح البريطانيون للسودانيين بانهم سيحكمون انفسهم في ظرف 10 سنوات . لهاذا كنا اول دولة افريقية تحصل على استقلالها بسب عدم وجود استيطان بريطاني في بلادنا . كلهم 800 موظف بريطاني ودعهم الشعب السوداني ببعض الحسرة في بعض الاحيان . ومنذ 1953 كانت لنا حكومة سودانية منتخبة سببت مذبحة اول مارس 1954، حرب الجنوب ومذبحة مئات المزارعين في مشرع جودة 1955. كله بسبب العنجهية التسلط والغباء .
اتت فكرة تنصيب عبد الرحمن المهدي ملكا على السودان في الاربعينات بعد التلويح بالاستفلال .استعد عبد الرحمن المهدي لمنصب الملك واول من اجتهد في هذا الطريق بقوةهو العم محمد على شوقي الذي احمل اسمه انابسبب صداقته القوية من ابراهيم بدري . تقدمت التحضيرات لدرجة عالية بعد رجوع عبد الرحمن المهدي من رحلة تتويج الملكة اليزابيث مما اسال لعابه لمنصب الملك ، وان كان في الحقيقة ملكا غير متوج له الملايين على استعداد للموت عند طلبه . تم ادخال فكرة الملكية في يافوخه . تكونت فرق موسيقية من عشرات رجال الانصار تحت اشراف مدرب احضر من بريطانيا مع كل الآلات الموسيقية . لا تزال بقايا هذه الفرقة موجودة في الجزيرة ابا الى وقت قريب .
احتاج عبد الرحمن المهدي لمليشيا تكونت من آلاف الرجال والشباب . المليشيا الانصارية التي ارتكبت مذبحة القصر كان بضع آلاف من الرجال . وقتها كان كل عددالجيش الموزع على السودان 7 الف مقاتل . اتو بالمليشيات من غرب السودان او من اهل غرب السودان ومن استقروا في الجزيرة ابا وعملوا تحت نظام السخرة بدون اجر لعشرات السنين . خلقوا ثروة آل المهدي . كما تمكن المراغنة بالدجل وغباء اهل السودان من العيش كملوك متوجين ولا يزالون .
مليشيات الختميبة كانت مظهرية فقط بملابس خاصة وعلامات ملونة ورتب مختلفة . لم نر منهم ميلا الى العنف ، بل كانوا يهربون عند الاصطدام بلميشيات الانصار التي كانت ،، متوحشة ،، بطريقة عقائدية زيهم من قماش الدمورية الرخيص . الأنصار كانو يتسلحون بالعصي التي يمكن ان يركب عليها فؤوس صغيرة والسكاكين . ينشدون باصوات قوية .... صديق بحر والناس تعوم صديق قمر والناس نجوم .......... بصوت اقل قوة كان الختمية ينشدون . شئ لله يا حسن والختم جدو النبي .شيئ لله ياميرغني والختم جدو النبي .....ولا يزالون يمارسون هذه الاشياء في الحوليات والتجمعات .
مليشيات الانصار ارتكبت مذبحة القصر 1954في اول مارس عندما ارادوا قتل محمد نجين رئيس مصر الزائر والمولود في السودان والذي نشأ وتعلم في السودان .ارادوا قتل الحاكم العام البريطاني وزير الخارجية البريطاني سلوين لويد ،وقف البوليس الذي لم يكن مسلحا وقتها مدافعا ودفع بارواحه . تم قتل رئيس البوليس البريطان ماكويجيان ونائبه السوداني مصطفى المهدي ، رجال البوليس وبعض المواطنين . قتل ابن الانصار ميرغني عثمان صالح لانه كان يرتدي طربوشا!!! تواصلت التحرشات بواسطة مليشيات الانصاروتفريق المظاهرات مثل مظاهرة حرق العمله .
في بداية الستينات تم قتل ثلاثة من شاويشية البوليس المحبوبين في امدرمان ومن يعتبرون ابطالا عندما كان البوليس صديقا وحاميا الشعب .قتلوا بواسطة مليشيات الانصارفي المولد 1961. تم دفن الابطال الثلاثة في قبور متجاورة يمكن مشاهدتهات في مقابر امدرمان . لم يقدم احد الى المحاكمة . السادة كانوا فوق القانون . لم يكن يدفعون ضرائب مثل بقية رجال الاعمال . اكبر ثروة شخصية وقتها والتي كانت اكبر من ميزانية السودان كانت ملكا لعبد الرحمن المهدي الذي كما اوردت البروفسيرة ابنة الانصارفدوى عبد الرحمن على طه ، كان يعش على مرتب خمسة جنيهات منحها له سلاطين والسردار ونقيت باشا، كما منحوه منزله في العباسية قبل انتقاله الى الخرطوم بعد شراء قصر الشامي عزيز كافوري .
تصادف ان استلم الاخ على دياب وهو محسي ولد وترعرع في مصر ، كان مسؤولا عن الضرائب المتآخرة . قام بعمل جيد ، استرد اغلب الضرائب من كبار رجال الاعمال ولم يقبل بالوساطات والترضيات والمساومات . تدفع ولا نحجز ....... التفت الى دائرة المهدي وهى مؤسسة مالية ضخمة واعمال على الميرغني وطالبهم بدفع ضرائب تجاهلوه ، فقام بالحجز عليهم .
كانت حادثة اغضبت الكثيرين ذهب مصباح وكيل وزارة المالية مع وفد للاعتذار للسادة لأن على دياب لم يتربى في السودان ولا يعرف ،، الاصول ،، . تم الحاق الاخ على دياب الرجل الامين بسرعة بمجوعة من موظفي المالية التجارة الخ لدراسة للدكتوراة اتونا في براغ. كنا نداعب على دياب الرجل المتزن بسبب غفلته .بعد اكمال الدكتوراة عاد على دياب كمدير للضرائب وابلى فيها جيدا حتى اتى طوفان الانقاذ. على دياب تصرف لعدم معرفته بقوة الطائفية المحمية بالمليشيات .
في حوادث اول مارس 1954 طالب الوزير ميرغني حمزة بتقديم الصديق المهدي للمحاكمة . رفض ازهري حتى فكرة التفكير في الامر وكان مرعوبا . بعد حوادث المولد اعتقل الكثيرمن السياسين بعد توقيعهم على وثيقة تطالب عبود بالتنازل وتسليم الحكم للمدنيين كما هو متفق عليه قبل انقلاب 17 نوفمبر مع رئيس الوزراء عبد الله خليل الذي اراد ان يتفادى عودة الحزب الاتحادي والشعب الديمقراطي للحكم وتسليم البلد للمصريين وفرض اتفاقية اغراق حلفا الخ .
عندما قبض على المحامي احمد سليمان قال لضابط البوليس..... القائمة التي تطالب بتنحي عبود على رأسها الصديق المهدي . انا آخر من وقع على القائمة . انت قريت القائمة بالقلبة ؟؟كيف تجيني انا اول زول ؟ مشيتوا للسيد الصديق ؟
لم يتعرض الصديق حتى للتحقيق بينما البقية كانوا في الحبس . قتل الانصار الشيخ السراج في منزله في ،،ابو روف ،، 1963وتم تقطيعه لانه تكلم عن وضعه القديم كمحلل لوالدة الصادق المهدي بعد طلاقها ثلاثة مرات من الصديق المهدي . لم يحقق او يعتقل المتهمين .مليشية الانصار بقيادة الاخ سراج سعيد تم الاعتداء على نادي الخريجين وتحطيم الاثاث والاعتداء بالضرب على الاعضاء وقطع اصبع محمود انيس لانه كان يكتب ويهاجم الانصار . السبب كان انشغال الانصار بمأتم على المهدي وتمت انتخابات اطاحت بالانصار من لجنة النادي .
اورد الصحفي ورئيس تحرير ومالك جريدة الصراحة عبد الله رجب اسم الصديق المهدي مقرونا بلقب او درجة افندي . كلمة افندي مثلا ترتبط باسم كل متخرج من كلية غردون ، مثل دكتور او بروفسر اليوم . اعتبر الامر كفرا . ذهب صديقي البناء ياء الدين ود فاطمة مع اشداء مليشية الانصار . كما قال لي الدين ونحن جلوس في قهوة مهدي حامد سوق الموية ماخليناه الا بعد ما افتكرناه ميت . قضى الدي ود فاطمة سنوات سجنه وهو غير نادم على جريمته . ويتكلمون عن الديمقراطية وحرية الرأي .
حتى في زمن الديمقراطية الاخيرة . كان الوزير عمر نور يصرخ مهددا .... البلد بلدنا وانحنا أسياد . بعد ده ما بنسلمها الا للمسيح الدجال . والبتكلم حنضربوا بي مليشياتنا . ملشيات الانصار هى من استعان به الترابي والكيزان . الصادق كان من اعضاء تنظيم الاخوان المسلمين العالمي وشقيقته وصال زوجة الترابي. عن طريق الهادي المهدي ثم الصادق كانت مليشيا الانصار تحت تصرف الكيزان . الهادي كان متحالفا مع الكيزان وقد رفعوا السلاح سويا ضد الحكومة . في عهد الصادق كان الامر قد تعدى التعاون الى التكامل . الدليل تصريحات مسؤول حزب الامة كمال الدين عباس المحامي في فيديو منتشر . كمال الدين عباس كان المكلف بالتفاوض مع البطل وليم دينق في ايام مؤتمر الدائرة المستديرة بعد اكتوبر . تعدى الصادق وصفيه الترابي على حق كمال الدين عباس وفرضا وجودهما بدون حق . اصر الترابي أن يكون رئيس الوزراء مسلما كل الوقت وان يكون له ثلاثة من النواب ويجب ان يكونوا مسلمين ، حتى لا يسمح لمسيحي او غير مسلم الوصول الى رئاسة الوزراء . هذا طبعا يتعارض مع الدستور السوداني . رفض البطل وليم دينق مؤسس حركة انانيبا وحزب سانو أن يكون مواطنا من الدرجة الثانية . وافق الصادق على رأي الترابي .صرح كمال عباس بانه هو ممثل حزب الامة الرسمي والمكلف بالنقاش . قال وليم دينق كما ذكر كمال الدين...... لكن الترابي هو ممثل الصادق .
الحقيقة ان الترابي بعد اكتوبر قد لبس الصادق خاتما في يده .وحتى بعد خداع الصادق اكثر من مرة كان الصادق لا يستطيع مواجهة الترابي .
صرح الصادق في منزله لاتباعه بانهم موافقون على اتفاق الميرغني قرنق . وصل الترابي وظل في عربته ارسل من احضرله الصادق خارج المنزل. مكث الصادق مع التراب لنصف ساعة في السيارة . عاد الصادق وصرح بانهم سيرفضون الاتفاق !!كلام ادريس البنا وآخرين من الحضور .وبعدها لم يشم السودان العافية .
في الطريق الى الجنوب ، نصح الصادق وليم دينق نيال بشدة أن يؤمن على حياته . التأمين على الحياة لم يكن معهودا وقتها في السودان !!! هل كان الصادق يعاني من شعور بالذنب بخصوص وليم دينقويعرف ما ينتظره؟؟عند الكبري بين التونج ورمبيك الحبيبة ترصدهم ،،صف ،،جنود واغتالوا البطل وليم دينق وستة من رفاقه . المؤلم انه حدث تمثيل بالجثث وقد علقت جثة البطل وليم دينق على شجرة الى أن تحللت .اشارت اصابع الاتهام الى الضابط صلاح فرج الذي اشترك في انقلاب هاشم العطا وكان من المفروض أن يحاكم وقد يعدم الا ان قتل البطل وليم دينق قد شفع له بالرغم من التصاقه بالهاموش احد منفذي الانقلاب ضد نميري . تحصلت ارملة وليم دينق على20 الف جنيه سوداني ما يعادل 60 الف دولار . وبرعاية شقيقها الاخ العزيز الطبيب توبي مادوت تمكنت من تعليم الابناء ونجاحهم منهم الابن لاعب كرة السلة المشهور والقاضي نيال الموجود اليوم في واشنقطون . العزيز توبي مادوت درس في الاحفاد الثانوية وزاملته لفترة عند دراسته للطب في براغ . كان رائعا ونبيلا كاغلب الدينكا الذين عرفناهم ؟ الدليل على نبل الجنوبيين هو انهم بالرغم من كل الكوارث التي سببها لهم الشمال لم يتجهوا الى التفجيرات نسف الكباري السكك الحديدية المنشآت المدنية . يكفي أن قرنق قد اعاد 1950 سجينا من الجيش كان بينهم ابن الشيخ الجعلى الذي ناشد الزعيم جون قرنق بارجاع الاسرى ، في وقت لم يكن عند الجيش الكيزاني اسيرا واحدا.الجيش السوداني في الجنوب لم يكن يلتزم بالقوانين والتعاليم العسكرية . كانوا في كثير من الاحيان عبارة عن مليشيات متفلتة . بعد موت السلطان دينق ماجوك قام عسكري اسمه الباشا بقتل ثلاثة من اولاد السلطان وثلاثة من اخوته . السبب كان أن السلطان دينكا نقوك في ابيي دينق ماجوك قد ارجع ابقارا نهبها العسكري بدعوة ان اصحابها من المحاربين ضد الحكومة .
قبل عدة سنوات قتلوا السلطان من صلب دينق ماجوك . ارتكب عدد لا يحصى من المذابح بداية من مذبحة انزار 1955التي اشعلت الانتفاضة الجنوبية ، ثم مذابح جوبا واوالخ . مليونين من اهلنا واحبابنا في الجنوب ماتوا وانفصل الجنوب .هل يمكن مقارنة تصرف الجنوبيين بما تعيشونه اليوم على ايدي من فضلتوهم على الجنوبيين ؟؟
الاستعانة بسلاح الطيران الاجنبي كما يحدث الآن ليس بغريب، لقد استعانت مايو عميلة المصريين بسلاح الطيران المصري بقيادة الطيار حسني مبارك لقصف الانصاروالاخوان المسلمين في الجزيرة ابا . استعان نميري بسلاح الطيران العراقي في قصف الناصر الجكو وجوبا في الجنوب .... الم تسمعوا ؟؟ !
3 الف من دينكا اغلبهم من دينكا اويل تم ذبحهم حرقهم في الضعين كانوا في القطار . قام الابطال الدكاترة عشاري وبلدو بتوثيق المذابح اعطوا اسماء المجرمين واوصافهم . بدلا عن محاكمة المجرمين قام الصادق وابن عمه اللص الكبير مبارك باعتقال عشاري وتوجيه تهم قد تؤدي الى الاعدام في بلد ،،ديمقراطي ،،. الدكتور بلدو كان خارج السودان . حاولوا مساومة عشاري باطلاق سراحه واعادة جوازه الذي صادروه .... تصور وهذا كان من المفروض أن يكون في زمن حكومة الديمقراطية ...... تصور . رفض عشاري وعندما اتت الانقاذ كان عشاري في السجن !!!!.
نسبوا الامر للاستعمار الكنائس الماسونية معادات الدين الحنيف وربما ستات الشاي .تكلمنا وكتبنا عن هذه المذابح ووصفنا بالكذابين لأن خطف النساء وبيع الطفل الدينكاوي بعشرة خراف لا وجود له في السودان .ووصفت باني اعاني من عقدة النقص لان والدتي جنوبية . هذا شرف لا ادعيه . لكني افتخر أن اربعة من ابنائي يحملون دماء الشلك التي افتخر بها، واسماء اخوة من الدينكا اتمنى لو انني مثلهم اخلاقا ونبلا .
بعد مذبحة الضعين واعطاء الصادق الجميع الضوء الاخضر لممارسة قتل الجنوبيين بدون عقاب كمقتل مئات الشلك في الجبلين . لم يكن للشلك دخل في معركة قتل فيها احد المخدوعين الشمالييت بعروبتهم . القاتل كان من الدينكا الذين تعرضوا لهجوم وشتم غير مبرر كعهادة الكثير من الشماليين . لم يجدوا الدينكا الذي احسوا بأن الانتقام قادم وتركوا المنطقة . الجيش والبوليس من العادة ان لا يناصر الجنوبيين حتى ولو كانوا على حق . بكل بساطة تم اكمال مذبحة ضخمة ضد الشلك راح ضحيتها مئات الشلك . من أمن العقاب ذبح قتل اغتصب ونهب . الدليل موجود اليوم في الخرطوم . حرائر الخرطوم تم بيعهم في دارفور. وما يحدث اليوم حدث في الجنوب ودارفور واماكن اخرآ ، ورفضتم يا سادتي تصديقنا.
لما يقارب الستين سنة كتب الكتب والمقالات . رفعت شعار.... سوداني وبس والباقي طز . اردنا ان نخرج من متاهة جدي العباس او جدي على الكرار الخ . طالبنا بالخروج من مستنقع العرب مدفوعين بالحقيقة البسيطة..... اغلب العرب خاصة الحكام لا يرحمون اشقاءهم او حتى ابوهم ، كيف تتوقعون منهم الاهتمام بكم ؟؟
فرقتم الآخرين لانهم لايحملون الدماء العربية او لا يتكلمون العربية كلغة الام .قلتم .....ديل ما بشبهونا..... اتاكم الجنجويد وعاملوكم كعبيد وهم السادة العرب ولهذا اغتصبوا نساءكم نهبوا ثرواتكم هدموا بيتكم او احتلوها بدون وازع او تأنيب ضمير ، شعور بالعاراو الخجل . هل تعلمتم ؟؟ قالوا على رؤوس الاشهاد ان الجعليين الشايقية وغيرهم لسوا بعرب . ولهذا عاملوكم كما عاملتم الآخرين .
المجرم الاكبر في انشاء المليشيات هو وزير الدفاع ووزير الدولة للدفاع ، وهما الصادق وتابعه فضل الله برمة . امام عدسات التلفزيون وعلى رؤوس الاشهاد افتخر برمة بانهما قد سلح مليشيات المراحيل من اهله المسيرية . المراحيل ارتكبوا نفس الفظاعات التي تمارس اليوم ضد الجنوبيين . وبرمة حر طليق يمتلك منزلا فاخرا في لندن ولا اظن ان منزله في الخرطوم قد تعرض لما تعرض له الآخرون !!ربما لأن الجنجويد يحفظون له كرمه في تسليحهم في المكان الاول . برمة له ولاء للجنجويد لأن ولاءه للمسيرية اقوى من اى ولاء آخر انها القبلية اللعينة . كما أن لبرمة ولاء للعسكر وليسي لحزب الامة !!!! برمة كان من المفروض كما اتفق عليه ان يتحرد من داخل الجيش سندا لجنود ومليشيات محمد نور سعد الانصارية مطعمة بالكيزان . مسؤول الاتصال ببرمة هو طالب جامعة الخرطوم الكباشي النور الصافي المسيري . خان برمة اهله لصالح الجيش . بالرغم من الخيانة يكرم برمة كعادتنا مع الساقطين . كرم برمة بجعله رئيسا لاكبر حزب سياسي في السودان .
تمرن الرزيقات على نهب نساء الدينكا ابقارهم وذبحهم .وبعد تكبير رخصهم اتنوا الى العاصمة للمشاركة في ،،البريميم ليق ،، لهذا صار اغلب الجنجويد من الرزيقات والمسيرية . اليوم تتتعرض حتى قيادات المسيرية والرزيقات الكلاسيكية للتهديد والابتزاز وقد يذهبون الى مزبلة التاريخ . هذه الضباع البشرية لن تتوقف عند اى شيئ .لقد اخرجت الانقاذ الجني من الجرة . هذا الجني لا يتلقى اوامرا ولن يتوقف . سيختلفون عن قريب مثل كل اللصوص القتله والمجرمين .
اذكر من محن الدنيا انه في زمن انتفاضة الجنوبيين في الاستوائية اننا في ملكال اعالي النيل لم نرى موتا او تفلتا وكذلك الحال في بحر الغزال . احد زعماء المسيرية اخذ جيشا من محاربي المسيرية وزحف على رمبيك التي وصلها بعد سفر طويل . قام باعتقال الكثير من المواطنين الجنوبيين ووضعهم في ،، زريبة ،، . هذا عمل اجرامي من المفروض أن يعاقب عليه ويتعرض مرتكبه للسجن . تمت الاشادة به وقامت الحكومة الانتقاليه بالاحتفال به واعطته بندقية صيد !!
الصادق وتابعه برمة هما من سببا هذا الكابوس . قام البشير في المجلد بالاشتراك في حفل عرس تواجد فيه العشرات من ،،المراحيل ،، المدنيين مدججين بالرشاشات، بدلا عن بسط السلام والامن منع اطلاق النار العشوائي قام البوالبشير بالمشاركة باطلق النار بيد واحدة . انفلت منه الكلاش وقتل شقيقة العروس وسفك دماء بنتين . المفروض كان تقديمه للمحمكمة بتهمة القتل الغير عمد عقوبتها قد تصل الى 7 سنوات . الطرد من الجيش. قام الصادق وبرمة بحمايته . قول واحد !!
بدأ البشير يحضر الى سلاح المظلات مصحوبا باربعة او خمسة من صبية الكيزان لتقديمهم للتجنيد في المظلات . بسبب تعاطف الصادق وبرمة مع الكيزان باوامر الترابي صارت بعض اقسام المخابرات العسكرية في يد الكيزان . قام بعض الشرفاء في المخابرات بالتصرف بسرية جمعوا المعلومات . وبحبر سري تم وضع علامات على اسماء من يحضرهم البو البشير . في اللحظة الحاسمة تم كشف البشير . وهذأ بحضور الصادق و برمة . اكتفوا بنقل البشير فقط ، بدلا عن محاكمته وطرده من الجيش!! السسب هو انه كان المرشح الثالث بعد محمدين الذي هلك في الجنوب وعبيد ختم . في نقاش الترابي مع الكوز احمد منصور المصري قال انه لم يعرف البشير ولم يسمع به قبل احضاره له ، مثل حصان المولد للشافع.
لماذا التباكي لقد اخبرت واعلمتم . احضر الصادق وهو حليق اللحية والشارب الى سجن كوبر. كان ينكر معرفته بألانقلاب الكيزاني . والحقيقة ان الصادق كان مشاركا ، الا ان الترابي والكيزان قد استحمروه وبدلا عن تسليمه الحكم . اعتقلوه .
عندما انكر الصادق معرفته بانقلاب الكيزان وهو في كوبر .... قال له الزعيم التجاني الطيب بابكر .... كلمناك بواسطة صلاح عبد السلام الخليفة القاعد جمبك ده .
كركاسة
سنسمع،، الكلام ده ما وقتو ،، هذا الكلام يسبب النعرات ويؤجج الكراهية ويدعوا الى الانتقام الخ . متى استمعتم الى النصائح ؟؟ كل هذه الحكومات تنظر الى مرآة وترى نفسها ولاترى او تعترف بوجود الآخرين لا تستمع الا الى افكارها الانانية وتعظيم نفسها . من المؤلم أن احسن حكومة عاقلة عادلة وامينة كانت حكومة الادارة البريطانية ن التي وصفت بالاستعمارية .
شوقي
shawgibadri@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: من المفروض فی السودان الصادق کان کمال الدین فی الجنوب ثلاثة من على دیاب بدلا عن کان من لم یکن
إقرأ أيضاً:
الصادق الرزيقي: ماذا بعد الزرق ..؟
زرت منطقة الزرق بولاية شمال دارفور مرتين، المرة الأولى كانت في الهزيع الأخير من العام 1987، ومفتتح العام الذي تلاه، وكنت يومئذ صحفياً مبتدئاً بلا تجربة كل عمري الصحفي لم يتجاوز بضعة أشهر في صحيفة (ألوان) وما ادراك ما (ألوان) في ذاك الأوان، كان حسين خوجلي في شرخ الشباب، مصادماً مقاتلاً لا يضع عن كاهليه السلاح، لا يرتاح من معركة صحفية إلا وخاض غمار غيرها، وكان مدير التحرير هو الدكتور محمد محجوب هارون بهدوئه واتزانه المهني والفكري وسمته المحبب المريح، وقد رأى هارون أن أُوفد بحكم انتمائي لدارفور، لمتابعة المعلومات التي كانت تتواتر عن تواجد قوات أجنبية دخلت إقليم دارفور المضطرب مع إشتداد أوار الحرب الليبية – التشادية، وجل المعلومات كانت تتحدث عن وجود قوات الشيخ إبن عمر وقوات ( CDR) وبقايا فصائل من تحالف حركة فرولينا ( حركة تحرير تشاد )، وكل هذه الفصائل تمثل في تلك الأيام جزءاً من ما يسمى بالفيلق الإسلامي الذي أنشأه الزعيم الليبي معمر القذافي لمواجهة النفوذ الأمريكي والفرنسي في أفريقيا جنوب الصحراء وحربه مع جارته الجنوبية تشاد.
زرنا يومها المنطقة الشمالية من شمال دارفور، وكان قد سبقنا إلى تلك الوهاد والفيافي، صحفي نابه حاز على كل التفاصيل والمعلومات وحقق سبقاً صحفياً نادراً يومذاك وهو السفير فيما بعد الراحل العزيز الأستاذ ماجد يوسف الذي كان يعمل صحفياً بصحيفة الراية.
لم تكن منطقة وادي الزرق ذات بال و صيت، مجري و مسيل ماء موسمي جاف، خال من السكان عند الطرف الجنوبي للأراضي الصحراوية الممتدة من هناك حتى وادي هور، يمتد منها الطريق إلى الصحراء الفسيحة وواحاتها حتى جبل العوينات ومنها إلى ليبيا، تتراءى شجيرات متوسطة الطول نبتت مع إمتداد وادي الزرق وهو ينداح سطحياً بلا حواف، لا أثر للحياة سوى معالم باهتة خطتها على الأرض الرملية إطارات الشاحنات التجارية المتجهة أو القادمة من ليبيا، بجانب آثار نوق و إبل الرعاة من قبائل العرب والزغاوة والعطوية المنتشرين في المنطقة .
قبل أن نصل إلى منطقة الزرق، وصلنا منطقة ( الوخايم ) التي جعلتها قوات الزعيم التشادي ابن عمر معسكراً لها، هناك مجرى وادٍ يشق الرمال ومبنى قديم هو عبارة عن (دونكي الوخايم ) وأكواخ و مبانٍ حكومية متهالكة، و مخزن من الزنك علاه الصدأ يطلع مع ضوء الشمس كوجه محارب قديم، و توزعت في القرية الصغيرة الخالية أشجار من الحراز والسيسبان علت بأغصانها في ذلك الضحى عند طرف الوادي بتربته الغامقة تحيط به كثبان رملية بلا نهاية، ولم تزل طازجة في ذلك المكان المعارك التي دارت في تلك المناطق بين قوات الشيخ إبن عمر وقوات الجيش التشادي الحكومي التابع للرئيس حسين هبري التي توغلت داخل الأراضي السودانية، وكانت حكومة السيد الصادق المهدي قد سمحت بالتواطؤ مع القذافي بدخول قوات المعارضة التشادية دارفور مناطق ( بير ميرفي – وادي هور )و (الوخايم ).
حتى تلك اللحظة لم تكن منطقة وداي الزرق يؤبه لها، ولم تظهر أية مرويات عنها ولا عن تاريخها أو النزاع حولها بين الرزيقات و الزغاوة خاصة الرزيقات الماهرية، وكثير من مناطق شمال دارفور يدور حولها لغط ومنازعات بين القبائل حول تبعيتها، تتعدد وتتباين أسماء المناطق وتتقاطع التبريرات لدى كل طرف تتكيء كل رواية قبلية على جذر تاريخي محكي، غير أن الامور لم تتطور إلى احتكاكات ومنازعات وأطماع.
الزيارة الثانية لمنطقة الزرق كانت في منتصف سبتمبر 2018، وهي جزء من زيارة طويلة لثلاث من ولايات دارفور ( وسط وجنوب وشمال ) رتبتها شركة الجنيد التابعة للدعم السريع، لعدد من رجال الأعمال والمال في السودان وسياسيين وقادة من دارفور وكردفان ربطتهم صداقات وعلاقات خاصة مع قيادة الشركة والدعم السريع.
والغريب أنه قبيل انطلاقة الرحلة نحو الزرق بساعة في ذاك الصباح، كنا قد تحدثنا هاتفياً حديثاً أخوياً حميماً من داخل منزل والي شمال دارفور ونحن نتأهب للمغادرة مع السيد الدكتور عبد الله أدم حمدوك صباح يوم 13 سبتمبر 2018م، لتهنئته على إختيار الحزب الحاكم المؤتمر الوطني له وزيراً للمالية، وتبادلنا الحديث معه ( سلمان سليمان الصافي، اللواء عبد الله صافي النور، يوسف عبد المنان، الخير الفهيم المكي وكاتب هذه السطور ) وكان حمدوك متردداً رغم موافقته المبدئية، وجري بعده مباشرة اتصال آخر بين أفراد من هذه المجموعة مع الدكتور فيصل حسن إبراهيم مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني حول ما جرى مع حمدوك وإمكانية أن يسافر إلى أديس أبابا الأخوين سلمان سليمان الصافي و يوسف عبد المنان لإتمام التفاهم مع حمدوك واصطحابه إلى الخرطوم لأداء القسم وزيراً للمالية.
تحركنا في ذلك الصباح من الفاشر عبر رحلة طويلة بالسيارات في اتجاه الشمال نحو منطقة الزرق، مررنا بمليط الجميلة وكانت عامرة مطمئنة زاهية، ثم توغلنا عبر الوديان والجبال حتى منطقة ( وادي البعاشيم ) ثم ( ساني حيي ) مروراً ب(الوخايم ) ثم وادي الزرق.
وصلنا الزرق التي كانت تنهض متعجلة كبلدة صغيرة، بدأت تطل فيها بعض المنشآت كالمدارس والمركز الصحي والسوق ومحطات المياه – أكثر من 20 دونكي ومنازل المواطنين وكلها من المواد المحلية البسيطة، وكانت توجد دراسات وبحوث مكتملة لجعل الزرق حاضرة جديدة تنهض من الصفر ويتم استقطاب وتوطين الأهالي إليها من كل مكان خاصة الرحل مع العمل على توفير المراعي للمشاية والإبل والضأن والخيول.
زرنا محطة الجمارك حيث وجدنا مكاناً مهولاً عبارة عن حوش ضخم مساحته تبلغ بضع كيلومترات مربعة تقف بداخله آلاف السيارات الخاصة المهربة من ليبيا (بوكوحرام) صادرتها قوات الدعم السريع وهي تخص مواطنين .
كانت هناك مشروعات أخرى لم نزرها لكن أثرها كان واضحاً وهي معسكرات القوات التابعة للدعم السريع ومنشآت عسكرية، وكانت هاك أفواج
هندسية من شركات تم التعاقد معها لبناء مستودعات الوقود ومقرات القيادة وتجهيزات اخري .
في وسط البلدة كان مقر العمدة جمعة دقلو الذي استقبلنا فيه، بجانب إدارة التعليم المدرسة والمركز الصحي، تجولنا جولة سريعة داخل الزرق التي لم تكن المكان الذي تم تحديده إقامتنا واتجهت بنا السيارات شمالاً بطريق رملي وعر استمرت المسير ليلاً ما يقارب الساعتين والنصف في عمق الصحراء وتلوح بين التلال والظلال وأنوار السيارات نباتات صحراوية جافة حتي تجاوزنا منطقة (مجور) و(السبعاني) حيث أقيم في منطقة خالية وسط الصحراء مخيم فاخر أقامنا فيه ليلتين، تخللتها برامج ورحلات صيد ومناقشات حول زراعة القمح في هذه الأراضي الممتدة وحفر آبار المياه للري باستخدام الطاقة الشمسية واستكشاف المعادن، هبطت في هذا المكان مرتين طائرات عمودية عسكرية قادمة من الفاشر غادر على متنها بعض المتعجلين في ثاني أيام الزيارة.
تعد منطقة الزرق مفصل مهم ومجمع طرق صحراوية تربط بين أربعة بلدان السودان وتشاد ومصر وليبيا، وتتحكم في طرق التجارة والسفر إلى هذه البلدان خاصة ليبيا، وبعيدة عن الأنظار والتحركات الحكومية اليومية، إختارتها قيادة الدعم السريع في ذلك الوقت هذه المنطقة لتكون مقراً وحاكورة وبديلاً أو قل موئلاً شمالياً بديلاً لمنطقة أم القرى بجنوب دارفور . بجانب أنها ستكون القاعدة العسكرية الأولى للتدريب والتسليح والمخازن والمستودعات و أغراض أخري.
في طريق العودة عن طريق الوخايم مررنا بمنطقة (رهد الجنيق) التي كانت مقر سلطنة قبيلة الخذام قبل ما يقارب السبعمائة عام تقريباً، دارت فيها معارك بين أهل السلطنة والقبائل العربية ومعروفة في التراث الشعبي بقصة (ناقة فني) التي كانت سبباً في خراب سلطنة خذام ومقتل السلطان (شرنقو) ولدي مرورنا بتلك المنطقة التاريخية ومعالم رهد الجنيق قال الأخ العزيز يوسف عبد المنان ساخرا وهو المنتمي لقبيلة الخزام (هنا حدثت أول إبادة جماعية في تاريخ السودان) !
مررنا بيير مزة وبعض الحواضر العامرة حتي وصلنا الى مدينة كتم ومنها الى الفاشر وكلنا يوقن أن يوماً ما وربما عن قريب سيكون هناك شيء في الزرق …!!
الصادق الرزيقي
إنضم لقناة النيلين على واتساب