هناك من يحاول التغطية على هزائم الكيزان في هذه الحرب عبر التزوير في حقيقة الصراع الدائر، وهو صراع سلطة عريان بين نظام بائد مأفون ومليشيا من صنعه أرادها ان تكون عصاه الغليظة لقمع الشعب السوداني ولكن شب عمرو عن الطوق! وانقلب السحر على الساحر!
المزورون من فلاسفة البلابسة يجتهدون في تضليل الرأي العام عبر ادعاءات مضحكة، منها على سبيل المثال تشبيه التصدي لقوات الدعم السريع بتصدي الحلفاء للنازية في الحرب العالمية الثانية! دلللللل لما دل تخلص!
وفي اطار الحث على استمرار الحرب ومعارضة أي حل سلمي يقولون تخيل لو ان العالم الرأسمالي لم يتراجع عن محاربة هتلر حتى هزيمته وعقد معه تسوية كيف سيكون حال العالم!
هذا القياس الفاسد يا بلبوس يا متفلسف لا يمكن ان يقنع غنماية!!
حرب الحلفاء ضد النازية والفاشية كانت حربا عادلة قادتها في الغالب حكومات ديمقراطية ذات شرعية في تمثيل شعوبها ضد غزو النازية لترابها الوطني وهو غزو مدفوع بايدولوجيا موغلة في العنصرية تهدد باستعباد الشعوب، فما وجه المقارنة بين تلك الحرب وحرب السودان المشتعلة بين سودانيين يتصارعون على السلطة داخل وطنهم! حرب بين جيش معطوب ومليشيا خرجت من رحمه! حرب تقودها في العلن سلطة انقلابية منبوذة قدم الشعب 120 شهيد ومئات الجرحى في مقاومتها، وتقودها في السر عناصر نظام منحط بدأ عهده بدق مسمار في رأس طبيب وانتهى بدق خازوق في جسد معلم! نظام يضع عودته للسلطة في كفة ووجود الوطن نفسه في كفة ويرجح كفة سلطته! هذه هي حقيقة الحرب العارية التي ستظل عارية مهما اجتهد فلاسفة البلبسة في نسج ثياب تستر عورتها! هؤلاء النساجون يحولون انفسهم الى أضحوكة عندما يحاولون اقناعنا بوضع البرهان وعلي كرتي في مقام سير ونستون تشيرشل والجنرال شارل ديغول! او حتى جوزيف استالين الدكتاتور المالي مركزه وكارب قاشو!!
لمجرد التقليل من فداحة ثمن الدماء التي تسيل والعذابات التي يعانيها الأبرياء والبلد التي تتدمر! والايحاء الخبيث والغبي بان هذا الثمن مدفوع من اجل قيم ومثل عليا!!
لو كان التصدي لقوات الدعم السريع حربا هو من الحتميات، فان الحرب ضده كي تكون جديرة بدعم الشعب السوداني، فلا بد ان تنطلق تحت راية مشروع وطني محترم يهدف فعلا لتحرير السياسة من سطوة المليشيات استيفاء لشروط الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية ذات الجيش الواحد القومي والمهني، ولن يبتلع الشعب فكرة حتمية الحرب الا اذا استنفذت كل وسائل الحل السياسي السلمي لمعضلة تعدد الجيوش (والحل السلمي ممكن لو توفرت له الارادة)، والا إذا دفع الجيش نفسه استحقاقات الاصلاح الامني والعسكري واكتسب التأهيل الفني والاخلاقي لان يكون رأس الرمح في التصدي للمليشيات بهدف الحماية لمشروع وطني ديمقراطي وليس بهدف تمهيد طريق العودة للكيزان واستدامة الخلل الهيكلي في الجيش نفسه! ذلك الخلل الذي انتج واقع المليشيات وعلى رأسها "الدعم السريع" .

 

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الجيش يقصف مواقع الدعم السريع بالخرطوم ويخوض معارك بالجنينة والفاشر

تصاعدت اليوم الثلاثاء حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وفي مناطق أخرى في البلاد.

وقالت مصادر محلية للجزيرة إن الجيش السوداني قصف بصورة متتالية فجر اليوم الثلاثاء مواقع قوات الدعم السريع بمنطقة شرق النيل شرقي العاصمة.

كما أفادت المصادر بسماع دوي انفجارات قوية، رافقته أصوات أسلحة متوسطة وخفيفة بالأحياء القريبة من سلاح المدرعات التابع للجيش السوداني، جنوب العاصمة.

معارك غرب دارفور

وفي دارفور أفاد مراسل الجزيرة نت محمد زكريا بوقوع اشتباكات عنيفة قرب الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور بين القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح المساندة للجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وذلك للمرة الأولى منذ سيطرة الأخيرة على المنطقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وقال المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة، أحمد حسين مصطفى للجزيرة نت إن القوة المشتركة قطاع غرب دارفور تمكنت من قطع الطريق أمام رتل تابع لقوات الدعم السريع يتكون من 70 سيارة قتالية، كانت متجهة إلى محلية كلبس قرب مدينة الجنينة.

وأكد أن قوات الدعم السريع تكبدت خسائر فادحة في المعدات والأفراد، وأن الجيش استولى على عدد من المركبات القتالية.

اشتباكات بالفاشر

وفي الأثناء، تتواصل الاشتباكات المسلحة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور الجيش والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، في المحورين الجنوبي والشرقي من المدينة.

كما شهدت المدينة نشاطا جويا، إذ قصفت الطائرات الحربية مواقع تمركز قوات الدعم السريع في شرق المدينة صباح اليوم.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة، للجزيرة نت، أن مجموعة من قوات الدعم السريع تسللت إلى الفاشر مساء الاثنين بعدد من المركبات القتالية، لكن القوات المسلحة والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح تمكنت من التصدي لها وألحقت بها خسائر كبيرة، وفق المتحدث.

وأكد أن قوات الدعم السريع التي تقدمت من المحورين الشرقي والجنوبي، تكبدت خسائر فادحة، مما أجبرها على التراجع إلى خارج المدينة.

مقالات مشابهة

  • مسيرات تستهدف مدينة بولاية نهر النيل وتجدد المعارك بين الجيش والدعم السريع لليوم السادس على التوالي
  • الجيش يقصف مواقع الدعم السريع بالخرطوم ويخوض معارك بالجنينة والفاشر
  • الحديث ان حرب الدعم السريع هي ضد المواطن وليس ضد الجيش امر لايمكن مغالطته
  • الجيش السوداني ينفي استهداف منزل السفير الإماراتي ويتهم الدعم السريع
  • الجيش السوداني ينفي قصف مقر سفير الإمارات بالخرطوم.. ويتهم قوات الدعم السريع
  • الآلية التقنية لقهر انتهاكات الجيش والدعم السريع
  • مقتل عشرات السودانيين خلال معارك بين الجيش والدعم السريع في الخرطوم
  • حرب الميديا !!
  • معارك بين الجيش السوداني والدعم السريع بشمال الخرطوم
  • أنباء عن تحرير مصفاة الجيلي و«الدعم السريع» تؤكد تدمير متحرك الجيش