تفسير الأحداث بمقاربات متوازنة تُزاوج بين المادي والإيماني.. آراء واتجاهات
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
بعد معركة "طوفان الأقصى" بتفاعلاتها المتصاعدة، كانت الأبعاد الإيمانية حاضرة بقوة في سياق تحليل أسباب نجاح المقاومة في مواجهة العدوان لـ 48 يوما.
ووفقا لأصحاب تلك الرؤى فإن حضور البعد الإيماني العقائدي تجلى كذلك في قدرة مقاتلي فصائل المقاومة على تسطير ملاحم بطولية في في مواجهة قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغل في مناطق مختلفة من قطاع غزة، ببسالة نادرة، وروح قتالية عالية.
وتُظهر المشاهد المصورة التي يبثها الإعلام الحربي لفصائل المقاومة مدى تجلي الأبعاد الإيمانية في إقدام مقاتلي المقاومة على مواجهة قوات الاحتلال، والالتحام معها من نقطة الصفر.
ومع حضور الدوافع العقائدية بقوة في النموذج الذي صنعته المقاومة في غزة، إلا أن العوامل المادية كانت هي الأخرى حاضرة في المشهد، تسير جنبا إلى جنب مع الدوافع الإيمانية، وقد تجلت بعض مظاهر ذلك الإعداد في تطوير المقاومة لقدراتها العسكرية بشكل كبير، حتى باتت موجعة وقاتلة، إضافة إلى منجزها المُبهر في بناء شبكة الأنفاق الذي حيَّر المراقبين والخبراء.
وفي هذا الإطار رأى الأكاديمي المغربي، الباحث في الفكر الإسلامي، الدكتور حفيظ هاروس أن معالجة "هذه المسألة ينبغي النظر إليه من جانبين: جانب التأصيل الشرعي، وجانب التنزيل الواقعي، إذ نبهت النصوص الشرعية الأصلية، والسنة النبوية العملية أنه لا يمكن التعويل على أحد العاملين دون الآخر".
حفيظ هاروس.. كاتب مغربي
وواصل حديثه لـ"عربي21" بالقول: "فقد ورد في القرآن الكريم النص الصريح على ضرورة الإعداد المادي المستطاع { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل.. الآية، والمراد بالإعداد هنا "كل ما يدخل تحت قدرة الناس من العُدة" كما يقول ابن عاشور، وهذا يشمل الإعداد العلمي والاقتصادي والتكنولوجي والحربي وغيرها، فلكل عصر أدواته في الصراع لتحقيق الغلبة والتوازن".
وأضاف: "لكن القرآن لم يكتفِ بذلك، بل نبّه على أهمية استحضار العامل الإيماني في صراع قوى الخير ضد قوى الشر والطغيان {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَیَوۡمَ یَقُومُ ٱلۡأَشۡهَـٰدُ} [غافر: 51]، فبسبب قوة الإيمان وإرادة نصرة الحق يميل الميزان لصالح قوى الخير، وينصر الله المؤمنين، كما ذكر سبحانه {كَم مِّن فِئَة قَلِیلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَة كَثِیرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِینَ} [البقرة: 249]".
وتابع: "وهذه المزاوجة بين الأسباب المادية وقوة الإيمان قد تجلت في السنة النبوية العملية، فالرسول صلى الله عليه وسلم على الرغم من تسديد الوحي له، والوعد الإلهي بالنصر لم يدخر وسيلة مادية ممكنة إلا وتسلح بها في هجرته وحروبه وتدبيره لشؤون دولته، ومواجهته لأعداء دعوته، والأمثلة والشواهد في هذا المجال أكثر من أن تحصر".
أما من حيث التنزيل الواقعي، فالأمر، حسب هاروس "يخضع لعدة قواعد اجتهادية تطبيقية مثل: الموازنة بين المصالح والمفاسد، وتقدير الوقت والمكان المناسبين للمعركة، وتحديد المسائل المناسبة لتحقيق النصر وغيرها، وهذا يحكمه مبدآن موجهان: ضرورة المحافظة على المبادئ الكلية الناظمة.. وأن أهل الميدان أقدر من غيرهم على مباشرة التنزيل، لأن غيرهم من المنشغلين بأمور أخرى لا تتوافر لهم المعطيات الميدانية والواقعية التي تخولهم فعل ذلك، لذا فقاعدة (لا يفتي قاعد لمجاهد) صحيحة متى كانت مقيدة بالمبدأ الأول".
من جهته رأى رئيس قسم القرآن والسنة بجامعة قطر، الدكتور عبد الجبار سعيد أن "التفسير الصحيح في هذه القضية يتمثل بالجمع بين الأمرين، العوامل المادية والعوامل الإيمانية، وهذا هو الفهم الموافق ـ فيما أراه ـ لمنهج القرآن الكريم والسنة النبوية في معالجة هذه المسائل، فالارتكاز إلى العوامل المادية وحدها لا يكفي، والاستغناء عنها أيضا، واللجوء إلى التفسيرات الإيمانية، والتي لن تكون كلها كذلك، إذ سيكون بعضها أوهاما، لا يصح كذلك".
عبد الجبار سعيد، رئيس قسم القرآن والسنة بجامعة قطر
وتابع مستشهدا بالآية الكريمة {وَمَا رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} والتي تثبت فعلا للرامي، أخذا بالسبب المادي، لكن الرماية ليست هي ـ وحدها ـ التي حققت النتيجة، بل عناية الله وتوفيقه وتسديده ورعايته، ونصره لعباده المؤمنين، فهذا كله من الأسباب الإيمانية، فلا بد من الإعداد المادي الممكن والمقدور عليه، مع حسن التوكل على الله، واستمداد النصر منه، فكلا الأمرين مطلوب".
وردا على سؤال "عربي21" بشأن الاستناد إلى الوعود الإلهية، والمبشرات لرفع المعنويات، وبثّ الأمل في النفوس، أكدّ سعيد أن "هذا منهج نبوي، وهو ما فعله الرسول عليه الصلاة والسلام في غزوة الخندق، وهو محاصر فكان يضرب الصخرة ليحفر الخندق، وفي الوقت نفسه يبشر أصحابه بفتح فارس والروم، فهذا منهج صحيح، لكن بدون مبالغات، ومن غير تعليق الناس بالأوهام والخيالات والأماني".
ومما يذكر في هذا السياق أن الجهاد عند الفقهاء يقسم إلى جهاد طلب وجهاد دفع، والأخير هو الذي يعادل في المصطلحات المعاصرة مقاومة الاحتلال، فحيثما وُجد العدو الصائل المحتل المغتصب للبلاد، وجب على أهل تلك البلاد النهوض لمقاومته وجهاده بكل ما يتيسر لهم من أسباب القوة والمقاومة.
ووفقا للباحث في العلوم الشرعية، أمين حديد فإن "الناظر في كتب الفقه يجد أن الفقهاء قد تناولوا شروط الجهاد من حيث هي شروط وجوب لا شروط صحة، فتجد ـ مثلا ـ أن شرط كون العدو ضعفا أو أقل متعلق بوجوب الثبات، مع بقاء استحباب الثبات في القتال مهما كان العدو متفوقا، لذا كانت أكثر معارك الفتوحات الأولى تحوم حول العشرة أضعاف من العدو وفوقها أحيانا عددا أو عدة".
وأضاف: "فلم يكن التكافؤ يوما شرطا في صحة الجهاد، وعليه فإن الإقدام والمغامرة بالأنفس في دفع الصائل بكل وسيلة ممكنة هو بين الواجب والحق الذي يرفع الحرج والمسؤولية عن ممارسه، ومثله كذلك إعداد العدة الذي جاء مقيدا بقوله تعالى {ما استطعتم} أي ما أطقتم مما يدخل تحت قدرتكم أن تعدوه من آلة الحرب وعتادها، والذي لا بد أن تكون ثمرته {ترهبون به..}".
وتابع: "وهذا ما نراه ماثلا اليوم في غزة المجاهدة والضفة الصابرة، فالصاروخ الذي بدأ عبثيا صار اليوم يخلي المدن، ويعطل الحياة، ويملأ الملاجئ، والذئاب المنفردة غدت كابوسا ينغص حياة المحتلين، حتى أصبح توازن الرعب حقيقة لا خيالا، وهو عين ما يقصده الشارع بإرهاب العدو".
أمين حديد، باحث في العلوم الشرعية
وقال حديد في حواره مع "عربي21": "إن الحرب الشعبية وحرب العصابات مفاهيم جديدة توافق ما نص عليه الفقهاء قديما ـ كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره ـ من أن دفع العدو الصائل الذي لا شيء بعد الإيمان أوجب من دفعه لا يشترط له شرط، بل يدفع بحسب الإمكان".
وفي مناقشته للاعتراضات التي تثار حول معركة "طوفان الأقصى" من كون المخططين لها لم يراعوا اختلال موازين القوى لصالح الاحتلال، وهو ما يعدونه قصورا في الإعداد المادي، ما نتج عنه عواقب وخيمة، جرت على أهل غزة المصائب والويلات والقتل والدمار، أوضح حديد أن "المصالح والمفاسد بطبيعتها نسبية متغيرة تختلف آثارها باختلاف الأحوال والزمان والمكان، مشوبة إحداها بالأخرى، فالمصالح المحضة قليلة، وكذلك المفاسد المحضة، والأكثر منها اشتمل على المصالح والمفاسد، كما قال سلطان العلماء العز بن عبد السلام رحمه الله".
وختم حديثه بالقول: "وعليه فلا يُنظر في الحرب لجانب القتل والدمار والأشلاء ـ الذي هو من لوازم أي حرب، ومن توابع المقاومة.. ولهذا فإن النظر المصلحي يكون قاصرا متى اقتصر على رؤية جانب الدماء والأهوال، وأغفل مآلات الخنوع والتواكل والاستسلام، وهو ما يديم الاحتلال ويرسخ وجوده".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير تقارير المقاومة العدوان غزة فلسطين مقاومة غزة عدوان آراء تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ناشطون عرب: الهزيمة تلاحق العدو الإسرائيلي في غزة والضفة
يمانيون../
تشهدُ الضفةُ الغربيةُ بفلسطين المحتلة تصعيداً صهيونياً كبيراً لاسيما في الآونة الأخيرة بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ويمارس الكيان الصهيوني أعمالاً عدائية، مستهدفاً الشجرَ والحجرَ والبشر، وسقوط عشرات الشهداء والجرحى بشكل يومي، ناهيك عن قيام العدو الغاصب بتدمير البنى التحتية، وصلت إلى 100 وحدة سكنية، ما يؤكد أن الكيان الغاصب يحاول الهروب من الهزيمة التي مُني بها في غزة، عبر الإجرام في الضفة.
التصعيد العدائي في الضفة لم يقتصر على مخيم جنين فحسب، وإنما يتوسع ويمتد بشكل متصاعد ليصل إلى “طوباس” وبلدة “قباطية” ومدينة “طولكرم” وغيرها من مدن وقرى الضفة الغربية.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي في سياق المساعي الصهيونية لتسريع ضم الضفة الغربية وتهويدها.
وفي هذا الشأن يتحدث عدد من الناشطين العرب مستنكرين التواطؤ الذي تظهر به السلطة الفلسطينية وسط الانتهاكات الصهيونية الجسيمة، وذلك على أنقاض 15 شهراً من الإجرام الإسرائيلي الذي قتل نحو 55 ألف مدني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 120 ألف مدني.
و في السياق يؤكد الناشط اللبناني عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين الدوليين عدنان علامة أن التصعيد الصهيوني في الضفة الغربية يأتي في سياق مجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بغرض تهجير الفلسطينيين، وتصفية القضية الفلسطينية.
ويوضح ” أن سكان الضفة الغربية يعانون من الإجراءات التعسفية للسلطة الفلسطينية العملية التي تمارس أعمالاً عدائية ضد المقاومين من أبناء الضفة، موضحاً أن سكان الضفة إلى جانب معاناتهم من السلطة الفلسطينية، تأتي الاعتداءات الصهيونية لتفاقم معاناتهم.
ويشير إلى أن تصاعد العمليات العسكرية الصهيونية في الضفة الغربية يأتي بهدف تهجير كافة سكان الضفة، كي يتسنى للعدو الصهيوني ضم الضفة وجعلها مستوطنة صهيونية.
وتعتبر الضفة الغربية من أبرز الأهداف الصهيونية التي يعمل الكيان الصهيوني على تحقيقها منذ عقود من الزمن، حيث تمثل جزءاً من المخطط الصهيوني الكبير المعروف “بإسرائيل الكبرى”.
يدرك الكيان الصهيوني أن فرض المستوطنات الصهيونية يتطلب جهوداً كبرى تتمثل في التدمير الكلي للمنطقة، وتهجير كافة سكانها، وهو ما دفع الكيان الصهيوني لتصعيد أعماله العسكرية العدائية في الضفة.
السلطة الفلسطينية، وبإيعاز صهيوني تلاحق المقاومين الفلسطينيين في مختلف مدن وقرى الضفة الغربية، في مؤشرات توحي بمدى عمالة وتواطؤ السلطة الفلسطينية مع العدو الصهيوني.
وفي هذه الجزئية يقول علامة “إن أبناء الضفة الغربية يعانون من عدوان داخلي ممثلاً بالسلطة الفلسطينية العملية وعدوان صهيوني خارجي”.
ويضيف أن العدو الصهيوني يستخدم السلطة الفلسطينية في قمع ومهاجمة المقاومين الفلسطينيين في الضفة لتسهيل المهمة على الكيان الصهيوني، وتوفير خسائره المادية والبشرية التي ستكلفه أثناء المواجهة”.
وأمام تلك التحديات الكبرى التي تواجه سكان الضفة الغربية فإن توحيد فصائل المقاومة الفلسطينية، إضافة إلى ثبات السكان الفلسطينيين أمر مهم وضروري في التصدي لمواجهة المؤامرات الصهيونية.
ويرى علامة أن الكفاح المسلح والصمود الشعبي الفلسطيني في الضفة الغربية كفيل بمواجهة الأعمال العدائية الصهيونية، وافشال مخططاتهم.
يتوهم الكيان الصهيوني أن أعماله العدائية العسكرية في الضفة الغربية، ستسهم في تحقيق أهدافه الاستيطانية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وتهجير سكانها، غير أن ذلك غير وارد في قاموس الشعب الفلسطيني العظيم ومقاومته الباسلة.
ويعتبر نموذج الثبات الأسطوري في قطاع غزة شاهد عملي على عظمة وكبرياء وعنفوان الشعب الفلسطيني الذي أسهم بصمود منقطع النظير في إفشال المخططات الصهيونية الرامية لتهجير الفلسطينيين خارج بلدانهم.
ويتزامن التصعيد الصهيوني العسكري في الضفة الغربية مع بدء تولي ترامب للرئاسة الأمريكية والتي توعد خلال حملته الانتخابية بتسليم الضفة الغربية للكيان الصهيوني.
كما أن دعوة المجرم ترامب للنظامين الأردني والمصري في استقبال النازحين الفلسطينيين من قطاع غزة مثلت عاملاً معنوياً للكيان الصهيوني في المحاولة العسكرية لصنع سيناريو غزة بالضفة الغربية، غير أن ثبات الفلسطينيين في قطاع غزة ومشهد العودة الشعبية الكبرى لشمال القطاع مثل حجر عثرة أمام المخططات الصهيونية، فعودة النازحين إلى مدنهم المدمرة كلياً وغير الصالحة للحياة، مثل صدمة مدوية للعدو الصهيوني.
وفي هذا الصدد تؤكد الناشطة الإعلامية الفلسطينية عريب أبو صالحة أن المقاومة الفلسطينية في مدن وقرى الضفة الغربية تشكل عاملاً قوياً وأساسياً في مواجهة المخططات الصهيونية وافشالها.
وتوضح ” أن فصائل المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية تشكل خطراً كبيراً على الكيان الصهيوني، وذلك لتواجدها في الضفة الغربية وقدرتها الفائقة في الالتحام المباشر مع الكيان الصهيوني، لافتةً إلى العمليات الاستشهادية والبطولية التي تقوم بها فصائل المقاومة ضد الكيان الصهيوني بين الفينة والأخرى.
وتبين عريب أبو صالحة أن الضفة الغربية تشبه تماماً قطاع غزة، وبالتالي فإنه مهما بلغت حدة الهجمات الصهيونية وشراستها في الضفة سيكون الفشل والهزيمة المدوية من نصيب الكيان الصهيوني وعملائه من السلطة الفلسطينية.
وتصف رئيس السلطة الفلسطينية عباس بزعيم التنسيق الأمني للكيان الصهيوني، مبينة أن أعماله الجبانة لن تضر المقاومة الفلسطينية، وإنما تشكل حافزاً في تصعيد المقاومة العسكرية ضد الكيان الصهيوني.
وترى أن المقاومة في الضفة سيكون أثرها على الكيان الصهيوني كبير جداً يسهم في إنهاك جيش العدو على المستوى المادي والبشري، مبينة أن العدو الصهيوني مرعوب ومذعور من فصائل المقاومة.
وتشير أبو صالحة إلى أن العدو الصهيوني سيسعى خلال المرحلة القادمة إلى تهجير سكان الضفة الغربية، إلى الدول المجاورة التي ذكرها ترامب، كما أنه سيفرض حصاراً اقتصادياً خانقاً على السكان الأصليين لإجبارهم على الاستسلام والمغادرة.
وعلى الرغم من الأعمال الوحشية للكيان الصهيوني ومجازره المروعة بحق المدنيين إلا أن ثبات الشعب الفلسطيني سيسهم حتماً في إفشال المخططات الصهيونية الرامية في السيطرة على الضفة الغربية.
وترى أن المشاهد العظيمة لعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة ترجم عملياً للعدو، وللعالم أجمع مدى إيمان الفلسطينيين بأرضهم وتمكسهم بقضيتهم العادلة.
وفي ختام تصريحها تؤكد الناشطة الفلسطينية عريب أبو صالحة أن “شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ذاق من ويلات العدو أصنافاً مختلفة من العذاب من أسر وتعذيب وقتل وترهيب وحصار وتجويع، ولم يستسلم ومخططات العدو ستبوء كلها بالفشل ما دام هنا مقاومة وهناك محور مساند لها”.
وأمام التحديات الكبرى التي تواجه الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة يؤكد اليمن بقيادته الثورية والسياسية والعسكرية وقوفه الكامل، والمطلق مع فلسطين شعباً ومقاومة، وهو ما أكده السيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في خطاب النصر واضعاً النقاط على الحروف.
وقد كرر السيد القائد هذه الرسائل في خطابه بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس صالح الصماد، بتأكيده أن اليمن سيظل يراقب سير تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في كل مراحله، ومعاقبة العدو الصهيوني على أي خرق، ما يجعل اليمن الضامن الحقيقي، والفعلي لتنفيذ الاتفاق، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني سلماً أو حرباً.
ونوه السيد القائد إلى أن القوات المسلحة اليمنية ستراقب وقف إطلاق النار، وفي حالة عاود العدوان الصهيوني في حربه على الفلسطينيين فإنها ستعاود عملياتها العسكرية، وبما هو أشد تنكيل وتأثير على العدو الصهيوني.
وفي هذا السياق تؤكد الناشطة الإعلامية والسياسية العمانية رحمة آل صالح أن جبهة الإسناد اليمنية لعبت دوراً كبيراً في تعزيز صمود المقاومة الفلسطينية وثبات الشعب الفلسطيني.
وتوضح أن جبهة الاسناد اليمنية مثلت معضلة كبرى أمام الكيان الصهيوني وحلفائه من الأمريكيين والبريطانيين.
وتشير إلى أن المقاومة الفلسطينية وكما صمدت في مواجهة الكيان الصهيوني على مدى عام كامل ونيف في قطاع غزة ستواصل الصمود والانتصار في أي معركة قادمة سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة.
وتلفت الناشطة رحمة آل صالح إلى أن الحاضنة الشعبية الكبرى للمقاومة الفلسطينية ستسهم بشكل كبير جداً في اجهاض المؤامرات الصهيونية مهما كان حجمها.
محمد ناصر حتروش المسيرة