طهران- قال وزير الخارجية الإيراني الأسبق علي أكبر صالحي إن "المقاومة الإسلامية في قطاع غزة انتصرت بصمودها وحاضنتها الشعبية على آلة الحرب الإسرائيلية التي ارتكبت أبشع المجازر على مدى 48 يوما بحق المدنيين العزل".

وفي مقابلة مع الجزيرة نت، قال صالحي إن "صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته أرغم الاحتلال الإسرائيلي على القبول بشروط المقاومة لمبادلة عدد من أسراه مقابل الإفراج عن 3 أضعافه من الأسرى الفلسطينيين".

وتابع، أن تراجع القيادة الإسرائيلية عن تصريحاتها والوعود التي قطعتها على نفسها بأنه لا تفاوض من أجل وقف إطلاق النار أو هدنة إنسانية حتى اجتثاث حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي والقضاء عليهما خير دليل على هزيمة الكيان الصهيوني في عملية طوفان الأقصى.

ورأى صالحي في دعم الشعوب الإسلامية والحرة للقضية الفلسطينية، واعتبارها صاحبة الحق والأرض، وفي وقوف حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي اليمنية إلى جانب المقاومة الفلسطينية، تم تحقيق إنجازات مهمة أسهمت في الانتصار الواضح على الكيان الإسرائيلي.


قدرات حماس

ولدى إشارته إلى تطورات المعركة خلال الساعات التي سبقت الهدنة الإنسانية التي دخلت صباح أمس الجمعة حيز التنفيذ، أوضح وزير الخارجية الإيراني الأسبق أن قدرات حماس العسكرية لم تتراجع، بل أظهرت أنها مستعدة لمواصلة الحرب لفترة أطول، متحدية حكومة الاحتلال التي اشترطت القضاء على المقاومة الفلسطينية لوقف عمليتها البرية.

وقال إن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية سخرت كل ما لديها من تكنولوجيا لا سيما أقمارها الصناعية وصناعاتها الحربية لدعم إسرائيل، لكنها أخفقت في تدمير شبكة الأنفاق وتحرير الأسرى والقضاء على حركات المقاومة.

وتابع صالحي أن الثورة الإيرانية هتفت للقضية الفلسطينية منذ اليوم الأول من انتصارها عام 1979، وشكلت منعطفا في مسار المواجهة مع إسرائيل، مضيفا أن انتصارات المقاومة الإسلامية في مواجهة إسرائيل قد بدأت منذ سنوات، ودمرت "أسطورة الجيش الذي لا يقهر"، في حين أن هزائم إسرائيل تتعاظم في جميع المعارك التي خاضتها خلال العقود الأخيرة.


اتفاقية جنيف

وأضاف أن معركة طوفان الأقصى أعادت القضية الفلسطينية إلى سلم أولويات العالم الذي أضحى يفكر بوضع حد لهذا الظلم الذي يمارس بحق الشعب الفلسطيني، كما أنها فضحت ازدواجية المعايير لدى الدول الغربية التي طالما تشدقت بحقوق الإنسان والقوانين والمواثيق الدولية.

وأكد وزير الخارجية الإيراني الأسبق أن الجانب الإسرائيلي انتهك اتفاقية جنيف التي تعنى بحقوق الإنسان في حالات الحرب، والتي تمت المصادقة عليها عام 1949، مشيرا إلى ضرورة متابعة ملف الإبادة الجماعية في المحاكم الدولية، مستدركا أن بعض القوى الغربية لا ترى ضرورة لتطبيق المواثيق الدولية إلا إذا كانت تصب في صالح سياساتها.

وانتقد صمت بعض الأوساط الدولية أو تصديقها الرواية الإسرائيلية في استهداف المستشفيات، واصفا استهداف المرضى والأطفال والنساء بأنه أكبر دليل على إخفاق إسرائيل في تحقيق الأهداف التي أعلنتها قبل بدء العملية البرية.

واعتبر صالحي المجازر التي ارتكبتها إسرائيل طوال 48 يوما في قطاع غزة، وشاهدها الرأي العام العالمي على شاشات التلفزة بشكل مباشر بأنها "منقطعة النظير في التاريخ"، وتوقع أن تشكل عملية طوفان الأقصى بداية لنهاية السياسة الغربية الداعمة للمعتدي من جهة ويقظة الضمير العالمي.


سر الانتصار

ولدى إشارته إلى توقيع بعض الدول العربية اتفاقات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، توقع عرقلة "اتفاقيات أبراهام" بعد عملية طوفان الأقصى.

ورأى أن كلمة سر النصر في مواجهة الكيان الإسرائيلي تكمن في الصمود وإطالة مدة المعركة، ذلك لأن الجبهة الداخلية في كيان الاحتلال لم تحتمل حربا طويلة الأمد، ثم إن الجانب الأميركي سوف يتضرر جراء إطالة مدى الحرب وتوسعتها في المنطقة، لأن الشرق الأوسط لم تعد أولويته الأولى على ضوء تحدي الصين والحرب الأوكرانية.

ولفت صالحي إلى ضرورة العمل بعد عملية طوفان الأقصى على بناء منازل وتشييد ملاجئ جماعية في قطاع غزة وإنتاج الطاقة عبر الألواح الشمسية والمراوح الهوائية وتخزين الاحتياجات الإستراتيجية من المواد الغذائية ومياه الشرب والوقود لفترات طويلة.

وخلص وزير الخارجية الإيراني الأسبق إلى أن العنجهية الإسرائيلية في معركة طوفان الأقصى تثبت مجددا ضرورة تدريب جميع شبان قطاع غزة بعد بلوغهم 15 عاما للدفاع عن أنفسهم وعوائلهم داعيا إلى التنسيق والبرمجة الدقيقة والسرية لأي عملية مستقبلية والتدريب المسبق لضمان النتائج المرجوة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: عملیة طوفان الأقصى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مسير لـ 3000 آلاف من خريجي دورات طوفان الأقصى في جبل راس بالحديدة

سبأ:
نظم ثلاثة آلاف خريج من دورات التعبئة العامة المفتوحة ” طوفان الأقصى” من أبناء عزل قمة جبل راس بالحديدة، اليوم، مسيرا شعبيا هو الأكبر في مسار تعزيز الجهوزية لمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.

وهتف المشاركون في الوقفة والمسير الذي انطلق من قمة جبل رأس إلى أسفل منطقة المسحابة لمسافة ثلاثة كيلو مترات، بشعارات النفير والجاهزية للجهاد إلى جانب أبطال الجيش والقوات المسلحة للدفاع عن سيادة اليمن ونصرة وإسناد الشعب الفلسطيني.

وأكد خريجو الدفعة الثانية من دورات المرحلة الخامسة، أن غطرسة العدو الصهيوني بحق شعوب الأمة، تمثل الخطر الحقيقي على أمن واستقرار دول المنطقة، مشيدين بالضربات التي تنفذها القوات اليمنية في عمق الكيان الغاشم الذي يواصل حرب الإبادة في قطاع غزة.

ووجهوا رسائل تحذيرية للكيان الصهيوني من مغبة التصعيد ومواصلة انتهاك السيادة اليمنية، مؤكدين أن الشعب اليمني لن يتراجع أو يثنيه الإرهاب الصهيوني عن دعم واسناد غزة ونصرة مظلومية الشعب الفلسطيني، والدفاع عن سيادة واستقلال أراضيه.

وجدد الخريجون، مواصلة التحشيد والتعبئة العامة والالتحاق بالدورات العسكرية بوعي إيماني صادق ويقين راسخ مستمد من كتاب الله العظيم للانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني ومناهضة المشروع الاستعماري في المنطقة، حتى نيل الحرية والاستقلال وتحرير أرضهم المغتصبة.

كما هتفوا بالاعتزاز بالموقف اليمني المتعاظم في نصرة مظلومية الشعب الفلسطيني وما وصلت إليه القوات المسلحة اليمنية في التصدي لسفن ومدمرات العدو الأمريكي والبريطاني وتأدية الواجب الديني والأخلاقي والإنساني المتمثل في إسناد المجاهدين في قطاع غزة.

وأكدوا أن التحاقهم بالدورات العسكرية وخروجهم في هذه الوقفات يأتي تأكيدا على مواصلة نصرة وإسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض لأبشع عمليات التطهير العرقي والابادة الجماعية في ظل صمت وتواطؤ دولي وتخاذل عربي وإسلامي.

ودعا أبناء عزل قمة جبل راس إلى العمل بمشروع الجهاد لإعادة لملمة الشتات والذل التي تعاني منه الدول العربية، واستعادة وحدة الصف الإسلامي لمواجهة ثالوث الشر الصهيوني الأمريكي البريطاني، والخروج من وصايتها والتحرر من الهيمنة والانتصار للكرامة المسلوبة.

وحذروا كل المتربصين، بأن محافظة الحديدة ستظل عصية على الغزاة والمحتلين وأن أي تحركات مشبوهة لمرتزقة العدوان للإضرار بمصالح الشعب اليمني، سيقابل برد أعنف والتفاف شعبي ورسمي منقطع النظير، مؤكدين جهوزيتهم لمواجهة أي تهديدات والتصدي لأي محاولات.

وخلال الوقفة، أكد مدير المديرية مطهر النور ومسؤول التعبئة العامة في المديرية صالح الشريف، السير على خط الجهاد في سبيل الله، والتضحية والعزة والكرامة والانتصار للدين والوطن وقضايا الأمة، معلنين النفير لمواجهة كل قوى الاستكبار والطغيان.

كما أكدا جاهزية أبناء مديرية جبل راس للوقوف إلى جانب الجيش والقوات المسلحة في التصدي لأي تصعيد في حال إقدام العدو الأمريكي البريطاني على ارتكاب أي حماقات باستهداف اليمن، مشددين بأن الجميع طوع أمر قائد الثورة للتصدي لأي تهديدات معادية دون تردد أو تراجع.

مقالات مشابهة

  • حماس تدين انتهاكات السلطة الفلسطينية وخطاب التحشيد المجتمعي ضد المقاومة
  • تدشين المرحلة السادسة للدورات المفتوحة ”طوفان الأقصى” في مديرية المنيرة بالحديدة
  • مسير لـ 3000 آلاف من خريجي دورات طوفان الأقصى في جبل راس بالحديدة
  • بين تفاؤل حذر وتحديات معقدة .. هل تنجح جهود الهدنة في غزة ؟
  • الفصائل الفلسطينية تعرض فيديو يجمع يحيى السنوار وهنية والعاروري
  • قيادي بحركة حماس يكشف عن آخر تطورات المفاوضات مع إسرائيل
  • حماس للسلطة الفلسطينية: سلاح المقاومة موجه للاحتلال أوقفوا التصعيد الأمني في جنين
  • مسير لخريجي دفعة من الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” في مديرية الزيدية بالحديدة
  • إيران وحـماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى.. فَـخْـرُ مسار.. كتاب جديد
  • محمد عبدالمنعم: إسرائيل نفذت أكبر عملية هجوم ضد العرب خلال أيام بسوريا