الصايغ: نحن في حوار مع التيار
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
لفت عضو كتلة الكتائب النائب سليم الصايغ الى ان "حزب الله يأخذ لبنان الى مكان آخر وينفذ أجندة أحادية غير متفق عليها من اللبنانيين ولا نقبل بهذا الامر".
وإذ أكد عبر "لبنان الحر" ضمن برنامج "بلا رحمة"، ان "الكتائب من اكثر الناس تفكيكاً لسردية وأدبية الحزب"، قال: "لنا خصومة كبيرة معه، ولكن يوجد قناة مفتوحة على الملأ في مجلس النواب واللجان".
أضاف: "ككتائب لا نحتاج فحص دم بالوطنية، ونحن سباقون في أخذ المعارضة الى الموقف الاقصى في المواجهة السياسية".
وتابع: "رفضنا حوارا لتمرير صفقة، ولكن الجرأة ان نصل الى جباع بموقف انساني وجداني وطني اجتماعي لتعزية النائب محمد رعد بوفاة نجله، وهذا ما أثار دهشة واستغراباً واعجاباً بجرأة الكتائب".
وأشار الصايغ الى ان "حزب الله يتحرّش باسرائيل وهو بدأ بالقصف، وقدّم بيانات لجذب الاسرائيلي الى الجبهة وهو امر مرفوض ولن نعتبر أنفسنا معنيين بهذه الحرب لأننا لسنا فريق مساندة".
وإذ رأى انه "يبدو ان حزب الله يحاول استلحاق نفسه عبر الحاق الساحة اللبنانية بغزة وتقييمه الذاتي انه يقوم بمساندة الفلسطينيين"، اعتبر الصايغ ان "القضية الفلسطينية لم تعد بيد أي دولة أخرى فالفلسطينيون استعادوا قضيتهم ولو وجدت إسرائيل ان هناك خطراً حقيقياً آتياً من الجبهة الشمالية لكانت سلّحت كل مواطنيها" .
وتحدث عن ان "حماس بدت في قابلية أكثر لحلول وسطية أكسبتها نوعا من الشرعية، لكن أداتها العسكرية يجب ان تنخرط في الدولة الفلسطينية المقبلة والعالم يقول بحل الدولتين ومنع التهجير، وسنرى الفلسطيني يجلس بقوة على طاولة المفاوضات مع دعم عربي كبير".
وجزم أن "ليس هناك من مستقبل في الحكم لحماس في القضية الفلسطينية، لكن هناك حكماً جديداً للسلطة الفلسطينية تكون حماس جزءاً منه".
وعلق على زيارات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الى لبنان: "كان يمكن ان يرسل موفدين او السفير الإيراني في لبنان انما الصورة هي لاظهار مشهدية معينة وحركة فيها رسائل دبلوماسية ولا نزال نمسك بالورقة في لبنان".
وتحدث الصايغ عن ان "حزب الله يستخدم السلاح لخدمة الهدف السياسي الذي تحدده ايران التي تسعى لحجز مكان لها وتضبط نفَس الحزب لانها تخشى الكلفة" .
وأوضح انه "في المنطق السياسي يتغلب منطق الحرب والصراع مع اسرائيل على حزب الله وبالنتيجة فان الحزب يستعمل القوة العسكرية لخدمة الهدف السياسي الذي تحدده ايران وبالتالي اذا استعمل كل قوته وفلتت الحرب تنتهي عندها ورقة التفاوض".
وعن صفقة كتائبية مع "حزب الله" قال الصايغ: "الامواج تتكسر على صخور لبنان والكتائب لا يتحرك على المستوى السياسي الا من ضمن المعارضة وهذا اتفاق كامل ولن نذهب منفردين الى اي عمل من هذا النوع ولن نقبل لاحد ان يذهب منفردا".
ودان الصايغ الحركية السياسية للنائب جبران باسيل "الذي يحاول المقايضة بين السلطة والجوهر" .
ورأى الصايغ ان "كارثة كانت حلت لو كان مرشح حزب الله رئيسا اليوم، في ظل الحرب" ، وقال: "نحن حمينا لبنان بعدم السماح لمرشح يأتمر بأوامر حزب الله ان يكون في سدة الرئاسة وفي الاوساط الشيعية يعرفون ان شبكة الامان الحقيقية ان يكون اللبنانيون متفقين بعضهم مع بعض وبالتالي سنذهب الى الفوضى في حال أراد الحزب الاستمرار بالذهاب الى الحرب".
وتحدث عن تحريك لرئاسة الجمهورية مشيراً الى ان زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لن تكون زيارة علاقات عامة والفرنسيون يعتبرون انه قد يكون هناك نافذة للخروج من فوق أي "exit strategy" فلنأت برئيس ولنحضر انفسنا لترتيب وضع المنطقة والا سيكون الحل على حساب لبنان".
وجزم انه "يجب عدم المساس بقيادة الجيش وضرب صورتها وهزّها بأي شكل والدعم المنقطع النظير للجيش هو دعم شخصي دولي ومحلي لاداء قائد الجيش وهذه شهادة له انه لا يأتمر لأحد، والا لما كان وضع حدودا لباسيل في عهد الرئيس عون وشرفه العسكري منعه من الدخول في البازار السياسي".
وختم: "موقفنا وموقف البطريرك الراعي يصيب عمق الميثاقية في لبنان وليفهم الوزير باسيل انه لا يستطيع المجاهرة بحقوق المسيحيين ساعة يشاء . نحن في حوار كمعارضة مع التيار ونقول لهم لا تستطيعون ان تكونوا "اجر بالبور واجر بالفلاحة".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
أصحاب المزارع بجنوب لبنان يطالبون بالتعويض بعد العدوان
بيروت– استطاع المواطن إبراهيم عيسى الذي يملك 34 بقرة في مزرعته المستحدثة في عيناتا بقضاء بنت جبيل جنوب لبنان، أن يخرج 18 منها تحت نيران القصف الإسرائيلي، وبقي لديه 16 أخرى، لم يستطع إخراجها، فاضطر للمخاطرة بحياته ليطلقها تأكل من أعشاب الأرض، قائلا "سامحوني هذا كل ما استطعت أن أفعله لأجلكن، أخرجن إلى البرية وتدبرن أمركن".
أضرار كبيرةومع تدهور الوضع الأمني في جنوب لبنان بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي حين اشتدت حرب إسرائيل وتوسعّت، اضطر المعمل الذي يستلم الحليب من مزرعة عيسى إلى إغلاق أبوابه بعد نزوح عماله، مما دفعه إلى رمي الحليب يوميًا في البريّة، فلا معمل يستلم منه الحليب، وهو ما ألحق بمزرعته خسائر اقتصادية فادحة.
ويؤكّد عيسى في حديث للجزيرة نت أن كل فترة الحرب كان يدفع ثمن الأعلاف والرعاية من ميزانيته، فالمزرعة لم تعد تدر المال بسبب توقف معامل الألبان، ويقول "تخيّل أنني أرمي الحليب يوميًّا ولفترات طويلة، وأعالج الأبقار وأطعمها وأنقلها، كل هذا من ميزانيتي، عدا تراكم الديون عليَّ لبائعي الأعلاف، ولا أنسى أني بعت عددًا من الأبقار خلال الحرب لكي أؤمن قوت عائلتي بأسعار زهيدة".
وبقي لعيسى 8 بقرات أعادها إلى مزرعته في ميس الجبل، يحاول من خلالها الانطلاق من جديد في حلمه بإنشاء مزرعة كبيرة، لتكون سندًا له ولأخيه في هذه البقعة الجغرافية التي أحرقتها إسرائيل وحاولت أن تعدم الحياة فيها، لكنه يؤكّد أن العودة تكاد تكون مستحيلة في حال لم يعوّضه أحد.
إعلانولا يخفي عيسى خشيته من ألا يتم تعويضه، كما حصل مع المزارعين وأصحاب المزارع بعد حرب يوليو/تموز 2006، مؤكّدا أن هذه الحرب مختلفة جدًّا، وعدم التعويض على المزارعين وأصحاب المزارع والمداجن سيخلف مشكلة كبيرة، وكأنّ الرسالة مفادها "اذهبوا عن هذه الأرض فلا مكان لكم عليها".
من جانبه، يقول أحمد قاروط إن مزرعته كانت تضم 40 ألف دجاجة لاحمة، و1200 دجاجة بيّاضة، إضافة إلى 15 بقرة حلوب، وكانت هذه المزرعة تؤمّن معيشة 4 عائلات وعددًا من العمال داخلها، كما كانت تعود بمردود جيد بعد بيع الإنتاج في السوق المحلي من الجنوب وصولًا لصيدا وحتى العاصمة بيروت.
ولم يترك أحمد مزرعته خلال فترة حرب الإسناد، لكن مع اشتداد القصف أُرغم على تركها، ولم يستطع أن يخرج إلا الأبقار، أما الدجاج اللاحم فجرى بيع جزء منه بأسعار زهيدة، وما تبقى منها ومن الدجاج البياض بقي داخل المزرعة، ونفقت جميعها بسبب الجوع والدمار، ويؤكّد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي عندما وصل إلى مزرعته عمل على جرفها، ودمّر معمل الأعلاف.
ولا يخفي المواطن رغبته بمزاولة عمل المزرعة رغم الخسائر الفادحة، لكنه يؤكّد، وهو يجلس أمامها مدمّرة، إنه يستحيل العودة إن لم تكن الدولة إلى جانبه ويقول "نحن بحاجة إلى دعم وزارة الزراعة، ونعلق آمالا على الدولة وعلى الهيئات والجمعيات الخيرية، فبقاء الناس في هذه المنطقة يعتمد على الدعم الذي سيتلقونه، وإن لم تعاود المزارع والمداجن نشاطها، فلن يبقى أحد هنا".
مزارع الأغنام والماعزويقول غسان الحاج، صاحب مزرعة للأغنام والماعز، إنها كانت تضم أكثر من 500 رأس إضافة إلى 35 بقرة، وتعيل 5 عائلات، وتنتج يوميا 5 أطنان من الحليب يصرّف إنتاجها إلى معامل البقاع. وبقي الحاج كل فترة الحرب ولم يترك مزرعته، ومع اشتداد القصف وتوسّع الحرب بقي 22 يوما، وكان قد تعرض لغارة من مُسيرة نجا منها بأعجوبة.
إعلانويلفت إلى أنه حاول إخراج قطيعه الكبير لكن الغارات الكثيفة حالت دون ذلك، ويقول "حاولت بشتى الطرق أن أنقذ القطيع لكن بلا جدوى، وجدت أن الأجدى أن أتركها تسرح في البرية، وهناك تأكل الأعشاب وتتدبر أمرها، وكان لدي الأمل في أن أعود وألقى القطيع مجددا هنا، ولكن بعد عودتي لم أجد إلا بضعة عنزات و 4 بقرات، ووجدت عظام الأغنام والماعز والأبقار منتشرة بكافة أرجاء المزرعة.
ولا تقل خسائر الحاج عن 300 ألف دولار، عدا منزله المدمّر كذلك، وشاحناته وجرافته التي كان يعمل بها، ويقول "نحن بقينا هنا طوال الحرب وخاطرنا بحياتنا لأننا ننتمي لهذه الأرض، وأنا مستعد لمعاودة توسعة المزرعة، لكن هذا مستحيل إن لم تلتفت إلينا الدولة وتعوّض خسائرنا، وكذلك الجهات الدولية والجمعيات، فنحن منذ سنة ونصف السنة لم ندخل فلسا واحدا، وإنما نخسر كل يوم مئات الدولارات ونصرف من اللحم الحي".
صدر التقرير الأولي لتحديد الأضرار والحاجات الناجمة عن الحرب الإسرئيلية على لبنان -والذي أعدّه البنك الدولي والمجلس الوطني للبحوث العلمية- مؤكدا أن الأضرار التي لحقت بالثروة الحيوانية بلغت 11 مليون دولار، بما في ذلك نفوق حوالي 3 ملايين دجاجة، وتضرر حوالي 10 آلاف متر مربع من مزارع الدواجن.
ويقول وزير الزراعة اللبناني نزار هاني -في حديث للجزيرة نت- إن التقرير جرى إعداده باستخدام التقنيات الحديثة، ووزارة الزراعة ستأخذ البيانات لـ350 بلدة تعرضت للاعتداءات الإسرائيلية المباشرة، وموظفو الوزارة سيتوجّهون في أقرب وقت إلى هذه المناطق، من أجل التأكّد من هذه النتائج بمساعدة البلديات، وهذا الكشف سيكون دقيقًا جدًا لأنه على أرض الواقع، خاصة لناحية الكشف على مزارع المواشي والدواجن وقفران النحل وغيرها.
إعلانوحول هواجس أصحاب المزارع لناحية حرمانهم من التعويضات، يؤكّد هاني أن التعويض عن الأضرار الزراعية جزء لا يتجزّأ من موضوع إعادة الإعمار، إلا أن هذه الأموال ليست موجودة في الوقت الحالي لدى الدولة ولا وزارة الزراعة، لكن بعد إحصاء الأضرار والتأكّد من المسح، تأتي المرحلة الثانية وهي تأمين الأموال لهذه التعويضات، فالقطاع الزراعي واحد من 9 قطاعات جرى تقييمها بتقرير الأضرار.
ويشدد هاني على أن القطاع الزراعي يجب أن يأتي في سلم الأوليات في ملف التعويضات لأنه بمقارنة هذا القطاع بالقطاعات الأخرى يتضح أنه الأقل كلفة، وبالتالي يجب إعطاؤه الأولوية لأنه مرتبط بالأمن الغذائي وبتأمين المواد للسوق اللبناني، لأن أرض الجنوب ومحاصيلها يُعتمد عليها بالسوق المحلي.