سر تكرار فبأى آلاء ربكما تكذبان في سورة الرحمن؟
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
كثيرون عند قراءة لسورة الرحمن يجدون آية متكررة فى السورة كلها وهي “فبأى آلاء ربكما تكذبان” فيسألون عن سر تكرارها؟.
سر تكرار فبأى آلاء ربكما تكذبان في سورة الرحمن ؟الحكمة من ذلك، وقد كذّب الكفّار الرسول -صلّى الله عليه وسلم- بسبب هذه الآية، وقالوا بأنّ هذا القرآن من عنده بسبب هذا التكرار وأنّه لا داعي له، إلّا أنّ المتأمّل في الآيات يجد فيها من الإعجاز الكثير، فالله تعالى كرّر هذه الآية إقراراً بنعمه وتأكيداً عليها لتذكير النّاس بها، فمن عادة العرب تكرار الكلام لتأكيده، وقد كرّرت الآيات لتأكيد نعم الله على الإنس والجن، فالاستفهام في هذه الآية أسلوبٌ للإقرار وعدم الإنكار، وهذا شائعٌ في لغة العرب وكلامهم، وهذه الآيات دليلاً على أنّ الله سبحانه وتعالى الّذي خلق السبع سماوات بما فيها، هو نفسه الّذى أنزل هذا القرآن الكريم المحكم.
من لطائف التعبير القرآني بل من دقة الكلمة القرانية، بيان أن القرآن وإن بدى لك إن به آيات أو الجمل أو الكلمات مكررة فهو تكرار ظاهري لمن لا يدركون المعنى الدقيق.
فكثير من الناس يسألون عن سورة الرحمن كيف يتكرر “فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ” 31 مرة، كان يكفي مرة أو اثنين فما السبب؟ وهنا يجيب العلماء المتخصصين فى المعاني القرآنية والدلالات القرآنية أنه لما تعددت وتنوعت النعم في سورة الرحمن، وجب التذكير بعد كل نعمة، لأن معنى “فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ” التذكير بهذه النعمة، كأن ربنا سبحانه وتعالى يذكرنا بعد كل نعمة جديدة من نوع جديد، فهل تستطيع أن تكذبها.
فالله سبحانه ، وتعالى يقول لك هل تكذب هذه النعمة فإن كذبت واحدة منها النعمة فهل ستكذب الباقي، فهذا ليس تكرارا إنما وجب التذكير بعد كل نعمة لما تنوعت النعم وتعددت.
إذن لا يوجد بذلك تكرار فى السورة وإنما ما يوجد هو تذكير واجب بعدما تعددت النعم وتنوعت.
وقد يترتب على هذا سؤال آخر وهو أن آية {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ} تتحدث عن العذاب، فكيف يكون التذكير بالنعمة بعد آية عذاب، فهل النار والعذاب نعمة لكى يأتى بعدها التذكير “فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ”؟ نعم نعمة،لأنها من قبيل التحذير من ذلك الشيء حتى لا نعمل بالأسباب المؤدية إليه فننجو، مثالا على ذلك: عندما يخبرك الطبيب بأن عليك ألا تكثر من أكل السكر والملح لأن فيهما خطورة عليك، فهو ينبهك أنك من ممكن أن تموت بسبب الإسراف في أكل هذه الأنواع من الأطعمة، فهل هو بذلك يريد بك ضررا؟! لا.. فالحكمة العقلية تقول من حذرك من الشر قبل وقوعه حتى لا تقع فيه فقد أنعم عليك.
فالله سبحانه وتعالى يذكر النار حتى لا يدخل الناس النار، وإنما يحذرهم من أن يفعلوا الأعمال المؤدية إلى النار فيتجنبوها، وهذا من باب التذكير وهو نعمة ، وهذا من لطائف التعبير القرآني.
هى إحدى سور القرآن الكريم الّتى تتجلّى فيها عظمته سبحانه، ويرى المتأمّل فى آياتها إعجاز الله فيها، وهي سورة مدنيّة، ترتيبها 55 من بين سور القرآن الكريم، وعدد آياتها 78 آية.
وتعرض السورة الكريمة مشاهد يوم القيامة والحساب، وما فيها من عقاب وجزاء للكافرين والمؤمنين، وتختتم السورة بـ «تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ».
والسورة تتحدث عن نعم الله تعالى في هذا الكون، والحديث عن عجائب خلقه وصنعه، ودعوة النّاس للتدبّر في هذا الكون وما فيه، ودعوتهم لعبادة الله العظيم، وهي شهادة للخلق كلّهم الإنس، والجن، بأنّهم لا يمكنهم إنكار نعم الله عليهم أو تكذيبها.
وتتميّز سورة الرحمن عن غيرها من السور بإيقاع فواصلها في بعض الآيات وتكرار آية «فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ»، واحداً وثلاثين مرّة، وهي تبدأ بذكر الرحمن -الله تعالى-، وتتحدّث عن عجائب خلقه كالقمر، والشّمس، والنّجوم، والشجر، والسماء، والأرض بكلّ ما فيها من نعم، وعن خلقه للجن والإنٍس، والبحر، والبرزخ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سورة الرحمن
إقرأ أيضاً:
"نقدر النعمة".. حملة رمضانية لتعزيز الاستهلاك والحد من هدر الغذاء
أعلنت المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء "نعمة"، استمرار حملتها "نقدر النعمة" خلال شهر رمضان المبارك، التي تهدف إلى تعزيز مفهوم الاستهلاك المسؤول، وتشجيع ممارسات الغذاء خلال الشهر الكريم.
وتدعو "نعمة" الأفراد والأسر والشركات إلى اتخاذ قرارات مدروسة عند التسوق والطهي لمناسبات رمضان العائلية، مشددة على أهمية الاستفادة من هذه الفرصة لزيادة الامتنان وتحقيق التوازن.
كما تبرز المبادرة أهمية إحياء عادات الأجداد في الحفاظ على الموارد، من خلال التفاعل الواعي مع الغذاء، معتبرةً إياه نعمة يجب أن تُحترم وتُقدر.
وتسعى الحملة إلى رفع الوعي بشأن إنقاذ الطعام الفائض وإعادة توزيعه، بالإضافة إلى الحد من النفايات من خلال المبادرات المجتمعية، كما تساهم الحملة في دعم هدف دولة الإمارات في تقليص فقد وهدر الغذاء بنسبة 50% بحلول عام 2030.
وتستمر "نعمة" في التعاون مع الشركاء الرئيسيين في النظام الغذائي في الدولة، لتعزيز الوعي، وضمان إنقاذ الغذاء الفائض، وإعادة توزيعه بفعالية.
ومن أبرز أنشطة الحملة رعاية "نعمة" لمبادرة "توفير مليون وجبة من فائض الطعام"، التي تهدف إلى استعادة وتوزيع الطعام الفائض الصالح للاستهلاك بالتعاون مع بنك الطعام الإماراتي وتطبيق ريلوب، كما تشارك الفنادق وقطاع الضيافة في هذه المبادرة.
وتتضمن الحملة أيضًا جهودًا لإعادة تدوير النفايات الغذائية، من خلال جمع النفايات غير الصالحة للاستهلاك لاستخدامها في التسميد دعمًا للاقتصاد الدائري، وتسعى الحملة إلى إشراك أكثر من 75 فندقًا في أبوظبي ودبي ورأس الخيمة لجمع البيانات المنظمة وقياس تأثيرها في الحد من هدر الغذاء.
كما ستعمل "نعمة" على توسيع نطاق "ثلاجات نعمة المجتمعية" خلال شهر رمضان، بالشراكة مع قطاع الفنادق والمطاعم والمقاهي والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، وسيتم وضع هذه الثلاجات في المناطق ذات الطلب المرتفع، لضمان إعادة توزيع الغذاء الفائض بأمان في عدة مواقع في أبوظبي ودبي.
كما تشمل المبادرة تدريب موظفي المطابخ وقطاع الضيافة على كيفية تغليف الوجبات، وضمان أنظمة جمع وتوزيع منظمة وآمنة.
وتطلق "نعمة" أيضًا "صندوق الإفطار العائلي" في رمضان 2025 بالتعاون مع "تكاتف" وبرنامج التطوع التابع لمؤسسة الإمارات، ويهدف الصندوق إلى إنقاذ الطعام الفائض من موزعي الأغذية والمزارعين والتجار، ويشارك المتطوعون في تعبئة وتوزيع الصناديق في أبوظبي والظفرة والعين والشارقة ورأس الخيمة.
وتهدف المبادرة إلى ضمان وصول الطعام الفائض عالي الجودة إلى الأسر المحتاجة، وتشجع على المسؤولية الاجتماعية من خلال التبرعات الغذائية والرعاية والتطوع المؤسسي.
وقالت خلود حسن النويس الرئيس التنفيذي للاستدامة في مؤسسة الإمارات، أمين عام لجنة مبادرة "نعمة"، إن شهر رمضان هو وقت لممارسة الكرم والامتنان والمسؤولية المشتركة، ومن خلال تقديرنا لتقاليدنا وقيم أجدادنا سنخطو خطوات حقيقية لإنقاذ الطعام وتقليل الهدر وضمان استهلاك الطعام بشكل مسؤول خلال الشهر الفضيل، ومن خلال العمل المجتمعي والتعاون المشترك يمكننا الاقتراب من هدفنا في أن نصبح دولة لا يهدر فيها الطعام.
وتستند المبادرة الجديدة إلى نجاح حملة "صون النعمة" التي أُطلقت العام الماضي، والتي اتبعت نهجًا عمليًا لإنقاذ الغذاء وإعادة توزيعه.
وتهدف حملة "نقدر النعمة" إلى تحقيق تغيير سلوكي طويل الأمد وتعزيز ريادة الإمارات في مجال استدامة الغذاء، كما تسعى لتحقيق هدف منع وصول الطعام إلى مكبات النفايات خلال شهر رمضان وبعده.
وتتماشى الحملة مع "عام المجتمع" في الإمارات تحت شعار "يدًا بيد"، إذ تندمج إستراتيجيات البيانات والشراكات الواسعة إلى جانب التطوع لإحداث تغيير إيجابي طويل الأمد في سلوكيات استهلاك الطعام في المجتمع.