كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير لها أن ضابط استخبارات رفيعا في القوات الإسرائيلية رفض محتويات تحذير تفصيلي توقع هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال التقرير -الذي كتبه ميهول سريفاستافا- إن الضابط الرفيع وصف محتوى التحذير بأنه "سيناريو خيالي".

وأوضح سريفاستافا أن الحراس على حدود إسرائيل مع غزة -الذين كان العديد منهم يشاهدون ويحللون تدفقا مستمرا من مقاطع الفيديو وغيرها من البيانات بشأن المنطقة القريبة من السياج الإلكتروني المحيط بالقطاع- قدموا تقريرا مفصلا إلى أعلى ضابط استخبارات في القيادة الجنوبية قبل أسابيع من الهجوم.

وتضمّن التحذير أن حماس كانت تتدرب على تفجير نقاط حدودية في مواقع عدة لدخول الأراضي الإسرائيلية والاستيلاء على الكيبوتسات.

أكبر فشل استخباراتي منذ 1973

وقالت الصحيفة إن فشل إسرائيل في منع الهجوم ينظر إليه في الوقت الراهن على أنه أكبر فشل استخباراتي منذ أن شنت مصر وسوريا هجوما مفاجئا في عام 1973 (حرب أكتوبر، أو حرب العاشر من رمضان) أو ما تعرف إسرائيليا بحرب يوم الغفران.

وأشار التقرير إلى أن الجنود ذوي الرتب الأدنى حذروا أيضا من أن تحليلهم عدة مقاطع فيديو أظهر أن حماس كانت تتدرب على احتجاز الرهائن، وأنهم شعروا بأن هناك هجوما وشيكا.


وتم إرسال التحذير بعد أن رأى الجنود الإسرائيليون قائدا عسكريا رفيع المستوى من حماس يشرف على التدريب.

وقالت الصحيفة إن التعرف على هذا القائد تم بواسطة قاعدة بيانات الوجوه والهويات التي تحتفظ بها الوحدة 8200، وهي جزء من فيلق المخابرات الإسرائيلية.

وذكرت الصحيفة أيضا أن مؤسسة البث العام الإسرائيلية (كان) نشرت في وقت متأخر من أول أمس الخميس تفاصيل تحذير مماثل أرسله جنود من ذوي الرتب الدنيا إلى رتب رفيعة المستوى، مضيفة أن التحذير يشمل احتمال إسقاط طائرة ورفع حماس أعلامها فوق الأراضي الإسرائيلية.

نقاشات داخل الاستخبارات

وأضافت فايننشال تايمز أن الفشل في أخذ التحذيرات على محمل الجد أصبح موضوع نقاش داخل مجتمع الاستخبارات يصل إلى حد اتخاذ إجراءات تأديبية، ويذكّر بتلك المناقشات التي تلت الإخفاقات الاستخباراتية قبيل حرب 1973.

ونقل التقرير أن التحذيرات قوبلت بالتجاهل، ليس لأنها جاءت من جنود من ذوي الرتب الدنيا فحسب، بل لأنها تتعارض مع ثقة الحكومة الإسرائيلية بأنها احتوت حماس من خلال حصار عقابي وقصف قدراتها العسكرية واستخدام المساعدات والأموال وسيلة لتهدئتها.

سبب آخر للتجاهل

وأوضحت فايننشال تايمز أن هجوما من هذا النوع من قبل حركة حماس من شأنه أن يؤدي فورا إلى حرب مع إسرائيل، وهو الأمر الذي كان مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي مقتنعا بأن الحركة تسعى إلى تجنبه.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن هجوم حماس اتبع إلى حد كبير النمط الذي تنبأت به المذكرة، بما في ذلك الكيبوتسات المحددة التي تعرضت للهجوم، واستخدام الصواريخ لإلهاء القوات الإسرائيلية عن التوغل المستمر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فایننشال تایمز

إقرأ أيضاً:

روسيا تتلقى تحذيرا غربيا وترد متوعدة الناتو: لن يكون أحد آمنا

وجهت دول الغرب الثلاثاء تحذيرات جديدة لروسيا التي ردت بلهجة حاسمة متوعدة حلف الشمال لأطلسي (الناتو)، ومتعهدة باستخدام كل الوسائل المتاحة في حال تعرضت لأي اعتداء.

وقال وزراء خارجية دول مجموعة السبع و3 من حلفائها الرئيسيين اليوم الثلاثاء إنهم يشعرون بقلق بالغ إزاء نشر قوات كورية شمالية في روسيا واحتمال الاستعانة بها في الحرب ضد أوكرانيا.

وذكروا في بيان أن ما وصفوه بالدعم المباشر من كوريا الشمالية "للحرب العدوانية التي تشنها روسيا على أوكرانيا، فضلا عن تسليط الضوء على الجهود اليائسة التي تبذلها روسيا لتعويض خسائرها هي أسباب كافية لتوسيع رقعة الصراع بشكل خطير".

ووقّعت البيان الدول الأعضاء في مجموعة السبع، وهي الولايات المتحدة واليابان وإيطاليا والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وكندا، إلى جانب كوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا.

وقال الوزراء إنهم نددوا "بأشد العبارات الممكنة" بالتعاون العسكري المتزايد بين كوريا الشمالية وروسيا، بما في ذلك "شراء روسيا المخالف للقانون" لصواريخ باليستية من كوريا الشمالية.

وأضافوا أنهم يشعرون بقلق بالغ إزاء احتمال إرسال روسيا أي تكنولوجيا نووية أو متعلقة بالصواريخ الباليستية إلى كوريا الشمالية، وأنهم سيعملون عن كثب مع شركاء دوليين من أجل "الاستجابة بشكل منسق لهذا الوضع الجديد".

الرد على العدوان

في المقابل، نقلت وكالة الإعلام الروسية اليوم الثلاثاء عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله إن موسكو سترد على أي عدوان محتمل من حلف شمال الأطلسي بكل الوسائل الممكنة.

وأضاف لافروف في مقابلة "لن يكون أحد آمنا، لا أولئك عبر المحيط الأطلسي، أو أولئك عبر القنال الإنجليزي".

يأتي ذلك بعد 3 أيام من تشديد ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الفدرالي الروسي على أن الولايات المتحدة مخطئة إذا اعتقدت أن موسكو لن تستخدم الأسلحة النووية في حال تعرض وجودها للتهديد.

وطالب ميدفيديف في تصريحات -لقناة "روسيا اليوم" الناطقة بالروسية- واشنطن بالتعاطي بجدية مع تهديد موسكو باستخدام النووي، قائلا إن من شأن ذلك أن يؤدي إلى تجنب اندلاع حرب عالمية ثالثة.

هم مخطئون

وقال ميدفيديف، الذي سبق أن تولى رئاسة روسيا، إن "كبار المسؤولين في الولايات المتحدة لا يريدون اندلاع حرب عالمية ثالثة، ولكنهم لسبب ما يعتقدون أن الروس لن يعبروا أبدا خطا معينا، وهم مخطئون".

وتابع "عندما نتكلم عن وجود دولتنا، كما قال رئيسنا مرارا وتكرارا.. لن يكون لنا أي خيار آخر"، سوى استخدام السلاح النووي.

وتتزامن هذه التصريحات مع تقدم القوات الروسية شرقي أوكرانيا، ومواصلة الغرب تقديم السلاح والمال لكييف.

وخلال الأسابيع الأخيرة، قالت روسيا إنها سترد إذا ما ساعدت الولايات المتحدة أوكرانيا باستهداف العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى.

ويقول مسؤولون روس إن قادة الغرب فشلوا في التقاط الإشارات التي تبعث بها موسكو حول الأمن الأوروبي وتصعيد الحرب في أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • "فايننشال تايمز": تفاهم بين نتنياهو وترامب للعمل على إنهاء الحروب في المنطقة
  • فايننشال تايمز: تفاهم بين نتنياهو وترامب على إنهاء الحروب
  • مصر توجه تحذيرا لمواطنيها العاملين في الأردن
  • فايننشال تايمز: إيلون ماسك يوسع نفوذه بعد فوز ترامب
  • فايننشال تايمز: هل انهار نموذج الأعمال الألماني؟
  • الأرصاد تصدر تحذيرا لسكان القاهرة والمحافظات المحيطة لهذا السبب
  • روسيا تتلقى تحذيرا غربيا وترد متوعدة الناتو: لن يكون أحد آمنا
  • لسالكي اوتوستراد الرئيس لحود باتجاه الصياد.. هذا التحذير يهمّكم
  • بلومبرغ: حماس تتدرب في إيران على صنع الأسلحة
  • جيش الاحتلال يقر: حماس اخترقت هواتف الجنود على مدى عامين بهجوم سيبراني