تلفزيون مونتي كارلو.. أول قناة تلفزية خاصة في أوروبا
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
يعتبر تلفزيون مونتي كارلو أقدم قناة تلفزية أوروبية خاصة، انطلق بثها يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1954 من مرتفعات إمارة موناكو جنوب فرنسا، ودشنها الأمير رينيه الثالث.
عند إطلاقها كان البث منحصرا فقط في إمارة موناكو والمناطق المحيطة بها في مجال لا يتجاوز 100 كيلومتر من جهاز الإرسال المثبت في موناكو، ثم امتدت موجاتها خلال السبعينيات والثمانينيات إلى جنوب شرق فرنسا وشمال إيطاليا، قبل أن تكتسب مجالا جماهيريا أكبر بفضل التطور التكنولوجي واعتماد الكابل والأقمار الصناعية.
حافظت رغم الأزمات المالية التي عاشتها، والتغييرات التي شهدتها على رأس إدارتها على توجهها الإعلامي الأصلي، لتكون قناة العائلة الفرنسية والفرنكوفونية. ويضم تلفزيون مونتي كارلو 44 عاملا بين صحفيين وتقنيين وموظفين في مختلف المجالات يُؤَمنون البرمجة والمحتوى والبث المتواصل.
الإطار التاريخيسنة 1939، حصل رجل الإعلام والأعمال الفرنسي تشارلز ميشلسون على امتياز تشغيل إذاعة طنجة، ولكن السلطات الفرنسية استولت على المشروع بعد الحرب العالمية الثانية لإنشاء راديو إمبريال.
وفي 6 فبراير/شباط 1948، حصل ميشيلسون على عقد إدارة للموجات القصيرة في راديو "مونتي كارلو" لـ5 سنوات على سبيل التعويض إذ كانت تعود ملكية أغلبية الإدارة إلى شركة سوفيراد الممثلة للدولة الفرنسية.
أدى فشل التجارب التقنية لإعادة البث والإرسال إلى تقديم وزير الإعلام الفرنسي حينها فرانسوا ميتران تنازلا لميشيلسون، الذي استفاد من امتياز فرعي ببث تلفزيون في إمارة موناكو، وفي 22 أكتوبر/تشرين الأول 1949 منح له من طرف الشركة المالكة لراديو مونتي كارلو.
أنشأ ميشيلسون الشركة التي كان هدفها الأولي تشكيل شبكة من محطات التلفزيون الخاصة في فرنسا. ولتهدئة مخاوف وزير الإعلام الفرنسي الجديد بيير هنري تيتجن من هيمنة الإعلام الخاص على نصيب الإعلام الحكومي، تنازل تشارلز ميشيلسون عن جميع حقوقه في 20 أغسطس/آب 1951 للأمير رينيه الثالث أمير موناكو.
في 11 فبراير/شباط 1952، تم التأكيد القانوني الذي نص على إنشاء تلفزيون إمارة موناكو من قبل السلطات العامة الفرنسية.
في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1954، زار الأمير رينيه الثالث جهاز الإرسال والأستوديوهات المثبتة في مؤسسة دار الإذاعة الفرنسية الكائن مقرها آنذاك في شارع الأميرة شارلوت، ورافقه أسقف موناكو جيل بارت من أجل "مباركة هذا الإنجاز".
في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1954 الموافق للعيد الوطني لإمارة موناكو الفرنسية افتتح الأمير رينيه الثالث تلفزيون مونتي كارلو الذي يعتبر أقدم محطة تلفزيونية خاصة في أوروبا، وبدأ البث على الساعة الثامنة والنصف مساء وكان الانطلاق مع شريط سينمائي أميركي لرعاة البقر.
المقرفي البداية، انطلق التلفزيون حديث الولادة من مقره الكائن في 16 شارع الأميرة شارلوت وسط مدينة موناكو جنوب فرنسا، أما البث فكان يبث من منطقة مونت أجيل، التي تديرها وزارة الدفاع الفرنسية التي وافقت على التنازل عن هذا المقر لصالح إذاعة وتلفزيون مونتي كارلو عام 1952.
منطقة مونت أجيل الواقعة على مرتفعات موناكو مكّنت التلفزيون من بث مفتوح وصل مداه فرنسا، وفي بداياته إلى الساحل الأزردي ثم إلى مدينة منتون وتولون ومرسيليا وجزيرة كورسيكا.
سنة 2001، انتقلت القناة إلى 6 شارع أنطوان الأول قرب ميناء مدينة موناكو.
يمتلك تلفزيون مونتي كارلو أيضا مكاتب في باريس، أولا في مقر "باتي"، ثم في مكاتب "تي إف 1" في بولوني بيانكور نهاية سنة 2005.
الخط التحريريتميّز تلفزيون مونت كارلو في الأصل ببث البرامج المحلية وإعادة بث أحداث موناكو، وفي سنة 1956، بدأ في بث المناسبات العامة ذات الأهمية المحلية مثل حفل زفاف الأمير رينيه الثالث أمير موناكو على الممثلة الأميركية غريس كيلي، بالإضافة إلى السباق الثالث عشر لجائزة موناكو الكبرى.
عام 1963، أصبحت القناة تسمى "تي إم سي" وتبث برامج الألعاب والمسابقات مثل "ذا ميستيريوس أوبجيكت"، والمسلسلات الجديدة إضافة إلى مساحة ثابتة مخصصة لشريط سينمائي كل مساء تحت قيادة مدير البرامج جاك أنطوان.
ظهرت أولى عمليات البث الملون في 24 ديسمبر/كانون الأول 1973 مما جعل ألعاب وعروض هذه القناة الجنوبية متنوعة ولاقت نجاحا كبيرا خلال النصف الأول من الثمانينيات.
منذ سنة 1985، خضعت "تي إم سي" لتغييرات عديدة في جدول برامجها لمواكبة ظهور القنوات الخاصة الجديدة.
تمت إعادة تنسيقها بالكامل سنة 1993 لتسمى "مونتي كارلو تي إم سي" وقدمت نفسها قناة عائلية وإقليمية.
منذ استحواذ مجموعتي "تي إف 1″ و"إيه بي" عام 2005، أصبحت برمجتها أكثر عمومية مرة أخرى.
وتضم برمجتها الحديثة الفقرات التالية: الأخبار، البرامج والحصص التلفزيونية المختصّة (الطبخ، الأسرة، الديكور، البرامج الاستقصائية…)، بالإضافة للألعاب والترفيه.
التمويلتنشط "تي إم سي" من خلال شركة تيلي مونتي كارلو وهي شركة خفية الاسم بموجب قانون موناكو، برأس مال قدره 50 مليون يورو، مسجلة في 1 يوليو/تموز 1957 في سجل التجارة والشركات في موناكو.
تمتلك الخزانة العامة لإمارة موناكو نسبة 50% من أسهم الشركة، و50% من قبل شركة سوفيراد، التي اشترت "باتي" أسهمها في يناير/كانون الثاني 2002 بعد تصفيتها. وفي الوقت نفسه، حصلت "باتي" على موافقة حكومة موناكو على زيادة حصتها إلى 80% من رأس المال، وبذلك أصبحت مشغل السلسلة.
في نهاية سنة 2005، باعت "باتي" حصتها البالغة 80% لشركة "مونتي كارلو بارتشن"، و40% مملوكة لمجموعة "تي إف 1" و40% لشركة "مجموعة إيه بي"، التي تمارس سيطرة مشتركة غير مباشرة على شركة "تيلي مونتي كارلو".
في 9 يونيو/حزيران 2016 أعلنت شركة "تي-إف 1" عن إعادة شراء حصة الـ20% التي كانت تملكها موناكو في قناة "تي إم سي" من خلال تبادل أسهم يسمح للإمارة بالاستحواذ على حصّة في رأسمال أول مجموعة تلفزيونية خاصة في فرنسا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إمارة موناکو خاصة فی تی إف 1
إقرأ أيضاً:
في مقابلة مع تلفزيون سوريا.. الشرع يكشف تفاصيل معركة إسقاط نظام الأسد
تحدث رئيس سوريا بالمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، في مقابلة حصرية مع "تلفزيون سوريا"، عن تفاصيل معركة إسقاط نظام بشار الأسد، التي جرى التخطيط لها لعدة سنوات.
وأكد الشرع أن "الثورة السورية لم تكن ضعيفة كما يظن البعض"، بل إن "القوى العسكرية المنضوية تحت لوائها اكتسبت خبرات كبيرة جعلتها تتفوق على نظام الأسد في عدة جوانب".
وأوضح أن الضباط العسكريين في قوى الثورة خاضوا معارك كبيرة، ما ساعد في صقل مهاراتهم بشكل يفوق قوات النظام بكثير.
وأشار الشرع إلى لقاء جمعه مع أحد الضباط الغربيين بعد إسقاط النظام، حيث أبدى الضابط إعجابه بالقدرات العسكرية للثوار وقال إنه شاهد "مدرسة كبيرة في العلم العسكري" خلال المعركة.
وأضاف أن هذا اللقاء كان مؤشراً على تفوق الثوار العسكري.
كما أكد أحمد الشرع أن تأكيده على قوة الثورة لم يكن مجرد شعارات لرفع المعنويات، بل كان مستندًا إلى معطيات دقيقة بعد مقارنة إمكانيات قوى الثورة والنظام في الجوانب السياسية، العسكرية، الاقتصادية، والاستخباراتية، والاجتماعية.
وأوضح أن "القوى العسكرية التي نشأت في ظل الثورة اكتسبت احترافية عالية ولديها أعداد كبيرة من المقاتلين، مما يعزز مكانتها".
وفيما يتعلق بسقوط نظام الأسد، قال الشرع إنه كان نتيجة تخطيط دقيق استمر خمس سنوات في إدلب، بالإضافة إلى توحيد الفصائل العسكرية واستيعاب القوى المختلفة.
كما شدد على أن "معركة إسقاط النظام استمرت 11 يوماً فقط رغم عقود من حكمه". وأوضح أن "الفصائل في الجنوب وفصائل السويداء شاركت في ردع العدوان".
وأشار إلى أن أول مسار للإصلاح كان إسقاط النظام، وأكد أن سوريا تمتلك "الخبرات البشرية والمقومات الكثيرة للنهوض".
وأضاف أن إدلب شهدت مشاركة واسعة من السوريين من مختلف المحافظات، وتم إشراكهم في حكومة الإنقاذ، وهو ما كان جزءاً من خطة للوصول إلى دمشق بسرعة.
كما أشار إلى ضرورة بناء مؤسسات قائمة على القانون والمواطنة بعيداً عن المحاصصة الطائفية.
وفيما يخص عملية الإصلاح السياسي، قال الشرع إن "الخطوات الأولى شملت الاستماع إلى شرائح المجتمع المختلفة ومغتربين من الخارج لمناقشة مستقبل سوريا"، وأكد أن "الكفاءة هي المعيار في الحكومة الجديدة، ولن تعتمد على المحاصصة".
وزير البريد: خطوات جديدة نحو التحول الرقمي في الجزائر