الخليج الجديد:
2025-01-05@13:09:47 GMT

مصر بين الريادة والوساطة

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

مصر بين الريادة والوساطة

مصر بين الريادة والوساطة

كيف أصبح موقف الدولة المصرية فى تناقض مع شخصية مصر وتكوينها الطبيعي بهويتها العربية ومكانتها التاريخية وموقعها الجيوسياسي المركزى؟

فى حرب الابادة على غزة تجلى الاكتفاء بالوساطة فى صفقة الهدنة وتبادل الأسرى والتفاوض اليومى مع (اسرائيل) للحصول على موافقتها على ادخال المساعدات وفتح المعبر.

الدولة المصرية ارتضت بالدور الذى يفضله لها الامريكان والاسرائيليون ومجتمعهم الدولي وهو الوساطة بين (اسرائيل) والفلسطينيين بدلا من دور التصدى والريادة والمواجهة.

* * *

أخشى أن تكون الدولة المصرية قد ارتضت الاكتفاء بالدور الذى يفضله لها الامريكان والاسرائيليون ومجتمعهم الدولي وهو ان تقوم بدور الوساطة بين (اسرائيل) والفلسطينيين بدلا من دور التصدى والريادة والمواجهة.

فهو دورها الأبرز منذ سنوات طويلة، وهو الدور الأكثر تقديرا وشكرا على الدوام فى تصريحات الرؤساء والمسئولين الأمريكيين.

وهو ما ظهر بجلاء فى حرب الابادة الحالية على غزة، من الاكتفاء بالوساطة فى صفقة الهدنة وتبادل الأسرى والتفاوض اليومى مع (اسرائيل) للحصول على موافقتها على ادخال المساعدات وفتح المعبر، فى وقت تحتاج فيه غزة من مصر وكل العرب الى ما هو أكثر من ذلك بكثير.

ولا يغير من طبيعة هذا الدور ما يصدر بين الحين والآخر من تصريحات رسمية مصرية عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، ولا حتى ما خرج أخيرا من انتقادات عالية النبرة قليلا لما تقوم به (اسرائيل) فى غزة من قتل وتدمير وتهجير.

فرغم أى تصريحات، فان الدور الرسمى المصرى قد تم تقليصه واختصاره منذ اتفاقيات كامب ديفيد وعلى الأخص فى السنوات القليلة الماضية الى دور الوسيط الذى يتم استدعائه مع كل عدوان اسرائيلى جديد وكلما كانت هناك رغبات امريكية او اسرائيلية فى الضغط على حركات المقاومة.

وهى بطبيعة الحال وساطة غير متوازنة، فإذا كان فى مقدور مصر الضغط على الفلسطينيين المحاصرين والمحتلين، فان العكس هو الصحيح فيما يتعلق بإسرائيل، حيث تكون مصر هى الطرف الأضعف الذى يتعرض للضغوط طول الوقت سواء من الأمريكان أو من (اسرائيل)، بسبب طبيعة علاقات التبعية المتغلغلة منذ السبعينات، وبسبب أهم وأخطر، هو الاختلال الهائل فى موازين القوى فى سيناء وعلى جانبي الحدود الدولية الذى تم فرضه علينا منذ 1979 في اتفاقيات كامب ديفيد.

* * *

فى عام 1978 كتب توفيق الحكيم مقالا بجريدة الأهرام يطالب فيه بوقوف مصر على الحياد بين العرب وبين (إسرائيل) مثلما وقفت سويسرا والنمسا على الحياد فى الحرب العالمية الثانية.

فانفجرت فى وجهه موجات من الردود والمقالات من كبار المفكرين والكتاب عليهم رحمة الله جميعا، من امثال رجاء النقاش واحمد بهاء الدين ووحيد رأفت وبنت الشاطئ وآخرين، كتابات تدافع عن عروبة مصر وتؤكدها وتقدم عشرات الأدلة والشواهد والبراهين عليها، وتفكك دعوة الحكيم المريبة وتشكك فى توقيتها ودوافعها وتستعرض مخاطرها وتبين تهافتها واستحالتها، لتنتهى هذه المناظرة التاريخية بتوجيه ضربة قاضية لفكرة حياد مصر العربية فى معارك صراع الأمة العربية ضد الكيان الصهيونى ومشروعه.

* * *

لا أظن انه كان من الممكن أن يخطر على بال غالبية الشعب المصري ونخبته الفكرية حينذاك، بأن دعوة توفيق الحكيم ستتحول فى يوم من الأيام لتكون هى الموقف الرسمي للدولة المصرية فى تحد وتناقض وصراع مستحيل مع شخصية مصر وتكوينها الطبيعي بهويتها العربية ومكانتها التاريخية وموقعها الجيوسياسي ودورها المركزى.

*محمد سيف الدولة باحث وناشط مصري في الشأن الصهيوني

المصدر | ذاكرة الأمة

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر الريادة الوساطة إسرائيل فلسطين غزة حرب الابادة

إقرأ أيضاً:

حزب الريادة: عيد الميلاد مناسبة تؤكد على قوة وصلابة النسيج الوطني

قدم حسام حفني عضو الهيئة العليا لحزب الريادة التهنئة  لأقباط مصر شركاء الوطن بمناسبة عيد الميلاد المجيد مشيرا إلى أن هذه المناسبة دائما ما تؤكد على قوة وصلابة النسيج الوطني.

برلماني يكشف عن مميزات الدعم النقدي في تحقيق العدالة ومكافحة الفسادبرلماني: زيارة النواب لقناة السويس يعكس حجم التعاون لمواجهة التداعيات الإقليمية السلبيةيصيب الرجال فقط.. روشتة برلمانية لتفادي الإصابة بمتلازمة فيكساسبرلماني: مصر تشهد تنمية شاملة واهتمام غير مسبوق بملف حقوق الإنسان


وقال حفني - في تصريح اليوم - إن الوحدة والتلاحم بين أبناء هذا الوطن كانت وستظل الحصن المنيع لمواجهة كافة التحديات التي تواجه الشعب المصري مؤكدا أن عيد الميلاد عيد للشعب المصري والفرحة للجميع، وأن هذه الفرحة هي تجسيد لعظمة وطننا الغالي مصر الذي ضرب أروع الأمثلة في التماسك بين مكونات مجتمعه والروح الوطنية الخالصة التي تسود أفراده.

وشدد عضو الهيئة العليا لحزب الريادة على جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي في تعزيز روح المواطنة والمساواة بين أبناء الشعب المصري لافتا الى أن الأزمات التي يمر بها الوطن تبث روح التماسك لنسيج الوطن الواحد وتؤكد على وعي المصريين ضد أي محاولات للعبث بأمنهم


ونوه بأن هذه الأعياد والمناسبات هي رسالة مهمة للعالم بأجمعه، تؤكد أن المصريين يحتفلون سويا بكل المناسبات الإسلامية والمسيحية، معا، في جو من المودة والمحبة مؤكدا وقوف جميع أبناء الوطن  خلف القيادة السياسية من أجل استكمال بناء الجمهورية الجديدة.

مقالات مشابهة

  • رئيس حزب الريادة: الوحدة الوطنية أساس قوة مصر وشعبها
  • الدولة المصرية تمضي قدماً نحو ترسيخ قيم المواطنة والتعايش السلمي وإعلاء قيم المساواة
  • خبير : الدولة المصرية تخطط لتكون مركزا إقليميا في المنطقة
  • رئيس الفروسية : الدولة المصرية بذلت مجهودات كبيرة للمشاركة من جديد في البطولات الدولية
  • برلمانية: الدولة المصرية شهدت إنجازات غير مسبوقة في كافة المجالات بعهد الرئيس السيسي
  • حزب الريادة: عيد الميلاد مناسبة تؤكد على قوة وصلابة النسيج الوطني
  • حياة خطاب: الدولة المصرية شهدت إنجازات غير مسبوقة في عهد الرئيس السيسي
  • لقاء نادر بين الحكومة المصرية ورجال أعمال.. وصفة إنقاذ أم مصالح خاصة؟
  • النائب علاء عابد: إنجازات الدولة المصرية تعكس رؤية طموحة وشاملة لبناء دولة حديثة
  • جنوب الوادي تُشارك بتحرير معجم اللغة العربية وترشح أستاذًا لجائزة الدولة التقديرية