الخليج الجديد:
2024-09-20@01:20:55 GMT

مصر بين الريادة والوساطة

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

مصر بين الريادة والوساطة

مصر بين الريادة والوساطة

كيف أصبح موقف الدولة المصرية فى تناقض مع شخصية مصر وتكوينها الطبيعي بهويتها العربية ومكانتها التاريخية وموقعها الجيوسياسي المركزى؟

فى حرب الابادة على غزة تجلى الاكتفاء بالوساطة فى صفقة الهدنة وتبادل الأسرى والتفاوض اليومى مع (اسرائيل) للحصول على موافقتها على ادخال المساعدات وفتح المعبر.

الدولة المصرية ارتضت بالدور الذى يفضله لها الامريكان والاسرائيليون ومجتمعهم الدولي وهو الوساطة بين (اسرائيل) والفلسطينيين بدلا من دور التصدى والريادة والمواجهة.

* * *

أخشى أن تكون الدولة المصرية قد ارتضت الاكتفاء بالدور الذى يفضله لها الامريكان والاسرائيليون ومجتمعهم الدولي وهو ان تقوم بدور الوساطة بين (اسرائيل) والفلسطينيين بدلا من دور التصدى والريادة والمواجهة.

فهو دورها الأبرز منذ سنوات طويلة، وهو الدور الأكثر تقديرا وشكرا على الدوام فى تصريحات الرؤساء والمسئولين الأمريكيين.

وهو ما ظهر بجلاء فى حرب الابادة الحالية على غزة، من الاكتفاء بالوساطة فى صفقة الهدنة وتبادل الأسرى والتفاوض اليومى مع (اسرائيل) للحصول على موافقتها على ادخال المساعدات وفتح المعبر، فى وقت تحتاج فيه غزة من مصر وكل العرب الى ما هو أكثر من ذلك بكثير.

ولا يغير من طبيعة هذا الدور ما يصدر بين الحين والآخر من تصريحات رسمية مصرية عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، ولا حتى ما خرج أخيرا من انتقادات عالية النبرة قليلا لما تقوم به (اسرائيل) فى غزة من قتل وتدمير وتهجير.

فرغم أى تصريحات، فان الدور الرسمى المصرى قد تم تقليصه واختصاره منذ اتفاقيات كامب ديفيد وعلى الأخص فى السنوات القليلة الماضية الى دور الوسيط الذى يتم استدعائه مع كل عدوان اسرائيلى جديد وكلما كانت هناك رغبات امريكية او اسرائيلية فى الضغط على حركات المقاومة.

وهى بطبيعة الحال وساطة غير متوازنة، فإذا كان فى مقدور مصر الضغط على الفلسطينيين المحاصرين والمحتلين، فان العكس هو الصحيح فيما يتعلق بإسرائيل، حيث تكون مصر هى الطرف الأضعف الذى يتعرض للضغوط طول الوقت سواء من الأمريكان أو من (اسرائيل)، بسبب طبيعة علاقات التبعية المتغلغلة منذ السبعينات، وبسبب أهم وأخطر، هو الاختلال الهائل فى موازين القوى فى سيناء وعلى جانبي الحدود الدولية الذى تم فرضه علينا منذ 1979 في اتفاقيات كامب ديفيد.

* * *

فى عام 1978 كتب توفيق الحكيم مقالا بجريدة الأهرام يطالب فيه بوقوف مصر على الحياد بين العرب وبين (إسرائيل) مثلما وقفت سويسرا والنمسا على الحياد فى الحرب العالمية الثانية.

فانفجرت فى وجهه موجات من الردود والمقالات من كبار المفكرين والكتاب عليهم رحمة الله جميعا، من امثال رجاء النقاش واحمد بهاء الدين ووحيد رأفت وبنت الشاطئ وآخرين، كتابات تدافع عن عروبة مصر وتؤكدها وتقدم عشرات الأدلة والشواهد والبراهين عليها، وتفكك دعوة الحكيم المريبة وتشكك فى توقيتها ودوافعها وتستعرض مخاطرها وتبين تهافتها واستحالتها، لتنتهى هذه المناظرة التاريخية بتوجيه ضربة قاضية لفكرة حياد مصر العربية فى معارك صراع الأمة العربية ضد الكيان الصهيونى ومشروعه.

* * *

لا أظن انه كان من الممكن أن يخطر على بال غالبية الشعب المصري ونخبته الفكرية حينذاك، بأن دعوة توفيق الحكيم ستتحول فى يوم من الأيام لتكون هى الموقف الرسمي للدولة المصرية فى تحد وتناقض وصراع مستحيل مع شخصية مصر وتكوينها الطبيعي بهويتها العربية ومكانتها التاريخية وموقعها الجيوسياسي ودورها المركزى.

*محمد سيف الدولة باحث وناشط مصري في الشأن الصهيوني

المصدر | ذاكرة الأمة

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر الريادة الوساطة إسرائيل فلسطين غزة حرب الابادة

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفي: الدولة اهتمت ببناء الشخصية المصرية خلال السنوات الماضية

قال الكاتب الصحفي، جميل عفيفي، إن «مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان» تؤكد اهتمام الدولة بكل المواطنين، إذ إن بناء الدولة يعتمد في البداية على بناء المواطن، وذلك لكي نستطيع إقامة دولة على درجة كبيرة من العلم والتكنولوجيا.

وأضاف «عفيفي»، خلال مداخلة مع الإعلامية عزة مصطفى، ببرنامج «الساعة 6»، المذاع على قناة «الحياة»، أن الدولة في السنوات الـ10 الماضية وضع البنية التحتية لبناء الشخصية المصرية من خلال المبادرات التي تمت على كل المستويات مثل مبادرة 100 مليون صحة، والقضاء على فيروس سي، وقوائم الانتظار.

نقل الخبرات التعليمية

وتابع: «أولت الدولة مجال التعليم اهتماما كبيرا عن طريق نقل الخبرات التعليمية من الخارج إلى الداخل وإنشاء الجامعات التكنولوجية، وأيضا الاهتمام بالتعليم ما قبل الجامعي والتعليم الفني لأن سوق العمل يتطلب فنيين، كما أن الدولة عملت مظلة حماية اجتماعية من خلال مبادرات تكافل وكرامة وخلافها».

وأكد أنه في الوقت الحالي مع الجمهورية الجديدة، وفي ظل كل ما يحدث من تطوير، كان يجب الاهتمام بالمواطن والبناء على ما تم تأسيسه من قبل، من خدمات صحية للطفل قبل أن يولد، وتقديم كل الخدمات والرعاية الصحية له، كذلك الاهتمام بالأسرة من خلال الخدمات التي تقدمها وزارة التضامن الاجتماعي، وكل ذلك لتخريج أجيال جديدة قادرة على بناء الوطن.

مقالات مشابهة

  • محافظ أسوان يشارك بحفل تخرج 328 طالبا وطالبة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري
  • بعد شهر من إضرابهم.. أمن الدولة يستدعي 11 عاملا من أحد المصانع المصرية
  • السعودية تمنع مواطنيها من الزواج من نساء هذه الدولة العربية
  • "استثمر في الإمارات".. خطوة على طريق الريادة العالمية
  • «المصرية للتخطيط»:تطوير الأهرامات يهدف إلى الحفاظ على الموروث التاريخي
  • الجمهورية: العلاقات «المصرية - السعودية» نموذج متميز للعلاقات «العربية - العربية»
  • كاتب صحفي: الدولة اهتمت ببناء الشخصية المصرية خلال السنوات الماضية
  • وزير الاتصالات يشهد ختام هاكاثون "بالمصري تك" لتعزيز الهوية المصرية واللغة العربية
  • فرج فتحي: تطور العلاقات المصرية – السعودية ينعكس بشكل إيجابي على القضايا العربية والإقليمية
  • مليشيا الحوثي تعلن رسميًا عن استعدادات لإسال مئات الآلاف من المقاتلين إلى هذه الدولة العربية