تستقبل المستشفيات في بكين وشمال الصين، أعدادا متزايدة من الأطفال المصابين بأمراض في الجهاز التنفسي، بعد حوالي عام من تخفيف السلطات الصحية لقيود مكافحة فيروس كورونا الصارمة.

وتمتد أوقات الانتظار لرؤية الأطباء لساعات، حيث يصطف مئات المرضى في بعض مستشفيات الأطفال في المدن الكبرى عبر شمال الصين، وفقا لتقارير لشبكة "سي أن أن"، ووسائل إعلام حكومية ومنصات التواصل الاجتماعي بالصين.

وقال مسؤول في مستشفى بكين للأطفال لوسائل إعلام حكومية، الثلاثاء إن المتوسط اليومي للمرضى الذين يستقبلهم المستشفى "يصل إلى من 7 آلاف مريض، ما يتجاوز بكثير من طاقته الاستيعابية".

وحطم أكبر مستشفى للأطفال في تيانجين القريبة من العاصمة، "رقما قياسيا، السبت الماضي، حيث استقبل أكثر من 13 ألف طفل في أقسام العيادات الخارجية والطوارئ"، وفقا لوسيلة إعلام محلية..

واتصل طاقم "سي أن أن"، للاستعلام عن المواعيد في مستشفى "الصداقة" في بكين، الخميس، وقال أحد الموظفين إن الأمر قد يستغرق يوما كاملاً لرؤية طبيب أطفال.

وأضاف الموظف "في الوقت الحالي، لدينا الكثير من الأطفال هنا"، مشيرا إلى أن "أولئك الذين حجزوا موعدا طارئا بالأمس، لم يتمكنوا من رؤية الطبيب بعد هذا الصباح".

ويأتي الارتفاع المسجل في الإصابات، في جميع أنحاء شمال الصين، وسط ارتفاع في حالات التهابات الجهاز التنفسي الموسمية في جميع أنحاء نصف الكرة الأرضية الشمالي، بما في ذلك في الولايات المتحدة، حيث ينتشر الفيروس المخلوي التنفسي بمستويات "غير مسبوقة" بين الأطفال، بحسب سي أن أن.

لكن الوضع في الصين أثار قلقا عالميا بعد أن طلبت منظمة الصحة العالمية من الصين تقديم مزيد من المعلومات حول هذه الزيادات.

وطالبت منظمة الصحة العالمية، خلال الأيام الماضية، الصين، بمزيد من التفاصيل بشأن تزايد أعداد الإصابات بأمراض الجهاز التنفسي، شمال البلاد، والتي عرفت بأنها "التهاب رئوي غامض".

ونقلت وكالة "فرانس برس"، الجمعة، أن الصين قالت إنها "لم تكتشف أي مسببات أمراض غير عادية أو جديدة"، مرتبطة بتزايد الإصابات.

وأشارت المنظمة الأممية أيضا إلى أنها اجتمعت "عبر الهاتف"، الخميس، مع المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومستشفى بكين للأطفال، وقالت: "أفادت السلطات الصينية أنه لم يتم رصد أي مسببات أمراض غير عادية أو جديدة أو أعراض سريرية غير عادية، بما في ذلك في بكين ولياونينغ، بل فقط الزيادة العامة المذكورة سابقا في أمراض الجهاز التنفسني، بسبب العديد من مسببات الأمراض المعروفة".

وأضافت أن السلطات الصينية "ذكرت كذلك أن الارتفاع في الإصابات بأمراض الجهاز التنفسي لم يؤد إلى تدفق عدد مرضى يتجاوز قدرة المستشفى".

وأكدت المنظمة أنها "تراقب الوضع عن كثب، وهي على اتصال وثيق بالسلطات الوطنية في الصين. وستواصل منظمة الصحة العالمية تقديم التحديثات حسب الضرورة".

وقالت كاثرين بينيت، عالمة الأوبئة في جامعة ديكين في أستراليا، إن القلق الرئيسي هو ما إذا كان الارتفاع في حالات الالتهاب الرئوي لدى الأطفال يشير إلى عامل ممرض جديد، أو مستويات جديدة من شدة المرض.

وقالت بينيت: "حتى الآن لم نسمع تقارير عن أي منهما"، مضيفة أنه "من المهم مراقبة مصادر العدوى لاستبعاد مثل هذه المخاوف".

من جهته، أفاد موقع "أكسيوس"، أن الحكومة الصينية قدمت أدلة على أن التهابات الجهاز التنفسي التي أرسلت عشرات الأطفال إلى المستشفيات في شمال الصين ليست من "مسببات الأمراض الجديدة"،، وفقا لمسؤولي منظمة الصحة العالمية.

وقالت منظمة الصحة العالمية، بحسب ما نقله "أكسيوس"، إنه تم تقديم البيانات المطلوبة، وأنها أظهرت أن الزيادة الملحوظة في إصابات العدوى الأطفال، مردها "ارتفاع مسببات الأمراض المعروفة".

وتشمل هذه الأمراض، "فيروس الجهاز التنفسي المخلوي، أو RSV، بالإضافة إلى فيروس الغدة والإنفلونزا والتهاب الرئة الفطري، وهي بكتيريا تعد سببا شائعا للالتهاب الرئوي".

وأشار المصدر ذاته إلى أن السلطات "عزت هذه الزيادة إلى رفع قيود فيروس كورونا، وحلول فصل الشتاء".

وقبل أن تنشر الصين البيانات الأخيرة، سبق أن قال خبراء خارجيون لوكالة أسوشيتيد برس إنهم يعتقدون إن الوضع بالصين يتطلب مراقبة دقيقة، لكنهم لم يقتنعوا بأن زيادة الإصابات "تشير إلى بداية عدوى عالمية جديدة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة الجهاز التنفسی شمال الصین

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: المسلمون كانوا يضعون قدما في إسبانيا وأخرى بالصين

قال الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، رئيسُ الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن الحديث عن "الحوار الإسلامي الإسلامي" هو من أوجب الواجبات في التوقيت الراهن، خاصة وسط الصعاب والتحديات التي تواجه أمتنا الإسلامية، فاتحاد الأمة يستعيد لها مكانتها المسلوبة وريادتها.

وحذر مفتي الجمهورية في ندوة جناح الأزهر بمعرض الكتاب- من بعض المدارس الفكرية التي تتوقف أمام بعض الموضوعات الفكرية لتجعل منها بابًا للخلاف والاختلاف، لافتا إلى أن أولى التحديات التي تواجه الأمة هو الانصياع خلف الغزو الثقافي الفكري الذي يسعَى إلى تدميرِ الأمة وتفتيت أوصالها.

وتوقف المفتي عند رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة، فهذه الرحلة أقامت دولة وصنعت حضارة، فأنشأ صلى الله عليه وسلم المسجد ليكون بيئةً تجمع بين المسلم والمسلم التي تأخذ بالإنسان إلى عوامل التقدُّم والعمران، ثم أقام جانبًا آخر ليُشيع الرحمة بين الناس؛ فكان أن آخَى بين المهاجرين والأنصار، وهذه المُؤاخاة هي التي قضت على عناصر العصبية ومحَتْ آثار الجاهلية.

وأوضح المفتي أن المسلمين وضعوا قدمًا في إسبانيا وقدمًا أخرى في الصين، وكان مَرَدُّ ذلك إلى الاتحاد والتلاحم الذي كان سِمَة هذه الحقبة.

ونبه المفتي أن قضية التلاقي بين الإنسان وأخيه الإنسان فضلًا عن التلاقي بين المسلم والمسلم قضيةٌ يجب أن ننظر إليها بمزيدٍ من العناية، خاصَّة أن كثيرًا من المشكلات نتجَتْ عن غياب هذا المفهوم، موضحًا أننا نتحدث عن حوار بنَّاء يؤدي إلى تحقيق خلافة الله تعالى، وبالتالي عندما نتساءل: "هل يمكن للحوار الإسلامي أن يُعيد توحيد الأمَّة؟"، نقول: نعم، شريطةَ توفُّر حُسن المقصِد، وإنكار الذات، وإخلاص الوجهة لله، والعمل على إعلاء المصلحة العامة على الخاصة، وتجاوز القضايا التي توسع الفجوة الفكرية ونركز على آليات معنية بتحقيق الوحدة، مؤكدًا على دور كبار رجالات المدارس الفقهية للتقريب بين المختلفين.

وأوضح المفتي أن الحوار يضع الأمور في نِصابها الصحيح؛ لإيجاد نوع من التوازن، وحينما يغيب يظهر التطرف والشذوذ الفكري، لافتا إلى أن الشريعة جمعت بين الثبات والمرونة وهذه المرونة تفتح مجالاتٍ للبحث عن الآخر والاستفادة من رأيه والأخذ به، وإذا كانت هذه القواعد هي الحاكمة للحوار الإسلامي الرشيد فيمكن أن نجد الأخوَّة الإنسانية في واقع الناس، والعكس صحيح، مشيرا أن الوحدة هي أحد مقاصد الشريعة.

وأشار المفتي إلى أن "الحوار الإسلامي الإسلامي" منوط بالمؤسسات الدينية العلمية، لافتا إلى أن الأزهر الشريف خطا خطوات إيجابيَّة في هذا الجانب.

وفي ختام حديثه: وجَّه فضيلة المفتي رسالة إلى النخب وأهل الفِكر قائلًا: إذا كان الله قد قصد الاختلافَ بين البشر تحقيقًا لأمور كثيرة من أبرزها الاجتهاد، فإنه ينبغي على العلماء التأكيد على أن المجتهد له أجر، أصاب أم اخطأ، وهو ما يُرسِّخ لأصالة التشريع الذي يجمع بين الثبات والمرونة وإيجاد نوع من الوفاق بين المسلم وأخيه المسلم، فإذا كان الأمر يتعلق بضرورة إيجاد حوارٍ بين الإنسان وأخيه الإنسان، فإن الأمر  بين المسلم وأخيه المسلم هو ضرورة حياتية، خاصة في الوقت الذي يتكالَب فيه العالَم على هذه الأمة، فيجب أن نجتهد فيما يجمع شتاتها ويُقرِّب أبناءها.

من جانبه قال الدكتور عباس شومان أمين عام هيئة كبار العلماء: "إن تعزيز التنوع بين المدارس الفقهية كان أمرًا طبيعيًّا بين العلماء الأوائل، بعكس ما نشهده اليوم من تعصب ومغالاة، لافتا إلى الاحترام المتبادل بين الأئمة الأربعة؛ حيث أشاد الإمام الشافعي بالإمام أبي حنيفة رغم عدم معاصرته له، وتعلّم من تلامذته مثل محمد بن الحسن، فكان الإمام الشافعي يقول: "كل الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه"، بل إنه غيّر بعض أحكامه احترامًا لوجوده في بلدة الإمام أبي حنيفة، مشيرا إلى أن الاختلاف لم يكن يومًا سببًا للقطيعة بين العلماء بل كان وسيلة للإثراء العلمي والتعاون.

وأوضح شومان أن الخلاف بين المذاهب ناتجٌ عن اختلاف اجتهاداتِ العلماء وليس رغبةً في مخالفة الآخرين عمدًا، مشيرًا إلى أن المشكلة لا تكمُن في تعدُّد هذه الأفكار، بل في سوء فهمها والتعصُّب لها.

وأضاف الأمين العام لهيئة كبار العلماء: "إذا كان الإسلام قد دعا للتعايش مع المخالفين في الدين، كما هو الحال في معاهدات السلام والمواطنة، فكيف لا يمكن للمسلمين أنفسُهم التعايش رغم اختلاف مذاهبهم؟" مشددًا على أن الحلَّ يكمُن في احترام هذا التنوُّع واستثماره كثراءٍ فكري.

ودعا شومان إلى ضرورة احترام الاختلاف والعمل على المشتركات الإنسانية التي تتفق عليها الأديان والثقافات المختلفة، مؤكدا أن التعدديَّة ليست مدعاة للتنازع بل هي أشبه ببستان كبير يُمكن للجميع الاستفادة منه دون إكراه.

واختتم الدكتور عباس شومان كلمتَه بأن الأزهر الشريف وشيخَه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب يجوبون العالم من أجل نشر ثقافة الحوار، سواء بين المسلمين أنفسهم أو بينهم وبين غيرهم، يدعو إلى التعاون والاحترام المتبادل بعيدًا عن التعصب والانغلاق.

مقالات مشابهة

  • تقرير: الصين تبني مركزا عسكريا ضخما غرب بكين للقيادة في زمن الحرب
  • تقرير: الصين تبني مركز عسكري ضخم غرب بكين للقيادة في زمن الحرب
  • "لهذا السبب" رئيس جامعة أسيوط يلتقي مع وفدًا من المنظمة العالمية للسكتة الدماغية
  • رئيس جامعة أسيوط يلتقي وفداً من المنظمة العالمية للسكتة الدماغية
  • «الأثقال» يشارك في «آسيوية الكبار» بالصين
  • الصحة العالمية تدعو إلى اتخاذ إجراءات عالمية للقضاء علي الأمراض السارية
  • دورية وزارية تدعو لاستبعاد التلاميذ المصابين بأمراض معدية لمنع انتشارها بالمدارس
  • مفتي الجمهورية: المسلمون كانوا يضعون قدما في إسبانيا وأخرى بالصين
  • ما هو الفيروس الرئوي HMPV المنتشر في الصين ومدى خطورته وانتشاره حول العالم ؟
  • تحذير منظمة الصحة العالمية بشأن فيروس HMPV.. ارتفاع غير مسبوق