تتجدد أزمة الأسمدة المدعمة كل عام، حيث يعاني الفلاحين من عدم صرف الأسمدة في المواسم الزراعية، مع عدم وجود إدارة مناسبة أو حكمة في توزيعها مما يضطر كل مزارع إلى اللجوء للسوق السوداء، وبالتالي تقل حصة كل مزارع فيقل إنتاج المحاصيل.

ويواجه الفلاحون مشكلة دائمة عند البحث عن الاسمدة ممثل في قيام أصحاب الحيازات الزراعية بصرف الأسمدة المدعمة وبيعها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة، لذلك تسعى الحكومة إلى دعم الفلاح المصري، باعتباره حجر الزاوية في الاقتصاد الوطني، من خلال توفير الأسمدة المدعمة له بأسعار مخفضة.

أزمة الأسمدة المدعمة

ويقع المستأجرون للأراضي الزراعية ضحية لقرارات رفع أسعار الأسمدة، حيث إن أصحاب الحيازات الزراعية يحصلون على الأسمدة المدعمة ويبيعونها في السوق السوداء، ويجدوا أنفسهم مضطرين لشراء الأسمدة من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، وهي ذاتها التي يقوم أصحاب الحيازات ببيعها، لذلك يجب حصر الحيازات الحقيقية ومعرفة ما إذا كان صاحب الأرض قام بتأجيرها من عدمه، بالإضافة إلى مراجعة الحيازات بشكل صحيح لأن هناك حيازات وهمية يصرف أصحابها الأسمدة بدون وجه حق.

ويعجز الفلاح عن الحصول على الأسمدة من الجمعية الزراعية، وهو ما يضطره لشراء احتياجاته من الأسمدة من السوق السوداء بسعر يزيد على 600 جنيه للشيكارة الواحدة، بسبب أصحاب الحيازات الكبيرة والوهمية.

وفي هذا الصدد، تقدم الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي بشأن نقص الأسمدة المدعمة في السوق لعدم إلتزام المصانع بتوريد المقررات السنوية المورّدة للسوق المحلي للإستفادة منها في زيادة حجم صادراتها للخارج.

وأوضح "محسب"، في طلبه، أن الأسمدة أحد أهم عناصر الإنتاج الزراعي، لذلك كان هناك حرص من الدولة المصرية دائما على توفير الأسمدة المدعمة للمزارعين، لكن مؤخرا تركت الحكومة المزارعين فريسة للسوق، حيث عانى المزارعون من وجود نقص حاد في الحصص المقررة لهم سنويا من الأسمدة ، مشيرا إلى أنه يبلغ حجم الأسمدة المدعمة المورّدة للسوق المحلي 60 % فقط من الكمية المخصصة للقطاع الزراعي، حيث تبلغ حاجة القطاع سنويا نحو 8 ملايين طن.

وقال "محسب"، إن المصانع لا تلتزم بتوريد المقررات السنوية حيث تستفيد المصانع من باقي الحصة المقررة عليها في زيادة حجم صادراتها للخارج على حساب المنتجين الزراعيين والقطاع الزراعي بشكل عام، وهو ما خلق أزمة داخل القطاع الزراعي.

ولفت إلى أن هذه الأزمة تأتي متزامنة مع مساعي الدولة المصرية نحو تبني خطط التوسع الأفقي في الرقعة الزراعية من خلال استصلاح مزيد من المساحات الزراعية، وهو ما يتطلب توفير الكميات اللازمة من الأسمدة، وأن يكون للسوق المحلي الأولوية في توفير الاحتياجات اللازمة له.

صرف الأسمدة بالحيازات

وقال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن هناك مشكلة في قضية الأسمدة وهي ارتباط صرف الأسمدة بالحيازات، وهو ما جعل الأسمدة المدعمة لا تصل للمزارع الفعلي.

لعدم إلتزام المصانع.. طلب إحاطة بالبرلمان بشأن نقص الأسمدة المدعمة في السوق ضبط 16 طنا من الأسمدة والمخصبات الزراعية مجهولة المصدر فى القليوبية

وأضاف أبو صدام-  خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هناك تلاعبا من جانب أصحاب الحيازات والمستأجرين تتضمن الاتفاق على صرف الأسمدة لصاحب الحيازة وبيعها في السوق السوداء، وعملية صرف الأسمدة تحتاج لقانون ينظمها، ورقابة فعلية من جانب وزارة الزراعة مع إعادة هيكلة الجمعيات الزراعية بما يضمن وصول الأسمدة المدعمة لمستحقيها من المزارعين الفعليين.

وأشار أبو صدام، إلى أن الغرض من صرف الأسمدة المدعمة هو الزراعة وليس بيعها في السوق السوداء بأسعار كبيرة، و الأزمة تتمثل في أن أصحاب الحيازات الزراعية يصرفون الأسمدة المدعمة ويبيعونها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة، مما يحرم المستأجرين من الحصول على الأسمدة المدعمة.

واضاف: "الأزمة تحتاج إلى حل جذري، وذلك من خلال حصر الحيازات الحقيقية ومراجعة الحيازات، بالإضافة إلى وضع قانون ينظم عملية صرف الأسمدة، ورقابة فعلية من جانب وزارة الزراعة مع إعادة هيكلة الجمعيات الزراعية".

وتوقع أن يحدث ارتباك في القطاع الزراعي وأن يؤدي ذلك لتأثير سلبي على حجم الإنتاج، مؤكدا على ضرورة وجود حلول فاعلة لضمان انتظام عملية تسليم الأسمدة المدعمة للمزارعين، وإعادة صرف شيكارتين لكل فدان.

وزيرة البيئة تتفقد مصنع الأسمدة العضوية من مخلفات الدباغة والصناعات الجلدية بالروبيكى زراعة النواب توصي بدراسة توفير الأسمدة للمساحات الكبيرة

وطالب وزارة الزراعة بحصر المساحات الزراعية المزروعة بالفعل، وتوفير بيانات دقيقة لحصص الأسمدة المدعمة المقررة للسوق المحلي سنويًا وحجم المتوفر منها للسوق المحلي والكميات التي تمتنع المصانع عن صرفها والتي لا تقل وفقًا للتقديرات عن 40% من الكمية المقررة سنويًا، على الرغم من حصول المصانع على دعم الكهرباء والطاقة والموافقات التصديرية في مقابل ضخ 55% من إنتاجها للسوق المحلي بالسعر المدعم، وهو ما لا يحدث.

وجود إجراءات صارمة

وأكد على ضرورة وجود إجراءات صارمة تجاه المصانع غير الملتزمة، حتى نتمكن من تحقيق الأمن الغذائي للشعب المصري وتنفيذ مستهدفات الدولة من التنمية الزراعية، وهناك ضرورة لإصدار الكروت الذكية للمزارعين الذين لم يحصلوا عليها لمنع التلاعب وضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، واستحداث آلية مناسبة لصرفها لأراضي الورثة والأوقاف والمساحات المتنازع عليها حرصًا على استدامة الإنتاج الزراعي

وأشار إلى ضرورة تخفيف الأعباء عن كاهل المزارعين من خلال تفعيل دور الجمعيات التعاونية المحلية بالقرى والنجوع والإدارات الزراعية بالمراكز لتوفير مستلزمات الإنتاج للمزارعين وتقديم مختلف الخدمات المتعلقة بالزراعة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأسمدة الفلاحين نقيب الفلاحين أسعار الأسمدة مجلس النواب فی السوق السوداء الأسمدة المدعمة للسوق المحلی صرف الأسمدة من الأسمدة من خلال وهو ما

إقرأ أيضاً:

إحباط ترويج 13 طن دقيق في السوق السوداء

واصلت وزارة الداخلية حملاتها المكثفة لضبط الأسواق والتصدى الحاسم لمحاولات التلاعب بأسعار الخبز الحر والمدعم لتحقيق أرباح غير مشروعة.

اقرأ أيضا: القصاص من سائق الرذيلة بعد جريمة يندى لها الجبين

الداخلية: مراكز الإصلاح والتأهيل بها جميع الإمكانيات المعيشية والصحية ضبط تاجر مخدرات غسل 60 مليون جنيه

جاء ذلك استمرارا لجهود أجهزة وزارة الداخلية لحماية جمهور المستهلكين وإحكام الرقابة على الأسواق والتصدى لمحاولات التلاعب بأسعار الخبز والبيع بأزيد من السعر المقرر وعدم الإعلان عن الأسعار.

واصل قطاع الأمن العام والإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة بالتنسيق مع مديريات الأمن ، حملاتها التموينية المكبرة لضبط الجرائم التموينية أسفرت عن ضبط عدد من القضايا فى مجال المخابز السياحية الحرة والمدعمة خلال 24 ساعة ضُبط خلالها حوالى 13 طن دقيق (أبيض ، بلدى مدعم).

تم اتخاذ الإجراءات القانونية.

الجدير بالذكر أن أجهزة الأمن تشن يوميًا حملات مكبرة لضبط مروجي المخدرات والأسلحة النارية ويأتي ذلك فى إطار مواصلة الحملات الأمنية المُكثفة لمواجهة أعمال البلطجة، وضبط الخارجين عن القانون، وحائزى الأسلحة النارية والبيضاء، وإحكام السيطرة الأمنية، وتكثيف الجهود لمكافحة جرائم الفساد بصوره وأشكاله، مما ينعكس إيجابياً على الاقتصاد الوطنى والحفاظ على المال العام.

وفي سياق متصل، قضت محكمة جنايات القاهرة، المُنعقدة بمُجمع محاكم القاهرة الجديدة في التجمع الخامس، بمعاقبة مُدانٍ بالحبس مع الشغل لمدة 3 سنوات، وذلك بعد ثبوت تعديه بسلاح ابيض على فرد أمن في مركز شباب المعادي.

وتضمن الحُكم إلزامه بالمصاريف الجنائية، ومصادرة السلاح الأبيض. 

وأسندت النيابة العامة للمتهم محمود.ب أنه في يوم 14 أغسطس 2023 بدائرة قسم البساتين شرع في إنهاء حياة المجني عليه صفوت حسين عمداً بغير سبق إصرار أو ترصد. 

وقام المُتهم آثر خلاف بينه وبين المجني عليه بتسديد طعنتين بسلاح ابيض استقرتا بميسرة صدره فأحدث به الإصابات الموصوفة بالتقرير الطب والطب الشرعي المرفقين قاصداً إزهاق روجه، وقد خاب آثر جريمته لسبب لا دخل لإرادته فيه وهو إسعاف المجني عليه ومداركة حالته بالعلاج على النحو المبين بالتحقيقات. 

وقالت المحكمة في حيثيات حُكمها ان الواقعة تتحصل في أنه في ليلة 14 أغسطس 2023 وحال تواجد المجني عليه صفوت حسين بكافيتيريا داخل مركز شباب المعادي في شارع الجزائر نشب خلاف بينه وبين المتهم محمود.ب.

ونشب الخلاف بسبب مواعيد عمل المركز، حيث يُغلق أبوابه في تمام الساعة 12 بعد منتصف الليل. 

وعلى اثر ذلك قام المتهم بالتعدي على المجني عليه بالضرب بسلاح أبيض نصل معدني. 

وثبت بتقرير الطب الشرعي أن المجني عليه تعرض لجرحين قطعيين بالصدر، وتسبب ذلك في فترة علاج زادت عن 21 يوماً.

مقالات مشابهة

  • نقيب الفلاحين يبشر المزارعين: إنفراجة قريبًا في أزمة الأسمدة
  • ضبط 13 طن دقيق قبل بيعها في السوق السوداء
  • الأسمدة.. تحرق قلوب الفلاحين
  • مسؤلي الشرقية: أزمة نقص الأسمدة مؤقتة وفي طريقها للحل
  • أزمة الأسمدة تصل ذروتها بقنا.. والمحاصيل الزراعية تنهار
  • ضبط 10 أطنان دقيق مدعم قبل بيعها فى السوق السوداء
  • المحاصيل الزراعية فى مأزق.. والفلاحين ضحية إرتفاع الأسمدة
  • تفاقم أزمة نقص الأسمدة بالدقهلية.. والفلاح ضحية
  • إحباط ترويج 13 طن دقيق في السوق السوداء
  • ضبط 13 طن دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء