فى مشهد محزن يعيد للاذهان الوضع الذى كان عليه قصر البرنس يوسف كمال بنجع حمادى ومحيطه من الإهمال والتردى قبيل تبنى وزارة الآثار المصرية خطة لترميم القصر وإعادة ترتيب فنائه وهو ما تم بالفعل فى سبتمبر من عام ٢٠١٩ وجرى افتتاح القصر فى حفل بهيج بحضور كلآ الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والدكتور مصطفي وزيري، الأمين العام للمجلس الاعلي للآثار، ومحافظ قنا انا ذاك اللواء عبد الحميد الهجان، وبتكلفة اجمالية بلغت 40 مليون جنية.

  

 الوضع عاد كما كان عليه فى السابق، فقد عادت أبواب ونوافذ مبنى القصر الرئيسي مغلقة كما كانت فى السابق والحديقة مهملة وبلا اى عناية بها، ووجهة المبنى الخلفية لم يتم ترميمها من الأساس بنوافذها المتهالكة وزجاجها المتصدع .  

 يقول محمد حسن من شباب نجع حمادي،  قصر البرنس لم يتم استغلاله الاستغلال الامثل حتى الآن بالرغم من انفاق الدولة ما يقرب من 40 مليون جنيه فى إعادة ترميمة وتطويره، إلى انه إلى الآن مغلق فى وجه المواطنين خاصة مبنى القصر الرئيسى، الذى يعد تحفة معمارية وفنية ذات قيمة عالية.    

وتحدث حسن قائلا : ان الحكومة صرفت كما أعلنت ما يقرب من 40 مليون جنية على إعادة دهان اساس وجدران القصر والمبانى الملحقة به، وتناسوا الواجهة الخلفية لمبنى القصر التى لا تزال كما هى بلى اى ترميم او تطوير فى مشهد قضى على ما تم عملة فى واجهة القصر وجعله مشوه وعمل منقوص وغير مكتمل .  

 وذكر مصدر مسؤل بحراسات القصر " للوفد" فضل عدم ذكر اسمه بحجة التعليمات التى تمنعه من الإدلاء بأى تصريحات صحفية، أوضح ان هناك العديد من كاميرات المراقبة التى أصبحت  معطله ولا تعمل،  وهو ما يشكل خطرا على أمن القصر وملحقاته خاصة انه تعرض لسرقة والنهب فى السابق، وذلك بالرغم ان تلك الكاميرات جرى انفاق أموال طائلة على شرائها وتركيبها.   

وأوضح سيد عابد من سكان مدينة نجع حمادى، أن هناك سوء إدارة فى منظومة النظافة بداخل المدينة وخاصة فى تلك المنطقة، وذلك نتيجة لقلة عدد عمال النظافة من جهة وعدم رفع القمامة من الصناديق المخصصة لها اول بأول من جهة أخرى .  

 وذكر محمد ابو المجد، من أهالى نجع حمادى، أن المدينة بشكل عام تحتاج لإعادة هيكلة فى منظومة جمع القمامة من جديد داخل المدينة، خاصة فى منطقة ومحيط قصر الأمير يوسف كمال، مضيفاً ان هناك مناطق تخلوا تماما من وجود صندوق لجمع القمامة، كما أن الصناديق الصغيرة والتى كانت موجوده فى أعمدة الكهرباء بالسابق كان لها دورها فى تقليل الكميات الملقاه فى الشوارع من القمامة، مطالباً بعودة تطبيق الفكرة من جديد لتخفيف من على كاهل عمال النظافة المنهكين.  

 من جهته تواصل مراسل الوفد بقنا هاتفيا مع ألفت وزيرى مدير عام الشئون الآثار الإسلامية والقبطية بمركز نجع حمادي، والتى رفضت بدورها التعليق او تقديم أى معلومة حول الأزمة بشكل قطاع وباسلوب حاد .

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محافظ قنا مركز نجع حمادى الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي وزارة الاثار المصرية

إقرأ أيضاً:

تعلّم الرومانسيّة ودع عنك التاريخ

قبيل ظهر الجمعة وصلنا إلى قرية «كيبويني»، وهي على بُعد ستة كيلومترات من «المدينة الحجرية» التي سكَنّا فـيها. وكانت وجهتُنا «قصر السعادة» الذي بناه السلطان خليفة بن حارب بن ثويني عام 1915. وفور وصولنا استقبَلَنا الدليل القائم على القصر بامتعاض، لأنّ الوقت الآن غير مناسب للزيارة، فقد اقترب موعد صلاة الجمعة. قلتُ محاولًا التخفـيف من امتعاضه: «اذهب للصلاة، ودع تلك المرأة تشرح لنا». ردّ وقطراتُ ماء الوضوء تقطر منه: «هذه عملها محاسبة فقط».

دفعنا الرسوم المقررة بعد السؤال التقليدي الذي يتكرر فـي كلِّ مكان نذهب إليه: «هل أنتم ضيوف؟»، وتأتي الإجابة ذاتُها فـي كلِّ مرة: «نعم. نحن ضيوف». وأظن أنهم يكررون لنا السؤال دائمًا لأنهم لا يستطيعون أن يجزموا هل نحن من زنجبار أو من عُمان، خاصةً أننا نتحدّث لغتهم. أخذَنا الدليل إلى أقسام «قصر السعادة» المختلفة؛ والذي تبدو حالته جيدة بعد أعمال الصيانة التي أجريت له. أخبرنا أنّ الحكومة الزنجبارية استخدمت القصر فـي بعض المراسم الرئاسية، وجعلت منه مقرًّا لسكن رئيس الوزراء فـي سنة 1986 لفترةٍ وجيزة؛ ثم حُوِّلَ إلى متحفٍ وطني يستقبل الزوار ابتداءً من عام 2022م. أخبرَنا أيضًا أنّ القصر كان استراحة السلطان خليفة بن حارب فـي عطلات نهاية الأسبوع، بعيدًا عن ضوضاء المدينة. وما لم يخبرنا به أنه بعد أحداث عام 1964، استولى الانقلابيون على القصر واستخدموه مقرًّا لاجتماعاتهم الرسمية، وبعد سنواتٍ من الإهمال أقدمت حكومة زنجبار على ترميمه. تساءلتُ فـي قرارة نفسي: تُرى كيف هو شعور أحفاد السلطان خليفة بن حارب وهم يرون أموالهم وبيوتهم تُسرَق من أمام أعينهم وهم بلا حول ولا حيلة ولا قوة؟! ثُمَّ وسّعتُ التساؤل: بِمَ يُحِسّ يا تُرى أولئك الذين نُهبت أموالهم بغير حقّ من العُمانيين واليمنيين والهنود؟! مثل هذه المآسي تحدُث عادةً عندما تقلم أظافر العدالة التي أمر بها الله عز وجل فـي كتابه الكريم، إنها تخلِّف فـي الحلق طعمًا أمرَّ من العلقم، غير أنّ المظالم الفادحة ستظلّ كتابًا مفتوحًا يُقرأ على رؤوس الأشهاد فـي ذلك اليوم الذي لا ينفع فـيه مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وفـي ظلِّ هذه المظالم هناك من أعيد لهم بعض ممتلكاتهم بعد جهد جهيد. وقد حكى لي أحد هؤلاء أنّ الانقلابيين استولوا على عقار يعود لجدته، واستحلّوه سنين طويلة بغير وجه حقّ، وعندما أعيد لهم بعد ذلك الجهد، استغرق الأمر سنوات أخرى لبيعه (مضطرين) لأنّ العقار أصبح من حقِّ عشرات الورثة. والعقار حاليًّا يرمم من قبل المشتري الهندي ليصير فندقًا. ونستطيع أن نقيس هذا الأمر على أناس آخرين تعرضوا للنهب، وحين عادت ممتلكاتهم المنهوبة لم يستطيعوا الاستفادة منها بسبب التقادم؛ وهناك كثيرون استسلموا للأمر الواقع، مؤثرين الراحة بدلًا من صداع الرأس والجري هنا وهناك، لا سيما وأنّ الدلائل والشواهد تشير إلى أنّه لا أمل فـي عودة حقهم المسلوب. وقد قادني التساؤلات إلى أن أسأل نفسي: لماذا لا يشتري أحفاد السلطان خليفة بن حارب هذا القصر، طالما أنّ كلَّ شيء قابلٌ للبيع الآن؟!

فـي استراحة السعادة، شاهدنا المقتنيات الشخصية للسلطان خليفة وكامل الأثاث من أسرّة وكراسٍ وطاولات، وسمح لنا القائم عليها أن نلتقط صورة تذكارية فـي الكرسي السلطاني (كرسي العرش) الذي كان يترأس فـيه السلطان الاجتماعات، وبه شعاره الخاص. وكعادته استغل سيف الموقف فصوّر لقطات فـيديو نشرها فـيما بعد فـي حسابه فـي «إنستجرام» وفـي «تيك توك»، وكان لسليمان -كعادته أيضًا- تعليقاته اللطيفة واللماحة؛ فعندما رأى كرسيًّا خاصًّا مصممًا لشخصين يجلسان عليه متقابلين، بعدما وصفه الدليل بأنه «كرسي المحبة»، صرخ سليمان: «يا زاهر تعلّم الرومانسية وخلي عنك التاريخ».

أخبرني الباحث ناصر الريامي أنّ الأثاث الموجود فـي الاستراحة حاليًّا ليس هو الأثاث الأصلي للقصر، إذ إنّ معظم الأثاث الحالي منقول من «بيت العجائب» و«بيت الساحل»، بعدما تقرر غلقهما وحجب جمهور العامة عنهما منذ ما يربو على الثلاث سنوات؛ مخافةَ الانهيار بالكامل، بعد أن انهار جزء من «بيت العجائب»، ليعقب ذلك نقل أغلب أثاثهما إلى متحف استراحة السعادة (قصر كيبويني). وعليه؛ فإنّ هذا الوضع قد يُحدِث لبسًا لزوار المتحف، فـيظنون خطأً أنّ الأثاث المعروض هو ذاته الذي تزينت به الاستراحة فـي فترة السلطان المؤسس لها، ومن جلس على عرش زنجبار من بعده. وأنا شخصيًّا وقعتُ فـي الفخ، فظننتُ أنّ هذا أثاثُ القصر؛ لأنّ المرشد لم يشر إلى الموضوع، لا من قريب ولا بعيد.

هناك مقطع مصوّر يعرض نزول السلطان عبدالله بن خليفة بن حارب السُلّم وخلفه أخوه السيد حارب بن عبدالله، بينما يصطف بجانب السلّم ثلة من الشرطة تحية للسلطان. هذا المقطع لم أكن أعلم أنه مأخوذٌ من هذا القصر إلا بعد أن قرأتُ سلسلة المقالات التي كتبها الباحث ناصر الريامي عن القصور السلطانية فـي زنجبار، وإلا لكنتُ أخبرت سيف أن يلتقط لنا صورًا فـي السلّم نفسه للذكرى.

تجولنا فـي الاستراحة التي تتكون من ثلاثة طوابق. الطابق الأرضي به عدد من الغرف، خُصصت لمن يرافق السلطان من أفراد الأسرة المالكة، كما يشغلها الضيوف أحيانًا، وتوجد بجوار السُلّم غرفة للحارس مزودة بجهاز اتصال هاتفـي من النوع الكلاسيكي العتيق؛ فإذا ما قرر السلطان زيارة الاستراحة يجري الاتصال بالحارس وتنقل إليه التعليمات بتجهيزها لاستقبال جلالته وضيوفه. ومتى ما وصل السلطان يرفرف علم الدولة الأحمر على منارتها مربعة الشكل. أما عن المساحة الإجمالية لقصر السعادة فـيُقدِّرها الباحث محمد بن حمد العريمي ما بين ألفـين إلى ثلاثة آلاف متر مربع. ويعلّق العريمي على طريقة بنائه فـي مقال له فـي صحيفة «أثير» الإلكترونية بالقول: إنه «وعلى الرغم من عدم وجود المساحات الكبيرة التي تميّز القصور عادةً بسبب كونه قصرًا خاصًّا لاستراحة السلطان وقضاء إجازاته، إلا أنّ مكوناته وطريقة بنائه تنم عن ذوقٍ عالٍ فـي التصميم، وتشير إلى التقدم الحضاري الذي وصلت إليه زنجبار فـي تلك الفترة، ومسايرةِ حكامها للتطور الحاصل فـي العمارة والبناء. وقد اختير المكان بعناية حيث إنه مبنيٌّ على حافة الجبل ويطل بشكلٍ كامل على البحر».

هذه الإطلالة على البحر هي ما يجعل قصر السعادة من أجمل الأماكن التي تهفو النفوس لزيارتها أكثر من مرة، خصوصًا مع هدوء المكان، والمساحة الخضراء التي تحيط به من كلِّ جانب.

على كل حال، تركنا القائم على المتحف أو القصر أو الاستراحة ليلتحق بما تبقى من خطبة صلاة الجمعة، وواصلنا مسيرنا إلى «بيت المرهوبي» لنشاهد معلمًا آخر من معالم التاريخ العُماني فـي الشرق الأفريقي.

زاهر المحروقي كاتب عُماني مهتم بالشأن العربي ومؤلف كتاب «الطريق إلى القدس»

مقالات مشابهة

  • حقق 50 مليون مشاهدة|وزير التعليم السابق ينشر فيديو عن علاقة المعلم بطلابه
  • ناهد يوسف: الروبيكي المدينة الأولى في الشرق الأوسط المتكاملة لصناعة الجلود
  • انتشال جثة طفل غرق فى ترعة بقنا
  • تعلّم الرومانسيّة ودع عنك التاريخ
  • بعد اعتقال الرئيس السابق في قضية كازينو السعدي.. ولاية مراكش تفتح باب الترشيح لرئاسة مقاطعة سيدي يوسف بنعلي
  • اتهام حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة باختلاس 44 مليون دولار
  • الجيش السوداني يسيطر على معسكر النسور ويتقدم في أم درمان
  • دراسة تناقش فشل مجلس الرئاسة.. هناك تيار شعبي متزايد يدعو لسحب التفويض من المجلس وعودة نائب الرئيس السابق الفريق علي محسن لقيادة المرحلة
  • «البرنس المصري».. عمر مرموش يحصد جائزتين في 24 ساعة
  • عمر مرموش يفوز بجائزة هدف الشهر في مانشستر سيتي