اتهامات لموسكو بسرقة عيون الأدب الروسي من مكتبات أوروبا الشرقية
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
في سلسلة سرقات لكتب كلاسيكية روسية نادرة تبلغ قيمتها أكثر من مليوني يورو من عدد من مكتبات أوروبا الشرقية، تقود الخيوط إلى موسكو.
في غضون عامين، نُهبت رفوف كتب أدب القرن الـ19 الروسي من مكتبات في بولندا ودول البلطيق، واستُبدِلت الأصلية منها بنسخ.
ولم تتنبه مكتبة جامعة وارسو إلا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى السرقات التي شملت الطبعات الأولى لأعمال الأدباء الروس الكبار ألكسندر بوشكين ونيقولاي غوغول.
وأفاد موظف في الجامعة مطلع على القضية بأن قيمة الكتب المسروقة من وارسو تصل إلى "نحو مليون يورو".
وقال الدبلوماسي السابق والخبير في السياسة الروسية والأستاذ في جامعة وارسو هيرونيم غرالا لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الأمر أشبه بتعرّض جواهر التاج للسرقة".
موظف جامعي يقدم نسخة (غير أصلية) من كتاب يعود إلى عام 1833 للأديب الروسي بوشكين بمكتبة وارسو (الفرنسية) سرقة آداب العصر الذهبيواللافت أن سرقة وارسو ليست حدثا معزولاً.
فقد تعرّضت مكتبات كبيرة في دول البلطيق الثلاثة للسطو أيضا، وشكّلت أعمال أدب القرن الـ19 الروسي هدف اللصوص فيها كلها.
ولاحظ الخبراء أن خيوط هذه السرقات تقود إلى موسكو، حيث تم بيع أعمال مشابهة للكتب المسروقة في مزادات علنية بالعاصمة الروسية.
واكتُشفت الحالة الأولى في أبريل/نيسان 2022 في مكتبة لاتفيا الوطنية، حيث سرق اللصوص 3 كتب.
وأدينَ رجل من التابعية الجورجية بالسرقة، وحُكم عليه بالسجن 6 أشهر.
وفي الشهر نفسه، حضر رجلان زعما أنهما يجريان بحثا عن الرقابة والسياسة التحريرية في روسيا في مطلع القرن الـ19 إلى مكتبة تارتو الجامعية في إستونيا، بحجة دراسة أعمال بوشكين وغوغول.
وبعد 4 أشهر، اكتشفت المكتبة أنهما وضعا نسخا بدلاً من 8 كتب تقدر قيمتها الإجمالية بـ158 ألف يورو.
وفي شهر مايو/أيار، اختفى 17 كتابا تبلغ قيمتها نحو 440 ألف يورو من مكتبة جامعة فيلنيوس في ليتوانيا.
وقالت الناطقة باسم مكتب المدعي العام الليتواني غينتاريه فيتكاوسكايتي-ساتكاوسكيني لوكالة الصحافة الفرنسية إن "نسخا غير أصلية وُضعت مكان معظم الكتب المسروقة".
وأحصت مكتبة وارسو حتى الآن 79 كتابا مفقودا من مجموعتها المتعلقة بالأدب الروسي في القرن الـ19.
بيع النسخ الأصليةوقال موظف في مكتبة الجامعة لوكالة الصحافة الفرنسية (طلب عدم ذكر اسمه) "هنا، نفذ اللصوص عملية واسعة الحجم".
وبين النسخ التي تركها اللصوص، قسم مقلّد بطريقة متقنة وآخر بطريقة سيئة.
ومع أن هذه الكتب لا تزال تُعدّ ضمن المجموعة، تباع النسخ الأصلية منها في موسكو.
وقال غرالا إن "مذكرة مؤرخة في 22 ديسمبر/كانون الأول 2022 تؤكد أن الكتب في مكانها الصحيح" في وارسو، في حين أن أحدها "بيع خلال مزاد في موسكو في اليوم نفسه، في مقابل 30 ألفا و500 يورو".
وأظهرت لقطات شاشة لمزادات في دار "ليتفوند" العاملة في موسكو وسان بطرسبورغ، كتبا تحمل أختام مجموعة من جامعة وارسو وأرقامها.
ورأى غرالا أن "من الواضح أن العملية برمتها نُظِّمت انطلاقا من روسيا".
وتقول وكالة الصحافة الفرنسية أنها تواصلت مع دار "ليتفوند" للمزادات، لكنّ مديرها العام سيرغي بورميستروف لم يؤكد ولم ينفِ صراحة حدوث الاختلاس.
نسخة (غير أصلية) من كتاب يعود إلى عام 1833 للأديب الروسي بوشكين بمكتبة وارسو (الفرنسية)واكتفى بالقول إن "دار ليتفوند للمزادات تعمل في إطار القوانين المرعية الإجراء في الاتحاد الروسي، ولا تقبل بيع الكتب التي تحمل طوابع مكتبات حكومية موجودة".
واعتبر غرالا أن هذه السرقات ليست مفاجأة ولا مجرد مصادفة.
الثقافة الروسية في مهب الحربوشرح قائلا إن "العمليات الثلاث الأولى استهدفت دولا يتهمها الروس بمحاربة اللغة والثقافة الروسيتين". وأضاف "لقد فهموا جيدا أن روسيكا (الأشياء المرتبطة بالثقافة الروسية) تحظى بحماية أقل صرامة، ويمكن الوصول إليها بسهولة أكبر".
وأسف غرالا لفقدان الكتب الروسية بعدما نجت سابقا من انتفاضتين وطنيتين وحربين عالميتين على الأراضي البولندية.
وروى أن "أمناء مكتبات جامعة وارسو بنوا سرا خلال الحرب سقفا مزدوجا لإخفاء الكتب، حتى لا تختفي أو تحترق، لكننا في هذه الحالة لم نتمكن من حمايتها من هذا النهب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الصحافة الفرنسیة
إقرأ أيضاً:
عندما يمتزج الانحطاط بقلة الأدب
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
قديما كان فرسان العرب يتعمدون المبالغة والإغراق في وصف شجاعة خصومهم في المعركة، مثال على ذلك قول عنترة:
ومدجج كره الكماة نزاله لا ممعن هرباً ولا مستسلم
جادت له كفي بعاجل طعنة بمثقف صدق الكعوب مقدم
هكذا كانت اخلاقهم. لا ينتقصون من كرامة اعدائهم، ولا يطعنون باعراضهم، وهكذا كانت بسالة الفرسان وإقدامهم على الموت بلا وجل أو تقهقر، وهكذا كانوا يتلقون الطعنات دفاعا عن قومهم بلا توجع أو شكوى أو تذمر. .
بينما انقلبت لدينا الآن مفاهيم الرجولة، وتغيرت معايير مكارم الاخلاق، وظهرت علينا شراذم يتحينون الفرص للإساءة إلى ابناء جلدتهم بكلام تقشعر له الابدان. فهل انقرض الفرسان والنبلاء الاوائل، ولم يبق منهم إلا النزر اليسير ؟. وهل أضحى البقاء للأنذال والسفلة وليس للأبطال والنشامى ؟. سؤال نطرحه على العقلاء وقادة الامة. ففي الوقت الذي تقف فيه اخواتنا وبناتنا بثبات وعزيمة صلبة في مواجهة الأشرار، يتلقين الوخزات من المفترين والأفاكين. .
سوف يكتب التاريخ أن نساء غزة هن خنساوات هذا العصر، وهن الصامدات الماجدات، وهن الحافظات لحدود الله حتى النصر المؤزر، رغم ظروف القهر والرعب والحصار. . وهذا ما قالته فيهن الدكتور سعاد الصباح: (سلامٌ عليكنَّ يا سيدات الندى والسماح. . سلامٌ على الشجن المقدسي، وستر العباءات عند الصباح. سلامٌ عليكن، حين يجيء زمان العصافير، أو حين يبدأ عصف الرياح. . سلامٌ عليكن في كل وقتٍ. فقد سقط الفرق بين جمال العيون، وبين جمال السلاح). .
ومع ذلك يظهر علينا ديوث منحط يدعى (منعل النابي) ليطعن في أعراضهن ويشكك في عفافهن. يتهمهن بارتكاب الفواحش، وما إلى ذلك من طعنات وافتراءات يخجل منها العدو قبل الصديق. فنساء غزة لا يخرجن من تحت الأنقاض إلا محتشمات متشبثات بحجابهن، فمهما كتبه ونشره هذا السافل المُنعّل المُنحل، لن يزيدهن إلا سمواً ورفعة. .
اللافت للنظر. وعلى الرغم من الشكاوى التي قدمت ضده الى النائب العام في الكويت، وعلى الرغم من مطالبة الأحرار في كل مكان بوجوب الحجر على هذا الخنزير، ومنعه من النشر والكتابة، مازال يواصل سفالته بكل جرأة ووقاحة. من دون ان يكون للحكومة الكويتية أي دور في ردعه ومنعه ومحاسبته. .
لا شك ان الداعية الكويتي محمد العوضي كان على حق عندما خاطب امراة فلسطينية، فقال لها: (إمنحيني خيطاً من حذائك، لأخيط به أفواهاً نجسة)، ولا بد انه كانت يستهدف (منعل)، ومن كان على شاكلته من الذين إذا مسَّ النعالُ وجوههم شكت النعال بأي ذنب تُصفعُ. .