عفت بركات لـ«صدى البلد»:يعقوب الشاروني من أهم أربعة مؤلفين للطفل على مستوى العالم
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
قبل أيام قليلة، رحل عن عالمنا الكاتب الكبير يعقوب الشاروني عن عمر ناهز 92 عامًا.
قدم الشاروني العديد من المساهمات في المشاريع الثقافية المتعلقة بأدب الطفل، وأثرى مكتبة الأطفال بأعماله الإبداعية والثقافية المتنوعة.
. هيئة الكتاب تنعى يعقوب الشاروني
الكاتبة عفت بركات تحدثت لـ “صدى البلد” وقالت: “تأثرت بالأستاذ يعقوب الشاروني منذ طفولتي، وكان له تأثير كبير على تحفيزي للكتابة، فعندما كنت طفلة صغيرة، بدأت الموهبة الكتابية تظهر فيَّ، واكتشفت يعقوب الشاروني عن طريق مكتبة الطفل الخضراء، إذ كانت مملكة الحكايات التي ألهمتني لكتابة القصص”.
وأضافت: “وكثيرًا ما أدهشني قدرته على مزج الخيال بالواقع، لأن صناعة الخيال عمل شاق للغاية، كما أن عقل الطفل الواسع الذكاء غير قادر على قبول ما يقدم له من إبداع إلا بشروط عديدة”.
وأوضحت: “عندما كبرت ودخلت عالم الكتابة للأطفال، كنت في بداية طريق طويل، وتم نشر العديد من الدواوين التي كتبتها. قبل أن أدخل عالم كتابة الأطفال، التقيت بالأستاذ يعقوب وتحدثنا كثيرًا، وقرأ أعمالي وأشاد بها”.
مهمة ليست سهلة
عفت بركات أشارت إلى أن يعقوب الشاروني ترك مساره في القضاء، في ذروة نجاحه، وتخلى عن كل المناصب ليكرس نفسه للكتابة للطفل.
وأشارت إلى أنه كان يدرك أن كتابة الأطفال ليست مهمة سهلة، وأن من يكتب للطفل يجب أن يكون على دراية بجميع مراحل الطفولة المختلفة.
قضايا يعقوب الشاروني
وتابعت: “طرح يعقوب قضايا كثيرة جدا، إذ كان حريصا جدا على أن يجلب معه دائما إصدارات من الكتب الموجهة للطفل المطبوعة خارج مصر، لكي يطلع لأطفال وكذلك دور النشر على الكتب وكيفية طباعتها للأطفال”.
وأشادت “بركات” بأسلوب يعقوب المتميز قائلة: “هو رائد الأدب العربي للطفل، ومن وجهة نظري هو من أهم أربعة مؤلفين للطفل على مستوى العالم، فأعماله مختلفة ومتنوعة، كما أن أسلوبه ثري في الحكي، بجانب أن له مذاقا جذبني عندما كنت طفلة، فأنا أرى الأطفال أشد ذكاءً من الكبار، فإذا لم يكن الأسلوب جذابا عندها لن يكملوا قراءة أعمال المؤلف وسوف ينصرفون عنها”.
ولفتت إلى أنه كان معنيًا بكتابة أعمال متنوعة عن البيئات المختلفة داخل جمهورية مصر العربية، وكان يعشق مصر جدا لأنه كان يقول إنها متنوعة البيئات والثقافات، وإذا عاش عمر على عمره فلن يستطيع أن يصف جميع الأشخاص على هذه الأرض الجميلة.
نصائح يعقوب الشاروني
وتحدثت عفت بركات عن نصائح يعقوب الشاروني المستمرة لمن يكتب للطفل.
وقالت: “كان يعتبر كتابة الطفل شبيهة بميدان الحرب، حيث يجب أن يكون المؤلف مستعدًا بجميع أسلحته، وهي الثقافة وفهم لغة كل طفل ودراسة تاريخه ورؤيته ومفرداته”.
وذكرت أنه كان يطرح قضايا متعددة وكان حريصًا على جلب إصدارات من كتب الأطفال الموجهة للعالم من خارج مصر، لكي يعرف الأطفال ودور دور النشر في إنتاج الكتب ببساطة.
وأنهت حديثها قائلة إن يعقوب الشاروني لم يوافق على أن يراه أحد في لحظاته الأخيرة قبل وفاته، وهذا بسبب ظروف مرضه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: يعقوب الشاروني أدب الطفل رحيل يعقوب الشاروني أعمال يعقوب الشاروني یعقوب الشارونی
إقرأ أيضاً:
عيد غزة غير
#عيد_غزة غير
#خوله_كامل_الكردي.
أطل عيد الفطر السعيد على العالم الإسلامي و قلوب المسلمين تلهج بالدعاء أن يكشف الله الغمة عن أهلنا في قطاع غزة، وينهي الحرب التي استمرت تقريباً العام والنصف، يقتل ويجوع ويحاصر الأطفال والنساء والشيوخ بلا أدنى وخز من ضمير عالمي، هذا العالم الذي ما يزال يصم أذنيه ويعمي بصره عن حقيقة ما يحدث في غزة من إبادة جماعية بقصف من الطائرات الحربية والمسيرات والمدافع من الجيش الإسرائيلي، وأخرى بالتجويع و ذلك بمنع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية من المعابر إلى غزة.
في العيد لا يجد الأطفال شيئاً يفرحهم، اللهم بعض الفعاليات البسيطة التي ينظمها بعض الغزيين لإدخال البهجة والسرور إلى قلوب الصغار، في محاولة لنسيان ما يجري من واقع مؤلم على أرض غزة هاشم، و مواساة الناس من عذاب وقهر وجوع وقلة و دمار لبيوتهم و المدارس والمستشفيات وجميع مرافق ومؤسسات القطاع، افتقد الأطفال ملابس العيد والسعادة باللعب والذهاب إلى المتنزهات والملاهي وتناول الحلويات والمرطبات، في حين يحتفل نظراؤهم من الأطفال في العالم العربي والإسلامي، بارتداء الملابس الجديدة وأخذ العيدية من الأهل وزيارة الأقارب و اللعب في الأماكن الترفيهية، و الذهاب إلى المطاعم والضحك واللعب، أما من فقد عائلته فلا يشعر بالعيد وقلبه يعتصر ألما على فراق محبيه. فهذا هو عيد آخر يأتي على غزة والحرب لم تنته بعد، فبدل أن يرتدي أطفال غزة ملابس العيد ارتدوا الأكفان البيضاء في مفارقة صعبة وقاسية، فمشاهد قتل الأبرياء وتحويل أجسادهم إلى أشلاء متفحمة من الصعوبة بمكان التعرف على هويتها، لم تفلح إلى حد الآن المؤسسات الأممية والهيئات والمنظمات الدولية، في إيقاف حرب القتل البربري الذي تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية و غربية مقيتة.
لا يسأل أحد عن مظاهر العيد في قطاع غزة، لا يوجد أي مظاهر من مظاهر الاحتفال بالعيد، لأنه وبكل بساطة الغارات الإسرائيلية الهمجية لم تترك طفلاً أو شيخاً أو امرأة إلا وقد تم استهدافهم بلا وازع أخلاقي أو إنساني، ففي أول أيام العيد ارتقى العديد من الأطفال شهداء و كلهم شوق للإستمتاع بالعيد، لتذكر العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي، ضرورة وضع حد للقتل الجماعي الوحشي الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأهمية تحرك مجلس الأمن لاستصدار قرار يوقف الحرب ويناشد الدول الداعمة للاحتلال، الضغط عليه لإيقاف عملياته العسكرية الظالمة على قطاع غزة، والتي لا تتورع عن استهداف الأبرياء العزل، و العمل بكل جدية على مخاطبة الولايات المتحدة الأمريكية بلغة المصالح لإجبار دولة الاحتلال على وقف عملياتها القتالية العدائية، والانسحاب الشامل والفوري من القطاع، و العودة إلى طاولة المفاوضات والشروع في البدء بمفاوضات المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.