عاش الفلسطينيون ليلة مفعمة بالفرح والدموع في استقبال 39 من الأسرى النساء والأطفال، الذين أفرجت سلطات الاحتلال عنهم، مقابل 13 أسيرة وطفلا من الإسرائيليين المحتجزين بقطاع غزة، في أول أيام اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه قطر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وعمّت الاحتفالات أرجاء المدن الفلسطينية من جنين ونابلس إلى القدس وبيت لحم وغيرها، حيث وزعت الحلوى وأطلق الشبان الألعاب النارية، بالرغم من محاولات قوات الاحتلال منع مظاهر الاحتفال.

ورددت الحشود هُتافات تحيي غزة وأهلها، كما هتفوا لرئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، حيث قال بعضهم "روّحت الحرة على الدار، يديم عزك يا سنوار".

وتعدّ هذه أول دفعة ضمن الاتفاق الذي يشمل إطلاق سراح 50 من النساء والأطفال الإسرائيليين في قطاع غزة مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والوقود إلى كل مناطق القطاع، خلال هدنة مدتها 4 أيام قابلة للتمديد.

ورغم هذه الفرحة، إلا أن الأسيرات تحدثن عن "ظروف بالغة التعقيد" عاشاها وتعيشها أقرانهما الباقيات في سجون الاحتلال، لافتين إلى إن إدارات السجون تتعمد إذلالهن، وتمنع عنهم الطعام والشراب.

وكشفت الأسيرة المحررة مرح باكير، عن ظروف صعبة كانت تعيشها داخل سجون الاحتلال، فيما قال والدها إن الاحتلال أمرهم بعدم الاحتفال بخروجها.

اقرأ أيضاً

احتفالات رغم المنع.. الأسيرات الفلسطينيات تصلن إلى الضفة والقدس وسط هتافات للمقاومة (فيديو)

وقالت مرح إبان الإفراج عنها الجمعة، إن "إدارة السجون الإسرائيلية كانت تتفنن في العقوبات ضدنا إضافة إلى الإهمال الطبي".

وكشفت عن أنها تعرضت يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول لـ"الضرب والغاز المسيل للدموع إلى جانب زميلاتها في السجن"، قبل أن يتم نقلها إلى معتقل الجلمة وعزلها في زنزانة انفرادية مراقبة بالكاميرات من الزوايا كلها بما فيها دورات المياه، ما دفعها إلى الاحتجاج لدى إدارة السجون دون جدوى.

وتحدثت مرح عن معاناة الأسيرات الفلسطينيات داخل المعتقلات الإسرائيلية، وتعرضهن للضرب والغاز المسيل للدموع ومصادرة مقتنياتهن والأدوات التي تُستخدم في الحياة اليومية، إضافة إلى حرمانهن من الطعام وعدم احترام خصوصياتهن كنساء أولاً ومحجبات ثانياً.

وأشارت مرح التي كانت من ضمن 6 أسيرات مقدسيات تم الإفراج عنهن إلى جانب 12 من الضفة الغربية، إلى أن "تجربة السجن عموماً ليست هينة كما هو معروف، لأن إدارة السجون لا تتعامل مع الأسيرات بإنسانية، ولا تراعي مشاعرهن، ولا تهتم إلا بتنفيذ قراراتها وظلمها، وتحاول إذلالهن دون تردد".

وكشفت مرح عن أن الأسيرات اللواتي تم الإفراج عنهن، أجرين مقابلة مع ضابط من جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أخبرهن فيها بضرورة احترام بعض الإجراءات، ومنها منع مظاهر الاحتفال واستخدام المكبرات أو رفع الأعلام، موضحة أن هذه الإجراءات كانت موثقة، ووقع عليها "كفيل" للأسيرات وهو فرد من المقربين لهن.

فيما وصفت الأسرية المحررة أسيل الطيطي، السجون الإسرائيلية في الوقت الحالي، بأنها أشبه بسجون "غوانتانامو"، في إشارة إلى السجون التي أنشأتها الولايات المتحدة في كوبا ونقلت إليها عناصر تنظيم القاعدة المحتجزين لديها في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

اقرأ أيضاً

تمهيدا لإطلاق سراحهن.. إسرائيل تنقل أسيرات فلسطينيات إلى سجن عوفر

وأضافت قائلة: "ظروفنا كانت مأساوية.. يتم عزل الأسيرات بشكل انفرادي، ويتم ضربهن".

وتابعت أسيل، التي قضت نحو عام واحد في قبضة سلطة السجون الإسرائيلية وغادرته دون أن يصدر بحقها أي حكم: "لم يبق لا تلفزيون ولا راديو ولا شيء.. جعلونا نعيش ظروفا صعبة جدا ولا نعرف أي شيء عن الخارج.. كنا نعيش في الغرف مع الجدران، معزولين عن كل الدنيا.. لا يسمح لنا بالخروج إلا إلى دورة المياه ربع ساعة فقط لا غير في اليوم".

فيما أوضحت الشابة نور الطاهر، التي قضت مدة حبسها في سجن الدامون، أن "أوضاع الأسيرات في غاية التعقيد"، وقالت: "هناك حملة تضييق كبيرة جدا على كل الأسيرات ويتم سلب كل شيء من الحقوق السابقة التي انتزعتها الأسيرات. لا يمكنني القول إلا أن الأوضاع مأساوية جدا، ولا يحتملها إنسان".

كما أضافت نور التي اعتقلت في سبتمبر/أيلول الماضي، أن "إدارات السجون الإسرائيلية رفضت إبلاغ أي من المعتقلات المنوي الإفراج عنهن".

وقالت إن ذلك يجعل الجميع في ظروف نفسية معقدة وصعبة في ظل غياب أي معلومات عن مجريات صفقة التبادل.

وتابعت وهي تقف في مشهد احتفالي في دوار شهداء نابلس: "تركنا وراءنا بنات كثيرات في السجن".

اقرأ أيضاً

نتنياهو يرد على فيديو الأسيرات الإسرائيليات: دعاية نفسية قاسية

فيما استطرد الأسيرة المحررة تحرير أبوسرية: "فرحتنا منقوصة لأننا خرجنا بحرية غالية، وهي دم الشهداء في غزة، ولكن جراحهم جراحنا ووجعم وجعنا، الحمد لله أننا اليوم تنفسنا الحرية".

وتابعت أن أوضاع الأسيرات داخل السجون صعبة، وقالت: "أول أيام الحرب تعرضنا للتنكيل، كل من يمثل تنظيما سياسيا تم عزله، أنا تم عزلي 7 أيام، وياسمين شعبان تم عزلها 7 أيام، ومرح بكير تم عزلها من أول الحرب واليوم تم تحريرها".

أما الأسيرة المحررة ولاء طنجي، فقالت إن الأسيرات الفلسطينيات "عانين الجوع والعطش والضرب والإهانة في سجون إسرائيل خاصة بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".

وأضافت: "منذ بداية الحرب، تنتهج إدارة السجون سياسة التنكيل بالأسرى، الأوضاع صعبة للغاية، عشنا أياما من الجوع والعطش، وتم ضربنا ورشنا بالغاز، وتوجيه الإهانات إلينا".

وتابعت: "نقول إن الفرحة كبيرة بتحرير كافة الأسيرات على يد المقاومة الفلسطينية".

وظهرت طنجي وهي من مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، متوشحة براية حركة "الجهاد الإسلامي"، حاملة بين ذراعيها طفلا.

اقرأ أيضاً

رسالة مصورة لأسيرات إسرائيليات إلى نتنياهو: تريد قتلنا بعد فشلك في 7 أكتوبر

وأشارت إلى أن "إدارة السجون انتهجت تفتيش الأسيرات تفتيشا عاريا، وغالبية الأسيرات هُددن بالاغتصاب".

بينما قال أحد الأسرى الفسلطينيين القاصرين، المفرج عنهم، إن وضع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية "مأساوي وصعب للغاية ولا يمكن وصفه".

وأضاف الأسير البالغ 17 عاما، أن إدارة السجون تمنع الأسرى من التريض وتقوم بتجويعهم، مؤكدا أنهم معزولون بشكل كامل عن العالم.

وكشف أن إدارة السجن هددت الأسرى بأنها ستعيد اعتقالهم، إذا استقبلتهم أعداد كبيرة من المواطنين للاحتفال بالإفراج عنهم.

وبدأت، الجمعة، في قطاع غزة هدنة إنسانية تستمر 4 أيام، شرع الطرفين خلال اليوم الأول بإطلاق 13 إسرائيليا من غزة عبر معبر رفح، على أن تفرج إسرائيل بالتوازي عن 39 فلسطينيا من سجونها.

ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية إطلاق سراح 50 أسيرا إسرائيليا من غزة، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.

اقرأ أيضاً

قوات إسرائيلية تعتدي بالضرب والغاز المسيل للدموع على الأسيرات الفلسطينيات

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أسيرات أسيرات فلسطينيات إسرائيل سجون إسرائيل سجون الاحتلال الأسیرات الفلسطینیات السجون الإسرائیلیة إدارة السجون الإفراج عن اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

اللحظات الأولى للمجزرة الإسرائيلية في بيت لاهيا.. وحماس تدين (فيديو)

دانت حركة حماس المجزرة المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيت لاهيا بقطاع غزة، وقالت إنها تصعيد خطير تعكس استهتار الاحتلال بالقانون الدولي.

اقرأ ايضاًتصعيد إسرائيلي خطير في مدن وبلدات الضفة الغربية

وقصفت مسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة السبت، ما أسفر عن استشهاد  9 فلسطينيين وإصابة آخرين.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن 9 فلسطينيين استشهدوا بنيران الاحتلال خلال الـ48 ساعة الماضية.

 وأكدت الوزارة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 48.543 شهيدا و111.981 مصابا منذ أكتوبر 2023.

 

 

 

المجزرة الأعنف منذ سريان وقف إطلاق النار.. 

اللحظات الأولى لقصف طيران الاحتلال مجموعة من النشطاء الإغاثيين، بينهم مصورون صحفيون في بيت لاهيا شمال قطاع غزة. pic.twitter.com/y0Btonlfpi

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 15, 2025


 

 

 بدورها، اعتبرت حماس في بيان أن تصعيد الاحتلال يؤكد نيته الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار وهدر أي فرصة لاستكمال تنفيذه وتبادل الأسرى.

وأضافت حماس أن تصاعد جرائم الاحتلال يضع وسطاء المفاوضات أمام مسؤوليات وقف هذه الجرائم، مطالبة بـ "التحرك العاجل والضغط على مجرم الحرب نتنياهو لإلزامه بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه".

وأوضح الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم أن "المجزرة البشعة التي ارتكبها العدو في بيت لاهيا شمال القطاع باستهدافه مجموعة من الإعلاميين والعاملين في المجال الإنساني"، تؤكد نيته تعميق الأزمة وتحقيق المجاعة.

 

 

 

 

???? صور | شـهداء باستهداف طائرات الاحتلال فريقًا تابعًا لمؤسسة الخير في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة pic.twitter.com/WPbyxxsROG

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 15, 2025

 

 

 

 

 

 

من جانبه، قال مركز حماية وحرية الصحفيين الفلسطينيين إن "الهجوم الإسرائيلي الذي نفذته قوات الاحتلال وراح ضحيته 3 صحفيين" يعد "جريمة حرب" تستهدف حرية الصحافة والعاملين في مجال الإعلام والإغاثة.

اقرأ ايضاًتحمل تفاصيل رد حماس.. مسودة مقترح تمديد الهدنة

ودعا المركز المجتمع الدولي إلى إدانة الهجوم والتحقيق ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة.

تأتي تلك المجزرة ضمن سلسلة خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تحاول إسرائيل التنصل منه برفضها الانتقال إلى مرحلته الثانية، كما هو متفق عليه، بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/آذار الجاري.  
 

المصدر: وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند اللحظات الأولى للمجزرة الإسرائيلية في بيت لاهيا.. وحماس تدين (فيديو) سوريا: قرار بصرف منحة مالية لكافة موظفي الدولة بينها 6 عربية.. أميركا تدرس حظر السفر لـ40 دولة من السفر إليها (فيديو) بعد البراميل المتفجرة.. طائرات سورية تلقي الورود على السوريين بهذه المناسبة أفكار سحور صحية ومشبعة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: إسرائيل أبلغت إدارة ترامب بشأن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة
  • نادي الأسير: ارتفاع عدد الأسيرات إلى 26 وأغلبيتهن اعتُقلن بحجة "التحريض"
  • شهداء مع تجدد الغارات الإسرائيلية في لبنان ضمن خروقات الاحتلال
  • ليلة في حب الفرعون الجديد.. ماذا قالت الصحف الانجليزية وجوارديولا عن تألق عمر مرموش؟
  • ماذا قالت أنغام عن الأمومة؟ | فيديو
  • تعليق ناري من شاهيناز عن المساكنة.. ماذا قالت؟
  • أنا الآن سنجل.. ماذا قالت شذى حسون عن ماضيها العاطفي ؟
  • فيما ورد خبر من هيئة البث الإسرائيلية ذو صلة بالانفجارات … هذه هي المناطق التي استهدفها الطيران في العاصمة صنعاء ” صور ” 
  • اللحظات الأولى للمجزرة الإسرائيلية في بيت لاهيا.. وحماس تدين (فيديو)
  • تقرير الاستيطان: آلة الهدم الإسرائيلية بالضفة لا تتوقف عن العمل