المعارك لن تهدأ... هكذا سيكون الوضع في جنوب لبنان بعد الهدنة في غزة
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
رغم أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة وقطر ومصر أعلنت عن التوصّل لهدنة إنسانيّة بين إسرائيل وحركة "حماس"، والإتّفاق على تبادل رهائن وأسرى، الأمر الذي سيُؤدّي إلى وقف إطلاق النار في غزة، لفترة مؤقتة، وأيضاً على الحدود الجنوبيّة اللبنانيّة، خرج أكثر من وزير في حكومة الحرب الإسرائيليّة، ليُعلن أنّ المعارك ستستمرّ بعد انتهاء الهدنة، حتّى تحقيق الجيش الإسرائيليّ لكافة أهدافه.
التصريح الإسرائيليّ يعني أنّ الحرب لن تنتهي بعد نفاد مهلة الهدنة، وأنّ تل أبيب مصمّمة على إكمال حملتها على "حماس"، أيّ أنّ جبهة الجنوب في لبنان لن تستكين، لأنّها منطقة مساندة لـ"حماس" وضاغطة على العدوّ لإيقاف حربه في غزة. ويتخوّف مراقبون من توسّع الحرب بعد الهدنة إلى لبنان، لأنّ حدّة الإشتباكات تزداد بين "حزب الله" واسرائيل ، وقد قامت الأخيرة بتوجيه ضربة قاسيّة للحزب عبر اغتيال نجل النائب محمد رعد، وشخصيّات بارزة في فيه.
ويُشير المراقبون إلى أنّ "حزب الله" مُجبرٌ على الإلتزام بالهدنة، طالما أنّ إسرائيل لن تقوم بقصف المناطق الجنوبيّة بعد الإتّفاق مع "حماس". في المقابل، فإنّ عناصر "الحزب" سيبقون في حالة تأهب قصوى، لأنّه فور انتهاء الهدنة، سيقوم الجيش الإسرائيليّ بقصف غزة، وستعود "المقاومة" في لبنان إلى توجيه الضربات للمواقع الإسرائيليّة، "نصرة لفلسطين" على حدّ قولها.
ويتوقّع المراقبون أنّ تبقى وتيرة المعارك على ما هي عليه في غزة وفي جنوب لبنان، فإسرائيل لا يُمكنها المغامرة داخل القطاع الفلسطينيّ، طالما أنّ البعض من رهائنها، وخصوصاً من يحملون الجنسيّات الأجنبيّة، سيبقون مع "حماس". ويُشيرون إلى أنّها ستستمرّ في مفاوضاتها عبر وسطاء لتحرير كافة محتجزي عمليّة "طوفان الأقصى".
ومع التهديد الإسرائيليّ باستئناف الحرب، هناك مخاوف غربيّة جديّة على لبنان، وخصوصاً وأنّ إسرائيل بدأت تُوسّع رقعة قصفها للمناطق، وزادت وتيرة استهدافها للمنازل الآمنة، والمواطنين والصحفيين. ويرى المراقبون أنّ "حزب الله" قال عبر أمينه العامّ السيّد حسن نصرالله، في مناسبات سابقة، تلت إغتيال البعض من قادته، مثل عماد مغنية، أنّه لن يتوانى عن الردّ بقوّة على العدوّ. وبعد استشهاد نجل النائب محمد رعد ومن كانوا معه ليل الأربعاء، هناك ترقّبٌ للعمليّة الثأريّة التي ستنفّذها "المقاومة"، وقد تكون قبل أو بعد الهدنة، لكن المُؤكّد بحسب المراقبين، أنّها ستكون قاسيّة، وربما تُفجّر الوضع الأمنيّ في الجنوب أكثر، وقد لا يستفيد لبنان من الهدنة.
وحتّى الآن، فإنّ الثابت أنّ الهدنة لا تعني الإستقرار في غزة وفي جنوب لبنان، والتصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل وارد في أيّ لحظة، وقد شهدت الأيّام منذ 7 تشرين الأوّل الماضي، تبادل قصفٍ خطيرا على الإستقرار، ويُعارض مبدأ "قواعد الإشتباك"، فإذا اغتال الجيش الإسرائيليّ قادة من "المقاومة الإسلاميّة"، أو ارتكب مجزرة بحقّ المواطنين، فإنّ "حزب الله" سيردّ بضرب العمق الإسرائيليّ، وربما أهداف كبيرة داخل المدن والمستوطنات الإسرائيليّة.
ويلفت المراقبون إلى انّ زيارات وزير الخارجيّة الإيرانيّة حسين أمير عبداللهيان إلى بيروت الأخيرة، ولقاء السيّد نصرالله بقادة من "حماس"، خير دليلٍ على أنّ التنسيق قائم بين "حزب الله" و"المقاومة" في غزة وطهران، وأنّ الأيّام المقبلة لن تكون هادئة، وستشهد تكثيفاً للضربات على الأهداف الإسرائيليّة إنّ على الحدود الجنوبيّة، وإنّ قرب غزة، وحتّى على القواعد الأميركيّة في سوريا والعراق، وزيادة في وتيرة تدخّل الحوثيين، وخصوصاً عبر التضييق على الغرب وإسرائيل بما يتعلّق بالملاحة في البحر الأحمر.
ويُضيف المراقبون أنّ الإجتماعات التي تجري في بيروت بين قادة الفريق "الممانع"، ستضع خطّة شاملة لكيفيّة الردّ على العدوان الإسرائيليّ على غزة، وما بعد الهدنة ربما لن يكون كما قبلها، وكافة الإحتمالات ستكون واردة، إنّ عبر الإبقاء على قواعد الإشتباك عينها، أو عبر التصعيد أكثر، لفرض وقف إطلاق نار شامل ونهائيّ. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الإسرائیلی ة بعد الهدنة حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تغتال عنصرا لحزب الله في جنوب لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت أنه استهدف عنصرا في حزب الله في جنوب لبنان غداة إغارته على مواقع عسكرية تابعة للحزب، فيما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية أن القصف أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "أغارت طائرة لسلاح الجو قبل قليل على مخرب من حزب الله عمل على إقامة بنية تحتية إرهابية لتوجيه أنشطة إرهابية لحزب الله في جنوب لبنان". وأكد البيان أن إسرائيل ستمنع إعادة "تموضع حزب الله" في المنطقة.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة في لبنان قوله في بيان إن "الغارة بمسيرة إسرائيلية معادية على سيارة في خربة سلم (من قرى قضاء بنت جبيل في محافظة النبطية) أدت إلى استشهاد مواطن وإصابة آخر بجروح".
ولم يعلق حزب الله على الادعاءات الإسرائيلية، حيث تعد الغارة أحدث انتهاك إسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار مع الحزب.
ومساء الجمعة، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات متتالية على قرى عدة جنوبي لبنان، طالت مناطق جبل الريحان وزبقين وياطر، كما استهدف واديا في بلدة البابلية، وبلدة تبنا.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن 3 أشخاص أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي، الجمعة، في بلدة كفركلا الحدودية بقضاء مرجعيون في محافظة النبطية جنوبي البلاد.
إعلانومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل أكثر من ألف انتهاك للاتفاق، مما خلّف 84 قتيلا و284 جريحا على الأقل، استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
وبدأ عدوان إسرائيل على لبنان في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، أسفرت عن 4115 قتيلا و16 ألفا و909 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي كما نص عليه الاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 نقاط لبنانية رئيسية، دون أن تعلن حتى الساعة موعدا رسميا للانسحاب منها.