رغم أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة وقطر ومصر أعلنت عن التوصّل لهدنة إنسانيّة بين إسرائيل وحركة "حماس"، والإتّفاق على تبادل رهائن وأسرى، الأمر الذي سيُؤدّي إلى وقف إطلاق النار في غزة، لفترة مؤقتة، وأيضاً على الحدود الجنوبيّة اللبنانيّة، خرج أكثر من وزير في حكومة الحرب الإسرائيليّة، ليُعلن أنّ المعارك ستستمرّ بعد انتهاء الهدنة، حتّى تحقيق الجيش الإسرائيليّ لكافة أهدافه.


 
التصريح الإسرائيليّ يعني أنّ الحرب لن تنتهي بعد نفاد مهلة الهدنة، وأنّ تل أبيب مصمّمة على إكمال حملتها على "حماس"، أيّ أنّ جبهة الجنوب في لبنان لن تستكين، لأنّها منطقة مساندة لـ"حماس" وضاغطة على العدوّ لإيقاف حربه في غزة. ويتخوّف مراقبون من توسّع الحرب بعد الهدنة إلى لبنان، لأنّ حدّة الإشتباكات تزداد بين "حزب الله" واسرائيل ، وقد قامت الأخيرة بتوجيه ضربة قاسيّة للحزب عبر اغتيال نجل النائب محمد رعد، وشخصيّات بارزة في فيه.
 
ويُشير المراقبون إلى أنّ "حزب الله" مُجبرٌ على الإلتزام بالهدنة، طالما أنّ إسرائيل لن تقوم بقصف المناطق الجنوبيّة بعد الإتّفاق مع "حماس". في المقابل، فإنّ عناصر "الحزب" سيبقون في حالة تأهب قصوى، لأنّه فور انتهاء الهدنة، سيقوم الجيش الإسرائيليّ بقصف غزة، وستعود "المقاومة" في لبنان إلى توجيه الضربات للمواقع الإسرائيليّة، "نصرة لفلسطين" على حدّ قولها.
 
ويتوقّع المراقبون أنّ تبقى وتيرة المعارك على ما هي عليه في غزة وفي جنوب لبنان، فإسرائيل لا يُمكنها المغامرة داخل القطاع الفلسطينيّ، طالما أنّ البعض من رهائنها، وخصوصاً من يحملون الجنسيّات الأجنبيّة، سيبقون مع "حماس". ويُشيرون إلى أنّها ستستمرّ في مفاوضاتها عبر وسطاء لتحرير كافة محتجزي عمليّة "طوفان الأقصى".
 
ومع التهديد الإسرائيليّ باستئناف الحرب، هناك مخاوف غربيّة جديّة على لبنان، وخصوصاً وأنّ إسرائيل بدأت تُوسّع رقعة قصفها للمناطق، وزادت وتيرة استهدافها للمنازل الآمنة، والمواطنين والصحفيين. ويرى المراقبون أنّ "حزب الله" قال عبر أمينه العامّ السيّد حسن نصرالله، في مناسبات سابقة، تلت إغتيال البعض من قادته، مثل عماد مغنية، أنّه لن يتوانى عن الردّ بقوّة على العدوّ. وبعد استشهاد نجل النائب محمد رعد ومن كانوا معه ليل الأربعاء، هناك ترقّبٌ للعمليّة الثأريّة التي ستنفّذها "المقاومة"، وقد تكون قبل أو بعد الهدنة، لكن المُؤكّد بحسب المراقبين، أنّها ستكون قاسيّة، وربما تُفجّر الوضع الأمنيّ في الجنوب أكثر، وقد لا يستفيد لبنان من الهدنة.
 
وحتّى الآن، فإنّ الثابت أنّ الهدنة لا تعني الإستقرار في غزة وفي جنوب لبنان، والتصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل وارد في أيّ لحظة، وقد شهدت الأيّام منذ 7 تشرين الأوّل الماضي، تبادل قصفٍ خطيرا على الإستقرار، ويُعارض مبدأ "قواعد الإشتباك"، فإذا اغتال الجيش الإسرائيليّ قادة من "المقاومة الإسلاميّة"، أو ارتكب مجزرة بحقّ المواطنين، فإنّ "حزب الله" سيردّ بضرب العمق الإسرائيليّ، وربما أهداف كبيرة داخل المدن والمستوطنات الإسرائيليّة.
 
ويلفت المراقبون إلى انّ زيارات وزير الخارجيّة الإيرانيّة حسين أمير عبداللهيان إلى بيروت الأخيرة، ولقاء السيّد نصرالله بقادة من "حماس"، خير دليلٍ على أنّ التنسيق قائم بين "حزب الله" و"المقاومة" في غزة وطهران، وأنّ الأيّام المقبلة لن تكون هادئة، وستشهد تكثيفاً للضربات على الأهداف الإسرائيليّة إنّ على الحدود الجنوبيّة، وإنّ قرب غزة، وحتّى على القواعد الأميركيّة في سوريا والعراق، وزيادة في وتيرة تدخّل الحوثيين، وخصوصاً عبر التضييق على الغرب وإسرائيل بما يتعلّق بالملاحة في البحر الأحمر.
 
ويُضيف المراقبون أنّ الإجتماعات التي تجري في بيروت بين قادة الفريق "الممانع"، ستضع خطّة شاملة لكيفيّة الردّ على العدوان الإسرائيليّ على غزة، وما بعد الهدنة ربما لن يكون كما قبلها، وكافة الإحتمالات ستكون واردة، إنّ عبر الإبقاء على قواعد الإشتباك عينها، أو عبر التصعيد أكثر، لفرض وقف إطلاق نار شامل ونهائيّ. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الإسرائیلی ة بعد الهدنة حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

5 شهداء في غارة للاحتلال الإسرائيلي على رومين جنوب لبنان

أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، اليوم السبت، بسقوط خمسة شهداء كحصيلة أولية، في غارة إسرائيلية على بلدة رومين بقضاء النبطية في جنوب لبنان.

وشن طيران الاحتلال غارتين عنيفتين على مبنى شمس الدين، في منطقة الرويس، بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت. كما أطلق المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي تهديدات جديدة لإخلاء مبان في الحدث وبرج البراجنة في الضاحية الجنوبية، تمهيدا لقصفه، كما أغار الاحتلال على محيط حارة الفيكاني في البقاع الأوسط.

وفي النبطية، شن الاحتلال غارة على منطقة بئر السلاسل في بلدة خربة سلم.. كما أغار على حي الملولة في بلدة ميفدون.. فيما يتواصل القصف المدفعي على بلدة حاروف ـ الجبل الأحمر.

وفي صور، حلقت طائرات استطلاعية ومسيرة وحربية إسرائيلية في أجواء مناطق حوش صور والساحل الممتد بين راس آلعين وصولا إلى صور، وعلى علو منخفض، فيما تشهد قرى القطاع الغربي في قضاء صور قصفا متقطعا لا سيما البياضة والسعيدية وزبقين وطير حرفًا وشمع والجبين وشيحين، إلى ذلك تسمع أصوات رشاشات وقذائف صاروخية في مناطق وادي حامول الناقورة وطير حرفا. كما استهدفت غارة إسرائيلية مدينة بنت جبيل.

كما نفذ الطيران الإسرائيلي 4 غارات، غارتين على البازورية وغارة على بلدة الشعيتية، وغارة على بلدة البياضة جنوب صور.

من جانبه، أعلن حزب الله اللبناني - في بيانات منفصلة اليوم - استهداف تجمعات لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي عند مثلّث دير ميماس - كفركلا، وعند شرقي مدينة الخيام، وفي مستوطنة حانيتا، بصليات صاروخية.

كما أعلن الحزب أنه بعد رصد تحركات لقوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي تحاول التقدم باتجاه بلدة البياضة، ظهر اليوم، اشتبك عند الأطراف الشرقية للبلدة مع القوة المُتقدمة، وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح، مشيرا إلى أن الاشتباكات لا زالت مستمرة.

اقرأ أيضاًالتليفزيون اللبناني: ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على البسطة إلى 11 شهيدا و63 مصابا

بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية

شهداء وجرحى في غارة للاحتلال الإسرائيلي على منزل في غزة

مقالات مشابهة

  • 5 شهداء في غارة للاحتلال الإسرائيلي على رومين جنوب لبنان
  • أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الوضع في لبنان وغزة
  • في طيرحرفا... العدوّ الإسرائيليّ فخخ وفجّر المنازل
  • «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات على جنوب لبنان
  • لبنان يريد دولة عربية.. لماذا تشكّل آلية المراقبة عقبة أمام الهدنة؟
  • هوكستين في إسرائيل.. وحديث عن اجتماع بنّاء بشأن الهدنة في لبنان
  • بسبب حزب الله.. الشعب الإسرائيلي يعاني من الاكتئاب
  • أنباء عن اغتيال قيادي في حماس بمدينة صور جنوب لبنان
  • حزب الله يعلن استهداف تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقع السماقة بصلية صاروخية
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في جنوب لبنان