عرض فيلم «فرحة» في الأردن اليوم والتبرع بإيرادته لصالح إغاثة أهل غزة
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
تنظم الجمعية الثقافية العربية في الأردن عرضا لفيلم «فرحة» للمخرجة دارين سلام، يوم الثلاثاء المقبل 28 نوفمبر الجاري في تمام الساعة السابعة مساء، ومن المقرر أن يعود ريع تذاكر عرض الفيلم لمساندة حملة جمع تبرعات لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة، التي تقوم بها الجمعية الثقافية العربية بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية.
فيلم «فرحة» من تأليف وإخراج دارين سلام، وهو مستوحى من أحداث حقيقة، عرض للمرة الأولى في مهرجان تورنتو السينمائي عام 2021، وتدور أحداث الفيلم حول فتاة تدعى «فرحة» تبلغ من العمر 14 عاما، تعيش تفاصيل تهجير الفلسطينين في عام 1948، وتكون شاهدة على جرائم الاحتلال تجاه المواطنين المدنين العزل.
حملات ممنهجة ورسائل كراهية ضد صناع فيلم «فرحة»وبالرغم أن الفيلم تلقى ردود أفعال إيجابية وإشادات نقدية بعد عرضه في عدد من المهرجانات، إلا أنه تعرض للنقد من الإسرائيلين بعد عرضه على المنصات، وتركزت ردود الفعل على الفيلم على مشهد يصور مقتل عائلة فلسطينية على يد جنود إسرائيليين، وفي الأيام التي أعقبت صدور الفيلم أصبح هدفًا لحملة تصويت سلبي منسقة على موقع «IMDB».
وتعرض صانعو الفيلم للمضايقات على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن يبدو أن الحملة قد جاءت بنتائج عكسية، وفقًا لصحيفة «هوليوود ريبورتر»، حيث انتعشت تقييمات الفيلم على موقع «IMDb» بسرعة، وردت المخرجة دارين سلام على الانتقادات في مقابلة مع مجلة «تايم»، مشيرة إلى أنها تعرضت لـ «رسائل كراهية وعنصرية».
وتابعت مخرجة فيلم «فرحة» في تصريحاتها: «سبب صدمتي الشديدة من رد الفعل العنيف هو أنني لم أظهر أي شيء مقارنة بما حدث خلال المجازر، كان هذا حدثا صغيرا، ولا أعرف سبب انزعاج بعض المسؤولين الإسرائيليين من هذا المشهد».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فيلم فرحة
إقرأ أيضاً:
فرحة شراء قوالب الثلج
حمود بن علي الطوقي
قضيتُ السنوات العشر الأولى من طفولتي في قريتي السباح، تلك القرية الوادعة التي احتضنت أجمل ذكرياتي الرمضانية، رغم أن رمضان في تلك الأيام كان يتزامن مع فصل الصيف (القيظ) حيث تصل درجات الحرارة إلى مستوياتها القصوى، إلا أن لهذا الشهر روحًا خاصة لا تشبه أي وقت آخر.
وفي النهار، كنا نذهب إلى المدارس، ومن لم يلتحق بالمدارس الحكومية كان يلتحق بمدارس تحفيظ القرآن وكان عمي المغفور له بإذن الله هو معلم القرآن لأطفال القرية والقرى المجاورة مثل قرية الجبل والمويلح والمعترض.
كانت القرية تخلو من الزحام وتنتظر عودة الطلاب إلى مدارسهم، ورغم حرارة الشمس إلا أننا كنا نجد من ظلال النخيل الممتدة وأشجار المانجو تعطينا القوة للصمود لتكملة ما تبقى من نهار اليوم الطويل نحن الأطفال -وأنا منهم- نرى في الصيام مغامرة كبيرة نتسابق فيها على الصمود دون أن يضعف جسدنا أمام العطش.
وبعد صلاة الظهر، وحتى قبيل صلاة العصر كنا نجتمع مع آبائنا في سبلة القرية، تلك السبلة البسيطة المبنية من مواد غير ثابتة وسقفها المصنوع من جذوع الأشجار، هذه السبلة لم تكن مجرد مكان للراحة؛ بل كانت بمثابة مدرسة مفتوحة نتعلم منها الحرف التقليدية؛ فقد تعلمنا منها السمت العماني وتعلمنا من آبائنا كيفية صناعة "الخصف" و"السرد" و"المبدع " وغيرها من الصناعات التي تعتمد على سعف النخيل، أيضاً كنا نستمع إلى قصص الكبار عن الماضي وكيف كانوا يقضون رمضان في سنواتهم الأولى.
وبعد صلاة العصر، كان لنا وقت خاص نجتمع فيه تحت شجرة ضخمة عند مدخل القرية، "السوقمة"، حيث كنا نلعب "الكيرم" ونتنافس بشغف، بينما كان الأطفال الأكبر سنًا يستمتعون بلعبة "الحواليس" لكسر الوقت حتى يحين موعد الإفطار؛ ولم يقتصر نشاطنا على اللعب فقط، بل كان بعض أصدقائنا يتسلقون النخيل لقطف التمر وتجهيزه لموائد الإفطار، في مشهد يعكس روح التعاون بينهم، وكان منظرهم وهم يتنقلون بين النخيل بسرعة ورشاقة يثير إعجابنا، وننتظر نزولهم لنحصل على بعض التمر الطازج الذي كان يعتبر مكافأة لصيامنا.
ولأن رمضان كان في عز موسم اللقيط؛ حيث تصل حرارة الجو إلى ذروتها، ولم تكن الكهرباء قد وصلت إلى القرية بعد، فقد كان برودة الماء ترفًا نلجأ لتحقيقه بشراء الثلج؛ لا أنسى مشهد تاجر الثلج الذي كان يصل إلى القرية من خلال حماره حاملًا قوالب الثلج الكبيرة، وكنا نترقب وصوله بفارغ الصبر نحمل أوعيتنا الصغيرة ونتحلق حوله بشوق، بينما كان يكسر القوالب بأداة حادة ويبيع الثلج حسب قدرة كل منا المالية، وكان هذا المشهد من أجمل لحظات اليوم إذ كنا نحمل قطع الثلج الصغيرة ونركض بها إلى منازلنا قبل أن تذوب لنضيفها إلى الماء ونستمتع ببرودته وسط قيظ النهار.
ومع اقتراب المغرب، كانت رائحة الطعام تعم المكان، ونبدأ نحن الأطفال بالعودة إلى بيوتنا حاملين معنا فرحة يوم آخر من رمضان في قريتنا، حيث البساطة والجمال والدفء العائلي، ورغم بساطة الحياة حينها، إلا أن رمضان في قريتي السباح لا يزال يحتفظ بطعمه الخاص وذكراه العطرة التي ستظل محفورة في وجداني.
رابط مختصر