أوكرانيا تتعرض لأكبر هجوم بالمسيرات وزعيم أوروبي يتوقع استمرار الحرب إلى 2030
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
أعلنت أوكرانيا تعرضها لهجوم كبير بطائرات مسيرة انتحارية شمل العاصمة كييف، في وقت رأى رئيس وزراء سلوفاكيا أن الحرب بين موسكو وكييف قد تستمر حتى عام 2030.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية صباح اليوم السبت إن روسيا شنت أكبر هجوم بطائرات مسيرة انتحارية من طراز "شاهد" -إيرانية الصنع- حتى الآن على أوكرانيا خلال الليل واستهدفت كييف بشكل أساسي.
ونقلت رويترز عن شهود سماعهم في كييف دوي محركات طائرات مسيرة وانفجارات طوال الليل.
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا أطلقت أكثر من 70 طائرة بدون طيار من طراز "شاهد" في أوكرانيا خلال الليل وتم إسقاط معظمها، ووصف الهجوم "بالإرهاب المتعمد".
وكتب رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر تلغرام "حتى الآن سقط جريحان في منطقة سولوميانسكي". وأوضح أن مبنى سكنيا في هذه المنطقة تضرر من سقوط حطام، فيما تعمل فرق الإنقاذ على إخراج امرأتين من بين الأنقاض.
في حين اندلعت حرائق عدة في المنطقة نفسها أحدها في روضة أطفال وفق رئيس بلدية العاصمة. فيما وقع حطام مسيّرات أسقطتها الدفاعات الجوية الأوكرانية في منطقة بيشيرسكي أيضا.
وخلال الأشهر الماضية اعتمد طرفا الصراع على الطائرات المسيرة في شن هجمات ضد الطرف الآخر، في حين يستمر القتال على خطوط التماس شرق وجنوب أوكرانيا.
زيلينسكي قال إن 70 طائرة مسيرة استهدفت بلاده الليلة الماضية (الأناضول-أرشيف) دعم جديد لأوكرانيافي سياق متصل أكد قادة كندا والاتحاد الأوروبي، خلال قمة عقدت بينهما أمس الجمعة، دعمهم القوي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، مع إعلان أوتاوا عن مساعدات عسكرية جديدة لكييف.
وقال الجانبان، في بيان مشترك، "سنقف إلى جانب أوكرانيا مهما استغرق الأمر"، مؤكدين أنهما سيعملان على تلبية احتياجات أوكرانيا العسكرية والدفاعية الفورية، وضمان حصولها على الالتزامات الأمنية طويلة المدى.
وتزامن ذلك مع إعلان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن بلاده ستعزز المساعدات لأوكرانيا من خلال منحها 11 ألف بندقية هجومية و9 ملايين طلقة ذخيرة.
من جهته، أعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن استعداد بروكسل وأوتاوا لبذل المزيد في الأسابيع المقبلة لدعم أوكرانيا عسكريا، بينما أشادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بكندا لدعمها أوكرانيا حتى قبل الحرب.
ومنذ إطلاق روسيا ما تصفه "بعمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، تعهدت كندا بتقديم مساعدات عسكرية لكييف بقيمة 2.4 مليار دولار كندي (1.8 مليار دولار).
الحرب في أوكرانيا مستمرة منذ 21 شهرا دون أفق واضح لحل سياسي (الفرنسية) حرب طويلةمن جهة أخرى، دعا رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو أمس الجمعة إلى إطلاق مفاوضات سلام في أوكرانيا، معتبرا أن الحرب "قد تستمر حتى عام 2030".
وتولى فيكو، وهو سياسي شعبوي يساري، رئاسة الوزراء بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، ووعد خلال حملته الانتخابية بوقف برامج المساعدات العسكرية لأوكرانيا التي وضعتها الحكومات السلوفاكية السابقة.
وصرّح للصحفيين في براغ بعد اجتماعه مع نظيره التشيكي بيتر فيالا "نحن في وضع قد يستمر حتى عام 2029 أو 2030″، في إشارة إلى الحرب في أوكرانيا.
وأضاف فيكو "من الأفضل أن تمضي 10 سنوات في المفاوضات في ظل سلام أو وقف لإطلاق النار، بدلا من الجلوس على طاولة المفاوضات بعد مضي 10 سنوات مع مقتل 500 أو 600 ألف آخرين".
وجمهورية التشيك وسلوفاكيا حليفتان وتشغلان عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وشكلتا دولة واحدة حتى التقسيم السلمي لتشيكوسلوفاكيا عام 1993. ويستضيف البلدان آلاف اللاجئين الأوكرانيين، لكنهما منقسمان حاليا بشأن المساعدات العسكرية التي تدعمها براغ وترفضها براتيسلافا.
رئيس الوزراء السلوفاكي يرفض استمرار برامج المساعدات العسكرية لأوكرانيا (الصحافة الفرنسية) روسيا تتوعد مولدوفامن جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الجمعة، أن موسكو سترد على مشاركة مولدوفا في عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد بلادها على خلفية الحرب بأوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في بيان، إن قرار الجانب المولدوفي لن يبقى دون رد، وموسكو ستعلن لاحقا إجراءات مضادة.
وشددت زاخاروفا على أن موسكو تعتبر الانضمام للعقوبات "خطوة عدائية" أخرى من جانب قيادة مولدوفا.
وأضافت أن ما وصفته بالمسار المدمر الذي تتبعه قيادة مولدوفا لا يلبي مصالح مواطني البلاد "الذين يكنون في الغالب مشاعر الود لروسيا"، وفق تعبيرها.
والأسبوع الماضي، أعلن وزير خارجية مولدوفا نيكو بوبيسكو، أنهم شاركوا في 4 من حزم العقوبات الست التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا فيما يتعلق بأوكرانيا.
وتقع مولدوفا شرقي أوروبا وتحدها أوكرانيا من الشمال والشرق والجنوب واستقلت عن الاتحاد السوفياتي عام 1991.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
تكاليف خيالية تكبدتها روسيا بعد 1000 يوم من الحرب في أوكرانيا
سلط تقرير لمجلة "لوبوان" الفرنسية الضوء عن الخسائر التي تكبدتها روسيا خلال ألف يوم من الحرب مقابل تحقيق مكاسب إقليمية طفيفة.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العملية العسكرية الخاصة، التي أطلقها فلاديمير بوتين في 24 شباط/فبراير 2022 تحرز تقدمًا. فبعد الصمود أمام الهجوم الأوكراني المضاد في صيف 2023، أعادت القوات المسلحة الروسية إطلاق هجومها منذ تشرين الأول/أكتوبر.
وأضافت المجلة أن القوات الروسية تتقدم بشكل منهجي في منطقة دونباس، وقد سيطرت على مدن حولتها إلى حصون حقيقية وهي باخموت وأفدييفكا وفوهليدار.
ووفق المجلة؛ فقد شكل الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الروسية في آب/ أغسطس 2024 عاملًا مفاجئًا بالنسبة الجميع، بيد أنه لم يغير الديناميكية الأساسية لصالح روسيا.
ومع اقتراب فصل الشتاء، تستأنف روسيا إطلاق رشقات نارية من الطائرات المُسيّرة والصواريخ الباليستية التي تستهدف المدن والبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. وفي 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 102 صاروخ و42 طائرة مُسيّرة منذ 26 آب/ أغسطس الماضي.
التكلفة البشرية والمادية
وذكرت المجلة أن انتخاب دونالد ترامب من شأنه إضعاف الدعم العسكري لكييف، فقد وعد الرئيس الأمريكي المستقبلي في حملته الانتخابية باعادة السلام إلى أوروبا، معبّرًا عن عدم رغبته في تقديم دعم كبير لأوكرانيا.
وقال ترامب حينها، "نحن مستمرون في منح مليارات الدولارات للرجل الذي يرفض إبرام اتفاق". ووفقا لمعهد كيل تعتبر الولايات المتحدة أكبر مقدم للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، حيث ناهزت قيمة المساعدات 570 مليار دولار.
ويستطيع ترامب عند تسلمه السلطة، وفق المجلة، لوي ذراع كييف لإجبارها على التفاوض مع موسكو، مما يجعل الكرملين في موقع قوة أثناء المفاوضات. و
في انتظار حفل التنصيب في 20 كانون الثاني/ يناير 2025، زاد جو بايدن شحنات المعدات العسكرية وسمح لأوكرانيا بضرب أهداف روسية باستخدام صواريخ أتاكمز.
وأوضح تقرير المجلة الفرنسية، أن هذه الحرب كلفت روسيا ثمنًا باهظًا، فمنذ إطلاقها خسرت روسيا 700 ألف جندي، وفي حين قُدر عدد الخسائر اليومية بـ 200 جندي في سنة 2022، فإن العدد يراوح اليوم بين 1500 و2000 جندي. وفي 11 تشرين الثاني/نوفمبر، بلغ عدد القتلى والجرحى من الجنود الروس 1950.
ويكلف تقدم الجيش الروسي على مسافة واحد كيلومتر مربع داخل التراب الأوكراني خسارة 10.5 جندي، كما يكشف وصول 10 آلاف جندي كوري شمالي الصعوبات التي تواجهها روسيا في التجنيد.
وقد استغرق الاستحواذ على 65840 كيلومترًا مربعًا ألف يوم. في المجمل، منذ شباط /فبراير 2022 استولت روسيا على 10.82 بالمئة من الأراضي الأوكرانية، النسبة التي ترتفع لتصل 18 بالمئة عند حساب شبه جزيرة القرم والأجزاء التي تم ضمها من إقليمي دونيتسك ولوغانسك.
كما شملت الخسائر بحسب التقرير، أيضا الموارد المالية بعد تدمير حوالي 20 ألف وحدة من المركبات والطائرات. وبحسب موقع أوريكس الذي أحصى الخسائر المرئية للمعسكرين، خسرت القوات المسلحة الروسية 3569 دبابة قتالية و5008 مركبة مشاة قتالية.
وقدرت خسائر القوات الجوية الروسية بـ132 طائرة و147 مروحية. وقد شهد أسطول البحر الأسود غرق حوالي عشرين من سفينة. ونتيجة لذلك، غادرت السفن المتبقية إلى الموانئ البعيدة عن الجبهة.
وفي المقابل، تستطيع أوكرانيا الاستمرار في بيع إنتاجها من القمح، الذي يمثل 40 بالمئة من جملة صادراتها.
ضغوط ما بعد الصدمة والتضخم
وأوردت المجلة أنه على الرغم من عدم تأثر المجتمع الروسي بالتعبئة العامة في الوقت الحالي، غير أنه يعاني أيضًا من التكاليف الإنسانية للحرب. وعليه من المتوقع انخفاض عدد السكان في روسيا خلال السنوات المقبلة، من 146 مليون نسمة إلى 142 سنة 2030، ثم 138 مليونا سنة 2040، ومقارنة بفرنسا التي يبلغ معدل المواليد 1.79 لكل امرأة فيبلغ هذا الرقم في روسيا 1.5 لكل امرأة.
وبحسب النائب الأول لإدارة الرئيس سيرغي كيرينكو، يعاني حوالي 100 ألف من المحاربين القدامى العائدين من الجبهة من ضغوط ما بعد الصدمة غير المعالجة فضلا عن مشاكل الإدمان مما يزيد من عدوانيتهم ويشكل "مخاطر سياسية واجتماعية".
وتابعت المجلة قائلة إنه على المستوى الاقتصادي، أنفقت روسيا ما يعادل 320 مليار دولار منذ 24 شباط /فبراير 2022، بمعدل 320 مليون دولار يوميًّا. وقد أجبر ارتفاع معدلات التضخم التي تجاوزت 9 بالمئة في سنة واحدة، البنك المركزي الروسي على رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 21 بالمئة.
كما سُجل نقص في اليد العاملة، فوفقًا لمسح أجرته خدمة بي بي سي الروسية، تم نشر 90 ألف عرض عمل لسد شغورات في شركات الدفاع أو المجمع الصناعي العسكري في الفترة ما بين 15 آب/ أغسطس و15 أيلول/ سبتمبر.
وفي ختام التقرير نوهت المجلة بأن 2025 قد يشكل سنة المفاوضات بالنسبة لأوكرانيا، ولكنه أيضاً سنة الصدمات الاقتصادية والسياسية الكبرى بالنسبة لروسيا.