سيطرت فرحة كبيرة على نازحي غزة الذين تركوا ديارهم بسبب قصفها من قوات الاحتلال الإسرائيلي، مع بدء سريان الهدنة التي أعلنت عنها مصر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وعاد الكثيرون ممن نزحوا إلى الجنوب قسرًا بعد تهدم منازلهم، متمنين إعادة بناءها مرة أخرى والاستقرار في أراضيهم التي ولدوا ونشأوا فيها، وثمنوا دور مصر في التوصل إلى هدنة تمكنهم من التقاط أنفاسهم.

35 يومًا قضتها عائلة أبو مرسة، متنقلة في شوارع الجنوب دون مأوى للأطفال الصغار، فاتخذوا من سيارتهم الملاكي منزلًا لهم بعد تهدم بيتهم في منطقة بيت لاهيا بقطاع غزة، ومرت الأيام ثقيلة فقاسية على الأطفال، لم يجدوا فيها ما يسد رمقهم إلا القليل من كسّرات الخبز، لكنهم أخيرًا في طريقهم إلى منزلهم المتهدم مع بدء سريان الهدنة.

وقال سالم أبو مرسة لـ«الوطن»: «أول ما سمعنا عن توصل مصر لهدنة مدتها 4 أيام، قولنا لازم نرجع بيتنا حتى لو عبارة عن ركام، عشنا أيام صعبة مكناش لاقين مأوي لينا، تنقلنا بين الطرقات والشوارع لامتلاء المخيمات، لكن مع بدء سريان الهدنة تحركنا بسيارتنا لإعادة إعمار منزلنا».

«عليان»: حالفين لنرجع ونعمر بيوتنا 

عائلة أبو مرسة، تتمنى أن تعود سالمة إلى منزلها، وأن تعيد إنشاءه مرة أخرى وأن تنتهي الحرب التي أدت لاستشهاد عشرات الآلاف من المواطنين، وتابع: «ولادي التلاتة وزوجتي فرحوا لما عرفنا إن في هدنة، قولنا لازم نرجع بيتنا اللي سيبناه بعد تهديدات بإخلائه، منعرفش وضعه إيه بس المؤكد إنه تهدم وفق اللي عرفناه من جيرانا، وشكرا لمصر والرئيس عبدالفتاح السيسي».

منذ العاشر من أكتوبر الماضي، تعيش أسرة «عليان»، في مخيم اللاجئين بخان يونس، لكنها قررت العودة مع بدء سريان الهدنة التي أعلنت عنها مصر، وفق، محمود عليان الذي قال: «إحنا من أوائل الناس اللي نزحنا على الجنوب بسبب تهديدات قوات الاحتلال بتدمير بيوتنا، وفعلًا بعد ما قصفوا بيت أخوي علي واستشهاد ابن أختي، نزحنا كلنا، لكن مع بدء الهدنة قولنا لازم نرجع».

«أبو مرسة»: عشنا أيامًا صعبة

أسرة «عليان»، لا تعرف هل سيسمح لهم بالدخول إلى قطاع غزة أم لا، لكن أفرادها قرروا العودة مهما كانت العواقب، وأضاف: «حالفين لنرجع ونعمر بيوتنا، مش عارفين ممكن يسمح لنا بالدخول أم لا لأنهم قالوا الدخول هيبقى لسكان الشمال فقط، إحنا من سكان الشمال بس نزحنا على الجنوب، ونتمنى استمرار الهدنة وإيقاف الحرب اللي قضت على كل شيء».

نزحت عائلة قعدان واحتفظ كبيرها بـ«مفتاح المنزل»، أملا في العودة مرة أخرى بعد تهدم عدة منازل خاصة بها في وسط قطاع غزة، وقال عبيد قعدان: «نزحنا قسرا، وعودنا رغما عنهم، شكرا لمصر راعية الفلسطينيين، وشكرا للسيسي الأب لكل فلسطيني، أنا شهدت 3 نكبات، لكن طول الوقت عندي أمل في العودة تاني، هنعمر بيوتنا بأيادي أطفالنا، ولو ملناش في العمر بقية سلمناهم إرثنا.. مفتاح العودة اللي هيعمروا بيه تاني».

العودة إلى غزة كانت حلما لها ولأسرتها،، واليوم يتحقق حلمها بعد 40 يوما من النزوج والنوم على الأرض دون أدنى مقومات الحياة، هي الفتاة روضة عسقلان 22 عاما التي قالت: «لما قامت الحرب بقينا حوالي 10 أيام لكن مع تزايد الخطر وتهديدات إخلاء المنزل، مشينا وسيبناه، تركنا ورانا ذكرياتنا وطفولتنا وأصحابنا، حتى إني سيبت ألعابي القديمة وكراساتي المحتفظة بيها، لكن لما قالوا في هدنة قولت لأهلي لازم نرجع».

الفتاة الفلسطينية وجهت رسالة شكر وعرفان للرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلة: «شكرا لمصر على كل حاجة حلوة بتعملها لينا، إحنا كجيل وعينا لقينا مصر بتساعدنا في كل أزمة، فتشكل عندنا وعي إن مصر وفلسطين بلد واحد ودم واحد، وكنا واثقين إن الرئيس السيسي لن يترك شعب فلسطين، فرحين بالهدنة والعودة، ونتمنى أن نصل سالمين دون مضايقات من قوات الاحتلال، نتمنى أن نجلس في منازلنا التي لا نعرف إذا كانت موجودة أم تهدمت، نتمنى أن نلتقي بأحبابنا اللي فقدناهم وما بنعرف عنهم شيء».

وقالت معلمة فلسطينية تركت منزلها ومدرستها: «شكرا من قلوبنا لمصر، إحنا كنا عايشين ميتين، والحمدلله إننا هنرجع تاني لبيوتنا، نفسي أرجع مدرستي والتقي طلابي، ولولا جهود مصر في الهدنة ما كان راح يتحقق حلمنا، نتمنى أن تتوصل الجهود إلى وقف الحرب على أهالي قطاع غزة، وعودتنا مرة أخرى لبناء منازلنا ونشر العلم في مدارسنا».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين غزة التهجير مع بدء سریان الهدنة مرة أخرى

إقرأ أيضاً:

قلق متصاعد من ترنّح الهدنة وميقاتي يشدد على الانسحاب الاسرائيلي الكامل

انقضى أمس الشهر الأول من مهلة الـ60 يوماً التي يلحظها اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل والذي سرى مفعوله في 27 تشرين الثاني وسط تصاعد القلق من الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية لهذا الاتفاق الأمر الذي يترك الشهر الثاني المتبقي للهدنة عرضة لشتى الاحتمالات ولا سيما منها احتمال تمدد الواقع الاحتلالي الإسرائيلي لعشرات القرى الحدودية.
وفي السياق، صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي بيان رد فيه على معلومات صحافية مفادها أن "لبنان تبلغ بالواسطة أن إسرائيل لن تنسحب من الجنوب بعد انقضاء مهلة الستين يوماً من الهدنة". وقال "إن هذا الكلام غير صحيح على الاطلاق، والموقف الثابت الذي أبلغه الرئيس ميقاتي إلى جميع المعنيين، وفي مقدمهم الولايات المتحدة الأميركية  وفرنسا، وهما راعيتا تفاهم وقف اطلاق النار، ينصَّ على ضرورة الضغط على العدو الاسرائيلي للانسحاب من الأراضي اللبنانية التي توغل فيها، ووقف خروقاته وأعماله العدائية. وهذا الموقف كرره أمس خلال الاتصالات الديبلوماسية والعسكرية المكثفة التي أجراها من أجل انسحاب العدو من القنطرة وعدشيت والقصير ووادي الحجير في الجنوب، كما أن الرئيس ميقاتي كان أبلغ هذا الموقف إلى ممثلي واشنطن وباريس في اللجنة الأمنية الخماسية لوقف النار، خلال الاجتماع في السرايا الثلاثاء الفائت وطالب بوجوب الالتزام الاسرائيلي الكامل بالانسحاب، مشدداً على أن الجيش الذي يقوم بواجبه في مناطق انتشاره، باشر تعزيز وجوده في الجنوب طبقاً للتفاهم. "

وكتبت" الديار":وحسب المعلومات التي وصلت الى بيروت قبل زيارة الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، فان رئيس الوزراء الاسرائيلي متمسك بتعديل اتفاق وقف اطلاق النار والعودة الى الصيغة الأولى التي تتضمن: حرية الحركة برا وبحرا وجوا في كل لبنان والتدخل فورا اذا شعرت اسرائيل باي خطر يهدد امنها حسب تقديراتها، في ظل القناعة الاسرائيلية بان الجيش اللبناني عاجز عن الحد من حركة حزب الله جنوب الليطاني، ومن الطبيعي ان  يرفض لبنان الشرط الاسرائيلي، وامام الرئيس نبيه بري جولة مفاوضات صعبة وشاقة مع الموفد الاميركي هوكشتاين بعد الاعياد، والسؤال، هل يريد نتنياهو اعادة المفاوضات الى نقطة الصفر والتصرف على هواه في الجنوب وكل لبنان في ظل عدم الاكتراث الدولي بالاعتداءات الاسرائيلية وصولا الى تبريرها وعدم اتخاذ اللجنة المشرفة على وقف النار اي قرارات حازمة بوجه الخروقات الاسرائيلية التي تواصلت امس عبر 3 غارات على خراج قوسايا على الحدود اللبنانية السورية بالاضافة الى استمرار عمليات جرف المنازل في معظم قرى الحافة الامامية.

وكتبت" الاخبار":مع دخول هدنة الستين يوماً بين لبنان والعدو الإسرائيلي شهرها الثاني، تتراكم المخاوف من الوصول إلى نقطة انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، في ضوء ما يقوم به جيش العدو في قرى الحافة الحدودية، وبعض المناطق البعيدة لعدة كيلومترات داخل الجنوب، من خطوات ترافقت مع بداية الكلام عن حتمية كسر المقاومة صمتها بعد انقضاء المهلة في حال قرّر العدو المُضي في اعتداءاته.

وبات واضحاً أن العدو يسعى لاستغلال كل دقيقة في الهدنة لتظهير رجحان الكفة العسكرية لصالحه، من خلال توسيع توغلات قواته داخل الأراضي اللبنانية، والتي كانَ آخرها أولَ أمس دخول وادي الحجير، الذي يبعد 8 كيلومترات عن الحدود مع فلسطين. وكذلك من خلال استمرار احتلاله لأكثر من 60 بلدة جنوبية فضلاً، عن توسيع مسرح عملياته الهجومية حتى البقاع، والتلويح بالاستعداد لإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان وهو ما عجز عن تحقيقه خلال الحرب.
مع ذلك، فإن المقاومة التي لا تزال تضبط التزامها بالاتفاق، قد بدأت بتوجيه رسائل إلى من يهمّه الأمر بأنها لن تتأخر عن تنفيذ ما ينص الاتفاق عليه بما يتعلق بحق لبنان بالدفاع عن نفسه إذا ما عجزت الجهات الموجودة في الجنوب عن ردّ إسرائيل وإرغامها على التوقف عن اعتداءاتها. لذا، سارعت الحكومة اللبنانية إلى التواصل مع الأميركيين للضغط على إسرائيل كي تنسحب من وادي الحجير بعدَ ساعات من التوغل.

وكتبت" نداء الوطن":فيما تتّسع رقعة الخروقات الإسرائيلية تزداد الخشية من عودة وتيرة الحرب بعد انقضاء ما تبقى من مهلة الـ 60 يوماً المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار.

قد تبدو المؤشرات لعودة الحرب خجولة نوعاً ما، لكن الخروقات الإسرائيلية مستمرة بحجة أن "الحزب" حتى الساعة، لم يلتزم تطبيق بنود وقف إطلاق النار بتسليم مخازنه وأسلحته بدءاً من جنوب الليطاني، كما يواصل إدخال وسائل قتالية عبر المعابر الحدودية مع سوريا، الأمر الذي استدعى استهداف ثمانية معابر بحسب ما ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.
في موازاة الخروقات المتبادلة، تواصل كوادر "حزب الله" من وزراء ونواب التملّص من مضمون اتفاق وقف إطلاق النار، فقد حمّل عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، الدولة والجيش و"اليونيفيل" ولجنة المراقبة والدول التي رعت الاتفاق المسؤولية.

أمّا في مسار التطورات الجنوبية الميدانية فسجلت أمس خروقات جديدة لوقف إطلاق النار، إذ شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات متعاقبة على جرود قوسايا في البقاع استهدفت 3 مواقع. وسُمع دوي انفجار قوي في السلسلة الشرقية تزامناً مع تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي على علوّ منخفض. وهذه الغارات هي الثانية منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 17 تشرين الثاني الماضي، إذ شنت الطائرات الإسرائيلية غارة على سهل بلدة طاريا، غرب مدينة بعلبك فجر يوم الأربعاء.

كذلك قصفت القوات الاسرائيلية أطراف بلدة عيتا الشعب بعدد من القذائف. وأفيد عن "فقدان الاتصال بالعاملين السوريين طاهر ريمي وأحمد أمين من وادي الحجير بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منه اول من أمس والتحقيقات الأمنية تشير الى فرضية احتمال اختطافهما أثناء التوغل الاسرائيلي".

وفي غضون ذلك كشفت دورية مشتركة من الجيش اللبناني والوحدة الإندونيسية في اليونيفيل على مواقع توغل القوات الإسرائيلية في وادي الحجير والقنطرة وعدشيت القصير ووصلت حتى أطراف وادي السلوقي باتجاه حولا، مزيلةً السواتر الترابية التي وضعتها في بعض الطرق الفرعية، قبل أن تغادر بعد التثبت من انسحاب القوات الاسرائيلية. كما اشارت اليونيفيل الى إزالة حاجز على الطريق بين بلدتي شمع وطير حرفا ما أعاد فتحها أمام جنود حفظ السلام ومركبات الإغاثة والسكان المحليين.

وتمكّن الصليب الأحمر اللبناني، وبعد محاولات عدة، من الوصول إلى منزل المواطنة نجوى غشام في بلدة يارون بالقرب من بنت جبيل، وهي التي رفضت مغادرة بلدتها منذ بداية العدوان الإسرائيلي قبل عام ونصف عام. لكنّ المسعفين وجدوها جثة هامدة. وتبيّن بعد الكشف عليها، أنها توفيت قتلاً، وأنها أصيبت بطلقات نارية، علماً أن غشام كانت لا تزال حية بعد عودة الأهالي إلى يارون في يوم وقف إطلاق النار قبل شهر تماماً. ويُرجّح استشهادها على أيدي جنود الاحتلال الذين توغّلوا في البلدة منذ ذلك الحين.

مقالات مشابهة

  • بين جوعٍ وقصفٍ: نازحو زمزم يعيشون في جحيم لا يطاق
  • «اللي بيحب ربنا يجي الجنازة».. أول تعليق من نشوى مصطفى على وفاة زوجها
  • قلق متصاعد من ترنّح الهدنة وميقاتي يشدد على الانسحاب الاسرائيلي الكامل
  • لافروف: لابد من ضمان أمن روسيا في أي اتفاق سلام مع أوكرانيا
  • لافروف: لا جدوى من هدنة هشة ونريد اتفاقا يضمن أمن روسيا
  • روسيا ترفض الهدنة مع أوكرانيا
  • لافروف يرفض أي اتفاق سلام في أوكرانيا لا يضمن أمن روسيا
  • لافروف : نرفض أي هدنة مع أوكرانيا
  • مأرب تحت وطأة النزوح.. أكثر من 16.4 ألف شخص يغادرون منازلهم باتجاه المخيمات خلال العام الجاري
  • لافروف: نرفض أي هدنة مع أوكرانيا