ما دلالات رؤية السيسي لدولة فلسطينية "منزوعة السلاح"؟
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
اعتاد المسؤولون عند الحديث عن القضية الفلسطينية التركيز على مبدأ حل الدولتين، وضرورة أن تكون الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، دون أن يتم التطرق لملامح تشكيل هذه الدولة لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود.
ولعل إشارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تصريحاته الأخيرة حول ملامح الدولة الفلسطينية المأمولة، التي قد تكون "منزوعة السلاح"، خلال مؤتمر صحافي أمس الجمعة، مع رئيسي وزراء إسبانيا وبلجيكا أثناء زيارتهم للقاهرة، مبادرة تعرض لأول مرة من قبل مصر، ولكن دون الخوض في تفاصيل هذا المقترح.
محاولة لإنهاء الصراع
وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير أحمد القويسني إن الرئيس السيسي ربما تخلى عن تناول المفهوم التاريخي والمعتاد حول حل الدولتين، وأراد أن يطرح مفهوماً جديداً، وهو أن الدولة الثانية وهي دولة فلسطين المتواجدة بالفعل، ويعترف بها عدد لا بأس به من دول العالم، وبالتالي لابد من استكمال تلك المسيرة للاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، وإعطاء الشرعية لتكون هناك دولتان متجاورتان، دون وجود صراع بينهما.
وأوضح السفير القويسني لـ24 أن هذه التصريحات جاءت في أعقاب الهدنة الإنسانية التي فرضت في قطاع غزة، والتي أعطت الجميع دورساً لابد من استغلالها من أجل إنهاء الصراع في المستقبل، وأن يعم السلام المنطقة، بعد المواقف الدولية التي شهدها الجميع من دعم أمريكي صريح لإسرائيل.
كما أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الأزمة أكدت أنه لا يمكن أن يستمر الوضع كما هو عليه، وقال "بدأنا نرى تغييراً في الكتلة الغربية التي كانت تدعم إسرائيل بقوة في بداية الحرب، وأصبح هناك تنوع في المواقف الأوروبية، وسعت بعض الأطراف لتصحيح بوصلة الموقف الأوروبي الغربي، وشاهدنا زيارة رئيس الوزراء البلجيكي ورئيس الوزراء الإسباني لمصر من أجل بحث الأزمة.
السيسي يتحدث عن دولة فلسطينية مستقبلية منزوعة السلاحhttps://t.co/EJNt9RkfBF
— 24.ae (@20fourMedia) November 24, 2023تصور للمستقبل
وفيما يخص محاولة طمأنة إسرائيل من خلال هذا الطرح المصري، قال السفير أحمد القويسني إن الرئيس السيسي طرح تصوراً للمستقبل، وهذا التصور لم يطرح كاملاً وبتفاصيله المحددة، ولكن ذكر الرئيس بعض ملامحه وهي ملامح المستقبل الجديد لإنهاء الصراع في المنطقة.
وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق إن الرئيس السيسي أراد أن يبعث برسالة طمأنة لإسرائيل، بأن تكون هناك دولة منزوعة السلاح حتى يستطيع التغلب على التحفظات والرفض العقائدي المعتاد في اسرائيل، ولا داعي أن تخشى تل أبيب من بزوغ هذه الدولة الفلسطينية الجديدة، وأن تكون منزوعة السلاح.
رد من رئيسا وزراء #بلجيكا و #إسبانيا على سؤال موفد #القاهرة_الإخبارية حول الوقف الدائم لإطلاق النار#من_غزة_هنا_القاهرة#تضامنا_مع_فلسطين pic.twitter.com/7vwholpE0k
— AlQahera News (@Alqaheranewstv) November 24, 2023
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسي وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، وبلجيكا ألكسندر دي كرو، في القاهرة، "مستعدون لتكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، مع وجود قوات من الناتو أو الأمم المتحدة أو قوات عربية أو أمريكية، لتحقيق الأمن لكلا الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الدولة الفلسطینیة منزوعة السلاح
إقرأ أيضاً:
حزب الله اللبناني يتحدث عن قضية حصر السلاح.. الدولة لديها فرصة
تحدث حزب الله اللبناني، الجمعة، عن قضية حصر السلاح بيد الدولة، مشيرا إلى أن الدول اللبنانية موجودة الآن على طول الحدود، ولديها فرصة لكي تمارس دورها وبيدها السلاح، ومعها لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، ومعها المجتمع الدولي أيضا.
وقال نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله علي دعموش، خلال خطبة الجمعة، إنّه "لا يمكن حصر السلاح بيد الدولة طالما هناك احتلال"، مضيفا أنه "عندما يكون هناك احتلال وعدوان مستمر، فإنّ السلاح هو زينة الرجال، وعلى الجميع أن يتصدى لهذا الأمر بكل الوسائل".
وتابع دعموش قائلا: "هذا حق لا يمكن أن نتخلى عنه مهما كانت التضحيات"، متسائلا: "ماذا فعلت الدولة اللبنانية حتى الآن أمام الخروقات والاعتداءات اليومية الإسرائيلية؟ على الأقل أقنعونا بجدوى حصرية السلاح بيد الدولة".
وذكر أن ما يتعرض له لبنان من احتلال واعتداءات واستباحة لسيادته، يهدف إلى الضغط من أجل "استدراجه" نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مستدركا: "شعبنا يرفض التطبيع مع العدو، ولن يسمح بأن يذهب لبنان نحو التطبيع مع العدو الذي دمر البلد".
وشدد على أنّه "كما لم يتأثر شعبنا بالضغوط في المراحل السابقة، ولم تُسقطه الحروب والاعتداءات، لن يسقط تحت وطأة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية الجديدة".
ورأى أنه "من واجب الدولة حماية بلدنا من مخاطر التطبيع، ومن أطماع العدو الذي يحاول بتواطؤ أمريكي الدفع نحو مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وربط إعادة الإعمار والدعم المالي الخارجي بشروط سياسية تؤدي إلى تجريد لبنان من عناصر قوته".
وأردف قائلا: "لن نقبل أن يخضع موضوع الإعمار لأي شروط سياسية أو غير سياسية، وما نريد أن نؤكد عليه أنَّ مشروع إعادة الاعمار هو مسؤولية وطنية تقع على عاتق الدولة بالدرجة الأولى، ويجب أن تتحمل الدولة هذه المسؤولية بصورة جدية، وأن تمنع العدو من فرض شروط أو تعقيدات أو أمر واقع على الحدود الجنوبية لعرقلة هذا المشروع أو منع الأهالي من العودة إلى قراهم وممارسة حياتهم الطبيعية".
وأشار إلى أن "حزب الله مصمم على استكمال ما بدأه على صعيد إعادة الإعمار، ودفع التعويضات مهما كانت الصعوبات، لأنّ مشروع إعادة الإعمار هو جزءٌ من مقاومة الاحتلال، ولكن ما نقوم به لا يُعفي الدولة من مسؤولياتها".
وختم قائلا: "المقاومة اليوم تعطي الفرصة للدولة لتقوم بواجباتها تجاه شعبها ومواطنيها، وإشعارهم بأن هناك دولة تقف إلى جانبهم وتحميهم وتدافع عنهم وتمنع العدو من استباحة قراهم، وألّا تكتفي بمواقف رفع العتب، فإنَّ تقصيرها وتغافلها لا يترك للنّاس من خيار سوى القيام بكلّ ما يمكن للدّفاع عن حياتهم وأرزاقهم".