عدن الغد:
2025-03-17@15:29:15 GMT

المدافعات عن حقوق الإنسان بين السلبية والخذلان

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

المدافعات عن حقوق الإنسان بين السلبية والخذلان

كتبت/ أمة الرحمن العفوري:

الانتهاكات التي تقع للمدافعات عن حقوق الإنسان، وخاصة عن حقوق النساء، تعد مشكلة جوهرية في مجتمعات عديدة حول العالم. فالنساء اللواتي يخضن معركة من أجل المساواة والعدالة يواجهن تهديدات وتشويه سمعة وعنف وتحرش جنسي وحتى القتل أحياناً ، ومع ذلك، فإن العديد من هؤلاء المدافعات يصمتن ويتسامحن مع هذه الانتهاكات، دون الكشف العلني عنها، بدوافع الخوف من المنتهكين أو المجتمع الذي تقوم تركيبته على ثقافة العيب ،مما يشجع المنتهكين على التمادي والاستمرار في انتهاك حقوقهن.

تواجه المدافعات عن حقوق النساء العديد من التحديات والانتهاكات بسبب نضالهن المستمر من أجل المساواة والعدالة، يتم استهدافهن على نطاق واسع من قبل الأفراد والمؤسسات التي تعارض مبادئ المساواة بين الجنسين وترغب في المحافظة على الهيمنة الذكورية.

المدافعات اليمنيات عن حقوق النساء أمام تحديات هائلة وانتهاكات مروعة في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد.

ولأن  اليمن بلد مضطرب يعاني من صراع مسلح طويل الأمد وأزمة إنسانية خانقة، فيؤثر هذا بشكل كبير على حياة النساء ويعرض مدافعات حقوق النساء لمخاطر جسيمة.

 في هذا المقال، سنستكشف بعض التحديات التي تواجهها المدافعات اليمنيات عن حقوق المرأة والجهود التي تبذلنها لتحقيق المساواة والعدالة.

تواجه المدافعات اليمنيات العديد من التحديات الكبيرة كنا قد أشرنا لذلك من قبل في سعيهن للقضاء على التمييز العنصري والنوعي والعنف وتحقيق المساواة بين الجنسين. أحدى هذه التحديات هو العنف الجسدي الذي يتعرضن له، حيث تتعرض العديد من المدافعات للضرب والاعتداءات الجسدية المروعة، سواء من قبل الأفراد أو الجماعات المسلحة. يستخدم العنف كوسيلة لترهيبهن وإسكات أصواتهن، ويعاني بعضهن أيضًا من التحرش والاعتداءات  ، كما  تتعرض المدافعات اليمنيات للتهديد والترهيب بشكل مستمر ،  يتعرضن للتهديد بالعنف والاعتداء عليهن وعلى عائلاتهن، سواء عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، يتم استخدام هذه التهديدات لكبح نشاطهن وإبعادهن عن النضال من أجل حقوق النساء.

بالإضافة إلى ذلك، تتعرض بعض المدافعات اليمنيات للاعتقال والإخفاء القسري ، ويتم اعتقالهن بدون محاكمة عادلة أو اتهامات واضحة، وقد يتعرضن للتعذيب والمعاملة القاسية في السجون ومراكز الاحتجاز ، هذا يضعهن في خطر كبير ويقيد حريتهن ونشاطهن في الدفاع عن حقوق النساء وتتعرض كثير من المدافعات للتشهير والتشويه العام، يتم نشر أخبار كاذبة وشائعات عنهن بهدف تشويه سمعتهن وإلحاق الأذى بهن وبأعمالهن ، كما يتعرضن للتهديد ببفضح حياتهن الشخصية ونشاطهن العام، مما يؤثر سلبًا على مصداقيتهن ويقيد قدرتهن على العمل وتحقيق التغيير.

إن صمت المدافعات واستسلامهن لهذه الانتهاكات قد ينجم من عدة عوامل ، تخشى العديد من المدافعات على حقوق النساء وسلامتهن الشخصية وعائلاتهن في حالة الكشف عن الانتهاكات التي يتعرضن لها ويعيشن في بيئة خطرة ويعتبرن الصمت والاستسلام وسيلة للحفاظ على سلامتهن إلى جانب العواقب القانونية السلبية إذا قمن بالكشف عن الانتهاكات التي يتعرضن لها ويمكن أن يتعرضن للاعتقال أو التشهير أو الاضطهاد القانوني مما يدفعهن إلى الاستسلام والصمت ، والأهم من هذا نقص الدعم والحماية من قبل المجتمع والمؤسسات والحكومات وهذا ما يدفعهن للعزلة والضعف أمام المنتهكين ، إن صمت المدافعات واستسلامهن للانتهاكات التي يتعرضن لها يعزز من تمادي المنتهكين ويشجعهم على مواصلة انتهاك حقوق النساء. 

يعتبر الصمت والاستسلام تراجعًا عن المبادئ والقيم التي يناضلن من أجلها، ويؤدي إلى عدم تحقيق التغيير المطلوب في المجتمع.

للتغلب على هذه الظاهرة، يجب أن نعزز وندعم المدافعات عن حقوق النساء ونوفر لهن الحماية اللازمة ، من المهم أن ندعم ونشجع المدافعات وخاصة اليمنيات ونضع قضيتهن في صدارة الأجندة الدولية، يجب تقديم الدعم المعنوي والمالي والقانوني لهؤلاء النساء الشجاعات، وضمان حمايتهن من العنف والتهديدات والتزام الحكومات  والمجتمع الدولي بضمان حقوق المدافعات اليمنيات والعمل على توفير بيئة آمنة ومنصة للتعبير عن آرائهن ومطالبهن.

إن تمكين المدافعات  يعني تمكين المجتمع بأكمله إن تحقيق المساواة والعدالة للنساء سيسهم في بناء مجتمع أكثر تنمية واستقرارًا ، على الجميع أن يعمل بتكاتف لدعم حقوق النساء وضمان مشاركتهن الكاملة والفعالة في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في اليمن.

مقترحات عملية سهلة وقابلة للتنفيذ بصورة مستعجلة أولا تشكيل قائمة بأنواع الانتهاكات وفرزها جغرافيا لتحليل مدى تأثير البيئات على الانتهاكات كماً وكيفاً

ثانيا

إنشاء خط ساخن لإبقاء المدافعات على خط التواصل منذ لحظة البدء بالانتهاكات وحتى مراحلها الأخيرة 

ثالثا

التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتوفير الحماية القانوية والتوعوية والاجتماعية والنفسية

#حملة_صمتك_يؤذينا

#العدالة_لأجل_اليمن

#شبكة_معا_لأجلها


 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: المساواة والعدالة العدید من من قبل

إقرأ أيضاً:

راشيل كوري: الناشطة الأمريكية التي ضحت بحياتها دفاعا عن منزل فلسطيني

في 16 مارس 2003، شهد العالم واحدة من أكثر الجرائم المروعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، حيث قتلت الناشطة الأمريكية راشيل كوري بعد أن دهستها جرافة عسكرية إسرائيلية أثناء محاولتها منع هدم منازل الفلسطينيين في مدينة رفح بقطاع غزة، أثارت الحادثة ردود فعل دولية واسعة، وظلت قصة راشيل رمزًا للنضال من أجل حقوق الإنسان.

من هي راشيل كوري؟

راشيل كوري، ناشطة سلام أمريكية من مواليد عام 1979، كانت عضوة في حركة التضامن الدولي (ISM)، وهي منظمة حقوقية تدعو لحماية المدنيين الفلسطينيين من الانتهاكات الإسرائيلية. 

جاءت راشيل إلى غزة في إطار جهودها لدعم الفلسطينيين، حيث شاركت في مظاهرات سلمية ووقفات احتجاجية ضد ممارسات الاحتلال.

تفاصيل الجريمة:

في ذلك اليوم، كانت راشيل تقف أمام أحد المنازل الفلسطينية في رفح، محاولة منع القوات الإسرائيلية من هدمه بالجرافات العسكرية. 

ارتدت سترة برتقالية اللون، وحاولت التحدث مع الجنود، لكن جرافة عسكرية إسرائيلية تجاهلت وجودها ودهستها مرتين، ما أدى إلى مقتلها على الفور. 

ورغم أن شهود العيان أكدوا أن السائق تعمد دهسها، ادعى الجيش الإسرائيلي أن الحادث كان “غير مقصود”.

ردود الفعل الدولية:

أثارت الجريمة غضبًا عالميًا، وطالبت منظمات حقوق الإنسان بتحقيق مستقل في مقتل راشيل. 

خرجت مظاهرات في الولايات المتحدة وأوروبا، ووجهت عائلتها اتهامات للحكومة الإسرائيلية بالمسؤولية عن مقتلها.

 وعلى الرغم من المطالبات بمحاكمة المسؤولين، أغلقت إسرائيل القضية دون توجيه أي اتهامات، زاعمة أن الجيش لم يكن “يرى” راشيل لحظة دهسها.

الإرث الذي تركته راشيل كوري:

أصبحت راشيل رمزًا عالمياً للنضال من أجل العدالة، وألفتت ومسرحيات وأفلام وثائقية عن قصتها، أبرزها “اسمي راشيل كوري”، وهو عمل مسرحي يستند إلى يومياتها ورسائلها. 

كما أُطلقت مبادرات إنسانية تحمل اسمها، مثل “مؤسسة راشيل كوري من أجل العدالة والسلام”، التي تدعم حقوق الفلسطينيين وتسعى لنشر الوعي بقضيتهم


 

مقالات مشابهة

  • المركز المصري لحقوق المرأة يقدم توصيات لتعزيز حقوق النساء
  • مفوضية حقوق الإنسان تدعو لرفع العقوبات عن سوريا
  • كيف نتغلب على العادات السلبية؟.. محمد المهدي يجيب «فيديو»
  • راشيل كوري: الناشطة الأمريكية التي ضحت بحياتها دفاعا عن منزل فلسطيني
  • الغذاء.. حق أساسي لكل إنسان
  • نائب: الحق في الملكية الخاصة واحد من حقوق الإنسان الأساسية
  • غوتيريش: هناك ارتفاع مقلق في التعصب ضد المسلمين
  • غوتيريش: ارتفاع مقلق في التعصب ضد المسلمين
  • الأمين العام للأمم المتحدة: ارتفاع مقلق في التعصب ضد المسلمين
  • الأمم المتحدة: هناك ارتفاع مقلق في التعصب ضد المسلمين