عدن الغد:
2025-04-07@02:00:42 GMT

المدافعات عن حقوق الإنسان بين السلبية والخذلان

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

المدافعات عن حقوق الإنسان بين السلبية والخذلان

كتبت/ أمة الرحمن العفوري:

الانتهاكات التي تقع للمدافعات عن حقوق الإنسان، وخاصة عن حقوق النساء، تعد مشكلة جوهرية في مجتمعات عديدة حول العالم. فالنساء اللواتي يخضن معركة من أجل المساواة والعدالة يواجهن تهديدات وتشويه سمعة وعنف وتحرش جنسي وحتى القتل أحياناً ، ومع ذلك، فإن العديد من هؤلاء المدافعات يصمتن ويتسامحن مع هذه الانتهاكات، دون الكشف العلني عنها، بدوافع الخوف من المنتهكين أو المجتمع الذي تقوم تركيبته على ثقافة العيب ،مما يشجع المنتهكين على التمادي والاستمرار في انتهاك حقوقهن.

تواجه المدافعات عن حقوق النساء العديد من التحديات والانتهاكات بسبب نضالهن المستمر من أجل المساواة والعدالة، يتم استهدافهن على نطاق واسع من قبل الأفراد والمؤسسات التي تعارض مبادئ المساواة بين الجنسين وترغب في المحافظة على الهيمنة الذكورية.

المدافعات اليمنيات عن حقوق النساء أمام تحديات هائلة وانتهاكات مروعة في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد.

ولأن  اليمن بلد مضطرب يعاني من صراع مسلح طويل الأمد وأزمة إنسانية خانقة، فيؤثر هذا بشكل كبير على حياة النساء ويعرض مدافعات حقوق النساء لمخاطر جسيمة.

 في هذا المقال، سنستكشف بعض التحديات التي تواجهها المدافعات اليمنيات عن حقوق المرأة والجهود التي تبذلنها لتحقيق المساواة والعدالة.

تواجه المدافعات اليمنيات العديد من التحديات الكبيرة كنا قد أشرنا لذلك من قبل في سعيهن للقضاء على التمييز العنصري والنوعي والعنف وتحقيق المساواة بين الجنسين. أحدى هذه التحديات هو العنف الجسدي الذي يتعرضن له، حيث تتعرض العديد من المدافعات للضرب والاعتداءات الجسدية المروعة، سواء من قبل الأفراد أو الجماعات المسلحة. يستخدم العنف كوسيلة لترهيبهن وإسكات أصواتهن، ويعاني بعضهن أيضًا من التحرش والاعتداءات  ، كما  تتعرض المدافعات اليمنيات للتهديد والترهيب بشكل مستمر ،  يتعرضن للتهديد بالعنف والاعتداء عليهن وعلى عائلاتهن، سواء عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، يتم استخدام هذه التهديدات لكبح نشاطهن وإبعادهن عن النضال من أجل حقوق النساء.

بالإضافة إلى ذلك، تتعرض بعض المدافعات اليمنيات للاعتقال والإخفاء القسري ، ويتم اعتقالهن بدون محاكمة عادلة أو اتهامات واضحة، وقد يتعرضن للتعذيب والمعاملة القاسية في السجون ومراكز الاحتجاز ، هذا يضعهن في خطر كبير ويقيد حريتهن ونشاطهن في الدفاع عن حقوق النساء وتتعرض كثير من المدافعات للتشهير والتشويه العام، يتم نشر أخبار كاذبة وشائعات عنهن بهدف تشويه سمعتهن وإلحاق الأذى بهن وبأعمالهن ، كما يتعرضن للتهديد ببفضح حياتهن الشخصية ونشاطهن العام، مما يؤثر سلبًا على مصداقيتهن ويقيد قدرتهن على العمل وتحقيق التغيير.

إن صمت المدافعات واستسلامهن لهذه الانتهاكات قد ينجم من عدة عوامل ، تخشى العديد من المدافعات على حقوق النساء وسلامتهن الشخصية وعائلاتهن في حالة الكشف عن الانتهاكات التي يتعرضن لها ويعيشن في بيئة خطرة ويعتبرن الصمت والاستسلام وسيلة للحفاظ على سلامتهن إلى جانب العواقب القانونية السلبية إذا قمن بالكشف عن الانتهاكات التي يتعرضن لها ويمكن أن يتعرضن للاعتقال أو التشهير أو الاضطهاد القانوني مما يدفعهن إلى الاستسلام والصمت ، والأهم من هذا نقص الدعم والحماية من قبل المجتمع والمؤسسات والحكومات وهذا ما يدفعهن للعزلة والضعف أمام المنتهكين ، إن صمت المدافعات واستسلامهن للانتهاكات التي يتعرضن لها يعزز من تمادي المنتهكين ويشجعهم على مواصلة انتهاك حقوق النساء. 

يعتبر الصمت والاستسلام تراجعًا عن المبادئ والقيم التي يناضلن من أجلها، ويؤدي إلى عدم تحقيق التغيير المطلوب في المجتمع.

للتغلب على هذه الظاهرة، يجب أن نعزز وندعم المدافعات عن حقوق النساء ونوفر لهن الحماية اللازمة ، من المهم أن ندعم ونشجع المدافعات وخاصة اليمنيات ونضع قضيتهن في صدارة الأجندة الدولية، يجب تقديم الدعم المعنوي والمالي والقانوني لهؤلاء النساء الشجاعات، وضمان حمايتهن من العنف والتهديدات والتزام الحكومات  والمجتمع الدولي بضمان حقوق المدافعات اليمنيات والعمل على توفير بيئة آمنة ومنصة للتعبير عن آرائهن ومطالبهن.

إن تمكين المدافعات  يعني تمكين المجتمع بأكمله إن تحقيق المساواة والعدالة للنساء سيسهم في بناء مجتمع أكثر تنمية واستقرارًا ، على الجميع أن يعمل بتكاتف لدعم حقوق النساء وضمان مشاركتهن الكاملة والفعالة في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في اليمن.

مقترحات عملية سهلة وقابلة للتنفيذ بصورة مستعجلة أولا تشكيل قائمة بأنواع الانتهاكات وفرزها جغرافيا لتحليل مدى تأثير البيئات على الانتهاكات كماً وكيفاً

ثانيا

إنشاء خط ساخن لإبقاء المدافعات على خط التواصل منذ لحظة البدء بالانتهاكات وحتى مراحلها الأخيرة 

ثالثا

التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتوفير الحماية القانوية والتوعوية والاجتماعية والنفسية

#حملة_صمتك_يؤذينا

#العدالة_لأجل_اليمن

#شبكة_معا_لأجلها


 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: المساواة والعدالة العدید من من قبل

إقرأ أيضاً:

فشل حملة الاحتلال ضد المقررة الأممية ألبانيز.. ستبقي بموقعها حتى 2028

صوت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على إبقاء فرانشيسكا ألبانيز في منصبها كمقررة الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية حتى عام 2028.

وأكدت جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة، أن فرانشيسكا ألبانيز، المحققة الأممية تستطيع البقاء في منصبها حتى عام 2028 على الرغم من جهود المشرعين الأمريكيين والأوروبيين والجماعات الداعمة لدولة الاحتلال لإزاحتها.
BREAKING!

Congratulations to the amazing@FranceskAlbs who has done a remarkable job.

Despite disingenuous efforts to have her fired, the UN human rights council voted to keep hey in the position as UN rapporteur for the Palestinian territories till 2028! pic.twitter.com/rX9efUpsUQ — Trita Parsi (@tparsi) April 5, 2025
وشنت منظمات موالية للاحتلال، ضغوطات كبيرة، لمنع تجديد ولاية، فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قبيل التصويت في مجلس حقوق الإنسان الأممي.

وسعت هذه المنظمات إلى عرقلة التجديد لفترة ثانية مدتها ثلاث سنوات، في التصويت الذي أجري الجمعة، في ختام الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان.

وتدعي منظمة "يو ان واتش" (UN Watch)، إحدى أبرز الجهات المؤيدة للاحتلال، أن بعض تصريحات ألبانيز "تنتهك مدونة السلوك المرتبطة بالمنصب"، وتسعى لعرقلة إعادة تعيينها استنادا إلى ذلك.

ومن بين 47 دولة عضوا في المجلس، كانت هولندا الدولة الوحيدة التي أعلنت رسميا معارضتها لتجديد ولاية المقررة الأممية، في حين ألغت ألمانيا في شباط/ فبراير الماضي سلسلة من محاضرات ألبانيز في جامعات ألمانية.


وقدم ليكس تاكنبرغ، المسؤول الأممي السابق الذي عمل مع ألبانيز، تقييما للأسباب والدوافع الكامنة وراء الحملة التي تستهدفها.

ليكس تاكنبرغ، الذي شارك ألبانيز في تأليف كتاب "اللاجئون الفلسطينيون في القانون الدولي"، وعمل في وكالة "الأونروا" 31 عاما، منها 10 سنوات في غزة، قال إن التزام ألبانيز بولايتها أقلق الاحتلال وداعميه.

وأضاف: "طوال السنوات الثلاث الماضية حاولوا عرقلة عملها بوسائل مختلفة، والآن يحاولون منع تجديد ولايتها".

وأوضح تاكنبرغ أن المقررين الأمميين ينتخبون لفترة مدتها ست سنوات، وعادة ما يعد تجديد الولاية بعد الثلاث سنوات الأولى إجراء شكليا، لكن في حالة ألبانيز، سعت المنظمات الموالية للاحتلال إلى إحباطه.

وأشار إلى أن غالبية الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان دعمت استمرار ولايتها، وأن الدول المعارضة اقتصرت على عدد قليل من الدول الغربية.

وأكد أن الرئيس الحالي للمجلس السفير يورغ لاوبر "لم ير سببا لتحقيق أعمق في الاتهامات الموجهة للمقررة الأممية، ما لم تظهر أدلة جديدة ضدها".

وفق تاكنبرغ، فإن كل انتقاد لسياسات دولة الاحتلال يقابل بمحاولات قمع من جانبها وحلفائها.

وقال: "غالبا ما ينشرون رسائلهم من خلال سياسيين يمينيين شعبويين أو أعضاء في الكونغرس الأمريكي، ويستخدمونهم لإثارة الضغوط. هذه المساعي لا تستهدف ألبانيز فقط، بل تمتد أيضا إلى السياسيين والحكومات التي تجرؤ على انتقاد إسرائيل".


وأشار إلى أن المقررين الخاصين ليسوا موظفين لدى الأمم المتحدة، وبالتالي لا يخضعون لتسلسلها الهرمي أو لتأثيراتها السياسية.

وأردف: "لهذا السبب، لديهم حرية قول الحقيقة. ألبانيز تفعل ذلك بثبات، وهي جزء محوري في آلية حقوق الإنسان، لذلك من الضروري للغاية تجديد ولاياتها".

ووصف تاكنبرغ ما يجري في غزة بأنه "عملية إبادة جماعية تجري على البث المباشر"، مؤكدا وجود أدلة كثيرة على أفعال إسرائيل وخطابات قادتها العسكريين والسياسيين، والتي تعكس نية الإبادة الجماعية بشكل غير مسبوق.

تجدر الإشارة إلى أن الخبيرة القانونية الأممية ألبانيز لطالما انتقدت انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين ووصفت في أكثر من مناسبة الهجمات والممارسات في الأراضي الفلسطينية بأنها "إبادة جماعية".

مقالات مشابهة

  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: غزة وحقوق الإنسان
  • ضغوط أميركية على مجلس حقوق الإنسان دفاعاً عن إسرائيل
  • قصف إسرائيلي مكثّف في غزة.. حقوق الإنسان: جريمة إعدام عمّال الإغاثة مدبّرة
  • عضو حقوق الإنسان: الاحتلال ارتكب مجموعة كبيرة من الجرائم والانتهاكات
  • جرائم مراكز الشرطة العراقية بين الانتهاكات وإصلاحات وزير الداخلية الحالي
  • مجلس حقوق الإنسان بجنيف يعتمد قرارا قدمه المغرب بشأن تمكين النساء في المجال الدبلوماسي
  • فشل حملة الاحتلال ضد المقررة الأممية ألبانيز.. ستبقى في موقعها حتى 2028
  • فشل حملة الاحتلال ضد المقررة الأممية ألبانيز.. ستبقي بموقعها حتى 2028
  • مصطفى بكرى: أيها العالم الجبان أين الحديث عن حقوق الإنسان
  • من أجل إسرائيل.. واشنطن تضغط على مجلس حقوق الإنسان