قالت صحيفة "اللو موند"، إنّ غزّة مدينة مُحطّمة يجب التوقف على الفور عن استمرار تدميرها، مُشيرة إلى أنّ تجوال سكان غزة في مدينتهم تحوّل إلى ساحة خراب حيث تمّ تدمير أو تضرر ما يقرب من نصف المباني في المدينة بسبب القصف الإسرائيلي ردّاً على هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

واعتبرت اليومية الفرنسية في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "تدمير غزة يجب أن يتوقف" أنّ قطاع غزة كان حتى قبل الحرب الأخيرة منطقة تُعاني من العذاب، مُستعرضة من خلال خرائط دقيقة للمنطقة وبعض البيانات المتوفرة نحو ثلاثين عاماً من العزلة والحرمان التي عاشها القطاع، حيث كانت الإحصائيات الاجتماعية والاقتصادية المذهلة التي يصدرها البنك الدولي تشهد على الكارثة.

أما اليوم فيبدو أنّ عملاقاً أعمى قد داس أجزاءً كاملة من هذه المدينة، حيث أدّى القصف العشوائي للجيش الإسرائيلي إلى تدميرها إلى حدّ كبير وتسوية أحياء كاملة بالأرض. والذي "بينما يبحث عن عدو يختبئ بين المدنيين، إلا أنّه يُعاقب أيضاً مدينة بأكملها، التي حكمت عليها السلطات الإسرائيلية منذ الأيام الأولى بارتكاب جرائم قامت بها حركة حماس."

وحذّرت "اللو موند" في افتتاحيتها من أنّ الفلسطينيين لم ينتهوا بعد من هذا الدمار، إذ يعتزم الجيش الإسرائيلي مواصلة مطاردة قادة حماس الذين من الواضح أنهم لم يكونوا في المنطقة التي تحوّلت إلى حقول من الأنقاض وحيث حوصر آلاف الأشخاص، وبات أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة يُعانون من الحصار الذي لا يرحم، والضربات والعمليات التي يشنّها الجيش الإسرائيلي على أراضيهم.

وقالت إنّه، ورغم أن الأدلة على القضاء على قادة حماس تتباطأ في الظهور، إلا أن المدنيين يجدون أنفسهم محرومين من كل شيء. وتابعت "رغم المذابح التي ارتكبتها حماس ضدّ المدنيين الإسرائيليين، إلا أنّه يجب التأكيد على أن لا أحد يجب أن يُحاسب الفلسطينيين في غزة."

وذكرت الصحيفة الفرنسية أنّه ومنذ أن سيطر الجيش الإسرائيلي على النصف الشمالي من غزة، بدأت تظهر الأدلة على القضاء على حماس ببطء. أما "الأدلة على تدمير أحياء بأكملها فهي مُتاحة لكل من يريد رؤيتها على الرغم من الأبواب المغلقة التي تفرضها إسرائيل التي أدّى هجومها إلى مقتل آلاف الأشخاص، وهو رقم لم تعد السلطات الأمريكية تشك فيه."

وفيما تؤكد السلطات الإسرائيلية عدم وجود روح انتقامية بعد هجوم حماس، إلا أنّ ما يحصل هو بمثابة مبرر عام لتدمير أو إغلاق البنية التحتية الصحية الحيوية في أوقات الحرب. ولكن كيف يُمكن وصف هذا العمل بالمنهجي، تتساءل "لو موند" بينما نصف المباني في غزة، التي تُعدّ كثافتها السكانية من الأعلى في العالم، أصبحت الآن مدمرة أو متضررة، وفقا لتقديرات مؤكدة. وحذّرت من أنّ المدنيين في غزة باتوا محرومون من كل شيء، وتُركوا لحالهم، ويتجولون بشكل مأساوي في مخيمات مؤقتة، ويُعانون من الحرمان الشديد.

En direct, guerre Israël-Hamas : selon Israël, 200 camions d’aide humanitaire sont entrés dans la bande de Gaza ainsi que 4 camions d’essence et 4 citernes de gaz https://t.co/CBxzmGvSWi

— Le Monde (@lemondefr) November 24, 2023 هل نجحت العملية العسكرية الإسرائيلية ضدّ حماس؟

من جهتها، قالت مجلة "لكسبريس" إنّ فكرة تحوّل غزة إلى "مقبرة للأطفال" سوف تترسخ كلما تزايدت الضغوط الدولية، وخاصة الأميركية، لوضع حدّ نهائي لعمليات القصف لا سيّما أنّ استراتيجية القضاء التام على حركة حماس تبدو غير واقعية. ونقلت المجلة عن الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن بلال صعب، قوله إنّه "طالما بقيت إسرائيل ملتزمة بالقضاء على حركة حماس، فلن تكون هناك نهاية لدوامة العنف التي يُمكن أن تؤدي إلى حدوث تصعيد مع إيران وحزب الله". وأوضحت أنّ الضغوط الدولية على إسرائيل من أجل وقف نهائي لإطلاق النار تتزايد كل يوم، وذلك بينما تُثير استراتيجيتها العسكرية الكثير من التساؤلات.

بالمقابل، تنقل المجلة الفرنسية عن غرايم وود، المحاضر في العلوم السياسية في جامعة ييل، رؤيته بأنّ العملية العسكرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي "ناجحة" حيث تقدّم نحو هدفه الأوّلي "تدمير حماس"، مُعتبراً أنّ القدرة العملياتية لحركة حماس، وبما في ذلك الجماعات المسلحة الأخرى العاملة في قطاع غزة، مثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، تكاد تنخفض إلى الصفر. وعلاوة على ذلك، فإنّ عدد القتلى الإسرائيليين في هذه العملية كان حتى الآن أقل بكثير مما كان متوقعاً.

إلا أنّه ومن ناحية أخرى، فقد أدّى القصف العشوائي على سكان غزة إلى تراجع يومي في الدعم الدولي لإسرائيل، إلى حدّ تراجع حتى بعض حلفائها المُقرّبين عن تقديم الدعم والدفاع عنها. ويصف وود الجيش الإسرائيلي والصعوبات التي يواجهها، بأنّه ممزق بين هدفه المتمثل في "تدمير حماس" والدعوات الدولية إلى الحفاظ على أرواح المدنيين في قطاع غزة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی حرکة حماس قطاع غزة إلا أن التی ی

إقرأ أيضاً:

ضبط قضايا إتجار بالعُملة بقيمة 13 مليون جنيه

أسفرت جهود قطاع الأمن العام بالإشتراك مع الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة ومديريات الأمن خلال 24 ساعةعن ضبط عدد من قضايا "الإتجار" في العملات الأجنبية المختلفة بقيمة مالية قرابة(13 مليون جنيه). 

 تم إتخاذ الإجراءات القانونية.

اقرأ أيضاً: ضحايا في المصيدة الخبيثة..رجل يستغل سيئات الحظ لإشباع رغباته ‏

 

جاء ذلك إستمراراً للضربات الأمنية لجرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى والمضاربة بأسعار العملات عن طريق إخفائها عن التداول والإتجار بها خارج نطاق السوق المصرفى ، وما تمثله من تداعيات سلبية على الإقتصاد القومي للبلاد.

الجدير بالذكر أن أجهزة الأمن تشن يوميًا حملات مكبرة لضبط مروجي المخدرات والأسلحة النارية ويأتي ذلك فى إطار مواصلة الحملات الأمنية المُكثفة لمواجهة أعمال البلطجة، وضبط الخارجين عن القانون، وحائزى الأسلحة النارية والبيضاء، وإحكام السيطرة الأمنية، وتكثيف الجهود لمكافحة جرائم الفساد بصوره وأشكاله، مما ينعكس إيجابياً على الاقتصاد الوطني والحفاظ على المال العام.

وفي سياقٍ مُتصل، قضت محكمة جنايات القاهرة، المُنعقدة بمُجمع محاكم القاهرة الجديدة في التجمع الخامس، بمُعاقبة 3 مُتهمين أشقاء بالسجن 3 سنوات، لإدانتهم باستعراض القوة.

وتضمن الحكم مُعاقبة المُتهمين محمد.م وعبده.م وحمدي.م بالسجن 3 سنوات، وتغريم كل منهم مبلغ 1000 جنيه عما أسند إليهم في التهمة الأولى والثانية والثالثة والرابعة. 

كما قضت بمُعاقبة المتهم محمد.م بالسجن المُشدد 3 سنولت وتغريمه مبلغ عشرة آلاف جنيه عما أسند إليه بتهمة إحراز الجوهر المخدر.

وتضمن الحكم إلزام المتهمين الثلاثة بالمصاريف الجنائية، ووضعهم تحت مراقبة الشرطة لمدة 3 سنوات، ومصادرة السلاحين الناريين والسلاح الابيض المضبوط.

صدر الحكم برئاسة المستشار حمدي السيد الشنوفي، وعضوية المستشارين خالد عبد الغفار النجار، وأيمن بديع لبيب، وحضور الأستاذ أحمد النواوي وكيل النيابة، والأستاذ محمد طه أمين السر.

وأسندت النيابة العامة للمُتهمين محمد.م وعبده.م وحمدي.م أنهم في يوم 4 نوفمبر 2023 بدائرة قسم البساتين استعرضوا وآخرين مجهولين القوة والعنف واستخدموه قبل المجني عليه سيد ربيع. 

وجاء ذلك بقصد ترويعه وتخويفه وإلحاق الاذى المادي به وكان من شأن ذلك الفعل تكدير الأمن العام والسكينة العامة، وذلك حال حملهم أسلحة نارية وذخائر وأسلحة بيضاء مما تستعمل في الاعتداء على الاشخاص (فرد خرطوش – ذخائر – سنج).

كما أسندت لهم النيابة أنهم أحرزوا وآخرين مجهولين بالذات والواسطة سلاحاً نارياً غير مششخن (2 فرد خرطوش)، وذخائر (3 طلقات).

كما أحرزوا وآخرين مجهولين بالذات والواسطة سلاحاً ابيضاً (2 سنجة) دون مسوغ من الضرورة الشخصية أو المهنية. 

وقد وقع بناءً على تلك الجريمة الأولى الجنحة الآتية: 

أنهم في ذات الزمان والمكان أتلفوا وآخرين مجهولين عمداً المنقولات المبينة وصفاً وقيمة بالأوراق والمملوكة للمجني عليه سيد ربيع.

 

مقالات مشابهة

  • مدفعية الجيش الإسرائيلي تطلق قذائفها بكثافة باتجاه شرق مدينة رفح الفلسطينية جنوب غزة
  • منذ الطوفان.. الجيش الإسرائيلي أسقط 85 ألف طن من القنابل على غزة
  • ضبط قضايا إتجار بالعُملة بقيمة 13 مليون جنيه
  • قائد الجيش استقبل قائد القوة البحرية الفرنسية في البحر الأبيض المتوسط
  • لماذا يستمر الجيش الإسرائيلي في تخفيض أعداد قتلى حماس؟
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تدمير البنية التحتية بمخيم الفارعة بالضفة الغربية
  • إبراهيم عيسى: مصر الدولة الوحيدة التي أنقذت فلسطين ووقفت ضد تصفية القضية
  • تفاصيل قضية التسريبات في الجيش الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يزعم قتل رياض رضا الغزاوي
  • تقرير إسرائيلي: المشتبه بتسريبه وثائق حماس "مطرود من الجيش"