صدمة وبكاء واحتساب.. أمهات غزة يتفقدن بيوتهن التي دمرها الاحتلال
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
يواصل سكان غزة في اليوم الثاني من الهدنة تفقد أحيائهم ومنازلهم التي تعرضت لدمار هائل خلال الأسابيع الماضية جراء القصف الإسرائيلي الذي استمر 48 يوما على القطاع.
واكتشف الفلسطينيون حجم الكارثة والجرائم والدمار الهائل الذي خلفته القوات الإسرائيلية في مناطق سكنهم.
وقد وثق المصور الصحفي مجدي فتحي شهادات سيدات فلسطينيات بعد عودتهن إلى منازلهن في المناطق الشرقية بخان يونس جنوبي قطاع غزة عقب دخول الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ أمس الجمعة.
وعبرت الفلسطينيات عن صدمتهن من حجم الدمار الذي أصاب المنازل في تلك المناطق، وقالت إحداهن "جئت إلى بيتي حتى أخرج بعض الأشياء، لكن لم أجد شيئا، الجيش الإسرائيلي دمر المكان دمارا لم نتوقعه".
وقالت فلسطينية أخرى من سكان خزاعة "كنت نازحة في إحدى مدارس الإيواء بخان يونس، وجئت لأشاهد بيتي، ولكن عندما رأيت الدمار انصدمت، فالدمار كبير جدا، الدموع تنزل وحدها، حسبنا الله ونعم الوكيل".
أطفال يلعبون على أطلال منازلهم
ورغم أن الصورة العامة في القطاع هي صورة مأساة وثكل ومعاناة فإن الكاميرات وثقت محاولات بعض الأمهات استراق لحظات للترفيه عن أطفالهن ولو على أطلال منازلهم المدمرة.
وأظهر مقطع فيديو نشره الصحفي معتز عزايزة عبر إنستغرام أمهات فلسطينيات يلاعبن أطفالهن فوق ركام منازلهم التي دمرت بسبب القصف الإسرائيلي المكثف، مستغلين فترة الهدوء.
ودخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل حيز التنفيذ عند الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي من أمس الجمعة.
وفي مشهد آخر من مشاهد غزة بعد الهدنة روت الطفلة فرح موسى لحظات انتشالها من تحت الركام بعدما أصبحت في صحة جيدة وبالتزامن مع دخول الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ في قطاع غزة أمس.
ونشر الصحفي عمرو طبش أمس الجمعة مقطع فيديو للطفلة البالغة من العمر 13 عاما قالت فيه "أحسست بخوف، كنت مع أهلي وفجأة وجدت نفسي وحيدة ولا أعرف أين هم".
وأضافت فرح "خرجت من تحت الركام، والحمد لله أنا بصحة جيدة، وما حدث هو أني كنت ألعب مع بنات بعمري ومبسوطة، وفجأة لم أر غير شيء أسود، وصرت أصرخ وأنادي ليخرجني أحد من تحت الركام، وبقيت أنتظر حتى أزالوا عني الحجارة وقالوا لي: تشهّدي، ففعلت، والحمد لله أن إيماني بالله قوي، وصحتي جيدة ولله الحمد".
جثث متحللة وأحياء مدمرةوفي الدقائق الأولى للهدنة توجه مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم وأحيائهم لتفقّدها، خاصة في المناطق الحدودية وتلك التي توغلت فيها الآليات العسكرية الإسرائيلية.
وأفاد شهود عيان لمراسل الأناضول بأنهم خلال عودتهم إلى منازلهم في المناطق الغربية لمدينة غزة وفي بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا (شمال) عثروا على جثث لعشرات الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي.
وأوضح الشهود أن الجثث كانت متحللة، مما يشير إلى مقتل أصحابها قبل أسابيع عدة خلال عمليات التوغل أو أثناء حركة النزوح من مدينة غزة إلى مناطق جنوبي القطاع.
وذكر الشهود أنهم وجدوا أحياء سكنية كاملة تضم مئات المباني وعشرات آلاف الوحدات السكنية مدمرة بشكل كلي، إضافة إلى الدمار الهائل الذي لحق بالطرقات ومباني المؤسسات الحكومية والأهلية والبنى التحتية وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات.
وعلى مدار الـ48 يوما الماضية شن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلفت نحو 15 ألف شهيد، بينهم 6150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، ونحو 7 آلاف مفقود، فضلا عن أكثر من 36 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية -التي دخلت يومها الثاني- إطلاق 50 أسيرا إسرائيليا من غزة مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ثالث عملية تبادل رهائن وسجناء ببن الإحتلال وحركة حماس في إطار الهدنة
القدس غزة "أ ف ب": أُطلقت حركة حماس اليوم سراح ثلاث رهائن إسرائيليين وخمس تايلانديين في ثالث عملية تبادل رهائن وسجناء وفي المقابل أطلق الإحتلال سراح سجناء فلسطينيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بعد أكثر من 15 شهرا من حرب مدمّرة في قطاع غزة.
وتخلّلت عملية تسليم سبعة رهائن في خان يونس في جنوب القطاع مشاهد فوضى عارمة ما أثار تنديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ودفعه الى تأخير الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين ال110 الواردة أسماؤهم على لائحة الإفراج اليوم، قبل ان يتلقّى من الدول الوسيطة "ضمانة" ب"إفراج آمن" عن الرهائن المتبقين في القطاع.
على الأثر، انطلقت حافلتان تقلان معتقلين فلسطينيين من سجن عوفر الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة تتقدّمهم سيارة تابعة للصليب الأحمر، وفق ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.
ويفترض أن يكون عدد الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون إسرائيل 110، وفق نادي الأسير الفلسطيني الذي أوضح في بيان أن 32 من بينهم محكومون بالسجن مدى الحياة و48 صادرة بحقّهم أحكام سجن متفاوتة، إضافة إلى 30 قاصرا. وسيتم إبعاد 20 منهم الى خارج الأراضي الفلسطينية، على غرار ما حصل المرة السابقة.
وكان أفرج صباحا عن الجندية الإسرائيلية آغام بيرغر البالغة 20 عاما والتي خُطفت في السابع من أكتوبر 2023 خلال هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل، بينما كانت تقوم بخدمتها العسكرية قرب قطاع غزة، في مخيم جباليا في شمال قطاع غزة الذي شهد خلال الأشهر الأخيرة معارك ضارية.
وبعد ساعات على ذلك، سلّمت حركة الجهاد الإسلامي أربيل يهود البالغة 29 عاما والتي خُطفت في هجوم حماس على كيبوتس نير عوز، وغادي موزيس (80 عاما)، في خان يونس في جنوب القطاع. ويحمل الاثنان الجنسية الألمانية أيضا.
كما أفرج عن خمس رهائن تايلانديين من خارج إطار الاتفاق. وكانوا خطفوا أيضا خلال هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل والذي تلته حرب مدمّرة في قطاع غزة.
وكان حشد من الفلسطينيين تجمّع في خان يونس على مقربة من المنزل المدمّر الذي نشأ فيه يحيى السنوار، الرئيس السابق لحركة حماس الذي قتلته إسرائيل في معركة في أكتوبر الماضي.
وكانوا يهتفون ويصرخون ويتدافعون للاقتراب من السيارات التي نقلت الرهائن، وسط عشرات العناصر من حركة الجهاد الإسلامي التي قاتلت الى جانب حماس، ومن حركة حماس. وعمّت الفوضى.
وبعد تسلّم إسرائيل المفرج عنهم، قال نتانياهو "أرى بهلع شديد المشاهد الصادمة خلال إطلاق سراح رهائننا. هذا دليل إضافي على قسوة حماس التي لا توصف".
وعلى الأثر، أمر بـ"إرجاء" الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، "إلى حين ضمان مغادرة رهائننا بشكل آمن في المراحل المقبلة".
وبعد مرور بعض الوقت، أعلن مكتب نتانياهو في بيان أنّ الوسطاء (الولايات المتحدة وقطر ومصر) "قدّموا التزاما بضمان الإفراج الآمن عن رهائننا الذين سيتمّ إطلاق سراحهم في المراحل التالية".
منصة وسط جباليا
في شمال قطاع غزة، اصطحب عناصر من كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أغام بيرغر التي كانت ترتدي اللباس العسكري إلى منصة أقيمت في وسط مخيم جباليا، وكانت محاطة بالعشرات من عناصر حماس المسلحين، قبل تسليمها إلى فريق الصليب الأحمر.
وكانت بيرغر تحمل "هدية" من الخاطفين و"شهادة" إطلاق سراحها.
ورفع علم فلسطيني يبلغ طوله عدة أمتار على هيكل مبنى من خمسة طوابق دُمّرت واجهته. ثم غادرت سيارات الصليب الأحمر البيضاء ناقلة بيرغر الى إسرائيل حيث أظهرت صور لعائلتها فرحة عارمة بالإفراج عنها.
ومن المقرر إجراء تبادل رابع في نهاية الأسبوع.
وكانت حماس اتهمت إسرائيل بتأخير دخول المساعدات إلى قطاع غزة، محذّرة من أن ذلك قد يؤثر على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، فيما وصفت الدولة العبرية الاتهامات بأنها "كاذبة".
وأُطلق سراح سبع رهائن في وقت سابق مقابل 290 فلسطينيا في 19 كانون الثاني/يناير في اليوم الأول من الهدنة ثم في 25 منه.
وفي حين نزح جميع سكان القطاع البالغ عددهم حوالى 2,4 مليون نسمة بسبب الحرب، بدأ مئات الآلاف منهم العودة إلى الشمال منذ الاثنين، واجتازوا كيلومترات سيرا على الأقدام وسط الأنقاض.
ومن المقرر التفاوض خلال المرحلة الأولى الحالية من الاتفاق الممتدة على ستة أسابيع على شروط المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تهدف إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين وإنهاء الحرب تماما.
أما المرحلة النهائية، فيفترض أن تشمل إعادة إعمار غزة وإعادة جثث آخر الرهائن الذين لقوا حتفهم في الاحتجاز.
وفي بانكوك، أعلنت رئيسة الوزراء باتونجتارن شيناواترا أنّها "سعيدة" باستعادة مواطنيها حريتهم بينما أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية أنّ الرهائن التايلانديين الخمسة سيعودون إلى بلدهم في غضون عشرة أيام.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول أنّ الاستخبارات التركية ساعدت في الإفراج عن الرهائن التايلانديين الخمسة.
ارتفاع حصيلة الحرب
أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة الخميس أنّ حصيلة ضحايا الحرب مع إسرائيل في القطاع ارتفعت إلى 47,460 قتيلا بعد العثور على مزيد من الجثث خلال وقف إطلاق النار الساري منذ عشرة أيام.
وقالت الوزارة في بيان "وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 43 شهيدا، منهم 42 انتشالا، وشهيد متأثر بإصابته"، بالإضافة إلى تسع إصابات في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وبحسب الوزارة ارتفع عدد الجرحى بسبب الحرب إلى 111,580 جريحا.
وتشكّك إسرائيل في مصداقية أرقام الوزارة، إلا أن الأمم المتحدة تعتبرها ذات موثوقية.
وخلصت دراسة نشرتها مؤخرا مجلة "ذي لانسيت" الطبية البريطانية، إلى أنّ الأرقام الفعلية لضحايا الحرب في القطاع أعلى بنحو 40 بالمئة.
ويتعذّر على وكالة فرانس برس التحقق من حصيلة النزاع من مصادر مستقلة.