لبنان ٢٤:
2025-01-31@10:46:27 GMT
مكاسب حزب الله الشعبية.. طيّ مرحلة الخلاف السنّي الشيعي
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
بالرغم من ان القوى السياسية والفصائل المسلحة في المنطقة تعمل على التحضير لمرحلة ما بعد الهدنة في غزة، في ظل عدم وجود أي ضمانات فعلية بتمديدها واستمرار صدور تصريحات وتهديدات من قبل المسؤولين الاسرائيليين بأن الحرب ستتجدد بعد انتهاء الايام الاربعة، الا ان التعامل العام في لبنان وفلسطين يعطي مؤشرات بأن الحرب انتهت وبدأت دراسة نتائجها العسكرية والسياسية، وهذا ليس مجرد استعداد للمرحلة المقبلة.
مكاسب كثيرة بات يمكن ملاحظة حصول القوى المتخاصمة عليها، وهذا يتعدى طبعاً الخبرات الميدانية الهائلة التي باتت في حوزة بعض الفصائل، كـ "حزب الله" على سبيل المثال، الذي استفاد بشكل لا يقاس من التجربة القتالية واعاد تعديل خطته وتكتيكاته بعد سنوات طويلة لم يخض فيها حربا مباشرة وطويلة مع الاسرائيليين، وهذا يمكن اعتباره احدى الفوائد من المعركة التي حصلت عند الحدود والتي من دونها كان الحزب سيدخل، لاحقا، أي حرب، من دون استعداد كامل.
لكن بمعزل عن المكتسبات الميدانية، شكلت المعركة الحقيقية نقلة نوعية بالمعنى الاستراتيجي، اذ ان فكرة وحدة الساحات التي سوّق لها محور المقاومة مطولاً، باتت امراً واقعا ودخلت فيها دول لم تكن في السنوات الماضية جزءا من المعركة ضد اسرائيل، مثل العراق واليمن، وهذا يمكن اعتباره اضافة استراتيجية قادرة على تغيير المعادلات السائدة، خصوصا لجهة قدرة هذه الدول على زيادة الضغط العام على حلفاء تل بيب، ان كان الولايات المتحدة الأميركية بشكل مباشر في العراق، او عبر البحر الاحمر والحراك اليمني.
كذلك فإن التحول الكبير الذي ستظهر نتائجه بشكل تدريجي هو انتهاء الصراع السنّي الشيعي، اذ ان ما بدأ خلال معركة سيف القدس من إعادة التوازن للعلاقة السنّية الشيعية واعادة تصويب الصراع نحو الغرب بعد ان كان لسنوات صراعا داخليا داخل دول المنطقة، تكرس في معركة "طوفان الاقصى"، اذ يمكن القول بأن الصراع السنّي الشيعي الذي بدأ عام ٢٠٠٣ قد انتهى او اقله، سلك خطوة كبرى نحو طيّه.
استعاد الحزب جزءا من حاضنته العربية ولعل الشكر المتكرر من قبل قيادات حركة حماس، السياسية والعسكرية، والتي تتمتع بحاضنة سنّية كبرى في العالم العربي، اعاد وضع الحزب لدى الرأي العام العربي في خانة قوى المقاومة بعد سنوات من التباعد بسبب الحرب في سوريا والعراق، ما يعني ان القوة العسكرية الاكبر تتجه لتستعيد حاضنتها العربية بغطاء حماس، وهذا يعد إضافة نوعية استراتيجية يستطيع الحزب الاستفادة منها بشكل قياسي في المرحلة المقبلة.
لا يبحث "حزب الله" تحديدا عن مكاسب تكتيكية من المعركة الحالية، اي انه لا يرغب بأن "يقرّش" انتصاره بها داخليا، بل سيتقيد بالتوازنات الحالية وباللعبة اللبنانية التقليدية، وسيحاول الانتصار على خصومه وفق القواعد السابقة للمعركة، وعليه فإن التداعيات العملية للحرب المستمرة سيكون طابعها استراتيجي، اقله في ما يخص حارة حريك، ولن ترتبط بالزواريب الداخلية اللبنانية، خصوصا في ظل التعقيدات الحالية التي لن يتمكن الحزب من فكفكتها بسهولة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
اتفاقات نوعية مع الخارج تنتظر والرئيس عون يعطّل الألغام
كتب طوني مراد في" نداء الوطن": تلتقي الأوساط الدبلوماسية الأوروبية والعربية على الإشارة إلى أن الضربة العسكرية لإيران باتت شبه حتمية وقد اتخذ القرار فيها أخيراً، وستكون على الأرجح قبل نهاية آذار المقبل، وقد تواكبها تطورات داخلية، إلا إذا أبدت طهران استعداداً جديّاً وفعليّاً ملموساً لتقديم تنازلات على صعد عدة سواء في ما خص برنامجها النووي أو أجندتها التوسعية وخريطة نفوذها في المنطقة، وهو احتمال طوعي وارد بنسبة محدودة تحت وطأة الضغوط، لأن البديل هو التخلّي قسراً عن تلك الرهانات. وترى الأوساط أن الضربات التي تلقتها إيران في لبنان وغزة وسوريا غير كافية، طالما أن رأس الحربة ما زال يراهن على تعويم أذرعه.يبدو أن "حزب الله" يدرك جيّداً دقائق اللعبة، ويسعى إلى الحفاظ ما أمكن على مواقعه ونفوذه في صلب الدولة اللبنانية، على رغم بعض التباينات في صفوف قيادته بين متماهين كليّاً مع إيران وبين من يسعى إلى نوع من التمايز، إذ من الواضح أن الجانبين يلتقيان على هذه المسألة. من هنا يُفهم استشراس "الحزب" من خلال تركيبة الثنائي، على التمسك بحقيبة المال وحقائب أخرى معينة، وعلى استنفار الموالين له في الإدارات الرسمية والمؤسسات على قضم ما أمكن من مواقع، أو على فرض أمر واقع، تحسّباً للتحوّلات المتوقعة، باعتبار أن ما يمكن أن يحصِّله "الحزب" اليوم قد لا يمكنه تحصيله بعد حين.
يقول عارفون في المعادلة الشيعية إنّ الرئيس نبيه بري يحاول التملّص من الحالة الضاغطة بخلفية دولية على "حزب الله" حكوميّاً، والحالة الضاغطة الموازية التي يمثلها "الحزب"، علماً أن ثمّة تململاً متنامياً وأكثر تجلياً في المناخ المحيط بحركة "أمل" لجهة الانزعاج من رهانات "حزب الله" وما استتبعته من خسائر ونكبات، وتالياً "لم يعد في الإمكان تحمّل المزيد".
من هنا يمكن فهم تمايز "الحركة" في الموقف حيال عراضات الدراجات النارية الأخيرة، على أن هذه العراضات شكّلت "نقزة" كبيرة محليّاً وخارجيّاً، وقد تجلّى ذلك في تقارير دبلوماسية لعدد من السفارات المهمة لعواصمها تلفت إلى محاذيرها وانعكاسها على انطلاقة العهد الجديد وما تعنيه من خطر صدامات داخلية.
يبقى أنه مع تأليف الحكومة العتيدة فإن استحقاقات مهمة تنتظرها، إذا ما كانت التشكيلة على قدر الآمال وتلبّي التطلعات الدولية والعربية إلى إرساء مرحلة مختلفة عما سبق تحت عنواني استعادة السيادة وإطلاق عملية الإصلاح. وفي هذا المجال، تمّ العمل الدؤوب ويتمّ حاليّاً على استكمال مشاريع اتفاقات تعاون مع عدد من الدول العربية والصديقة، ومن بينها اتفاقات مهمّة مع المملكة العربية السعودية، ويبلغ عددها اثنين وعشرين اتفاقاً وينكبّ عليها موظفون في وزارة الخارجية والوزارات والإدارات المعنية، وهي مشاريع اتفاقات لا يمكن أن تبصر معظمها النور إذا لم تكن الحكومة الجديدة أهلاً للثقة.