كريم خالد عبد العزيز يكتب: منكم أبناء فلسطين تعلمنا الصمود والقوة
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
أدركت دول العالم الغربية قبل العربية ، وعَرَف العالم بأسره في الآونة الأخيرة الحقيقة المرة .... حقيقة الكيان الصهيوني الذي يصف شعبه بأبناء النور وينادي بالتقدم والمساواة والإنسانية وعلى أرض الواقع يفعل ما ينافي كل ذلك .... أعادتنا إسرائيل لعصور الظلمة والدمار والتأخر الاقتصادي بسبب الحرب ، ولم تطبق المساواة إلا بين أبناء شعبها بكل عنصرية وانحياز .
الإنسانية شيء فطري لا يدرس ولا يعلم .... قالت الفنانة المصرية منى زكي خلال تكريمها في مهرجان ضيافة عبارة يجب تسجل في التاريخ بحروف من نور : "الإنسانية محدش بيعلمهالك .. الإنسانية أنت بتتولد بيها وبتبقى جواك وعارف إيه قواعدها من غير منظمات تحطلك يعني إيه تبقى إنسان" ..
أي إرهاب أبشع من قتل الأطفال ، أي إرهاب أبشع من قصف المستشفيات وقتل المرضى والجرحى ، حتى الحيوانات من خيول وكلاب وقطط لم تسلم من القتل والإبادة .... مشاهد دامية وعنيفة وقاسية على أي إنسان .... ولكن كلمة إنسان أعظم بكثير من أن نصفها في جمل لأنها سلوك قبل أن تكون اسم.
تحية للشعب الفلسطيني الصامد والقوي ، الذي يعرف قيمة أرضه ويدرك جيداً أهمية البقاء فيها حتى ولو بالموت .... تعلمنا من الشعب الفلسطيني الصمود والقوة وعرفنا أن القوة الحقيقية ليست بالاستعلاء والتدمير كما تفعل إسرائيل وإنما بالصمود والمقاومة والصبر .
رأينا الآباء الذين يطمئنون بناتهم بأن هذه الأصوات المرعبة ألعاب نارية .... رأينا الأسر التي تحتفل بعيد ميلاد طفلها وسط الدمار ولا تبالي بما حدث .... شعب يفرح رغم الحزن والدموع ، يقاوم ألمه بالتأقلم والتعايش لأنه يؤمن بقضيته ويؤمن بأن الموت بوابة لحياة الخلود الأبدي لذلك لا يبالي بالاستشهاد .... رحم الله شهداء فلسطين الأبرار وأدام صمود الأحياء حتى استرداد الأرض بعزة وكرامة.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
إمَّا أن تكون معادياً لـ”إسرائيل” أو مجنداً لخدمتها
محمد محسن الجوهري
مع وصول ضباط إسرائيليين وآخرين بجنسيات مختلفة موالية للصهيونية إلى مناطق سيطرة السعودية والإمارات في اليمن، لم يَعُد أمام كل يمني خيار آخر، فالحياد انتصار للكيان المؤقت، وقد شجّعته الخلافات الداخلية في اليمن على توظيفها لصالحه، ها هم فصائل المرتزقة يحشدون لفتح جبهة استنزاف لحماية السفن والمصالح الإسرائيلية.
ولا يقتصر الأمر على مرتزقة اليمن بل يمتد إلى سائر الأنظمة العربية غير المعادية للكيان الصهيوني التي بغبائها انجرّت تدريجياً إلى المعسكر اليهودي، وبات اليوم يُفرض عليها الدخول في مغامرات غير محسوبة العواقب لتشتيت محور المقاومة، تحت قاعدة “من ليس صهيونياً فهو مع إيران”، في هذا السياق ستسقط دول وأنظمة في سبيل الباطل، وكان بإمكانها أن تقدم بعض تلك التضحيات في سبيل الحق لتأمين حكمها وشعبها.
المخطط اليوم في اليمن تُشرف عليه “إسرائيل” بشكل مباشر، وقد وصل خبراؤها مؤخراً إلى مناطق يمنية محتلة مثل المخا ومأرب، بذريعة تدريب قوات محلية مرتزقة لاستعادة الدولة اليمنية حسب وصفهم، وقد استُقبلت تلك العناصر بترحيب كبير من قبل قيادات حزب الإصلاح ومرتزقة الإمارات في الساحل الغربي، وهذا بحد ذاته يُعتبر ردة علنية عن كل الثوابت الدينية والوطنية التي يتمتع بها اليمنيون، ويُعتبر علامة فارقة بينهم وبين سائر الشعوب في المنطقة.
ومن العار علينا أن نقبل بهيمنة الصهاينة على أرض يمنية، ولا خير نرتجيه أو ترتجيه تلك الفصائل العميلة بعد اليوم، فقد تنازلت عن كل مقدس في دينها وعقديتها، وباتت في خندق واحد مع اليهود، رغم علمهم بأن القبول بذلك عار وخزي في الدارين، فما كان اليمن عبر تاريخه مؤيداً لليهود، بل كان في خندق الإسلام المحمدي الأصيل، وحاضراً في كل المواطن الإسلامية المشرفة، بدءاً بغزوة بدر وما تلاها من فتوحات إسلامية، كفتح خيبر، وانتهاءً بعملية طوفان الأقصى المباركة، والتي لو لم يكن من حسناتها إلا أنها فرزت العرب اليمنيين بين مسلم صريح ويهودي صريح.
وإن كانت المعركة مع فصائل المرتزقة محسومة بعد ما أقدموا عليه من تطبيع وخيانة مع الكيان المؤقت، فإن الرد سيتجاوز تلك الجماعات إلى من يقفون وراءها ويمولونها بالمال والسلاح لتحقيق الأطماع الصهيونية في اليمن، ليس فقط عبر الصواريخ والطائرات المسيرة، بل أيضاً عبر الجبهات البرية مع حلفاء الكيان.
ومن يدري! ربما يكون المشهد السوري الذي يريدون استنساخه في اليمن أقرب إليهم من ذلك، وتكون عاقبة الأنظمة الخليجية مشابهة لعاقبة الأسد، سيما وأن تلك الدول لا تملك الجيوش الفعلية القادرة على حمايتها، وتراهن فقط على القواعد الأجنبية، والتي بدورها أثبتت فشلها الذريع في مواجهة المجاهد اليمني.
نحن اليوم أمام مرحلة حاسمة وفاصلة في تاريخ اليمن، وعلينا التوحد لمواجهة العدو التاريخي للعرب والمسلمين، وتقديم كل التضحيات في هذا المسار، ما لم، فإن فصائل المرتزقة موعودة بالهلاك المجاني في قضية معادية للإسلام والعروبة، وليس لها مبرر في افتعال أي أزمات داخلية، فالعالم كله يعرف أنها أدوات أجنبية لزعزعة الوحدة اليمنية، ومعاقبة المجاهدين وردعهم عن مهاجمة العدو الصهيوني وحلفائه الغربيين.