قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، ان هناك منهج حياة يجب أن نعيش فيه :

أولا : الرضا عن الله . هذا الرضا سيجعلك تتأمل ويُنمي عندك قدرة التأمل ، وهذا الرضا لن يجعلك محبط أبدًا لأنك تبحث عن الحكمة وراء ما ترى ، لن يجعلك تتهور أبدًا، وتعلم أنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سيجعلك تفعل كل فعل من أجل الله، سيجعلك تبحث في كل فعل عن رضا الله ، فإذا نزلت بك المصائب لن تحبط ولن تنهار وإنما ينزل عليك الصبر لماذا؟ لأنك راضي {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ.

 

ثانيا : التسليم . تسلم لله ، فالله غالب لابد عليك أن تفعل الأسباب وتفعل الأوامر والأمر لله لا تنتظر النتائج ولا يتعلق قلبك بالنجاح . 

ثالثا : التوكل على الله . أن تثق بما في يد الله تعالى {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} فلا تخف إلا الله ؛ ولو خفت الله سبحانه وتعالى أخاف الله منك كل شيء ، ولو لم تخف الله خُفت من كل شيء ؛ خُفت على رزقك وعلى حياتك وعلى أمنك وعلى سلامتك وعلى جسدك وعلى أولادك وعلى أهلك وعلى مالك. 

كيف نتوكل على الله 

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن كلمة "توكلت على الله" كلمة عظيمة المعنى، جليلة الأثر في قلب المؤمن الصادق، وهي تعني سأعتمد بقلبي على الله، فهو الملجأ والمعتمد، وهو القادر والفعال لما يريد.

وأضاف جمعة عبر فيسبوك: الكلمة تصرح بأني نويت وعزمت الاعتماد على الله في كل أموري، وقد أمر الله بها نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فقال تعالى: (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران:159]. كذلك ينبغي أن تكون ذاكرًا لهذه الكلمة التي تجمع القلب على الاعتماد على الله والثقة به وحده.

وأكمل: لا يتعارض التوكل على الله بالقلب مع الأخذ بالأسباب في الدنيا، فإن هذا هو حال سيد المتوكلين صلى الله عليه وسلم.

الفرق بين الصبر والتسليم والرضا وأيهما الأعلى منزلة

قالت دار الإفتاء المصرية، إن الصبر على أربعة أوجه: صبر على البلاء، وهو منع النفس عن السخط والهلع والجزع، وصبر على النعم، وهو تقييدها بالشكر وعدم الطغيان والتكبر بها.

وأضافت الإفتاء عبر صفحتها على «فيسبوك»،: «وصبر على الطاعة بالمحافظة والدوام عليها، وصبر على المعاصي بكف النفس عنها»، مشيرة إلى أن فوق الصبر؛ التسليم، وهو ترك الاعتراض والتسخط ظاهرًا، وترك الكراهية باطنًا، وفوق التسليم؛ الرضا بالقضاء، وهو سرور النفس بفعل الله، وهو صادر عن المحبة.

وأوضح الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ومستشار فضيلة المفتي، أن الرضا هو المصطلح الذي يساوي السعادة، "فإذا اختبرتني بأمر فيه شدة ورضيت، كما تختبرني بأمر فيه عطاء وأرضى"، مضيفا: لذا قال الله- سبحانه وتعالى- عن الصحابة “رضي الله عنهم ورضوا عنه”، ومعنى الرضا عن الله؛ هو الرضا عن أفعال الله فيه، أي، عن قضائه وقدره.

وعلق على العبارة التي تقول "اعبد الله بالرضا، فإن لم تستطع؛ فالصبر على ما تكره خير كثير"، ليقول إن القاعدة المقصودة في ذلك، هو أنك إن لم تجد ما تريد؛ فكن مريدا لما يكون، فإن أردت شيئًا ولم يحدث؛ فارض بما يحدث في الواقع.

وأشار إلى أن الإنسان قد يبتلى بمرض أو بضيق ذات اليد، فيرضى بقضاء الله، فالرضا من أعلى المقامات.

وقال إن الرضا، هو سكون القلب في الأمر القبيح والأمر المليح، أما إن كنت لا تستطيع أن تتحمل الابتلاء؛ فعليك بالصبر، "فإن لم ترضَ؛ فعلى الأقل تصبر صبرًا جميلًا"، فكلاهما خير، وإن كان الرضا أعلاهما، والصبر الجميل هو الصبر بلا شكوى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التوكل على الله على الله

إقرأ أيضاً:

التقوى.. سر مفتاح الخير ومغاليق الشر

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية السابق، أن التقوى هي مفتاح الخير ومغلاق الشر، مستشهدًا بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ}. 

وأوضح أن التقوى تشمل أبعادًا متعددة تجمع بين الإيمان بالله، والعمل بأوامره، والاستعداد للقاء الله يوم القيامة.

مفهوم التقوى كما ورد عن سيدنا علي رضي الله عنه


وأضاف جمعة أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لخَّص مفهوم التقوى بقوله: "التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل".

 وأوضح أن هذه العبارة تحتوي على معانٍ عميقة تُجسِّد مفهوم التقوى، حيث تبدأ بالإيمان بالله والخوف منه، الذي يترتب عليه الابتعاد عن المعاصي، ثم الرضا بأقدار الله والعيش بالقليل دون تذمر، وصولًا إلى الاستعداد للحساب يوم القيامة.

أبعاد التقوى: الماضي، الحاضر، والمستقبل


وأشار  جمعة إلى أن التقوى تتناول الجوانب الثلاثة الكبرى في حياة الإنسان: الماضي، الحاضر، والمستقبل. ففي الماضي، يُبرز الإيمان بالله كخالق للكون والإنسان، مع التأكيد على التسليم بإرادته، حيث قال: "الإيمان بالله يجيب عن سؤال البشرية المحير: من أين جئنا؟"

وتابع جمعة: "أما الحاضر، فهو يتصل بالعمل بالتكليف الذي أنزله الله، من خلال اتباع أوامره واجتناب نواهيه، وهذا يشمل الالتزام بالشريعة والرسالة السماوية".

الاستعداد ليوم الرحيل


وفيما يتعلق بالمستقبل، أكد أن الإسلام يوجه الإنسان للإيمان باليوم الآخر والاستعداد ليوم الحساب، لافتًا إلى أن بعض العقائد الأخرى تتبنى مفاهيم خاطئة مثل تناسخ الأرواح أو إنكار القيامة، وهو ما وصفه بالعقائد الفاسدة.

الإيمان والعمل أساس التقوى
واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن التقوى تجمع بين الإيمان والعمل، مشيرًا إلى قول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}. ودعا إلى التأمل في أبعاد التقوى والعمل بها لتحقيق الفلاح في الدنيا والآخرة.

 

مقالات مشابهة

  • أستاذ شريعة وقانون: لا يجوز ترويع الآمنين حتى لو على سبيل المزاح
  • أمير منطقة الرياض ونائبه يعزيان في وفاة صالح بن طالب
  • كيف يعد الشيطان المؤمن بالفقر؟.. احذر 10 أمور تحرمك العيش بسلام
  • عضو مركز الأزهر العالمي: الله أقرب إلينا من أنفسنا.. ولا يغضب علينا بسهولة
  • فاطمة الزهراء.. سيدة نساء الجنة وأم الأئمة
  • دعاء آخر السنة وأولها.. بـ7 كلمات تجعلها نهاية كل حزن وضيق
  • هل الذنوب تنقص الرزق وتسبب الفقر؟.. 10 أمور تنغص حياتك فاجتنبها
  • التقوى.. سر مفتاح الخير ومغاليق الشر
  • علي جمعة: التقوى مفتاح كل خير ومغلاق كل شر
  • كنوز صلاة الفجر .. 7 أمور لا تهدر ثوابها