شارك بحرب الأيام الستة ضد العراقيين والعرب.. ما هو اللواء الغولاني الاسرائيلي؟
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
قبل انطلاق الهدنة في فجر 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، والتي من المقرر أن تستمر لأربعة أيام، وإثر اشتباكات حدثت بين المقاومة الفلسطينية وتوغلات عسكرية للواء الغولاني في غزة، أعلنت إسرائيل عن مقتل قائد وحدة في هذا اللواء.
وعلى الرغم من الاعتماد والترويج الكبير لهذا اللواء من قِبل الاحتلال الاسرائيلي، فإنه خسر خلال الحروب على قطاع غزة العديد من الجنود فيها، بالإضافة إلى أسر آخرين.
شارك هذا اللواء في كل من حرب 1948 وحرب 1956، وصولاً إلى الحرب الأخيرة في غزة، التي انطلقت بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ما هو لواء الغولاني؟
يُعتبر اللواء الغولاني، أو كما يعرف أيضاً بلقب "اللواء رقم 1″، من بين وحدات المشاة التي تأسست في الأراضي المحتلة خلال سنة 1948، وذلك بعدما تم تقسيم لواء لِيفانوني في الجليل الأعلى إلى وحدتين أصغر، هذا اللواء يعتبر إحدى الوحدات البارزة في قوات الدفاع الإسرائيلية.
تعتمد هوية جنود اللواء على ارتِدائهم لقُبعات بنية، وهم يُشار إليهم بـ"قوات الصدمة"؛ نظراً لتصديهم للمواجهات البرية المباشرة. تتميز هذه الوحدة بتحمل خسائر كبيرة، سواء من الناحية السياسية أو الدينية، فيما يبقى هدفهم الوحيد هو الاستيلاء على عدد كبير من الأراضي.
تتمثل رمزية اللواء في شجرة زيتون خضراء تمتد جذورها على خلفية صفراء. يرمز اللون الأخضر إلى التلال الخضراء في منطقة الجليل، فيما تُظهر شجرة الزيتون بجذورها الارتباط العميق بتاريخ إسرائيل. الخلفية الصفراء تعكس دور اللواء في جنوب البلاد عام 1948 عندما احتل إيلات.
يتمتع اللواء الغولاني بشهرة كبيرة بفضل قوة جنوده وتَكتيكهم، حسب المزاعم الإسرائيلية، ويتولى مهام صعبة تتطلب مهارات مشاة متقدمة.
تجهيزات اللواء الغولاني
تتضمن تجهيزات اللواء الغولاني أو اللواء رقم 1 مجموعة من ناقلات الجنود المدرعة من طراز آشزاريت، تعد هذه الأخيرة المدرعة الثقيلة الإسرائيلية ناقلة جنود، تم تطويرها باستخدام تقنيات معدلة من دبابات تي-54 وتي-55 السوفييتية المتوسطة.
استحوذت إسرائيل على مئات الدبابات السوفييتية خلال الحروب العربية- الإسرائيلية، خاصةً في حرب يونيو/حزيران 1967. تم تكييف هذه المدرعة لتلبية احتياجات جيش الاحتلال الإسرائيلي وتعزيز الحماية المقدمة للجنود داخلها بفضل درع الدبابة.
تُعتبر سرية الاستطلاع في اللواء الغولاني واحدة من أبرز وحدات القوات الخاصة في الدفاع الإسرائيلي، حيث تتميز بالتدريب العالي، كما تعمل في المنطقة المعروفة باسم "المنطقة 100" في الجليل الأعلى.
بدءاً من عام 2004، يشارك اللواء الغولاني في عمليات داخل الحدود الشمالية لإسرائيل وجنين في الضفة الغربية. وفي يوليو/تموز 2006، شاركت وحدة الغولاني الخاصة في النزاع اللبناني الإسرائيلي، حيث اندلعت معركة شرسة بينها وبين حزب الله في بنت جبيل، أسفرت عن مقتل 15 جندياً إسرائيلياً.
يتكون هذا اللواء من كتيبة باراك والتي تسمى غدود 12، وكتيبة غيديون التي يطلق عليها اسم غدود 13، بالإضافة إلى براعم غولاني التي تضم فصائل مدربة، وسرية الاستطلاع إيغوز وكتيبة المبشرين الأوائل "غدود 51".
الحروب التي شارك فيها اللواء
شارك اللواء الغولاني في العديد من الحروب بين الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين، بالإضافة إلى الحروب العربية، في هذه الحروب خسر اللواء عدداً من جنوده، فيما أسر آخرون آخرها في حرب غزة الحالية، التي أدت إلى مقتل عدد كبير من هذا اللواء وأسر آخرين.
شارك اللواء الغولاني في حرب عام 1948 ضد المقاومين الفلسطينيين والجيوش العربية. لم تكن مشاركته محدودة في المواجهات المسلحة فقط، بل قام بارتكاب مجازر ضد المدنيين الفلسطينيين. كان للواء دور في مأساوية مجزرة عيلبون قرب طبرية في 30 أكتوبر/تشرين الأول 1948.
حرب 1956
تم تكليف اللواء خلال العدوان الثلاثي على مصر في حرب 1956 والتي شارك فيها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل والتي تعد الثانية بعد حرب 1948 بين العرب وإسرائيل.
كانت هذه الحرب حاسمة في تحديد مستقبل التوازن الدولي بعد الحرب العالمية الثانية. بدأت جذور الأزمة بعد اتفاقية الجلاء في عام 1954، تبعتها مقاومة شعبية شرسة ضد القوات البريطانية في القناة.
كانت علاقة عبد الناصر مع الغرب جيدة في البداية، ولكن تدهورت بسبب تأخر تسليم السلاح من الولايات المتحدة وبريطانيا. رفض عبد الناصر الصلح مع إسرائيل وقرر اللجوء إلى الاتحاد السوفييتي للحصول على الدعم العسكري. رداً على هذا القرار، قامت بريطانيا والولايات المتحدة بتصعيد الأزمة من خلال خطة جديدة تحمل اسم "أوميغا"، تستهدف فرض عقوبات على مصر وحظر المساعدات العسكرية. كما حاولت القوى الغربية خلق توترات بين مصر وحلفائها العرب، محاولين تقليص تمويل مشروع السد العالي.
رغم تمكن الاحتلال الإسرائيلي من السيطرة على المنطقة المحيطة بمدينة رفح، خلال هذه الحرب إلا أنها خسرت العديد من جنودها في اللواء الغولاني فيما أسِر آخرون.
شارك اللواء في حرب 1967 والتي تعرف أيضاً باسم "نكسة 67" في مصر، وفي إسرائيل باسم "حرب الأيام الستة".
اندلعت هذه الحرب بين إسرائيل وكل من العراق ومصر وسوريا والأردن من 5 حزيران/يونيو إلى العاشر من الشهر نفسه عام 1967.
أسفرت الحرب عن احتلال إسرائيل لسيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان. تُعد هذه النزاعات الستة أيام ثالث حرب ضمن الصراع العربي الإسرائيلي.
حرب أكتوبر 1973
خلال الأيام الأولى من حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، عندما شنت مصر وسوريا حرباً مشتركة على الاحتلال الإسرائيلي، والتي عرفت في مصر بـ"حرب أكتوبر" وفي سوريا بـ"حرب تشرين التحريرية"، بينما سُميت في إسرائيل بـ"حرب يوم الغفران".
كانت هذه الصدامات العسكرية الرابعة بين الدول العربية وإسرائيل، بعد كل من حرب 1948 و1956 و1967.
انطلقت الحرب في السادس من أكتوبر 1973 بهجومين مفاجئين من القوات المصرية والسورية على القوات الإسرائيلية في سيناء وهضبة الجولان. حققت القوات المصرية والسورية بعض الإنجازات في الأيام الأولى، بتخطيها قناة السويس وتقدمها في سيناء والجولان.
تدخلت بعدها كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي لتعويض الخسائر، وقدموا دعماً للاحتلال الإسرائيلي والدول العربية عبر جسور جوية.
في النهاية، بعد التدخل الدولي، توصلت الأطراف المتحاربة إلى وقف إطلاق النار، مما أنهى الحرب التي شهدت تحركات واسعة وتداولاً للدعم الدولي، رغم ذلك تكبد اللواء الغولاني العديد من الخسائر البشرية التي تعتبر الأعلى في الجيش الإسرائيلي خلال حرب 1973.
المشاركة في حروب القرن 21
شارك اللواء في العدوان الإسرائيلي على لبنان في 12 يوليو/ تموز 2006، إذ اندلعت حرب استمرت 34 يوماً بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، تأثرت مناطق مختلفة من لبنان، وخاصة في الجنوب والشرق، بالإضافة إلى العاصمة بيروت.
كما تأثرت أيضاً منطقة هضبة الجولان وشمال مناطق الاحتلال الإسرائيلي في الجليل والكرمل ومرج ابن عامر. النزاع تسبب في تدمير واستنزاف في هذه المناطق، واستمر تأثيرها حتى نهاية الصراع في 14 آب /أغسطس 2006.
تكبد اللواء خسائر فادحة خلال المعارك التي خاضها مع مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان، حيث قتل عدد من منتسبيه فيما فر عدد آخر منهم، في واقعة لا تتناسب مع الدعاية الإسرائيلية حول شجاعة جنوده وإصرارهم على النصر.
ومنذ الانسحاب الإسرائيلي من لبنان تم تكليف اللواء بالمشاركة في حراسة الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، فيما يخدم جنود اللواء الغولاني في شمال الضفة الغربية، خصوصا جنين وطولكرم.
أما خلال الحرب الأخيرة على غزة التي استمرت لأزيد من يوماً اعترف الإعلام الإسرائيلي بمقتل أزيد من 100 عسكرياً في لواء "غولاني"، منذ بدء ملحمة "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر، من الشهر الحالي.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی بالإضافة إلى تشرین الأول شارک اللواء هذا اللواء اللواء فی العدید من فی حرب
إقرأ أيضاً:
لابيد: لا يجب أن يبقى الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة
قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2024، إن على الجيش الإسرائيلي أن لا يبقى في قطاع غزة ولكن عليه أن يحتفظ بحرية تنفيذ عمل عسكري في القطاع بعد انتهاء الحرب.
وقال لابيد في منشور على منصة "إكس": "قلت قبل عشرة أشهر إن هدف إسرائيل في غزة يجب أن يكون وضعا مثل المنطقة (أ) في الضفة الغربية، حيث يدخل الجيش الإسرائيلي كلما اكتشف نشاطا معاديا ويعمل دون قيود".
والمنطقة "أ" هي المدن بالضفة الغربية التي يفترض بموجب اتفاقية أوسلو (1995) بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية أن تخضع للسيطرة المدنية والأمنية الفلسطينية الكاملة ولكن الجيش الإسرائيلي بات يجتاحها بشكل متكرر في السنوات الماضية.
وصنفت اتفاقية أوسلو أراضي الضفة إلى 3 مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و "ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و "ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية.
وأضاف لابيد: "هذا الصباح قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس نفس الشيء بالضبط. وأن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي أبدا".
والثلاثاء قال وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في منشور على منصة "إكس" إن تل أبيب تعتزم السيطرة أمنيا على قطاع غزة والاحتفاظ بحق العمل فيه بعد الحرب، كما هو الحال في الضفة الغربية.
وتابع لابيد: "يتعين على إسرائيل أن تبدي عدم التسامح مطلقاً مع أي محاولة من جانب حماس لإعادة بناء قوتها العسكرية، ولكن لا ينبغي لها (إسرائيل) أن تستقر في غزة، ولا ينبغي لقوات الدفاع الإسرائيلية أن تستمر في خسارة جنودها في جباليا (شمال قطاع غزة) إلى الأبد بسبب أوهام أوريت ستروك" وزيرة الاستيطان الإسرائيلية التي تدعو لإعادة احتلال قطاع غزة وإقامة مستوطنات فيه".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي دعت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك من حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، إلى استمرار احتلال قطاع غزة لـ"فترة طويلة جدا"، إضافة إلى ضم الضفة الغربية المحتلة.
وقال لابيد "نحن بحاجة إلى عقد صفقة رهائن، وإنهاء الحرب، والمساعدة في إنشاء حكومة بديلة في غزة تضم السعوديين، ودول اتفاقيات إبراهام، وذراعًا رمزيًا للسلطة الفلسطينية، وفي كل مرة ترفع فيها حماس رأسها، يأتي الجيش الإسرائيلي ويضربها بكل قوته".
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، وتقدر وجود 100 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.
وتجري مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس" للتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل أسرى.
وأكدت حماس مرارا جاهزيتها لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار، ووافقت بالفعل في مايو/ أيار الماضي على مقترح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكن نتنياهو تراجع عنه وطرح شروطا تعجيزية جديدة، بينها استمرار الحرب وعدم سحب الجيش الإسرائيلي من غزة.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق، للحفاظ على منصبه وحكومته، إذ يهدد وزراء متطرفون بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها في حال القبول بإنهاء الحرب.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة أسفرت عن نحو 152 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر : وكالة سوا - الأناضول