هل تقود الهدنة المؤقتة إلى مفاوضات الأمر الواقع؟
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
ما بين الهدنة في غزة، ولو مؤقتة، وتصاعد وتيرة تبادل القصف على الجبهتين الشمالية لإسرائيل والجنوبية للبنان ما قبل الهدنة، تنشط الحركة الديبلوماسية الأميركية عبر موفدها آموس هوكشتاين، والديبلوماسية الإيرانية عبر وزير الخارجية حسين عبد الأمير اللهيان لتجنيب المنطقة حربًا لا هوادة فيها، يُخشى أن تكون شرارتها الأولى ما يحصل من تبادل المناوشات بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله"، وليس الحرب الدائرة في قطاع غزة.
فالسباق بين الحركة الديبلوماسية وقرع طبول الحرب قائم بوتيرة متناغمة مع ما تبيّته إسرائيل من مخطّطات ليس أقّلها مواصلة استفزازاتها لإخراج "حزب الله" من قمقمه وإجباره على التعامل مع حجم إعتداءاتها بما يتناسب مع الظروف الموضعية، التي لا يزال يراعيها في ردّ "الصاع صاعين"، مع الأخذ في الاعتبار ما يمكن أن تكون عليه الانعكاسات السلبية لأي حرب شاملة محتملة على وضعية لبنان الداخلية، وهذا لا يدخل بالطبع في الحسابات الإسرائيلية، التي تعتقد أن توسيع إطار الحرب يصبّ في مصلحتها، وهي التي تحاول دائمًا الهروب إلى الأمام، خصوصًا أن الوضع الداخلي في إسرائيل يشي بحركة متنامية ضد القرارات العشوائية، التي تتخذها حكومة نتنياهو.
ما هو ثابت حتى الآن في الاستراتيجية، التي يعتمدها "حزب الله" في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، كما تقول مصادره، أن الردّ على النيران الإسرائيلية لم يتخطًّ ما يمكن ادراجه في خانة ما يُعرف بـ قواعد الاشتباك". فهو ليس المبادر في أي عملية يقوم بها، بل لا يزال في موقع المدافع، وما استهدافه لمواقع العدو سوى ما يعتبره أمرًا طبيعيًا لا مجال لمناقشته أو المضي في تفسير ما لا يحتاج إلى تفسير أو تبرير.
فـ "حزب الله، ووفق ما يُنقل عن قادته، لن ينجرّ إلى ما تخطّط له إسرائيل، لأنه يدرك تمامًا أهدافها المعلنة والخفية، إلاّ إذا فُرض عليه ما لا يمكن تجّنبه. وهنا يأتي دور الحركة الديبلوماسية، وآخرها ما تقوم به فرنسا، التي أبلغت الجميع بضرورة تجنيب المنطقة حربًا غير مسبوقة، وما يمكن أن ينتج عنها من آثار سلبية على مجمل دول المنطقة، التي ستتأثر بشكل أو بآخر بما ستؤول إليه نتائجها على أكثر من صعيد، وبالأخص الوضع الاقتصادي.
وفي اعتقاد جميع الذين يقومون بهذه الحركة الديبلوماسية، بمن فيهم الجانب الأميركي، أن كرة النار هي الآن في الملعب الإسرائيلي. فإذا نجحت هذه المساعي في لجم تل أبيب تكون قد جنّبت المنطقة حربًا غير محسوبة النتائج، وذلك قياسًا إلى ما يمكن أن تتركه من انعكاسات سلبية لا تصبّ في خانة ما كان مبذولًا من جهود قبل اندلاع الحرب على غزة، لجهة تفعيل إيجابيات "طريق الحرير"، وما كان يؤمل منها من نتائج على صعيد الوضع الاقتصادي والتنموي لدول المنطقة، في ضوء ما كان يُرسم من أفق واعد للشرق الأوسط الجديد وصولًا إلى العام 2030.
في المقابل لا أحد يضمن ألا تعود اسرائيل بعد الهدنة المؤقتة إلى سابق تعاملها الهمجي مع القطاع، من حيث وصلت ميدانيًا، وذلك بهدف تحقيق ما تسعى إليه من خلال رفضها فكرة "حلّ الدولتين" أولًا، أو من خلال ما تخطّط له عبر التهجير الجماعي نحو سيناء، ومن مصلحتها، كما هو واضح، أن توسّع الحرب في لبنان، بالتزامن مع التهدئة التي اقامتها إيران على جبهة علاقاتها مع المملكة السعودية والدول الخليجية، ولا سيما في ما يتعلق باليمن. إلاّ أن هذا الأمر لا يعني بالضرورة ان تتخّلى عن الاوراق التي لا تزال تتحكم بها والتي يمكنها توظيفها في المكان والظرف المناسبين.
وما شهدته الجبهة الجنوبية من هدوء حذر بالتزامن مع سريان مفعول الهدنة في غزة يؤشّر إلى نجاح المساعي الديبلوماسية، ولو إلى حين، إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا، وقد تقود إلى مرحلة يقتنع فيها الجميع بضرورة الذهاب إلى مفاوضات سياسية مباشرة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله ما یمکن
إقرأ أيضاً:
برلمانية تكشف أبرز الرسائل التي أطلقتها القوي السياسية والشعبية حفاظاً علي أمننا القومي
أشادت النائبة الدكتورة نيفين حمدي عضو لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب، عضو الهيئة البرلمانية العليا لحزب حماة الوطن، بمشهد إصطفاف المصريين أمام المساجد والميادين والساحات، عقب صلاة عيد الفطر المبارك اليوم.
وأكدت النائبة، أن مشهد الاصطفاف الوطني، بعث برسالة دعم وتأييد للقيادة السياسية الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي ، فضلا عن إعلان موقفهم الرافض لتهجير الأشقاء الفلسطينيين.
وأعلنت عضو لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب، في بيان لها اليوم، عن تأييدها الكامل لكافة القرارات والخطوات والإجراءات التي تتخذها الدولة المصرية لدعم الأشقاء الفلسطينيين، مؤكدة أن الدولة المصرية حكومة وشعباً وقيادة ستظل كما كانت دائمًا، شريكًا أساسيًا في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأشارت نائبة حماة الوطن، إلى أن إصطفاف القوي السياسية والحزبية والشعبية اليوم ، يعكس وعي الشعب المصري العظيم بكافة طوائفه، بما يحاك ضد المنطقة من مخطط إسرائيلي - أمريكي خبيث، مؤكدة أن المصريين لن يسمحوا بتمرير أي مخططات تهدد استقرار المنطقة، أو تُهدر حقوق أشقائها، أو تمس أمننا القومي.
وأكدت النائبة نيفين حمدي، أن ملايين المصريين أطلقوا اليوم العديد من الرسائل الغاية في الأهمية مفادها: الوقوف والاصطفاف خلف قيادتنا الرشيدة، فضلا عن إعلان دعمهم مئات الآلاف من للأشقاء في محنتهم حتي يعبرونها بسلام ، بالإضافة إلي رساله تضامن مع الأشقاء الفلسطينيين ضد مخطط تهجيرهم من أرضهم تحت اي مبررات لتصفية القضية المشروعه.