وجدت المعركة بين الديمقراطيين حول سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل جبهة جديدة هذا الشهر في شكل دعوات ليبرالية لوضع شروط على أي مساعدات عسكرية جديدة يتم تسليمها إلى تل أبيب.

وحذر العديد من التقدميين البارزين في كل من مجلسي النواب والشيوخ في الأيام الأخيرة من أنهم سيعارضون أي حزمة مساعدات تفشل في تطبيق قيود جديدة على ما وصفته صحيفة "ذا هيل" القريبة من الكونجرس بتعامل إسرائيل العنيف مع الفلسطينيين، وهو تعبير تستخدمه الصحف الأمريكية لتجنب استخدام "الإبادة الجماعية" و"المجازر الإسرائيلية في غزة".

وخلف السيناتور بيرني ساندرز (عن ولاية فيرمونت)، يريد الليبراليون حجب المساعدات الأمريكية الجديدة عن حكومة بنيامين نتنياهو ما لم توافق على قيود جديدة تهدف إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

وكتب ساندرز في مقال افتتاحي لصحيفة نيويورك تايمز نُشر الأربعاء : "نهج الشيكات الفارغة يجب أن ينتهي" .

وأضاف: "يجب على الولايات المتحدة أن توضح أنه على الرغم من أننا أصدقاء لإسرائيل، إلا أن هناك شروطًا لهذه الصداقة، وأنه لا يمكننا أن نكون متواطئين في أعمال تنتهك القانون الدولي".

وأثارت هذه المطالب رد فعل عنيف متوقع من بعض الديمقراطيين الداعمين للاحتلال الإسرائيلي في الكابيتول هيل،  بحجة أن تقييد رد إسرائيل على هجمات 7 أكتوبر لن يؤدي إلا إلى تمكين حماس، التي تعتبرها الولايات المتحدة جماعة إرهابية، وتزيد من التهديد الذي تشكله على إسرائيل.

وقال النائب براد شنايدر (ديمقراطي من إلينوي)، وهو داعم للاحتلال الإسرائيلي، خلال عطلة نهاية الأسبوع: "لن  يعرف الفلسطينيون ولا الإسرائيليون السلام طالما أن حماس تحتجز الرهائن وتسيطر على غزة وتحتفظ بقدرتها على مهاجمة الإسرائيليين". "إن فرض شروط على المساعدات المقدمة لإسرائيل سيبعد السلام أكثر، مما يهدد حياة الإسرائيليين والفلسطينيين بدلا من إنقاذهم".

وسلط الصدام الداخلي الضوء على الانقسامات الديمقراطية طويلة الأمد عندما يتعلق الأمر بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود، مما خلق تحديات جديدة لقادة الحزب، بما في ذلك الرئيس بايدن، الذين يدعمون الرد الإسرائيلي القوي بينما يسعون أيضًا إلى استرضاء المنتقدين الليبراليين،  الذين يتهمون إسرائيل بارتكاب جرائم ضد حقوق الإنسان في غزة.

تصدعات

وظهرت هذه التصدعات بشكل كامل داخل الكتلة الديمقراطية في مجلس النواب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وظهرت خلال تصويتين لتأكيد دعم الكونغرس لإسرائيل – خطابيًا وماليًا على حد سواء – ولاحقًا في سلسلة أخرى من الأصوات التي انتهت بالإدانة الرسمية للبرلمانية رشيدة طليب (ديمقراطية من ولاية ميشيجان) بسبب انتقادها إسرائيل.

ومن المؤكد أن النقاش المتوتر سيعود إلى الظهور في الأسابيع المقبلة عندما يأمل الزعماء الديمقراطيون في الموافقة على طلب بايدن البالغ 14.3 مليار دولار لمساعدة إسرائيل – وهو جزء من اقتراح أوسع بكثير يتضمن أيضًا التمويل العسكري لأوكرانيا والمساعدة الإنسانية في غزة – في النافذة الزمنية القصيرة التي ستنتهي قبل نهاية العام، وفقا لصحيفة “ذا هيل”.

وتنبأ ساندرز، وهو رمز ليبرالي وله جيش من الأتباع، بالمعركة الصعبة المقبلة عندما أصدر بيانا خلال عطلة نهاية الأسبوع حدد فيه الشروط اللازمة لكسب دعمه لمزيد من المساعدات لإسرائيل.

وتدعو خطته المكونة من ست نقاط إلى وضع حد فوري للقصف العشوائي في غزة والذي أدى إلى مقتل آلاف المدنيين وتوقف كبير في العمليات العسكرية الإسرائيلية للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية؛ التأكيد على أن العائلات الغزية النازحة ستحتفظ بحق العودة إلى منازلها؛ وضمانات بأن إسرائيل لن تواصل حصارها على غزة، ولن تحتل المنطقة على المدى الطويل، عندما تنتهي الأعمال العدائية؛ وحظر توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية؛ والالتزام بمحادثات سلام جادة تهدف إلى التوصل إلى حل الدولتين بعيد المنال.

وقال ساندرز في البيان: "يجب على حكومة نتنياهو، أو على أمل حكومة إسرائيلية جديدة، أن تفهم أنه لن يأتي قرش واحد إلى إسرائيل من الولايات المتحدة ما لم يكن هناك تغيير جوهري في مواقفهم العسكرية والسياسية".

ولم يكن ساندرز وحده، حيث انتقد  العديد من الليبراليين في مجلس النواب بشدة سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين على نطاق واسع، وتعامل نتنياهو مع الحرب الإسرائيلية على غزة على وجه الخصوص.

وقالت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز (ديمقراطية من ولاية نيويورك) إن الولايات المتحدة تطبق الشروط على "جميع الحلفاء الآخرين تقريبًا"، وأن فعل الشيء نفسه تجاه إسرائيل هو ببساطة "المسار المسؤول" لضمان عدم قيام دافعي الضرائب الأمريكيين بتمويل إسرائيل.

وكتبت أوكاسيو كورتيز على منصة X، المعروفة سابقًا باسم تويتر: "تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية قانونية وأخلاقية لضمان أن الموارد العامة لا تسهل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي".

وعلى الجانب الآخر، يتحد الجمهوريين  إلى حد كبير في دعمهم للمساعدات الإسرائيلية، على الرغم من وجود خلافات داخل الحزب الجمهوري حول ما إذا كان ينبغي أن يكون التمويل الجديد مصحوبًا بتغييرات أخرى في الميزانية تهدف إلى تحمل التكاليف.

وأقر رئيس مجلس النواب، المعين حديثًا، الجمهوري مايك جونسون،  حزمة بقيمة 14.3 مليار دولار لإسرائيل في وقت سابق من الشهر، والتي تضمنت أيضًا تخفيضات حادة في تمويل مصلحة الضرائب لإرضاء المحافظين – وهو ملحق أضاف مليارات الدولارات إلى الإنفاق بالعجز، وتآكل كل الدعم تقريبًا من الديمقراطيين.

ومن المتوقع أن تبدأ الخطوات التالية بشأن المساعدات الإسرائيلية في مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون الذين يعارضون أي تعويضات لفواتير الإنفاق الطارئة. ولا يزال من غير الواضح كيف أو ما إذا كان جونسون سيطرح مشروع القانون هذا على مجلس النواب ويخاطر بثورة للمحافظين.

المصدر | ذا هيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الديمقراطيين الكونجرس إسرائيل غزة الولایات المتحدة مجلس النواب ذا هیل فی غزة

إقرأ أيضاً:

تعويضات للمستأجرين.. مقترحات جديدة في قانون الإيجار القديم

أصدرت المحكمة الدستورية العليا قرارًا بعدم دستورية تثبيت قيمة الإيجار القديم في خطة تهدف إلى إنهاء أزمة القانون الممتد منذ سنوات، وتحقيق التوزن بين طرفي العلاقة الإيجارية من الملاك والمستأجرين، وكلَّفت المحكمة مجلس النواب بإجراء تعديلات على القانون، مع مراعاة كل من المالك والمستأجر.

مناقشة قانون الإيجار القديم 

وأوضح عبدالباسط الشرقاوي، عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب، أنه من المقرر أن يبدأ مجلس النواب مناقشة قانون الإيجار القديم بدءًا من الاثنين المقبل، مع استدعاء الأطراف المعنية بالقانون والمتخصصين وأطراف العلاقة الإيجارية من الملاك والمستأجرين بهدف طرح الرؤى الكاملة للتوصل إلى حلول متوازنة تضمن تحقيق العدالة بين أطراف القانون.

تعويض المستأجرين 

وأوضح عضو لجنة الإسكان، في تصريحات لـ«الوطن»، أن هناك عددا من المقترحات التي تضمن تعويض المستأجر عن الإيجار، موضحًا أن أبرز تلك المقترحات هو منح غير المقتدرين من مستأجري تلك الشقق وحدات سكنية من وحدات الإسكان الاجتماعي التي تطرحها وزارة الإسكان، وذلك بعد إجراء البحث الاجتماعي للتأكد من ذلك.

وأضاف «الشرقاوي» أن من ضمن أبرز المقترحات هو إنشاء صندق اجتماعي يتم تمويله لتعويض الحالات الغير قادرة والمتضررة من الزيادة في قيمة الإيجار القديم. 

استدعاء الملاك والمستأجرين 

وكان مجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، أعلن الأسبوع الماضي عددًا من الإجراءات، بهدف التوصل إلى حلول فعالة لإنهاء الأزمة، ومنها الاستعانة بالدراسات والبحوث التي أعدتها الجهات البحثية المعنية في هذا الملف، والاستماع لرأي أساتذة القانون وعلم الاجتماع بالجامعات المصرية والخبراء لأخذ آرائهم العلمية في هذا الملف، بهدف الحصول على رؤية متكاملة تجمع بين التحليل القانوني والمقاربة الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • مجلس النواب العراقي يعقد جلسة طارئة غدا لمناقشة التهديدات الإسرائيلية للبلاد
  • “آسيا تايمز”: الولايات المتحدة و”إسرائيل” تفشلان في إيقاف هجمات أنصار الله اليمنية 
  • استعادة دور برلمان الشرعية في عدن وعلاقته بترتيبات عسكرية محتملة بإشراف واشنطن
  • إسرائيل.. المصادقة على تعيين سفير جديد إلى الولايات المتحدة
  • العراق.. جلسة طارئة لـ"النواب" غداً لمناقشة التهديدات الإسرائيلية
  • تحذير من عاصفة شتوية جديدة في الولايات المتحدة
  • عبدالمنعم سعيد: المرحلة الأولى من حكم ترامب ستتركز على الولايات المتحدة
  • تعويضات للمستأجرين.. مقترحات جديدة في قانون الإيجار القديم
  • قيادي فلسطيني يحمل الولايات المتحدة مسئولية استمرار المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين
  • محلل: لبنان طلب من الولايات المتحدة منع الضربات الاستباقية الإسرائيلية