التلبينة النبوية تعالج الحزن وتذهبه.. ماذا قال عنها الرسول في حديثه؟
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
«التلبينة» أكلة بدوية قديمة، وطعام كان يطبخه العرب، وهو معروف عند أهل البادية حتى قبل الإسلام، ويُعد من خلال طبخ حبة الشعير كاملة، ولما كان القرآن نزل بآياته عند العرب فكان لزاما أن يأتي الوحي الشريف بما يعرفه العرب ليكون لهم آية.
التلبينة النبوية وفائدتهاويقول الداعية الإسلامي، الشيخ خالد الجمل، الخطيب بالأوقاف، إن القرآن الكريم ذكر كثيرا من المطعومات، مثل العدس والبصل وغيرها، حتى كان ذكر الشعير في القرآن وفوائده ليدل على عظمة الوحي الكريم لرسول الله حيث قال تعالي [والحب ذو العصف والريحان]، وقال الإمام الطبري، إنه الشعير الذي فيه التبن والخضرة.
وأضاف الخطيب بالأوقاف لـ«الوطن»، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر في أحاديث كثيرة أطعمة متنوعة وعدّد فوائدها، كذكره صلى الله عليه وسلم الطعام المعروف باسم «التلبينة»، حيث اتفق الشيخان على ذكرها في حديث رسول الله، وفي الحديث الذي رواه الامام مسلم وفيه أن السيدة عائشة كانت إذا كانت في جمع من أهلها بعد عزاء أو مواساة، أمرَتْ ببرمة من تلبينة، فطُبِختْ وصنعتْ ثريدًا لأهلها، ثم صبَّت التلبينة عليه، ثم قالت: «كلن منها؛ فإني سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: التلبينة مجمَّةٌ لفؤاد المريض، تَذهَب ببعض الحزن».
وأشار الداعية الإسلامي، إلى أن حديث التلبينة، فيه من لفت النظر لمن كان في زمانهم بأن مثل هذا النوع من الطعام قد يكون تسلية لهم في مرضهم أو حزنهم هذا، وهذا أمر كان في وقته وزمانه أمرا مهما ووسيلة لاطمئنان الناس في تداويهم به، حيث لم يكن هناك علم للطب أو علم للدواء أو علم للتحاليل وغيرها مما صار بين ايدينا الآن، مؤكدا أن النبي صلي الله عليه وسلم عندما يقول أمرا من أمور الدنيا إنما يقوله إما بما يناسب وقته وبيئته وزمانه الشريف، أو إما أن يكون خاصا لحالة ما أو أما أن يكون ذكر لرأيه الشريف تبعا لما اعتاد عليه العرب وقت إذ.
وأوضح «الجمل»، أن من يظن أن ما جاء في حديث التلبينة إنما جاء علي سبيل الإلزام باعتباره وحيا ملزما مخالفته محرمة، فهذا ليس صحيحا، والدليل حديث صاحب الوحي الشريف صلي الله عليه وسلم المشهور في حادثة تأبير النخل، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنتم أعلم بشؤون دنياكم».
العلاج بالأعشابوأوضح «الجمل»، أن في عصرنا الحديث، لا يصح أن يأتي أحدهم ليصف لمريض أو عليل أن العلاج بالعسل أو بالبذور أو بهذه الأكلة مثلا، لوجود هذا الحديث، أو متعللا بأنه من الطب النبوي كما يدعون، فقد يكون هذا المريض مصابا بمرض ما يمنع معه أكل الشعير أو غيره ولا يعرف هذا في عصرنا الحالي إلا الطبيب بعد عمل التحاليل والأشعات المطلوبة.
وذكر «الجمل»، أن التداوي بالأعشاب كان يسمي بالطب البدوي، حيث كان معروفا عند أهل البادية حتى قبل الإسلام، لذلك أري أن من سمونه بالطب النبوي - قد وصفوه بوصف ليس في محله، بل ولا يتفق مع توقير واجلال رسالة رسول الله، فقد أرسله الله جل وعلا شاهدا، ومبشرا، ونذيرا، وداعيا الي الله، وسراجا منيرا للبشرية جميعا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التلبينة الله علیه وسلم رسول الله
إقرأ أيضاً:
ماذا نقول عند بداية الطواف؟ تعرف على أبرز الأدعية المستحبة
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال أدعية الطواف، يقول (هل يوجد دعاء أو ذكر محدد يُستحب أن يقوله الإنسان عند الطواف بالبيت؟ وهل يجوز الدعاء في الطواف بدعاءٍ غير مأثور؟
وقالت دار الإفتاء إن الدعاء وذكر الله سبحانه وتعالى عند الطواف بالبيت أمرٌ مستحبٌّ شرعًا، وأحسنه ما ورد في السنة النبوية من الأدعية والأذكار.
وأضافت دار الإفتاء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو بَيْنَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ وَالْحَجَرِ فيقول: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار» أخرجه الإمام أحمد وابن خزيمة والحاكم عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه.
ومنها أيضًا: ما جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: «مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَلَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، مُحِيَتْ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ بِهَا عَشَرَةُ دَرَجَاتٍ» رواه الإمام ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وأوضحت أنه يجوز الذكر والدعاء بغير الوارد؛ سواء كان ذكرًا ينشئه بنفسه أو ذكرًا مرويًّا عن بعض الصالحين مما فتح الله تعالى به عليهم.
أدعية الطواف«رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار»
«مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَلَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، مُحِيَتْ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ بِهَا عَشَرَةُ دَرَجَاتٍ»
«اللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي، وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَاخْلُفْ عَلَيَّ كُلَّ غَائِبَةٍ لِي بِخَيْرٍ»
فضل الطواف بالكعبة
الطواف بالكعبة المشرَّفة عبادة من أفضل العبادات وقُربة من أشرف القُربات، ويُثاب عليه المسلم ثوابًا عظيمًا؛ قال تعالى: ﴿وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [الحج: 26]، وقال تعالى: ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 29].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ طَافَ بِالبَيْتِ خَمْسِينَ مَرَّةً خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» أخرجه الترمذي.
وأخرج الفاكهي في "أخبار مكة" عن الحجاج بن أبي رقية قال: كنت أطوف بالبيت فإذا أنا بابن عمر رضي الله عنهما، فقال: يا ابن أبي رقية استكثروا من الطواف؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ حَتَّى تُوجِعَهُ قَدَمَاهُ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ تَعَالَى أَنْ يُرِيحَهُمَا فِي الْجَنَّةِ».