بعدما خطف العدوان الاسرائيلي على غزة كل الاهتمام السياسي الاقليمي والدولي، فضلاً عن القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان، ما أبعد الاستحقاق الرئاسي عن دائرة الاهتمام، يصل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان يوم الأربعاء في زيارة جديدة تحمل تساؤلات حول هذا التوقيت، لا سيما وأن الانشغالات الغربية بما يجري في غزة، تدفع الكثيرين إلى القول إن الاستحقاق الرئاسي بات بحكم المزيد من التأجيل وان المساعي الفرنسية جمدت بانتظار ما سيحصل من تطورات في غزة.

 
ولا شك أنّ زيارة لودريان يوم الاربعاء المقبل تأتي بعد انتهاء الهدنة في غزة التي بدأت امس وتنتهي يوم الثلاثاء علما انه من غير المعلوم ان كانت ستمدد اكثر أو سيتم خرقها في الساعات المقبلة.
ووفق مصادر مطلعة على أجواء الإليزيه، فإن "باريس ليست مطمئنة إلى الأوضاع في الشرق الأوسط ومرد ذلك ما يحصل في قطاع غزة"، معتبرة أن "زيارة لودريان تهدف إلى حث المسؤولين على المسارعة في انتخاب رئيس وإنجاز الاستحقاقات المطلوبة، لا سيما وان هناك قلقاً على لبنان من الاخطار المحيطة به واحتمال توسع الحرب".
واعتبرت المصادر أن "رسالة لودريان الى القوى المعنية هي رسالة اللجنة الخماسية كلها فلودريان تشاور ويتشاور مع اعضائها في شأن الملف اللبناني وضروره إيجاد الحلول في أسرع وقت ممكن". 

وبانتظار زيارة لودريان، فإن الترقب سيد الموقف للاوضاع في الجنوب الذي ساده الهدوء أمس مع دخول الهدنة في قطاع غزة حيز التنفيذ، خاصة وأن حزب الله أعلن أنه لن يقوم باي عملية أو ضربة اذا التزمت إسرائيل بالهدنة ولم تقصف اي موقع في الجنوب. 
وتقول مصادر مطلعة لـ"لبنان24"، إن "هناك ضغطاً أميركياً على إسرائيل  لمنعها من توسيع الحرب في الجبهة  الشمالية"، مشيرة إلى أن "التواصل الأميركي - الإيراني عبر سلطنة عمان يتقاطع على رفض توسع الحرب"، علماً أن المصادر نفسها تشير إلى أن "هناك دفعاً غربياً لتحريك الملف الرئاسي، مع ترجيح المصادر أن حزب الله قد يزداد تمسكاً بمرشحه لرئاسة الجمهورية وهذا ما سيتبلغه لودريان، الذي سيجد نفسه مضطراً لتفسير موقف بلاده والرئيس إيمانويل ماكرون من غزة وحركة حماس".
ورجّحت مصادر مقربة من قوى الثامن من آذار أن تُستأنفَ حركة الوسطاء الرئاسيين مُجدداً في لبنان بهدف "تبديد الجمود" الذي طغى على المشهد السياسي لأكثر من 6 أسابيع.
وأشارت المصادر إلى أنَّ مروحة الإتصالات التي ستُجرى مُجدداً بشأن الملف الرئاسي ستقفُ عند رأي كل طرف بالأزمة، ومعرفةِ ما إذا كانت هناك إشارات جديدة لدى الأطراف الأساسية الفاعلة من شأنها أن تُشكل بوادر لحلحلة مُنتظرة.
وبحسب المعطيات، فإنَّ القطريين والفرنسيين ما زالوا يعملون على "وتر تبديد التعقيدات"، علماً أن الإتصالات من قبل باريس والدوحة لم تتوقف مع أطرافٍ لبنانية عديدة طيلة فترة التوتر في الجنوب، وهو ما أسمته المصادر بـ"الحديث خلف الكواليس والأضواء".
كذلك، اعتبرت أوساط سياسية أن زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان القصيرة إلى لبنان "حملت تاكيداً إيرانياً على الالتزام وحلفائها في لبنان بالتهدئة  طالما أن الهدنة مستمرة".
وفيما عاد الحديث في الايام الماضية عن أهمية تطبيق القرار 1701، اعتبرت هذه الاوساط أن "هناك التزاماً شيعياً يعبر عنه الرئيس نبيه بري وأبلغه للموفد الأميركي اموس هوكشتاين لجهة ضرورة انسحاب أسرائيل من قرية الغجر وتلال كفرشوبا وضرورة تثبيت حقوق لبنان في النقاط 13 البرية التي تمتدّ من رأس الناقورة المعروفة بـ(B1) حتى بلدة الغجر".
وتوقّع مرجع عسكريّ مطّلع أنّ يلتزم "حزب الله" بالهدنة بين حركة "حماس" والعدوّ الإسرائيليّ، ويوقف الإشتباكات الدائرة على الحدود الجنوبيّة.   وأشار إلى أنّ "المقاومة الإسلاميّة" فتحت جبهة الجنوب للضغط على إسرائيل، وبعد دخول الهدنة حيّز التنفيذ في غزة، والبدء بتبادل الأسرى والرهائن بين الجانبين الفلسطينيّ والإسرائيليّ، فإنّ "حزب الله" لن يُهاجم مواقع العدوّ في الجنوب.          المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الجنوب حزب الله فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

اسرائيل تخطط للبقاء في الجنوب بعد مهلة الستين يوماً

بدت الصورة شديدة التعقيد عشية إنتهاء مهلة اتفاق وقف النار، إذ نقلت رويترز عن ديبلوماسيين أن إسرائيل ستبقى في مواقع في الجنوب بعد مهلة الستين يوماً. وفي هذا السياق، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس لجنة المراقبة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون حيث جرى عرض للأوضاع والمستجدات الميدانية حول الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان وخروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701.
وقالت مصادر مطلعة على اللقاء لـ «الأخبار» إنه «لم يكن ودياً، وأبدى خلاله بري رفضاً قاطعاً لتمديد الهدنة ولو ليوم واحد»، مشيراً إلى أن اسرائيل لن تجرؤ على السير بالتمديد من دون موافقة الإدارة الأميركية.

ونقلت عنه المصادر قوله لجيفرز: Deal is Deal. غير أن زوار رئيس المجلس نقلوا انه لم يحصل على ضمانة اميركية بأن اسرائيل ستلتزم بالمدة.
ومع إشارة وسائل إعلام عبرية الى أن الجيش يستعد «اعتبارا من يوم الأحد لإطلاق نار رمزي من قبل حزب الله باتجاه جبل دوف رداً على بقاء قوات الجيش في القطاع الشرقي»، علمت «الأخبار» أن هناك حال استنفار في الجيش اللبناني واليونيفل «تحسباً للمشهد المرتقب فجر الأحد مع انتهاء المهلة، خشية وقوع أحداث في حال صمّم الأهالي على دخول البلدات الحدودية التي لا تزال قوات الاحتلال منتشرة فيها أو في محيطها».

ودكرت «البناء» أن مراجع رسمية أجرت سلسلة اتصالات ولقاءات مع مسؤولين معنيين باتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و»إسرائيل»، تطالب بالضغط على الحكومة الإسرائيلية للانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة وتفادي تجدد المواجهات العسكرية على الحدود بين حزب الله والقوات الإسرائيلية، فتلقى لبنان تطمينات غير مؤكدة بانتظار موقف الإدارة الأميركية الجديدة.

وتزامن ذلك مع دخول عدد من أهالي الناقورة، بعدما تجمعوا عند نقطة الحمرا - البياضة جنوب صور، إلى البلدة لتفقد منازلهم التي دمرت نتيجة الحرب بعد حصولهم على تصاريح من الجيش ، وكانت مديرية التوجيه في الجيش نظمت عملية الدخول إلى البلدة بعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي منها. وتبين حجم الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية والمنازل وشبكات الكهرباء والمياه والطرقات.
في المقابل، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضغط للانسحاب من جنوب لبنان يوم الأحد وفق الاتفاق رغم موافقة إدارة بايدن على التأجيل. وقال السفير الإسرائيلي المنتهية ولايته في واشنطن: "نجري محادثات مع إدارة ترامب لتمديد موعد الانسحاب من لبنان"، وأشارت القناة 13 الإسرائيلية إلى أن المجلس الوزاري المصغر بحث مساء مسألة انتشار الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.

ومساءً أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن اتفاق وقف النار مع "حزب الله" لا يتم تنفيذه بالسرعة الكافية ولو أنها اعترفت بأن الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل انتشرا في مواقع "حزب الله" بحسب الاتفاق. وقالت إنها "تريد استمرار اتفاق وقف النار مع حزب الله". ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر إسرائيلي قوله: "تقديراتنا أننا لن ننسحب من كل الجنوب اللبناني حتى يوم الأحد وبقاؤنا مشروط بالتنسيق مع إدارة ترامب".

واصدر "حزب الله" في المقابل بياناً علق فيه على "بعض التسريبات التي تتحدث عن تأجيل العدو لانسحابه والبقاء مدة أطول في لبنان بما ‏تستدعي من الجميع وعلى رأسهم السلطة السياسية في لبنان الضغط على الدول الراعية ‏للاتفاق، والتحرك بفعالية ومواكبة الأيام الأخيرة للمهلة بما يضمن تنفيذ الانسحاب الكامل ‏وانتشار الجيش اللبناني حتى آخر شبر من الأراضي اللبنانية وعودة الأهالي إلى قراهم سريعا".‏ واعتبر "أن أي تجاوز لمهلة الـ 60 يوماً يُعتبر تجاوزاً فاضحاً للاتفاق وإمعاناً في التعدي على السيادة ‏اللبنانية ودخول الاحتلال فصلاً جديداً يستوجب التعاطي معه من قبل الدولة بكل الوسائل ‏والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية بفصولها كافة لاستعادة الأرض وانتزاعها من براثن ‏الاحتلال". ‏ 
وأعلن "أننا في الوقت الذي سنتابع فيه تطورات الوضع الذي من المفترض أن يُتوج في الأيام ‏المقبلة بالانسحاب التام، لن يكون مقبولاً أي إخلال بالاتفاق والتعهدات، وأي محاولة للتفلت ‏منها تحت عناوين واهية، وندعو إلى الالتزام الصارم الذي لا يقبل أية تنازلات". 

وكتبت" الشرق الاوسط": واكب الجيش اللبناني التحركات السياسية لـ«تفكيك» ذرائع إسرائيل لتأخير تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، بتنفيذ نحو 500 مهمة كشف عن مواقع محتملة لـ«حزب الله» وتفكيك بنية تحتية ومصادرة أسلحة، منذ إعلان وقف إطلاق النار، في حين «يتعاون الحزب بالكامل مع قرار السلطة اللبنانية»، حسبما قالت مصادر مواكبة لتنفيذ القرار لـ«الشرق الأوسط».

وتختبر التسريبات الإسرائيلية ردود الفعل حول فرضية الاحتفاظ بثلاث نقاط حدودية، هي تلة الحمامص في الخيام المقابلة لمستعمرة المطلة، ونقطة في حرج اللبونة في القطاع الغربي الواقع في خراج الناقورة وعلما الشعب المقابل لمستوطنات الجليل الغربي، وثالثة في جبل بلاط في القطاع الأوسط قرب بلدة رامية، وتقابل مستوطنتَي زرعيت وشتولا. وتتذرع إسرائيل، في تلك التسريبات، بأن الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» لم يستكملا مهامهما بعدُ، وهو ما تنفيه مصادر أمنية، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش «قام بواجباته على أكمل وجه؛ إذ تم تفكيك القسم الأغلب من البنية العسكرية لـ(حزب الله) في منطقة جنوب الليطاني»، مضيفة أن الجيش لم يقصّر بتاتاً في الكشف عن أي منشأة أو موقع محتمل كانت تبلغه به لجنة المراقبة منذ وقف إطلاق النار، تنفيذاً لقرار السلطة السياسية.

وتنفي المصادر الأمنية المزاعم الإسرائيلية بأن المنازل والمنشآت المدنية التي تنسفها هي منشآت لـ«حزب الله»، مؤكدة أن إسرائيل تنفذ تدميراً ممنهجاً للبنية التحتية المدنية في المنطقة الحدودية، وتقوم بنسف كل معالم الحياة فيها، مما يصعّب عودة السكان إلى بلداتهم.
 

مقالات مشابهة

  • التأليف يواجه النمط الجديد والمالية أمُّ العقد..
  • اسرائيل تخطط للبقاء في الجنوب بعد مهلة الستين يوماً
  • ترامب: ستكون هناك عواقب في حال عدم صمود وقف إطلاق النار في غزة
  • لبنان يؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل من الجنوب
  • فرنسا قلقة بشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين ومخيمها
  • ماهي الدلالات السياسية التي تحملها زيارة وزير الخارجية السعودي إلى لبنان؟
  • فرنسا قلقة إزاء تصاعد التوترات الأمنية في الضفة الغربية
  • قبل انتهاء مهلة الـ60 يومًا.. هذا ما تريد إسرائيل أن تفعله في الجنوب
  • هل هناك تفاهمات سرية؟
  • عون: المجتمع الدولي متجاوب للضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب لبنان