مع حلول أولى ساعات الهدنة المقررة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، خرج رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، بمقترح مثير للجدل يقضي بإقامة دولة فلسطينية "منزوعة السلاح" على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية".

 السيسي، قال صباح الجمعة، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسي وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، وبلجيكا ألكسندر دي كرو، إن المأمول هو إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية إلى جوار الدولة الإسرائيلية.



وأضاف: "هناك استعداد لتكون الدولة منزوعة السلاح، ووجود قوات من الناتو أو الأمم المتحدة أو قوات عربية أو أمريكية لتحقيق الأمن لكلا الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية"، لكنه لم يوضح لمن هذا الاستعداد، وهل يقصد دولا إقليمية ودولية بجانب إسرائيل، أم أنه يتحدث عن مصر.



ولكنه لفت إلى أن "إحياء مسار حل الدولتين قد لا يكون مطلوبا، نتيجة تعثر المسار على مدار السنوات الماضية"، مضيفا: "لكن نحتاج إلى التحرك بشكل مختلف، وهو الاعتراف بدولة فلسطينية ودخولها الأمم المتحدة".



 ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة دموية على قطاع غزة، ما تسبب في استشهاد نحو 15 ألف فلسطيني، بينهم نحو 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، وأكثر من 33 ألف مصاب، فيما تم الاتفاق على هدنة مؤقتة 4 أيام بعد نحو 48 يوما من القتل والدمار بالقطاع.

وكان السيسي قد طرح فكرة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، مع نشر قوات أجنبية أممية أو تابعة للناتو، في 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وبعد نحو 11 يوما من عملية "طوفان الأقصى" التي قادتها حركة حماس، بمنطقة غلاف غزة.

"فكرة إسرائيلية"

ويتلاقى إعلان السيسي، مع توجهات سابقة للاحتلال، بل ويتطابق مع تصريحات سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 15 حزيران/ يونيو 2009، الذي قال إن "إسرائيل تقبل بدولة فلسطينية منزوعة السلاح".

وهو الخطاب الذي تبناه من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرييل شارون، بقوله في تشرين الأول/ أكتوبر 2001، إن الدولة الفلسطينية التي قد يوافق على قيامها يجب أن تلبي ما أسماه احتياجات إسرائيل الأمنية وتكون منزوعة السلاح ويقوم الجيش الإسرائيلي بمراقبة حدودها".

وهو الأمر الذي أعلن عن قبوله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في آب/ أغسطس 2018، حيث قال لوفد إسرائيلي زاره في رام الله: "أدعم دولة في حدود 1967 من دون جيش، أريد قوات شرطة غير مسلحة، مع هراوات وليس مسدسات".

وهنا يظل السؤال حاضرا عن دلالات توقيت اقتراح السيسي الآن، إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح بوجود قوات من الناتو أو الأمم المتحدة أو قوات عربية أو أمريكية، وحول ما إذا كانت الفكرة خاصة به أم أنه يروج لفكرة تقبلها إسرائيل وأمريكا والغرب، خاصة وأن نزع السلاح طلب إسرائيلي وغربي أصيل.

"سيناريو قديم لن يمر"

وأكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير عبدالله الأشعل، أن "ما قدمه السيسي اليوم من مقترح حول دولة فلسطينية منزوعة السلاح هو مقترح قديم، وإعادة إحيائه الآن بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية، وخاصة حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، وتسليم غزة لسلطة محمود عباس".

وفي حديثه لـ"عربي21"، قال إن "حماس، وجودها شرعي في غزة، حيث جاءت بانتخابات شرعية عام 2006، بينما السلطة الفلسطينية ليس لها شرعية"، مبينا أن "تلك الفكرة طرحتها دول أوروبا وإسرائيل قبل نحو 20 عاما".



وأوضح أن "هدف إسرائيل المؤكد الآن هو القضاء على المقاومة الفلسطينية ونزع سلاحها، كونها تمثل حجر العثرة أمامها وأمام أمريكا في تنفيذ (صفقة القرن) بتهجير أهالي غزة إلى مصر وسكان الضفة الغربية إلى الأردن".

وأضاف: "ولا تصدق ما يثار عن رفض التهجير من الجانب العربي"، مبينا أن "ما أثير عن حصول مصر على دعم من الاتحاد الأوروبي بنحو 10 مليارات دولار، وزيادة قيمة قرض صندوق النقد الدولي للقاهرة، فإنها وغيرها من تسهيلات تؤكد أنها في نهاية المطاف أموال لحل المشكلة".

ويرى المفكر السياسي المصري، أن "فكرة إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، جددها السيسي، للظهور بصورة المفيد لإسرائيل، والغرب"، موجها تساؤله: "ماذا تملك من أوراق أو إمكانيات أو قدرات لنزع سلاح المقاومة، ولكي تستدعي الناتو أو أمريكا أو غيرهما للمنطقة؟".

وأكد أن "المقبول فقط هو إقامة دولة فلسطينية على كامل الأرض والتراب الفلسطيني"، متوقعا "نجاح المقاومة في إزاحة الاحتلال من المنطقة".

وحول خطورة استدعاء السيسي، لقوات مسلحة أجنبية على حدود مصر الشرقية سواء من أمريكا أو قوات مشتركة تابعة للأمم المتحدة أو أوروبية من الناتو، وإضراره بالأمن القومي المصري، قال الأشعل: "لدينا عربيا مصطلحان أحدهما مصلحة الوطن والثاني مصلحة النظام".

ولفت إلى أن "مصلحة النظام هنا تظل هي الحاضرة لأجل حماية الكرسي، على حساب مصلحة الوطن"، مبينا أنه على سبيل المثال "من مصلحة مصر الوطن دعم المقاومة الفلسطينية، لكن من مصلحة مصر النظام دعم إسرائيل والقضاء على المقاومة، وهو ما يعني رضا أمريكي وغربي وإسرائيلي والحفاظ بالتالي على الكرسي".

"تجاوز موقف المحايد"

وفي رؤيته لمواقف السيسي بشكل عام قال السياسي والإعلامي المصري الدكتور حمزة زوبع، لـ"عربي21"، إن "السيسي معني بالحاق الهزيمة بالفلسطينيين بشكل عام، والمقاومة بشكل خاص، وحماس بشكل أدق، وما دون ذلك تفاصيل وهوامش على دفتر الموضوع".

وأضاف متسائلا: "هل تتوقع من الذي قال يوما ما إنه حريص على أمن المواطن الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي، أن يقف حتى موقف المحايد في الحرب على فلسطين".

وأكد أنه "تجاوز موقف المحايد، وبات على وشك التصريح بوقوفه مع إسرائيل، وأعتقد أن كثرة السؤال عن موقف مصر أصبح سؤالا خارج السياق فمصر مختطفة لحين إشعار آخر".

 "حسابات مرتبكة"

وفي رؤيته قال الأكاديمي المصري الدكتور محمد الزواوي، لـ"عربي21": "فيما يبدو أن عملية السابع من أكتوبر، قد أربكت حسابات معسكر ما يسمى بـالاعتدال العربي".

المحاضر بمعهد الشرق بجامعة سكاريا التركية، أضاف: "لم نعد نرى جبهة موحدة ولكن تصريحات متناثرة تعبر عن الانهزام من جهة وعن الخوف من تداعيات طوفان الأقصى على الأوضاع الداخلية للأنظمة المسالمة من جهة أخرى، وتصاعد الخيار المقاوم بعد النجاحات التي حققتها حركة حماس".



ويعتقد الباحث المصري في العلوم السياسية، أن "القبول بدولة فلسطينية منزوعة السلاح سيعني أنها كذلك منزوعة السيادة، وأنها غير قادرة على الحصول على حقوقها في غاز شرق المتوسط على سبيل المثال، أو أن يكون لها ميناء أو مطار".

وتوقع أن "تكون السيادة لسلطات الاحتلال بالاتفاق مع الكيانات الأخرى المقترحة، سواء حلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي، وسيعمل ذلك على تحقيق مصالح الكيان الصهيوني في نزع سلاح المقاومة وفرض حصار بحري وبري وجوي على القطاع، بما يفرغ القضية من مضمونها من جهة، ويجعلها كذلك لقمة سائغة يلتهمها الاحتلال وقتما شاء".

ويرى الزواوي، أيضا أن "تجاهل حل الدولتين يعني أن إسرائيل قد انتصرت، وأنها فرضت إرادتها في أن لا تسمى فلسطين دولة ولكن أراض فلسطينية، ومن ثم يفتح الباب واسعا أمام سياساتها الاستيطانية لابتلاع المتبقي من أرض فلسطين التاريخية".

وخلص للقول إن "طوفان الأقصى قد أحدث تحولا استراتيجيا في بنية التحالفات في المنطقة، وجعل حماس لاعبا هاما، وكذلك أعلى من أسهم المقاومة والميليشيات الإيرانية حول منطقة الشرق الأوسط، من اليمن حتى العراق وسوريا ولبنان".

وختم: "ومن ثم فإن انتصار المقاومة وفرضها لإراداتها ووجودها في جوار مصر سيعزز من النفوذ الإيراني، وسيمثل تهديدا على السلطة المصرية الحالية الرافضة للمقاومة بكل أنواعها".

فكرة إسرائيل.. وليس مقترحا للسيسي

وفي رؤيته، قال الكاتب والمحلل السياسي المصري أحمد حسن بكر، إن "حل الدولتين مقترح قديم جديد، لكن إسرائيل ترفضه جملة وتفصيلا"، موضحا أنه "منذ سنوات بعيدة من عمر الصراع العربي الإسرائيلي، كان مقترح إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة بحدود 4 تموز/يونيو 1967، حاضرا بقرارات القمم العربية، وقرارات الأمم المتحدة، ورغم ذلك لم ينفذ، واستمر الصراع".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "عام 2017، أصدرت حماس وثيقة (المبادئ والسياسات العامة)، وطالبت بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، عاصمتها القدس، بحدود 4 تموز/يونيو 1967، -الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس الشرقية)- وعودة اللاجئين، والنازحين لديارهم"، مبينا أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفض الأمر".

 وتساءل، بكر: "فما الذي تغير الآن حتى يأتي السيسي اليوم، ليعيد طرح الفكرة، وبشروط إسرائيلية أمريكية؟، والتي أهمها أن تكون الدويلة المقترحة -مقتطعة الأوصال- أصلا منزوعة السيادة والسلاح"، مؤكدا أن "الهدف الخفي من هذا المقترح -الذي يبدو في ظاهره الرحمة لكن بتفاصيله العذاب- هو نزع سلاح المقاومة".

وفي تحليله لمضمون إعلان السيسي، يرى الكاتب المصري المعارض، أنه "أعلن ما طلبته إسرائيل وأمريكا، ويتضح ذلك من قوله: (هناك استعداد على إقامة دولة فلسطينية)، ما يجعلنا نضع أكثر من خط تحت كلمة استعداد، ونسأله: استعداد من؟".

 وأضاف: "ورمى السيسي، بجملة أخرى تنسف كل ما قيل عن حل الدولتين، ويؤكد أن الهدف الصريح لتلك المؤامرة التي أعلنها نزع سلاح المقاومة، حيث قال: (إحياء مسار حل الدولتين قد لا يكون مطلوبا، نتيجة تعثر المسار على مدار السنوات الماضية)".

"سؤال للسيسي"

وواصل بكر: "وهنا يبرز سؤال نوجهه للسيسي: طالما أن حل الدولتين غير مطلوب، كيف ستقيم دولة فلسطينية على حدود 1967، أي على مساحة 22 بالمئة من المساحة التاريخية لدولة فلسطين العربية؟".

متابعون ومراقبون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتقدوا مقترح السيسي، ورأوا أنه يلعب دوره المرسوم بعد توقف العدوان الإسرائيلي مؤقتا، وبعد فشل الاحتلال في تصفية القضية بالقتال.



وتساءل البعض: "من فوَّض السيسي بأن يطالب بدولة فلسطينية منزوعة السلاح ومراقبة بقوات من الأمم المتحدة والناتو؟، و"أية دولة هذه التي تكون منزوعة السلاح إلى جانب دولة إسرائيل النووية؟"، و"لماذا هذا الإلحاح؟ وهل بهذه الطريقة يكون الوفاء لدماء آلاف الفلسطينيين من كبار وأطفال أبرياء قتلتهم آلة الحرب الصهـيونية الإجرامية؟".



 وطالب البعض في المقابل، بأن تكون إسرائيل هي الأخرى منزوعة السلاح، وتكون الدولتان تحت سيطرة قوات أمريكية وروسية وصينية وبريطانية وعربية لمدة 30 عاما.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي السيسي السيسي إسرائيل احتلال فلسطين طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة فلسطینیة منزوعة السلاح المقاومة الفلسطینیة إقامة دولة فلسطینیة الأمم المتحدة على المقاومة حل الدولتین الناتو أو مبینا أن على حدود یونیو 1967

إقرأ أيضاً:

أصابع الموساد.. اختراق الاستخبارات الإيرانية.. وتخبط فى قرارات دولة الملالي بشأن محور المقاومة.. أحمدى نجاد: إسرائيل نظمت عمليات مخابراتية معقدة داخل طهران

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شككت وسائل إعلام دولية فى مشروع طهران المستمر منذ عقود فى الشرق الأوسط، وأكدت أنه ينهار بعد اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله اللبنانى حسن نصر الله، فى غارة جوية على العاصمة اللبنانية بيروت.
وتغطى التقارير الدولية حرب إسرائيل فى غزة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، والتى شملت أيضًا صراعها ضد حزب الله المدعوم من إيران على الجبهة اللبنانية.
والآن، مع اغتيال معظم قيادات حزب الله ووسط دخول جيش الاحتلال الإسرائيلى إلى لبنان، تتساءل وسائل الإعلام عما إذا كان "محور المقاومة" التابع لطهران والمكون من وكلائها فى جميع أنحاء الشرق الأوسط ينهار.
وجاء فى تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز حول هذا الموضوع: "لقد توصلت إيران إلى هذه الاستراتيجية واستثمرت موارد هائلة لبناء القدرات القتالية لكل مجموعة وربطها ببعضها البعض".
ولكن رد المحور على قيام إسرائيل بقصف حزب الله فى لبنان فى الأسابيع الأخيرة - مما أسفر عن مقتل العديد من قادته واغتيال زعيمه - كان ضعيفًا حتى الآن، مما يشير إلى أن المحور أضعف وأكثر تفتتًا مما توقعه الكثيرون فى المنطقة وأن إيران تخشى أن يؤدى توسيع الحرب إلى دفع إسرائيل إلى تحويل قوتها النارية إلى طهران".
وبحسب التقرير الأمريكي: "كانت الفكرة بسيطة: عندما تندلع حرب كبيرة مع إسرائيل، فإن جميع أعضاء "محور المقاومة" المدعومة من إيران فى الشرق الأوسط سينضمون إلى القتال فى دفع منسق نحو هدفهم المشترك المتمثل فى الهجوم على إسرائيل".
كان حزب الله عضوًا بارزًا فى محور إيران، وكان الأمين العام حسن نصر الله، الذى قُتل فى غارة إسرائيلية الأسبوع الماضى شخصية بارزة. كانت له علاقات وثيقة مع إيران وكان بمثابة "قدوة" لقادة الحركات والجماعات الأخرى الموالية لإيران.
ووفقًا للمصدر، فإن اغتياله "هز بشدة" الأعضاء المتبقين فى المحور، الذين ربما لم يكونوا مستعدين لتكبد حزب الله مثل هذه الخسائر الكبيرة.
فى هذه المرحلة، لم يفهم المجتمع الدولى بشكل كامل سبب عدم مساعدة أعضاء آخرين فى تحالف إيران لحزب الله فى الأسابيع الأخيرة.
ويبدو أن معظمهم اعتقدوا أن الحزب الشيعى من لبنان قادر على الصمود فى وجه إسرائيل. فضلاً عن ذلك، فإن الرد الإيرانى الغامض وغير الواضح فى أعقاب الضربة ترك الشكوك فى أعضاء آخرين فى شبكة طهران العنكبوتية.
واستعرضت صحيفة نيويورك تايمز ردود فعل الحركات والجماعات، وقالت: شن الحوثيون فى اليمن والميليشيات فى سوريا والعراق هجمات على إسرائيل أو القواعد الأمريكية فى الشرق الأوسط، لكن معظمها تم إحباطه".
وقال قائدان لميليشيات موالية لإيران فى العراق إنهما "لم يتلقيا أى تعليمات من إيران حول كيفية الرد. كان الجميع لا يزالون فى حالة صدمة بسبب مقتل نصر الله".
كما تناولت قناة إن بى سى هذه القضية فى مقال بعنوان "هل ينهار محور المقاومة الإيرانى تحت وطأة الهجمات الإسرائيلية؟". وفى تقرير موسع عن أنشطة الميليشيات الموالية لإيران، كتبت القناة أن "الضربات الجوية الإسرائيلية التى قضت على القيادة العليا لحزب الله وتركت أمنه الداخلى فى حالة يرثى لها تشكل ضربة مدمرة لمشروع إيران المستمر منذ عقود".
استغرق بناء هذا المشروع، وفقًا لمسئولين سابقين فى الاستخبارات الأمريكية تحدثوا إلى شبكة إن بى سي، عقودًا من الزمن، وكان يهدف إلى نشر القوة فى الشرق الأوسط عبر شبكة وكلاء إيران.
اعتبرت إيران حزب الله حجر الزاوية فى خطتها الاستراتيجية لتسليح وكلائها فى مناطق مختلفة فى الشرق الأوسط. بالإضافة إلى تسليح حزب الله وتسليح الميليشيات فى العراق وسوريا واليمن أيضًا، مما سمح لإيران بمهاجمة إسرائيل يومًا ما من خلال وكلائها وتجنب المواجهة المباشرة.
لكن مسئولين سابقين فى الاستخبارات قالوا إن إيران أخطأت فى تقدير رد فعل إسرائيل على الأحداث وبالغت فى تقدير قوة شبكة وكلائها التى بنتها مما أدى إلى انهيارها.
وبحسب شبكة إن بى سي، بدأت إسرائيل استهداف الحوثيين المدعومين من إيران بعد أن وجهوا ضربات موجعة لحزب الله فى لبنان. وكانت جماعة الحوثى فى اليمن قد وجهت تهديدات عديدة لإسرائيل منذ بدء الحرب، وهاجمت سفنًا مرتبطة بإسرائيل وأطلقت صواريخ وطائرات بدون طيار باتجاه الأراضى المحتلة. ومع ذلك، فقد تعرضت أيضًا لضربتين جويتين كبيرتين من قبل طائرات مقاتلة أمريكية وإسرائيلية ردًا على ذلك.
وفى الوقت نفسه، وبينما تعانى الجماعات الموالية لإيران من الضربات المتوالية، لا تظهر طهران أى استعداد أو نية للتدخل فى الصراع بشكل مباشر، وفقا للقناة. 
ورغم أنها تهدد إسرائيل بشكل متكرر برد قاس، فإنها شددت أيضًا على قدرات حزب الله، مؤكدة أن الجماعات والحركات الموالية لها قادرة على التعامل مع الموقف بمفردها.
وقال المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى فى أعقاب اغتيال حسن نصرالله: "إن كل قوى المقاومة فى المنطقة تدعم حزب الله وتقف إلى جانبه. وإن مصير هذه المنطقة سوف تحدده قوى المقاومة، وفى مقدمتها حزب الله".
لكن بحسب مسئولين سابقين فى الاستخبارات والدفاع، فإن هذا القرار قد يكلف طهران غالياً لأنه يثير تساؤلات بين الميليشيات الأخرى حول الدعم الإيرانى عندما تكون هناك حاجة إليه. 
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن هناك حالة متزايدة من عدم اليقين تحيط برد إيران على اغتيال نصر الله، والذى يمثل الضربة الأكثر شدة التى وجهتها إسرائيل ليس فقط لحزب الله ولكن أيضًا لمحور إيران بأكمله.
وبحسب التقرير، هناك خلافات داخل نظام آية الله حول طبيعة الرد ضد إسرائيل، حيث تدعو الفصائل الأكثر تطرفا إلى رد سريع "لردع" تل أبيب، فى حين تدعو العناصر الأكثر اعتدالا، بما فى ذلك الرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان، إلى تجنب ما يزعمون أنه "فخ إسرائيلي".
الموساد والاستخبارات الإيرانية
من جانبه زعم الرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدى نجاد أن الموساد تسلل إلى أجهزة الاستخبارات الإيرانية على نطاق واسع، وذلك فى مقابلة أجراها يوم الاثنين مع شبكة CNN فى تركيا.
وبحسب الرئيس السابق للجمهورية الإسلامية، أنشأت أجهزة الاستخبارات الإيرانية وحدة خاصة مصممة لمكافحة أنشطة الموساد الإسرائيلى فى البلاد. ومع ذلك، زعم أن عملاء إسرائيليين تسللوا إلى الوحدة نفسها.
وقال أحمدى نجاد إن رئيس الوحدة السرية كان عميلاً للموساد، وكان يعمل إلى جانبه ٢٠ عميلاً إسرائيلياً آخرين.
وبحسب روايته، كان هؤلاء العملاء مسئولين عن عدد كبير من العمليات الاستخباراتية داخل إيران، بما فى ذلك سرقة وثائق تتعلق بالبرنامج النووى الإيرانى والقضاء على عدد من العلماء النوويين الإيرانيين.
وبحسب موقع يديعوت أحرونوت، قال أحمدى نجاد فى مقابلته مع شبكة "سى إن إن" الإخبارية، إنه فى عام ٢٠٢١ أصبح واضحا لهم أن الشخص الأعلى منصبا فى البلاد والذى كان من مهامه التعامل مع العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية فى إيران كان عميلا للموساد.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن أحمدى نجاد قوله فى مقابلة مع شبكة سى إن إن: "إسرائيل نظمت عمليات معقدة داخل إيران. وكان بوسعها الحصول على المعلومات بسرعة. أما فى إيران فما زالوا صامتين بشأن هذا الأمر. والرجل الذى كان مسئولاً عن الوحدة فى إيران ضد إسرائيل كان عميلاً إسرائيلياً" .
عملاء متخفين
وبحسب الرئيس الإيرانى السابق، فإن عشرين عضواً آخرين من تلك الوحدة كانوا عملاء للموساد إلى جانب ذلك الشخص. وقال إنهم هم الذين تمكنوا من سرقة الوثائق النووية الإيرانية وكانوا مسئولين أيضاً عن قتل العلماء النوويين الإيرانيين.
كان أحمدى نجاد رئيسًا لإيران حتى عام ٢٠١٣، وخلفه حسن روحاني، واعترف رئيس أركانه السابق رئيس الاستخبارات السابق على يونسى فى مقابلة عام ٢٠٢٢، بأن "الموساد تسلل إلى العديد من الدوائر الحكومية فى السنوات العشر الماضية، إلى درجة أن جميع كبار المسئولين فى البلاد يجب أن يخشوا على حياتهم"، بحسب موقع يديعوت أحرونوت. 
 

مقالات مشابهة

  • بلينكن: التطبيع لن يتقدم دون إنهاء الحرب في غزة وإقامة دولة فلسطينية
  • ‏أمير قطر: لا يمكن تحقيق السلام في المنطقة دون إقامة دولة فلسطينية
  • أصابع الموساد.. اختراق الاستخبارات الإيرانية.. وتخبط فى قرارات دولة الملالي بشأن محور المقاومة.. أحمدى نجاد: إسرائيل نظمت عمليات مخابراتية معقدة داخل طهران
  • وزير الخارجية: لن نقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون دولة فلسطينية
  • فصائل فلسطينية تعقب على القصف الإيراني في إسرائيل
  • الاحتلال الإسرائيلي يشن حملة اعتقالات في عدة مدن فلسطينية
  • وزيرة خارجية كندا: سيتم الاعتراف بدولة فلسطين عندما يحين الوقت
  • الإمارات تدعو لإخراج القضية الفلسطينية من الحلقة المفرغة بدولة مستقلة
  • الإمارات تدعو لانتشال القضية الفلسطينية من الحلقة المفرغة بدولة مستقلة
  • "تحريك حزب الله ونزع السلاح".. شروط الاحتلال الإسرائيلي لوقف ضرباته على لبنان