مشروب يريح القلب ويذهب الحزن أوصى به النبي في المرض والموت.. فهل تعرفه؟
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
لاشك أن جملة النبي أوصى أو حث تسترعي مزيد من الانتباه والاهتمام ، فكل ما يقوله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه الخير الكثير والفلاح والنجاة من هلاك الدنيا وعذاب الآخرة، ولكن ماذا عن حقيقة وجود مشروب يريح القلب ويذهب الحزن أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- كل مريض ومهموم ، فلابد من أخذ وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم- بمحمل الجد والجدية والثقة والاتباع ، ويأتي من بينها مشروب يريح القلب ويذهب الحزن أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- كل مريض ومهموم ، والذي يعد وصية نبوية شريفة تبغي التخفيف عن العبد وقت الشدة والكرب، كما أن وجود مشروب يريح القلب ويذهب الحزن أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- كل مريض ومهموم ، يعد أحد أسرار الطب النبوي الخفية عن الكثيرين.
ورد أن هناك مشروب يريح القلب ويذهب الحزن أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- كل مريض ومهموم ، وهذا المشروب هو التلبينة النبوية ، وهو عبارة عن دقيق ولبن وعسل ، وقد ورد الحث عليها في عدة أحاديث صحيحة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، حيث أوصى بشرب التلبينة وقت الحزن حيث تريح لقلب وتقوية وتعينه على تحمل المصيبة وتخفف الكرب والهم والمرض.
حديث النبي عن مشروب يريح القلبروي عن عروة بن الزبير وحدثه مسلم في صحيحه| الصفحة أو الرقم : 2216 ، أنه ورد عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أنَّهَا كَانَتْ إذَا مَاتَ المَيِّتُ مِن أَهْلِهَا فَاجْتَمع لِذلكَ النِّسَاءُ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إلَّا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا أَمَرَتْ ببُرْمَةٍ مِن تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ، فَصُبَّتِ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قالَتْ: كُلْنَ منها، فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ المَرِيضِ، تُذْهِبُ بَعْضَ الحُزْنِ.
وورد في رواية أخرى عن عائشة أم المؤمنين وحدثه البخاري في صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 5417 ، أنَّها كانَتْ إذا ماتَ المَيِّتُ مِن أهْلِها، فاجْتَمع لِذلكَ النِّساءُ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إلَّا أهْلَها وخاصَّتَها، أمَرَتْ ببُرْمَةٍ مِن تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ، فَصُبَّتِ التَّلْبِينَةُ عليها، ثُمَّ قالَتْ: كُلْنَ مِنْها؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: التَّلْبِينَةُ مَجَمَّةٌ لِفُؤادِ المَرِيضِ، تَذْهَبُ ببَعْضِ الحُزْنِ.
شرح حديث النبي عن مشروب يريح القلبوجاء أنه يَتَضمَّنُ هذا الحديثُ صُورةً مِنَ صُورِ الطِّبِّ النَّبويِّ، وهو وصْفُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِلتَّلبينةِ، وإخبارُه أنَّها مَجَمَّةٌ -بفَتْح الميمِ والجيمِ، وتُرْوى (مُجِمَّة) بضَمِّ الميم وكسْرِ الجيم- لِفؤادِ المريضِ، وأنَّها تُذهِبُ بَعضَ الحُزنِ، والمَجمَّةُ: الرَّاحةُ، أي: أنَّها تُريحَ قلْبَ المريضِ وتُذهِبُ عنه الحُزنَ، والتَّلبينةُ طَعامٌ يُصنَعُ مِن الدَّقيقِ واللَّبنِ؛ فإن كانت ثخينةً فهي الخَزيرةُ، وقد يُجعَلُ فيها العَسَلُ واللَّبَنُ، وسمُيِّت تلبينةً لمشابهةِ ذلك الحَساءِ باللَّبَنِ في البياضِ والرِّقَّةِ.
ولذلك كانتْ عائشةُ رضِي اللهُ عنها إذا ماتَ الميِّتُ مِن أهلِها واجتمَعَ النِّساءُ، ثُمَّ تَفرَّقْنَ وبَقِي أهْلُها، تَأمُرُ بِبُرمةٍ، أي: بقِدرٍ مِن حِجارةٍ أو نحْوِه، يُوضعُ فيه التَّلبينةُ وتُطبَخُ، ثُمَّ تَأمُرُ أهلَها مِنَ النِّساءِ أنْ يَأكُلْنَ منها؛ مِن أجْلِ ما سَمِعَتْه مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أنَّها تُريحُ القلْبَ وتُذهِبُ الحُزنَ، وهذا من التطبيقِ العمَليِّ لأقوالِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتوجيهاتِه، ففؤادُ الحزينِ يَضعُفُ باستيلاءِ اليُبسِ على أعضائِه وعلى مَعِدتِه خاصةً؛ لتقليلِ الغِذاءِ، وهذا الغِذاءُ يرَطِّبُها ويُقَوِّيها، ويفعَلُ مِثلَ ذلك بفؤادِ المريضِ، لكِنَّ المريضَ كثيرًا ما يجتَمِعُ في مَعِدَتِه خَلطٌ مراريٌّ أو بَلغميٌّ أو صديديٌّ، وهذا الحَساءُ يجلو ذلك عن المعِدَةِ.
وورد في الحَديثِ: أنَّه ينبغي لأهلِ الميِّتِ ألا يَستَسلِموا لأحزانِهم، وأن يحاوِلوا دَفْعَها عنهم قَدْرَ المستطاعِ، أو تخفيفَها على الأقَلِّ، واتخاذُ كُلِّ الوسائِلِ التي تُعِينُ على تقويةِ النَّفسِ والقَلبِ على تحمُّلِ المصيبةِ ومُفارقةِ الأحِبَّةِ، وفيه: مشروعيَّةُ اجتماعِ النَّاسِ عند أهلِ الميِّتِ؛ ليخفِّفوا عنهم ألمَ الحُزنِ، ويُسَلُّوهم، ويحَثُّوهم على الصَّبرِ.
ما هو الطب النبوي وما أهميتهورد أن الطب النبوي هو الوصفات والطرق التي ثبتَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه تداوى بها هو أو داوى بها الصحابة -رضوان الله عليهم- أو أوصى بها، وكلّ نصائحه فيما يخصّ صحّة الإنسان والعناية به، وما أوصى به -صلى الله عليه وسلم- من طعامٍ أو شرابٍ أو رقيةٍ، وكلّ ما يرتبط بصحة الانسان، والطب عموماً مهمّة جليلة عظيمة في بناء الحضارات؛ لأنها تهتم بصحة الإنسان ووقايته، وتندرج تحته عددٌ من العلوم والمهمّات والوظائف الأساسية في الحياة، وقد أخَذَ الطب النبوي حيّزاً في كتب الأحاديث، وخُصّص له أبوابٌ مُعيّنة فيها، وأخذ هذه الأهمية باعتباره جزء من السيرة النبوية.
وتأتي أهمية الطب في الإسلام من كونه مرتبط في حياة الإنسان، كما أنّ عمله ورزقه وعبادته مرتبطة بذلك أيضاً، ومن عادة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن لا يترك لنا شيئاً فيه صلاحنا الدّيني أو البدني أو المعيشي وفي كل الجوانب إلا أوصانا به، وسُمّي أيضاً بالطب الإسلامي إشارة إلى ما جُمع من أحاديث ووصايا وأدوية في الجانب الصحي للإنسان، وما استفاد منه من الطب في وقت تواجد النبي -عليه أفضل الصلاة والسلام-، وما أُخِذ من الآيات الواردة في القرآن الكريم في ذلك المجال.
و لم يقتصر الطب النبوي على الأجساد، بل عالج النفس البشرية فأصلحها، ثم كان علاجه للجسد وصحّته، تلاه مكان عيش الإنسان والبيئة المُحيطة فيه، وانتقل للمجتمع يعالج كل جوانبه ويضع الخطط والطرق الوقائية له، ولم يغفل عن أيّ جانبٍ حتى أشدّ هذه الجوانب خصوصية، كما أن الإسلام رَبَط العبادة بالصحّة، فشرع الله -تعالى- الكثير من الأحكام التي تُحافظ على الجسد وتقيه؛ كالصوم، والوضوء، وغير ذلك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أوصى به النبي النبي أوصى صلى الله علیه وسلم ى الله علیه وسل ه علیه وسل ل ب ین ة
إقرأ أيضاً:
أوقاف الفيوم تعقد ندوة بمسجد السلام حول الهجرة النبوية
نظمت مديرية الأوقاف بالفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، ندوة تثقيفية كبرى بمسجد السلام التابع لإدارة أوقاف بندر الفيوم، بعنوان "الهجرة النبوية".
يأتي هذا في إطار الدور التثقيفي ونشر الفكر الوسطي المستنير الذي تقوم به مديرية الأوقاف الفيوم، من خلال تنفيذ الندوات التثقيفية بالمساجد الكبرى بقرى المحافظة.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وبحضور الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم محاضرا، وفضيلة الشيخ يحيى محمد مدير عام إدارة الدعوة بالمديرية، وفضيلة الشيخ جمعة عبد الفتاح إمام مسجد ناصر الكبير، وفضيلة الشيخ عبد الرحمن شعبان إمام مسجد السلام، وذلك بعنوان "الهجرة النبوية بين التخطيط البشري والتأييد الإلهي".
"الهجرة النبوية بين التخطيط البشري والتأييد الإلهي".. ندوة بأوقاف الفيوموخلال هذه الندوة أكد العلماء أن الهجرة النبوية كانت بين التأييد الإلهي والتخطيط النبوي، وتجلى هذا الأمر في رحلة الهجرة، حين قال له صاحبه أبو بكر (رضي الله عنه) وهما في الغار والمشركون على حافته: يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فكان الرد من نبينا (صلى الله عليه وسلم): "يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا، لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا"، وفي ذلك يقول الحق سبحانه: "فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا"، ومع تلك المعية الإلهية أخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأسباب النجاح من التخطيط، واختيار الصاحب، والدليل، في تكامل وتنسيق بديع بين أدوار كفاءات المجتمع على اختلاف أجناسه وأطيافه، وكان مع كلِّ ذلك صدقُ اعتماد قلب نبينا(صلى الله عليه وسلم) على معية ربه وتوفيقه؛ليتجلى حسنُ التوكل الحقيقي على الله (عز وجل) في كل جوانب الرحلة المباركة.
وأضاف العلماء أن المتأمل في الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة يستنبط منها دروسًا عظيمة وفوائد جمة، من أهمها ضرورة الأخذ بالأسباب، فالأخذ بالأسباب سنة كونية، حيث جعل الحق سبحانه لكل شيء سببًا، كما أنه عبادة إيمانية، فديننا دين التوكل والأخذ بالأسباب والعمل، لا التواكل والضعف والكسل، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا"، ولذلك اعتنى نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) بالأخذ بالأسباب في الهجرة عناية فائقة، حيث خطط (صلى الله عليه وسلم) للهجرة تخطيطًا واعيًا، واتخذ كل الوسائل التي تعينه على إنجاح مهمته، وفي الوقت ذاته كان قلبه متعلقًا بربه (عز وجل) يدعوه ويستنصره أن يكلل سعيه بالنجاح، فجمعت بذلك الهجرةُ النبويةُ المشرفةُ بين حسن التوكل على الله (عز وجل) وحسن الأخذ بالأسباب.