بلوزداد «بداية قوية» وبيراميدز «انتصار تاريخي»
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
القاهرة (أ ف ب)
ضرب شباب بلوزداد الجزائري بقوة، في مستهل مشواره في دور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، بعدما تغلب على ضيفه يانج أفريكانز التنزاني 3-صفر، فيما حقق بيراميدز المصري انتصاراً تاريخياً هو الأول له في هذا الدور، وجاء على حساب مازيمبي الكونغولي الديمقراطي بهدف.
وقدم الفريق الجزائري شوطاً أول متميزاً في الجزائر العاصمة، ليكرم وفادة يانج أفريكانز بثلاثية أمام زهاء أربعين ألف متفرج، ضمن مواجهات المجموعة الرابعة «الحديدية» التي تضم أيضاً الأهلي المصري حامل اللقب وميدياما الغاني واللذين يلتقيان «السبت».
وباشر الفريق الأحمر والأبيض اللقاء بضغط كبير على ضيفه، وتمكن من خطف التقدم بعد مرور عشر دقائق عبر عبد الرؤوف بن غيث الذي تابع كرة مرتدة من الدفاع التنزاني، إثر عرضية من ركلة ركنية رفعها أسامة درفلو «10».
وشدد الفريق الجزائري ضغطه فارضاً حصاراً قوياً على ضيفه الذي اعتمد على المرتدات السريعة، وتمكن الفريق الجزائري من ترجمة ضغطه إلى تقدم مريح، عندما أضاف عبد الرحمن مزياني الهدف الثاني، إثر اختراق وعرضية من درفلو «45».
وقبل النهاية استغل الجامبي لامين دجالو تمريرة مزيان المتميزة ليضيف ثالث أهداف أصحاب الأرض، إثر تسديدة صاروخية من داخل منطقة الجزاء ارتطمت بمدافع تنزاني واستقرت في الشباك «90+4».
استهل بيراميدز المصري مشواره في البطولة القارية بفوز على ضيفه مازيمبي الكونغولي بهدف نظيف، في افتتاح المجموعة الأولى، وهذا الفوز هو الأول له في دور المجموعات بالمسابقة القارية.
ويدين بيراميدز بهذا الفوز إلى هدف الجنوب أفريقي فخري لاكاي «54»، ليحصد أول ثلاث نقاط له مع صدارة المجموعة، في انتظار مواجهة صن داونز الجنوب إفريقي ونواذيبو الموريتاني «الأحد»، فيما تذيّل مازيمبي الترتيب بلا نقاط.
وسيطر لاعبو بيراميدز على غالبية فترات الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي.
وضغط لاعبو النادي المصري مع بداية الشوط الثاني، وأرسل المغربي محمد الشيبي كرة عرضية مهّدها الكونغولي فيستون ماييلي على مشارف منطقة الجزاء للاكاي الآتي من بعيد ليسددها مباشرة في الشباك إلى يسار الحارس أليون فاتي «54».
وأهدر رمضان صبحي فرصة مضاعفة النتيجة «69»، بعدما تلقى تمريرة من عبد الله السعيد داخل منطقة الجزاء، تباطأ في التسديد لتصطدم الكرة بالدفاع وتتحول إلى ركنية، قبل أن يسدد ماييلي أيضاً في العارضة «87»، وأنقذ فاتي مرماه من هدف محقق في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع بتصديه لتسديدة المنفرد ماييلي أيضاً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دوري أبطال أفريقيا بيراميدز نادي شباب بلوزداد صن داونز مازيمبي الأهلي المصري
إقرأ أيضاً:
تراجُعُ ترامب انتصارٌ للمقاومة
أنس عبدالرزاق
عندما يُعلن سياسيٌ مثل دونالد ترامب – المعروف بخطابه الصدامي وعدم تراجعه العلني غالبًا – عن تراجعٍ غير مُتوقَّع عن تهديداته، فَــإنَّ ذلك يشير إلى تحوُّلٍ في المعادلة يستحق القراءة بعمق. فتراجعه عن تهديد “الجحيم” للمقاومة الفلسطينية، أَو تعديل لهجة الخطاب تجاه تهديدات اليمن، ليس مُجَـرّد تغيير تكتيكي، بل هو اعتراف ضمني بفشل استراتيجية الترهيب، وانتصار رمزي للمقاومة يُعيد تشكيل ديناميكيات الصراع الإقليمي والدولي.
أسباب التراجع: ضغوط متشابكة وخسائر مُحتمَلة:
الضغوط الداخلية الأمريكية:
قد يكون تراجع ترامب محاولة لتجنب تفاقم أزمات داخلية، مثل انتقادات الإعلام أَو الكونغرس لخطابٍ يزيد من تعقيد الملفات الخارجية في وقتٍ تُركز فيه الإدارة الأمريكية على تحديات أُخرى (كالصراع مع الصين أَو الأزمة الأوكرانية). فالتهديدات العسكرية المباشرة تُهدّد بفتح جبهاتٍ جديدة تُثقل كاهل الاقتصاد الأمريكي.
المكاسب الميدانية للمقاومة:
نجاح المقاومة الفلسطينية في تحرير أسرى، أَو صمود اليمن في مواجهة التحالف المدعوم أمريكيًّا، يُظهر أن التهديدات الأمريكية لم تُحقّق أهدافها، بل عزَّزت من شرعية الخصوم. التراجع هنا محاولة لتجنب مزيد من “الإحراجات” الاستراتيجية.
المخاوف من تفاقم الأزمة الإقليمية:
خشية واشنطن من أن تؤدي التهديدات إلى تصعيد غير محسوب (كاستهدافات موسعة من قبل أنصار الله، فصائل المقاومة العراقية، أَو حزب الله)، مما يُعطّل مصالحها في المنطقة، خَاصَّة مع وجود قواعد عسكرية أمريكية عُرضة للاستهداف.
تراجع ترامب ليس مُجَـرّد “تراجع لفظي”، بل هو انتصار استراتيجي للمقاومة لثلاثة أسباب:
أثبتت المقاومة أن التهديدات الأمريكية ليست قدرًا مُحتَّمًا، وأن الضغوط الشعبيّة والميدانية قادرة على إجبار القوى العظمى على المراجعة.
يُرسل التراجع رسالةً للقوى الإقليمية (مثل إيران وحلفائها) بأن التصميم يُنتج نتائج، مما قد يُعزز تحالفاتٍ مضادة للنفوذ الأمريكي.
لقد نجحت المقاومة في تحويل الصمود الأخلاقي (مثل قضية الأسرى) إلى سلاحٍ فعَّال ضد الآلة العسكرية، وهو نموذجٌ يُلهم حركاتٍ أُخرى حول العالم.
إن تراجع ترامب أمام تهديدات اليمن (المتمثلة في استهداف المصالح الأمريكية عبر هجمات مسيّرة أَو صواريخ) لا يُعتبر سابقةً معزولة، بل هو جزء من تحوُّلٍ عالمي أوسع:
، حَيثُ أثبت أنصار الله أن الأدوات غير التقليدية (كالهجمات المسيّرة أَو حرب الموانئ) قادرة على تعطيل مصالح القوى الكبرى بكلفةٍ أقل، مما يُجبرها على إعادة حساباتها.
النموذج اليمني يُظهر للدول الصغيرة والمجموعات المقاومة أن المواجهة غير المتكافئة ممكنة عبر استراتيجيات مرنة، كاستهداف النقاط الحيوية للخصم دون الدخول في مواجهة مفتوحة.
التكتل العالمي ضد الهيمنة الأمريكية: هل نحن أمام نظام دولي جديد؟
تراجع ترامب ليس حدثًا معزولًا، بل هو مؤشر على تحوُّلٍ في موازين القوة العالمية، يتمثَّل في:
تآكل الشرعية الأخلاقية للغرب:
فشل السياسات الأمريكية في فلسطين واليمن والعراق أفقدها دور “الشرطي العالمي”، مما فتح الباب لقوى مثل الصين وروسيا لتعزيز تحالفاتها مع الدول الرافضة للهيمنة الغربية.
صعود تحالفات ما بعد القطبية الأحادية:
تشكيل تحالفات إقليمية ودولية خارج الإطار الغربي (مثل تحالف الصين مع إيران، أَو تعزيز العلاقات الروسية مع فنزويلا وكوبا) يُظهر أن العالم لم يعد يخضع لمعادلة القطب الواحد.
القوة الجديدة للشعوب:
الضغط الشعبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحملات المقاطعة العالمية (مثل BDS)، أجبرت حكومات غربية على مراجعة سياستها؛ مما يُضعف القدرة الأمريكية على فرض إملاءاتها.
الخلاصة: تراجع ترامب بداية النهاية لأوهام الهيمنة
التراجع الأمريكي ليس نهاية المطاف، بل هو بداية مرحلةٍ جديدة تُعيد تعريف قواعد اللعبة الدولية:
فالدول الصغيرة والمجموعات المقاومة لم تعد عبئًا يُمكن تهميشه، بل فاعلًا قادرًا على تغيير المعادلات.
وأن الهيمنة الأمريكية لم تعد مطلقة في عالمٍ تتصارع فيه القوى العظمى على النفوذ، وتتزايد فيه كلفة الحروب غير المحدودة.
فالشرعية الأخلاقية أصبحت سلاحًا استراتيجيًّا تُدار به المعارك في عصر المعلومات، حَيثُ تُحاكم السياسات ليس فقط بالنتائج الميدانية، بل بالرواية الإعلامية والضمير العالمي.
هكذا، يُصبح تراجع ترامب درسًا للعالم: أن عصر الإملاءات انتهى، وأن القوة الحقيقية لم تعد في التهديدات، بل في القدرة على تحويل الصمود إلى مشروع تحرّر.