موقع 24:
2025-01-05@07:47:50 GMT

كيف تفكر إسرائيل؟

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

كيف تفكر إسرائيل؟

أعتقد أنه ينبغي أن يتركز الجزء الأكبر من عملية إدارة الحكومات العربية والإسلامية صراعها مع الحكومات الإسرائيلية فيما يخص القضية الفلسطينية في الإجابة عن التساؤل الموجود أعلاه، وهو: كيف تفكر الدولة الإسرائيلية؟

التساؤل مبني على فرضية أن النتيجة النهائية في إدارة العرب والمسلمين لهذا الصراع الممتد عبر أكثر من جيل مقتصرة على أنه لم نستطع تحقيق هدفنا من الصراع وهو استرجاع حقوقنا الإسلامية التاريخية، أو على الأقل العيش الكريم للإنسان الفلسطيني، أو حتى مساعدته في حقه بتقرير مصيره الذي هو أحد مبادئ تأسيس منظمة الأمم المتحدة، هذا معناه أننا نستخدم نفس أساليب ونفس أدوات الصراع، وبالتالي النتيجة نفسها، فماذا لو حاولنا تغيير الأدوات، ولو من باب المحاولة.


لنفترض أن هذه المحاولة هي: بمثابة نوع من تمرين أو تدريب في برنامج تطوير الذات القائم على اعتراف الفرد بوجود نقص في مهارة معينة لديه، وبالتالي يريد تطويرها كي يغير من حاله.
في علم المنطق الذي يعتبر إحدى أدوات التفكير الرصين لدى السياسيين فإن النتيجة أو ما يعرف في السياسة بالمخرجات التي يصل إليها أي نظام كان، سواء النظام السياسي أو النظام الإداري إنما هو بفعل «المدخلات»، فإذا كانت المدخلات صحيحة نتوقع المخرجات سليمة وعاكسة لصحة المدخلات وقوتها، أما غير ذلك فالمدخلات تحتاج إلى مراجعة.
وبما أن كل طرق التعامل الإسلامي والعربي مع إسرائيل لم تحقق أي نجاح حتى الآن، رغم مرور ثمانية عقود على الصراع، فأظن أنه من المنطق مراجعة أدوات إدارة العرب للصراع، منها: طريقة تفكيرنا السياسي وعدم الاقتصار على منطق القوة في معالجة هذه القضية، وإن كان هو الجزء الأهم، ولكن علينا تنويع أدواتنا واستخدامها وفق الوقت المناسب، وعدم اعتبار كل من اجتهد في إيجاد منهج جديد في الإدارة «خائناً» للقضية.
العنف والتعصب لم يخدما ولم يفيدا «أعدل قضية» في تاريخ الإنسانية بقدر ما تكون نتيجتها أو مخرجاتها المزيد من الخسائر في الأرض الفلسطينية، وهذا هو السيناريو المتداول حالياً، فأحد شروط إسرائيل إيقاف الحرب هو السيطرة على غزة. ما أقصده، إدارتنا للقضية تحتاج إلى فكر سياسي واع يبتعد عن «التشنجات» والصوت العالي.
تداعيات الأزمة أو الحرب التدميرية الحالية التي تقوم بها إسرائيل، تذكرنا (كما تنقل لنا كتب التاريخ) بما حدث في العام 1948، حيث إن المتطرفين اليمينيين من مؤسسي الدولة الإسرائيلية كانوا يبذلون جهداً لتفريغ الأرض الفلسطينية من شعبها وإحلال اليهود القادمين من مختلف بقاع الأرض مكانهم. أما الفلسطينيون الذين رفضوا الهجرة وقتها فاتهموا بالخيانة، مع أن الزمن أثبت صحة قرارهم اليوم، وهذا حالنا العربي نتهم من يختلف عنا بـ«الخيانة» وبعد خسارة كل شيء نردد كلمة «لو»، حصل في 1967 وحصل أيضاً في 1979 مع الرئيس أنور السادات.
«ردة الفعل» وليس الفعل هي سمة السياسة العربية، إلا قلة من الدول من ضمن تلك الدول: دولة الإمارات العربية المتحدة التي بات لها تأثير ملحوظ في دبلوماسيتها الخارجية في ملفات محددة؛ لأنها غيرت أدوات إدارة الصراع مع الآخر وليس إسرائيل فقط. وتعامل الدبلوماسية الإماراتية مع الوضع الحالي في غزة لم يتغير عما كان في السابق التي تعتبر القضية الفلسطينية مبدأ أساسياً في سياستها الخارجية، ولم تقتصر إدارتها للأزمة الحالية على التنديد والاستنكار، وإنما العالم يشهد على جهودها الدبلوماسية في المنظمات الدولية وفي مواقفها مع أهل غزة بالأفعال وليس الكلام.
التحرك نحو بذل الجهود الفكرية لفهم طريقة تفكير القيادة الإسرائيلية التي استطاعت أن تتحول من «كيان سياسي» كان من المفترض أن يختفي في وسط الدول العربية والإسلامية، إلى أن تكون دولة قوية يحسب لها حسابات ليس في الإقليم فقط وإنما في الدول الأوروبية أيضاً، ومن ثم تعزيز معرفتنا إن كان هناك تياران سياسيان (يميني ويساري) في إسرائيل مختلفان في إدارتهما لهذا الصراع، أم هي سياسة توزيع أدوار؟!
ليس من المنطق ولا من المكانة السياسية ما وصلت إليه الدول العربية بأن تكون إدارة واحدة من أعقد الأزمات في العالم بطريقة المشاعر والأحاسيس؛ لأن العلاقات الدولية لا تقوم على منطق (الحب والكره) وإنما بالتفكير الاستراتيجي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

سلطة الطيران المدني تشارك في اجتماع الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للمنظمة العربية بالرباط

في إطار حرص وزارة الطيران المدني بمواصلة تواجداها الفاعل والمؤثر بالمشاركة في كافة اجتماعات المنظمات العربية والدولية بما يحقق التعاون العربي ويحقق الإندماج الإقليمي، و يرسخ من مكانة مصر المحورية في رسم السياسات والقرارات التي تعزز من كفاءة النقل الجوي على المستويين الإقليمي والدولي.

وزير الطيران المدني في جولة تفقدية لمطار القاهرة الدولي وزير الطيران المدني يعقد اجتماعًا تنسيقيًا مع قيادات مصر للطيران

وفي ضوء ذلك، شاركت جمهورية مصر العربية ممثلة بسلطة الطيران المدني المصري في اجتماع الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للمنظمة العربية للطيران المدني، الذي عُقد في العاصمة المغربية الرباط نهاية الأسبوع الماضي،، وذلك بحضور عدد من وزراء ورؤساء سلطات وهيئات الطيران المدني من الدول الأعضاء، وبمشاركة عدد من ممثلي الدول العربية بالمنظمة، حيث سبق الاجتماع انعقاد الدورة (71) للمجلس التنفيذي للمنظمة.

هذا وقد ترأس الوفد المصري الطيار عمرو الشرقاوي رئيس سلطة الطيران المدني، وضم الوفد كل من الملاح هشام عبد الباسط رئيس الادارة المركزية للنقل الجوي والطيار فؤاد جوهر، مدير عام الاتفاقيات، وناقش الاجتماع عدداً من القضايا الحيوية التي من شأنها تدعيم التعاون وتطوير قطاع الطيران المدني بما يخدم مصالح الدول العربية وشعوبها.

وفي هذا السياق، أشاد الطيار عمرو الشرقاوي رئيس سلطة الطيران المدني المصري، في كلمته خلال الاجتماع بأهمية دور المنظمة العربية للطيران المدني في تعزيز التعاون بين الدول العربية واتخاذ القرارات الحيوية المتعلقة بتطوير  مجال الطيران المدني كونه قطاع هام يدعم الركائز الأساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة، مؤكدًا على التزام مصر وحرصها الدائم في تطوير قطاع الطيران المدني، مشيراً إلى أهمية دور الطيران المدني كأحد الركائز الأساسية التي تحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.

 كما أوضح جهود مصر الفاعلة في تحديث أنظمة الطيران واعتماد أحدث التقنيات الملاحية والأمنية، بما يحقق أعلى معايير السلامة والأمن وفق للتشريعات الدولية، مؤكدًا على أهمية العمل المشترك لتقليل الأثر البيئي من خلال سياسات صديقة للبيئة وتشجيع الابتكار التكنولوجي، بما يحقق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة.

مقالات مشابهة

  • بلينكن: كان من الضروري الحفاظ على دعم إسرائيل
  • في عام 2025.. ما الدول الخمس التي يفضّل الأمريكيون الإقامة فيها؟
  • نائب بالشيوخ: الشائعات من أخطر التحديات التي تواجه استقرار الدول
  • الدستورية: قرار النظام الأساسي للهيئة العربية للتصنيع من أعمال السيادة
  • إقرار النظام الأساسي للهيئة العربية للتصنيع من أعمال السيادة
  • المنظمة العربية لذوي الإعاقة: طريقة برايل أسهمت في إيجاد نماذج مضيئة
  • عمرو أديب : كل الدول التي أرسلت مسؤولين لـ سوريا لها مصالح
  • مخبأة بطريقة مبتكرة.. إحباط تهريب 10 كلغ مخدرات إلى إحدى الدول العربية (صور)
  • سلطة الطيران المدني تشارك في اجتماع الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للمنظمة العربية بالرباط
  • تعرف على الدول التي تمتلك أقوى الطائرات بدون طيار في العالم: هذا ترتيب تركيا