هكذا ساهمت شركة علاقات أمريكية بتحسين صورة مستبدين عرب
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا قالت فيه إن شركة رصد المواقف العامة في الولايات، والمعروفة باسم إيلدمان التي تقيس "باروميتر الثقة" كانت تتلقى أموالا من زبائنها في الشرق الأوسط، بينها دول عربية، نظير تحسين صورتها أمام الرأي العام.
وفي تقرير أعده أدم لويستين من واشنطن قال فيه، إن شركة إيلدمان تعمل مع زبون سيكون في المقدمة والمركز عندما يتدفق قادة العالم على أراضيه للمشاركة في قمة المناخ أو كوب 28 التي ستعقد في أبو ظبي.
وعملت "إيلدمان" والشركات التابعة لها على الترويج للحكومات المستبدة وروايتها وصورتها التي ترغب بنشرها،بينها الإمارات العربية المتحدة والسعودية والصين وسنغافورة. وفقا للصحيفة.
ويقول الخبراء إن الاستطلاعات التي تقوم بها المؤسسات المتخصصة عادة ما تفرط في التأكيد على الملامح المحبذة للأنظمة المستبدة لأن المشاركين في الاستطلاعات عادة ما يخافون من الانتقام لو قدموا إجابات غير مرضية.
ولم يمنع هذا الحكومات هذه من استخدام نتائج "إيلدمان" لتعزيز صورتها وتمسكها بالسلطة. وفقا للصحيفة.
وتقول أليسون تيلور، الأستاذ في كلية التجارة بجامعة نيويورك إن "بارومتر الثقة" لإيلدمان تمت الإشارة إليه على أنه شيء موثوق وبحث موضوعي، مع أن هناك أرضية تجارية وأداة تسويق.
وفي الحد الأدنى، كان على الشركة أن تكشف عن هذه العلاقات المالية وكجزء من الدراسة، لكنها لم تفعل هذا".
وفي بيان من المتحدث باسم إيلدمان للغارديان جاء فيه: "كشركة عالمية، فمن المهم العمل مع الزبائن وفي الأسواق حول العالم والتي تتحول اقتصاديا وسياسيا واحتماعيا وبيئيا وثقافيا". مضيفا: "نعتقد أن وجودنا في الشرق الأوسط يمكن أن يساعد على النصيحة من خلال تقديم المشورة للمنظمات المؤثرة وبشأن التوقعات للتجارة والماركات اليوم وبناء علاقات مساهمة".
وأصبحت حكومة الإمارات أهم زبون لإيلدمان في 2007، كما تقول منظمة "ديزموغ" غير الربحية التي تحقق في التضليل البيئي، فقد حصلت إيلدمان على 6 ملايين دولار لعملها في تحسين سمعة الإمارات وشركة النفط الوطنية (أدنوك) واستدامتها، وهو ما قاد إلى اختيار الإمارات لكي تستضيف مؤتمر المناخ.
وفي عام 2010، وقعت إيلدمان وشركة تابعة لها على عقدين آخرين للعمل نيابة عن الحكومة الإماراتية بما فيها إنتاج "بيلتووي باروميتر" وهي المنطقة التي تعمل فيها وزارات الحكومة الأمريكية من أجل قياس الرأي العام بين صناع السياسية والمؤثرين في واشنطن العاصمة.
وظهرت الإمارات في العام التالي ولأول مرة على "باروميتر الثقة" لإيلدمان.
ولم ترد الشركة على أسئلة الصحيفة حول سبب ضم الإمارات في الباروميتر وإن كانت الشركة تعرض على الزبائن فرصة لكي تشمل في الباروميتر.
ومنذ ظهور الإمارات على مقياس الشركة عام 2011 أكد الباروميتر أن سكان الإمارات يثقون بقوة في حكومتهم وهو أمر كانت الحكومة وإيلدمان سعيدتان لكي تصادق عليه. وغرد حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد المكتوم، رئيس الوزراء ونائب الرئيس في 2014 قائلا، إنه "بحسب إيلدمان، فإن خطط واستراتيجيات الإمارات أسهمت في الثقة بأدائها الذي حصلت عليه على مدى العام". وأضاف أن "ثقة الشعب بالحكومة هو نتيجة للعلاقة الوثيقة معهم وتوفير احتياجاتهم ومطالبهم".
ووفقا للصحيفة، استخدم توم دونهاوسر، الذي كان مدير لعملية إيلدمان في الإمارات نفس اللغة عام 2018 وعلى مدونة الشركة "هذا العام، اقترح باروميتر الثقة لإيلدمان أن جهود الحكومة لحماية الرأي العام من الأخبار الزائفة أثمر ثماره".
وبعد ثلاثة أشهر من مديح دونهاوسر الإمارات لمواجهة الأخبار المزيفة وتوحيد البلاد خلف هدف واحد ورفع مستويات الثقة، حكمت محكمة إماراتية على الناشط أحمد منصور بالسجن لمدة 10 أعوام بتهم "نشر المعلومات الخاطئة والشائعات والأكاذيب عن الإمارات العربية المتحدة" على تويتر وفسبوك بحيث "تضر بالإنسجام الإجتماعي والوحدة في الإمارات".
واعتقل منصور في العام السابق بتهم نشر الطائفية والكراهية على الإنترنت، وهو سجين حتى الآن. ولم يرد دونهاوسر الذي لم يعد يعمل مع إيلدمان للتعليق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الشرق الأوسط دول عربية الشرق الأوسط دول عربية شركة أمريكية تحسين الصورة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
تامنصورت المدينة النموذجية التي أبعدوها عن الحضارة بسبب التهميش المتعمد من شركة العمران بجهة مراكش
شعيب متوكل
لا تزال شركة العمران الجهوية مراكش آسفي ، تواجه موجة من الانتقادات الواسعة من سكان مدينة تامنصورت وما يحيط بها من دواوير جماعة حربيل ، بسبب سياسة التهميش التي تنهجها الشركة مع الساكنة حيث أن التماطل في الوفاء بما وعدوا به هو شعار المرحلة الماضية وحتى الحاضرة .
وكما جاء على لسان سكان مدينة تمنصورت أن الشركة وعدتهم بحلول عاجلة لتيسير الخدمات الأساسية الضرورية للحياة، ممثلة في البنى التحتية للمنطقة، و المساحات الخضراء كمتنفس لهم، وملاعب كرة القدم، والمؤسسات التعليمية، والمواصلات العمومية….).
ليجد سكان المنطقة نفسهم أمام مدينة تحيطها مطارح النفايات وأصحاب الخرذة والدواوير العشوائية.
استيقظ سكان تامنصورت من الحلم جميل بجعل تامنصورت مدينة نموذجية بمواصفات رفيعة ، إلا أن الواقع يكشف المستور ويعكس الحقيقة، ليجد السكان نفسهم أمام غياب واضح للمساحات الخضراء وملاعب القرب التي هي من حق الساكنة ،و حتى الإنارة العمومية في حالة متدهورة بل غير موجودة في بعض الأماكن. دون رقابة من شركة العمران بمدينة مراكش.
حتى عدد الحافلات و سيارات الأجرة المخصصة للمنطقة غير كافية لعدد السكان المتواجدون. مما فسح المجال أمام وسائل النقل الغير المقننة لتملا الفراغ.
كل هذه المساحات التي اشترتها شركة العمران بمنطقة حربيل وعملت على جعلها مشروعا ناجحا بامتياز، باءت بالفشل الذريع، بسبب سوء التدبير من الشركة وضعف التواصل مع الساكنة من قبل مدير شركة العمران. الذي باع الوهم لفئة من الناس كانت تطمح للسكن في مدينة يتوفر فيها كل مقومات الحياة الأساسية على الأقل.
والدليل على هذا الفشل أن هناك عدة منازل داخل بعض الأشطر لا تزال مهجورة، لا يسكنها إلا المتشردون والمدمنون على المخدرات ليلا ليجعلوا منها مكانا للجلسات الخمرية وما يصاحبها.
والشكايات التي توصلت بها جريدة مملكة بريس تؤكد ذلك، مفادها أن بعص السكان تعرضوا للسرقة بالسلاح الأبيض مرارا وتكرارا، خصوصا في الصباح حين يضطرون للخروج باكرا للعمل بسبب قلة المواصلات والكثافة السكانية. وهذا جعلهم غير أمنين على أنفسهم وأولادهم في مكان أصبحوا يتمنون الرحيل منه.