لماذا أشعر أن الله لا يستجيب لي؟.. 8 أسباب و11 أدبا لتقبل
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
لماذا أشعر أن الله لا يستجيب دعاء لي؟، سؤال شائع بين كثير من المسلمين خاصة وأن منهم من يقول: أشعر أنني غير مستجاب الدعوة لأسباب لا أعرفها. فما حكم ذلك؟
لماذا أشعر أن الله لا يستجيب لي؟الدعاء عبادة عظيمة وينبغي على المسلم أن يحسن ظنه بالله تعالى، ويعلم أن الله تعالى قريب من عباده رؤوف رحيم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي) رواه مسلم.
وحسن الظن بالله تعالى قربة يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، تفتح له أبواب الخير والتيسير والرحمة؛ لأن الله تعالى يعاملنا على حسن ظننا به، وقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا أُعْطِيَ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ شَيْئًا قَطُّ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ يُحْسِنَ ظَنَّهُ بِاللهِ وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَا يُحْسِنُ عَبْدٌ بِاللهِ ظَنَّهُ إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ أَنَّ الْخَيْرَ بِيَدِهِ) رواه البيهقي.
والمسلم إن تفكر في رحمة الله تعالى به وتوفيقه له ازداد قرباً منه، فمن توفيقه له أن عرفّه على أصحاب الدعوة المستجابة، ودله على طريق الخير، ويسر له أمور دينه ودنياه، وميزه عن بني جنسه ممن لا يعرف طريقاً إلى الله تعالى، فإذا عرف ذلك وتفكر فيه ازداد يقينه بالله تعالى وأقبل على الله تعالى بالدعاء والتضرع.
قال الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) البقرة/ 186.
ويتنبه إلى أن استجابة الدعاء لا يلزم منها إعطاء السائل عين ما سأله، بل قد يدخرها الله تعالى له إلى يوم القيامة، أو قد يدفع عنه مصيبة في الدنيا؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ وَإِمَّا أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُ السُّوءَ بِمِثْلِهَا) رواه ابن أبي شيبة.
واحذر من أن تقنط من رحمة الله تعالى، بل ألح على الله عز وجل بالدعاء؛ فالدعاء عبادة تظهر فيها فقرك وذُلّك لله تعالى، وعليك أن لا تتعجل الإجابة، قال صلى الله عليه وسلم :(لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ), قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الِاسْتِعْجَالُ؟، قَالَ: (يَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ دَعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ، فَمَا أَرَاكَ تَسْتَجِيبُ لِي، فَيَدَعُ الدُّعَاءَ) رواه مسلم.
وعليه؛ فاستجابة الدعاء هو فضل من الله تعالى يمنّ به على عباده المقبلين عليه، ولا علاقة له بكثرة الأعمال، كما لا يلزم منه إعطاء السائل عين ما سأله، فعلى المسلم أن يكثر من الدعاء لله تعالى بنفسه، أو يطلب من غيره الدعاء له؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ) أخرجه أبو داود والترمذي.
أسباب استجابة الدعاء1- تحري الأوقات الشريفة للدعاء؛ كيوم عرفة، وليلة القدر، ووقت السحر، وما بين الأذان والإقامة.
2- استغلال حالات الضرورة التي يمر بها الإنسان في حياته، فإنه يدعو ربه في هذه الأوقات بتضرع وتذلل واستكانة.
3- حضور مجالس الذكر، ففيها الدعاء مستجاب، ومغفور لأهلها ببركة جلوسهم فيها.
4- العلم بأن الله يجيب للمضطر والمظلوم إذا دعاه، وكذلك لمن يدعو لأخيه في ظهر الغيب، وللوالدين، والمسافر، والمريض، والصائم، والإمام العادل.
5- الإخلاص لله في الدعاء، وحسن الظن به، فإن الله لا يستجيب لمن دعاه بقلب غافل.
6- حضور القلب أثناء الدعاء، والتدبر في معاني ما يقوله الداعي.
7- الصبر وعدم تعجل إجابة الدعاء.
8- التوبة من كل المعاصي، وإعلان الرجوع إلى الله.
دعاء ساعة الاستجابة يوم الجمعة للرزق و قضاء الحاجة.. اغتنمه قبل الغروب فتاوى تشغل الأذهان| ماذا تفعل لو عاوز ربنا يحصنك من المرض؟.. حكم قراءة الفاتحة في الركوع والسجود بقصد الدعاء آداب استجابة الدعاءبعد أخذ الانسان بأسباب استجابة الدعاء؛ يوجد عدد من الآداب التى يستحب له المحافظة عليها لكى يكون دعاءه مستجابًا- بإذن الله تعالى- وهى :
1- البدء بحمد الله والصلاة على رسوله - صلّى الله عليه وسلّم-، والختم بذلك، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «إذا صلَّى أحدُكم فليبدَأْ بتحميدِ ربِّهِ والثَّناءِ علَيهِ، ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ - صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ-، ثمَّ يدعو بعدُ بما شاءَ».
2- الدعاء في الرخاء والشدة، فمَن أحب أن يستجيب الله -سبحانه- له وقت الشدائد، فليكثر من الدعاء في حالة الصحة والفراغ والعافية، لأن من صفات المؤمن وشيَمه أنه دائم الصلة مع الله.
3- عدم الدعاء على الأهل، أو المال، أو الولد، أو النفس، فقد نهى رسول الله عن ذلك.
4- إخفات الصوت أثناء الدعاء ما بين المخافتة والجهر، قال تعالى: «ادعوا رَبَّكُم تَضَرُّعًا وَخُفيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُعتَدين ».
5- التضرع إلى الله أثناء الدعاء، والضراعة من الذل والخضوع والابتهال.
6- الإلحاح في الدعاء، وهو الإقبال على الشيء والمواظبة عليه؛ فالعبد يكثر من الدعاء ويكرره، ويلحّ بذكر ألوهية الله وربوبيته، وأسمائه وصفاته، وذلك من أعظم ما يطلب به الدعاء.
7-التوسل إلى الله بأنواع التوسل المشروعة؛ كالتوسل باسم من أسماء الله أو بصفة من صفاته، أو التوسل إلى الله بعمل صالح قام به الداعي، أو التوسل إلى الله بدعاء رجل صالح.
8- الاعتراف بالذنب والنعمة وقت الدعاء.
9- عدم تكلف السجع في الدعاء.
10- الدعاء ثلاثًا، واستقبال القبلة، ورفع اليدين أثناء الدعاء.
11- والوضوء قبل البدء بالدعاء إن كان ذلك ميسرًا على الداعي.
فضل الدعاء وفوائده وأوقاتهللدعاء أهمية كبيرة، وفضائل عظيمة، وفوائد كثيرة، منها:
1- الدعاء طاعة لله -عزّ وجلّ-، وامتثال لأمره؛ حيث أمر به، فالداعي مطيع لله، مستجيب لأمره. تجنب الكبر؛ حيث قال تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ»، فلما أمر الله بالدعاء جعله عبادة، ووصف بتارك هذه العبادة بأنه مستكبر، والإنسان السويّ لا يستكبر عمّن خلقه، ورزقه، وأحياه.
2- الدعاء أكرم شيء على الله، وقد ورد ذلك عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم-، وقيل إن ذلك يدل على قدرة الله وعجز الداعي.
3- الدعاء من الأمور المحبوبة إلى الله تعالى.
4- سبب لانشراح الصدر، وتفريج الهم، وزوال الغم، وتيسير الأمور.
5- سبب لاجتناب غضب الله؛ فمن لم يسأل الله ويدعوه فإنه يغضب عليه.
6- دليل التوكل على الله، حيث إن أساس التوكل على الله هو اعتماد القلب عليه، ويتجلى التوكل في الدعاء، حيث يكون الداعي مستعينًا بالله، مفوضًا أمره إليه.
7- السلامة من العجز، وفيه الدليل على الكياسة، فأضعف الناس همة وأعماهم بصيرة من كان عاجزًا عن الدعاء.
أوقات إجابة الدعاء:ومنها ما يلي:
1-بين الأذان والإقامة.
2- في جوف الليل والثلث الأخير منه، ففي الليل ساعة لا يرد فيها الدعاء.
3- ساعة آخر نهار يوم الجمعة بين صلاتي العصر والمغرب.
4- عند جلوس الإمام على المنبر للخطبة في يوم الجمعة وإلى حين انقضاء الصلاة.
5- آخر كل صلاةٍ وقبل السلام منها. أثناء السجود بين يدي الله سبحانه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدعاء عبادة الدعاء صلى الله علیه وسلم ى الله علیه وسل استجابة الدعاء قال رسول الله أثناء الدعاء الله تعالى لله تعالى فی الدعاء على الله إلى الله أن الله أشعر أن ن الله ب الله
إقرأ أيضاً:
مدى استحباب التعرض لماء المطر
اجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"سمعت أنّ التعرّض لماء المطر سنة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فهل هذا صحيح؟ وما الحكمة من ذلك؟".
لترد دار الإفتاء موضحة: أنه يستحبّ التَّعرُّض للمطر، بأن يقف الإنسان تحت المطر ويَحسر عن شيءٍ من ملابسه ليصيبه المطر رجاء البركة؛ لما ثبت عن أَنَسٍ رضي الله عنه أنه قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مطر، قال: فحسر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثوبه، حتى أصابه من المطر. فقلنا: يا رسول الله، لم صنعت هذا؟ قال: «لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تعالى» رواه مسلم في "صحيحه".
قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (6/ 195، ط. دار إحياء التراث العربي): [معنى حسر: كشف، أي كشف بعض بدنه، ومعنى: «حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ»، أي: بتكوين ربه إيَّاه، ومعناه أنَّ المطر رحمة، وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها، وفي هذا الحديث دليل لقول أصحابنا أنَّه يُستحبُّ عند أول المطر أن يكشف غير عورته ليناله المطر] اهـ.
وعلى ذلك نصَّ فقهاء المذاهب: قال العلامة الطحطاوي في "حاشيته على مراقي الفلاح" (ص: 553، ط. دار الكتب العلمية) عند تعداده الأعمال المستحبة عند نزول المطر: [وأن يكشف عن غير عورته ليصيبه ويتطهر منه] اهـ.
وقال الإمام النووي في "روضة الطالبين" (2/ 95، ط. المكتب الإسلامي): [ويستحب أن يبرز لأول مطر يقع في السَّنة ويكشف من بدنه ما عدا عورته ليصيبه المطر] اهـ.
وقال الإمام البهوتي في "شرح منتهى الإرادات" (1/ 337، ط. عالم الكتب): [(وسن وقوف في أول المطر) وتوضؤ (واغتسال منه، وإخراج رحال) أي: ما يستصحب من أثاث، (و)إخراج (ثيابه ليصيبها) المطر؛ لحديث أنس رضي الله عنه..] اهـ. أي: حديث أنس السابق ذِكْره. وممَّا ذُكِر يُعلَم الجواب عن السؤال.