كتبت دموع الاسمر في" الديار": سادت طرابلس في اليومين الماضيين الفوضى والاجواء المتوترة التي ادت الى تخوف المواطنين من عودة الفلتان بسبب حجم المسلحين الذين انتشروا وتجولوا بشوارع المدينة ضاربين هيبة الدولة بعرض الحائط.
اكثر من 12 إصابة لمواطنين، دخل منهم ثلاثة طواريء المستشفيات بحروح حرجة، وتحطم زجاج عشرات السيارات، وعشرات ألواح الطاقة الشمسية، وتسبب برعب لدى الاهالي الذين فضلوا الامتناع عن المشاركة بالتشييع درءا لمخاطر الرصاص الذي تساقط في معظم احياء المدينة من القبة الى التبانة والزاهرية والمئتين وابي سمراء وصولا الى الميناء.


قبل موعد التشييع عقد اجتماع لمشايخ طرابلس وكوادر المحاور السابقين وشارك فيه اهالي الشهداء، خرجوا بتوصيات دعوا فيها الى الامتناع عن اطلاق الرصاص صونا لارواح الناس ولمنع الاضرار البشرية والمادية، ورفع شعار ان من يحب الشهداء ويكرمهم يمتنع عن اطلاق الرصاص ..
لكن كانت النتيجة عكس التوصيات والتمنيات، بل اصرار على اطلاق الرصاص وايقاع المزيد من الاصابات، منها اصابة مواطن برصاصة بكتفه لحظة خروجه من مسجد السلام عند سنترال الميناء واصابة مواطن في القبة، ومنهم من لا يزال قيد المعالجة في المستشفى.
فيوم امس شيعت طرابلس شهداءها الذين سقطوا في الغارة الاسرائيلية التي استهدفت سيارتهم من نوع رابيد في الجنوب ابو بكر احمد عوض، وابو طلحة خالد الميناوي من طرابلس ،والتركيان بلال أوزتوك ويعقوب أردال، وكانوا برفقة المسؤول في حماس الشهيد خليل حامد الخراز.
وكانت وحدات الجيش قد واكبت التشييع واتخذت اجراءات متشددة لملاحقة مطلقي الرصاص، والقت القبض على مسلحين عند مفرق المئتين، ثم تابعت تعقب المسلحين لتوقيفهم واجراء المقتضى القانوني بحقهم.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

المقاومة أكبر من مكان وأكثر من زمان

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

من يعتقدون بأنَّ المقاومة انتهت بسقوط دمشق بأيدي تتار العصر، وبمقتل عدد من قادتها، وتدمير كبير لبنيتها، فهم بلا شك فقراء في اللغة العربية؛ حيث لا يمتلكون منها سوى مفردات البؤس والفجيعة في التوصيف، وهم بلا شك فقراء في لغة الإعلام ولغة الصورة، والنظرة السطحية للأمور لإخفاء الحقيقة الكاملة، ولسكب الهزيمة في عقل الخصم والمتلقي، وهم بلا شك فقراء في الزاد التاريخي؛ حيث حرموا من التطواف والتجوال في التاريخ للوقوف على العبر والأحداث المشابهة، وهم بلا شك فقراء من الزاد الإيماني وأثره، بمشيئة الله وأثرها، والقوة الإيمانية الهائلة لأبناء فصائل المقاومة وأثرها، وهم بلا شك فقراء في معارف علوم ومسلمات أطوار الحياة ودول الأيام، وهم بلا شك ممن يعتقدون بأن التاريخ توقف وتجمد في بطون الكتب ولم يعد يُصنع، وهم بلا شك من ضحايا السرديات الصهيونية بأنَّ الكيان لا يُهزم وأمريكا قضاء وقدر.

حينما تكون المعطيات لديك خاطئة فمن الطبيعي أن تكون استنتاجاتك خاطئة وقناعاتك هشة ومنحرفة عن الحقيقة، والعكس صحيح، لهذا فنحن نعيش في عصر التزييف العميق، وبسط السطحية ونثر الهشاشة وتمكين التفاهة، تمهيدًا للاحتلالات والسيطرات المقبلة من قبل العدو على العقول والحقول معًا.

الخبرة التراكمية للمقاومة اليوم في مواجهة العدو وصلت إلى مرحلة متقدمة جدًا وبمرتبة تكافؤ الردع والخسائر والوجع، والعدد النوعي والكمي للمقاومة اليوم بمرتبة فخر للأمة بشقها المقاوم، وبمرتبة رعب وقلق للصهاينة والمتصهينين.

والعقيدة القتالية لفصائل المقاومة، واتساع نطاق ثقافتها العابرة للأجيال والحدود هو ما يُرعب العدو حقيقة ويقض مضاجعه ويقلل من منسوب عمره وزمن احتلاله.

فصائل المقاومة اليوم تجاوزت العقود الأربعة من عمرها، وهو عمر الحكمة والرشد والتكليف بعظائم الأمور، وبالنتيجة فلا قلق عليها من فقد رمز هنا أو قائد هناك، ولا بفقد منشآت أو عتاد أو كوادر، فهذه جميعها من مسلمات الحروب.

تصعيد المقاومة لعملياتها ومواجهاتها للعدو، وتعدد تلك المواجهات ونوعيتها جعل الفخر التراكمي بالانتصارات يتعاظم يوماً بعد يوم؛ بل وجعل حضور المقاومة وثقافتها تزاحم ثقافات التفاهة والترفيه الماجن وتلغيها؛ بل وجعل النظام الرسمي العربي يُعيد حساباته بصمت، ويتيقن بأن المقاومة خياره الأوحد والصريح للبقاء على قيد الحياة، وأن فلسطين هي الخندق الأول للدفاع عن الأمن القومي العربي.

نتائج هكذا حروب ومواجهات مفصلية في التاريخ لا تظهر فوريًا، بل تظهر مؤشراتها أولًا ثم تتبعها النتائج الطبيعية على الأرض، لهذا نقول ونكرر بأن العدو انتصر تكتيكيًا، عبر التدمير والاغتيالات ولغة الصورة السطحية المؤثرة على المتلقي، ولكن المقاومة انتصرت استراتيجيًا عبر توازن الرعب والردع والخسائر، وانتصارات المقاومة ستجعل الكيان يراجع ذاته في كل شيء ويسأل كل فرد في الكيان سؤال بعد ملحمة طوفان الأقصى "كيف وصلنا إلى هنا"!؟ فخسائر كيان دولة لا تقاس بخسائر فصائل، ومنسوب خسائر العدو لا يقاس بسقف المقاومة المفتوح لتلقي الخسائر ثمنًا للكرامة والعزة والشرف والكبرياء. والمنتصر لا يفاوض لوقف إطلاق النَّار وتبادل الأسرى؛ بل يُملي شروطه على الآخر، وهزيمة العدو تأتي عبر خيارين، هزيمة العدو وسحق قدراته القتالية، أو منعه من تحقيق أهدافه من الحرب، والمقاومة حققت جزءًا مهماً من الأول، وكل الجزء الثاني.

قبل اللقاء.. من يقرأ التاريخ، يقرأ المستقبل.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • سوريّ أطلق النار على شاكيرا في طرابلس
  • إدارة الأمن العام بدرعا لـ سانا: نتقدم بخالص العزاء لذوي الشهداء من أهلنا الذين ارتقوا برصاص المجموعات الخارجة عن القانون التي أرادت زعزعة الأمن في مدينة الصنمين،ونعدهم بأننا مستمرون بتأدية واجبنا حمايةً لهم وصوناً لممتلكاتهم
  • الاغتيال يلاحق الأسرى الفلسطينيين المحررين
  • في طرابلس.. إشكال تحوّل إلى اشتباك مسلح
  • لماذا نمتنع عن أكل اللحوم والبيض وغيره في زمن الصوم؟
  • من بينهم طفل.. اصابة 3 اشخاص جراء اطلاق النار على ملحمة في جزين
  • نتنياهو يرفض تشكيل لجنة تحقيق رسمية مستقلة بشأن أحداث 7 أكتوبر
  • إصابة طفلين برصاص قوات الاحتلال في نابلس
  • كرامي: اشدّ على ايدي العناصر في الاجهزة الامنية الذين انتشروا اليوم
  • المقاومة أكبر من مكان وأكثر من زمان