حرب غزة تهيمن على زيارة وزير الخارجية الفرنسية إلى الصين.. كولونا: يجب إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين وليس 50 فقط
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
التقت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا مع نظيرها الصيني وانج يي، في بكين أمس، خلال زيارة قصيرة هيمنت عليها الحرب على قطاع غزة.
ويأتي وصول كولونا في وقت بدأت فيه للتو هدنة في القتال بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، حيث من المقرر إطلاق سراح ٥٠ أسيرًا صهيونيًا على مدى أربعة أيام.
وأعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية خلال مؤتمر صحفي: "بالنسبة لنا، يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، كلهم وليس ٥٠ فقط".
وأشار مصدر دبلوماسي في باريس إلى أن الوضع في الشرق الأوسط سيكون على جدول أعمال المناقشات بين كولونا ومحاوريها الصينيين.
وأوضح المصدر أن "الصين لاعب له وزن أكبر من أي وقت مضى في المنطقة" ويرجع ذلك على وجه الخصوص إلى علاقتها المهمة والقوية مع إيران، وأول شيء نتوقعه من الصين في هذا الصراع هو توحيد جهودها مع جهودنا لضمان تجنب أي تصعيد إقليمي، في ضوء الرسائل التي يمكن أن ترسلها إلى سلسلة كاملة من الجهات الفاعلة الإقليمية، وخاصة إيران".
وقال مصدر دبلوماسي قبل رحلة وزيرة الخارجية الفرنسية إنها ستناقش الملف أوكرانيا مرة أخرى مع وانج يي".
وأضاف المصدر نفسه أن "مشاركة الصين في البحث عن حل دبلوماسي للحرب في أوكرانيا أمر ضروري، نظرا للعلاقة الخاصة التي تربط الصين بروسيا.
وذكّرت كاثرين كولونا، التي استقبلها رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج صباح الجمعة فى قصر الشعب في قلب بكين، محاورها بأن الصين وفرنسا "عضوان دائمان في مجلس الأمن" وعليهما "مسؤوليات عالمية".
وأكدت أن البلدين تسعيان جاهدتين لإيجاد إجابات للتحديات الكبرى، ولا سيما تحديات المناخ والتنوع البيولوجي وأي شيء يمكن أن يخفف التوترات في العالم".
ومن جانبه، سلط لي تشيانج الضوء على "الاتجاه الإيجابي في التعاون الصيني الفرنسي على كافة الجبهات".
وأضاف أن "هذا التعاون الوثيق بين الصين وفرنسا ضخ أيضا الكثير من الطاقة الإيجابية وجلب المزيد من اليقين إلى عالم اليوم الغامض".
وترأست كاثرين كولونا "الحوار الفرنسي الصيني رفيع المستوى حول التبادلات البشرية" في جامعة بكين بعد ظهر الجمعة مع نظيرها وانج يي.
توقف هذا الحوار مؤقتًا أثناء الوباء، والذي بدأ في عام ٢٠١٤ ويركز على التبادلات الأكاديمية والعلمية والثقافية والرياضية والقضايا المرتبطة بالسياحة وحتى مسائل المساواة بين الجنسين.
وبمناسبة الزيارة الوزارية، أعلنت بكين أنه اعتبارا من الأول من ديسمبر، يمكن للسائحين الفرنسيين القدوم إلى الصين بدون تأشيرة لزيارة لمدة تقل عن ١٥ يوما. وأن الاتفاقية سارية حتى ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤ وصالحة أيضًا لمواطني خمس دول أخرى (ألمانيا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا وماليزيا).
وأعلن وانج يي: "الآن بعد أن تبدد ظل الوباء، نتطلع إلى رؤية المزيد من الزيارات المتبادلة والاتصالات والتبادلات بين شعبينا"، في حين أغلقت الصين أبوابها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات بسبب كوفيد-١٩.
ورحبت كاثرين كولونا قائلة: "هذا إعلان قوي سيسهل بشكل كبير التنقل بين بلدينا".
كما أطلق الوزيران المركز الفرنسي الصيني لتحييد الكربون، الذي يهدف إلى تسهيل التعاون العلمي والتكنولوجي بين البلدين وتمويل برامج البحوث المشتركة.
وأكدت كولونا قبل بدء اجتماع ثنائي رسمي مع وانج يي: "قبل أسبوع من انعقاد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، لا يمكن أن تكون هناك طريقة أفضل لتأكيد طموح بلدينا فيما يتعلق بالمناخ".
ومن المنتظر أن توقع فرنسا والصين على سلسلة من الاتفاقيات في مجالات التعليم والثقافة والتبادلات الجامعية والصحة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وانج يي الرهائن الإسرائيليين حرب غزة قطاع غزة الخارجیة الفرنسیة کاثرین کولونا
إقرأ أيضاً:
هل تنهار الهدنة في غزة بعد إطلاق سراح الأسرى؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أطلقت حركة حماس سراح ثلاثة إسرائيليين آخرين من الأسر في غزة، اليوم السبت، وسط تصاعد التوترات التي كادت أن تعصف بالهدنة الهشة المستمرة منذ أربعة أسابيع.
وتم تسليم الإسرائيليين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مراسم جرت بدقة في مدينة خان يونس، التي تحولت إلى أنقاض بفعل القصف الإسرائيلي، وتُعد أحد معاقل حماس في جنوب القطاع.
وكان الرهائن الثلاثة قد اختُطفوا من منازلهم في كيبوتس نير عوز خلال الهجوم الذي شنته الجماعة الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وظهر الرهائن المحررون، ساجوي ديكل تشين، ساشا تروفانوف، وإيار هورن، في حالة جسدية أفضل مقارنة بالدفعة السابقة من الأسرى الذين بدوا منهكين عند الإفراج عنهم الأسبوع الماضي.
وخلال المراسم، استعرض مقاتلو حماس أسلحة وملابس عسكرية تم الاستيلاء عليها من القواعد الإسرائيلية خلال الهجوم الحدودي عام 2023.
وفي المقابل، من المقرر أن تفرج إسرائيل عن أكثر من 350 أسيرًا فلسطينيًا في وقت لاحق من يوم السبت، تنفيذًا لشروط اتفاق وقف إطلاق النار.
توتر يهدد استمرار الهدنة
كاد الاتفاق أن ينهار بعد أن اتهمت حماس إسرائيل بانتهاك وقف إطلاق النار عبر منع دخول المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الأنقاض وإدخال مساكن متنقلة لإيواء مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين، وهددت الحركة بتأجيل إطلاق سراح الرهائن إذا لم يتم تسهيل دخول المعدات المطلوبة.
ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بنشر قواته مجددًا قرب حدود غزة، متعهدًا باستئناف الهجوم على حماس إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى كما هو مخطط.
وفي الأيام اللاحقة، بثت وسائل الإعلام العربية صورًا تُظهر دخول بعض المعدات الثقيلة إلى القطاع عبر مصر، مما دفع حماس إلى استئناف عملية إطلاق سراح الرهائن يوم الجمعة.
مأساة إنسانية تتفاقم
يواجه سكان غزة أوضاعًا متدهورة، حيث زادت الحاجة إلى المأوى مع هبوب العواصف الشتوية على القطاع، وتشير التقديرات إلى أن نحو مليوني شخص نزحوا عن منازلهم، ويعيشون في مخيمات مؤقتة وسط الدمار الهائل.
وكان من المقرر أن يتم الإفراج عن الغالبية العظمى من الأسرى الفلسطينيين يوم السبت، إذ كانوا محتجزين دون محاكمة في السجون الإسرائيلية بعد اعتقالهم خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية من الحرب، فيما تشير التقارير المحلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف شخص منذ بدء الصراع.
اتفاق هش ومستقبل غامض
يُعد وقف إطلاق النار الحالي مرحلة انتقالية بين أولى مراحل الاتفاق، حيث من المقرر خلال الأسابيع الستة الأولى التي تنتهي أوائل مارس، وتطلق حماس سراح 33 رهينة، بينهم جميع النساء والأطفال والرجال الذين تجاوزوا الخمسين عامًا، وحتى الآن، أطلقت الحركة سراح 24 منهم، بينما يُعتقد أن العديد من الرهائن الباقين، وعددهم 73، قد لقوا حتفهم.
وكانت حماس قد احتجزت نحو 250 رهينة في 7 أكتوبر، وأطلقت سراح 120 منهم خلال وقف إطلاق النار المؤقت في نوفمبر مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين.
مفاوضات مؤجلة وضغوط دولية
ترفض حماس إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين وتسليم جثث الرهائن القتلى إلا بعد التوصل إلى هدنة دائمة تتضمن انسحابًا إسرائيليًا كاملًا من غزة، إلا أن المحادثات، التي كان من المفترض أن تبدأ الأسبوع الماضي، لم تشهد مشاركة وفد إسرائيلي رفيع المستوى، حيث لم ترسل تل أبيب ممثلين إلى قطر أو مصر، اللتين تتوسطان في الاتفاق بمشاركة الولايات المتحدة.
في الوقت ذاته، يواجه الاتفاق ضغوطًا إضافية بسبب التصريحات المتكررة للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، حول نية الولايات المتحدة فرض سيطرتها على غزة، وتشير تقارير إلى أن خطته، التي قد تؤدي إلى تهجير قسري لنحو 2.3 مليون فلسطيني، شجعت نتنياهو على التردد في إنهاء الحرب.
وتسببت هذه الخطط في غضب واسع النطاق في العالم العربي، حيث استضاف ترامب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض هذا الأسبوع، وكرر تصريحاته حول استعداد الأردن ومصر لاستقبال اللاجئين، وهو ما قوبل برفض شديد من البلدين.