مخاوف أممية بشأن مصير مهاجرين أفغان طردوا من باكستان
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
حذرت الأمم المتحدة، الجمعة، من أن العديد من الأسر الأفغانية التي أُبعدت من باكستان لا مأوى لها وستواجه صعوبات في تأمين الغذاء خلال الشتاء.
وفي الثالث من أكتوبر، أعلنت الحكومة الباكستانية أنها أمهلت 1.7 مليون أفغاني يقيمون على أراضيها بصورة غير قانونية، حتى الأول من نوفمبر لمغادرة البلاد تحت طائلة طردهم من باكستان.
ومنذ هذا الإعلان عاد أكثر من 370 ألف شخص إلى أفغانستان بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقالت مديرة برنامج الاغذية العالمي في أفغانستان، هسياو وي لي، للصحفيين في جنيف إن العديد منهم ليس لديهم أي اتصال مع عائلاتهم في أفغانستان.
وأضافت عبر الفيديو من كابول أن الذين اتصلوا بعائلاتهم "قيل لهم إن لا مكان لهم أو أن مواردهم ضئيلة جدا".
ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي فإن الوصول الجماعي لهؤلاء الأشخاص إلى أفغانستان يفاقم الأزمة الإنسانية الحالية. وقالت لي: "إنهم مجبرون على العودة إلى أفغانستان في أسوأ الاوقات".
وأوضحت أن كثيرين كانوا يأملون في الوصول إلى جلال آباد وقندهار، لكنها أكدت أن البعض لن يتمكن من ذلك بسبب أحوال الطقس خلال الشتاء.
وتؤكد باكستان أن معظمهم غادروا البلاد طوعا، لكن كابول تعتبر أن الأغلبية أرغمت على المغادرة.
والتقت المسؤولة ببعضهم عند نقطة حدودية، وقالت إن "أغلبية الأشخاص الذين التقتهم غادروا أفغانستان قبل 30 عاما أو أكثر"، وأن بعضهم وُلد في باكستان ولم يزر قط أفغانستان.
وقدم برنامج الأغذية العالمي حتى الآن المساعدات إلى 250 ألفا من هؤلاء عند عبورهم الحدود، على شكل أغذية أو أموال.
لكن لي قالت إن المنظمة تأمل في مساعدة ما لا يقل عن مليون شخص.
وذكرت أن البرنامج لم يتلق سوى 100 مليون دولار من أصل 950 مليون دولار اللازمة لتمويل جميع عملياته في أفغانستان خلال الأشهر الستة المقبلة.
وهربا من النزاعات العنيفة، تدفق ملايين الأفغان إلى باكستان في العقود الأخيرة بينهم 600 ألف منذ أطاحت حركة طالبان الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة، في أغسطس عام 2021، وفرضت تطبيقا صارما للشريعة.
وعلى صعيد آخر، أعلنت ألمانيا، الجمعة، أن طالبان اعتقلت أربعة موظفين محليين في وكالتها التنموية الدولية "جي آي زد".
وقالت متحدثة باسم وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية: "أستطيع أن أؤكد أن موظفين محليين في جي آي زد محتجزون رغم أننا لم نتلق أي معلومات رسمية عن سبب احتجازهم".
وأضافت "نتعامل مع الأمر بجدية ونعمل من خلال جميع القنوات المتاحة لنا لضمان إطلاق سراح زملائنا".
كانت ألمانيا قد أغلقت سفارتها في أفغانستان بعد عودة طالبان إلى السلطة، عام 2021.
من جهته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن القنوات التي تستخدمها برلين تشمل ممثلية الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى مكتب اتصال في الدوحة.
وأضاف أنه لا يمكن الكشف عن مزيد من المعلومات حول الموظفين الأربعة "حرصا على سلامتهم".
منذ عودتها إلى السلطة، فرضت سلطات طالبان تفسيرا متشددا للإسلام، حيث تعيش النساء تحت وطأة قوانين وصفتها الأمم المتحدة بأنها تفرض "فصلا على أساس الجنس".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی أفغانستان
إقرأ أيضاً:
هل تكون طاجيكستان ضحية التقارب بين موسكو وحكومة طالبان؟
موسكو- انتهت المحادثات الثنائية العاجلة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والطاجيكي إمام علي رحمن، والتي ناقشت الجوانب الرئيسية لمواصلة تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، فضلا عن القضايا الإقليمية، بما في ذلك الوضع في أفغانستان.
وتأتي القمة التي جرت في منتجع إيغورا بمقاطعة لينينغراد عشية اجتماع زعماء بلدان رابطة الدول المستقلة والاتحاد الاقتصادي الأوراسي في المنطقة نفسها -أمس الأربعاء- والتي من المقرر أن تنهي أعمالها اليوم الخميس.
خريطة تظهر روسيا وطاجيكستان وأفغانستان (الجزيرة) الأمنورغم أن مباحثات الزعيمين تناولت بشكل خاص العلاقات الثنائية ولا سيما ملف الهجرة، فإنها عكست في الوقت ذاته القلق لدى البلدين بشأن حالة عدم الاستقرار في أفغانستان، وفق مراقبين روس.
وتلعب طاجيكستان دورا مهما في مجال السياسة الخارجية الروسية يتشابك مع المخاوف التاريخية والأمنية وسلامة الأراضي بالنسبة لموسكو، على قاعدة أن مفهوم الأمن الروسي يمتد إلى ما هو أبعد من حدودها الوطنية، ليشمل كامل الفضاء السوفياتي السابق.
ونظرا لقرب طاجيكستان من أفغانستان، فإنها تبرز كلاعب رئيسي في الإطار الأمني لمنطقة أوراسيا، حيث إن التهديدات التي يمكن أن تصدر عن هذه الدولة المجاورة لها تداعيات ليس فقط على روسيا بل وأيضا على آسيا الوسطى.
إعلانويتجلى التركيز المتعمد من جانب روسيا على الدور الأمني لطاجيكستان في التعاون ضمن الصيغ الثنائية والمتعددة الأطراف بين موسكو ودوشنبه، وخاصة داخل منظمات مثل منظمة معاهدة الأمن الجماعي ورابطة الدول المستقلة ومنظمة شنغهاي للتعاون.
طالبانلكن توقيت اللقاء بين بوتين ورحمن يأتي في وقت تستعد فيه روسيا لشطب حركة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية.
فقد دعت موسكو ممثلي حكومة طالبان للمشاركة في الفعاليات الدولية التي تقام في روسيا، وعقد مسؤولون روس اجتماعات متكررة مع أعضاء حكومة طالبان. كما زار أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو أفغانستان في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتقى نائب رئيس الحكومة هناك.
ولكن على النقيض من روسيا، تنأى طاجيكستان بنفسها عن تأييد التواصل الذي بدأته روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة مع حكومة طالبان.
ففي قمة مجموعة بريكس الأخيرة في كازان، لم يوقع الوفد الطاجيكي على الإعلان المشترك بخصوص التسوية الأفغانية، حيث رفض البند الذي يرحب بجهود طالبان لمحاربة تنظيم الدولة في أفغانستان، وكذلك البند الذي يشيد بالسلطات الأفغانية في الحرب التي تشنها ضد إنتاج المخدرات.
مخاوفوحسب مدير مركز التنبؤات السياسية، دينيس كركودينوف، فإن لقاء الرئيسين جاء لتهدئة مخاوف دوشنبه بخصوص التقارب الذي بات وشيكا بين موسكو وكابل.
ويشير -في حديث للجزيرة نت- إلى أن أفغانستان وطاجيكستان تتشاركان في حدود يبلغ طولها نحو 1300 كيلومتر معظمها وعرة وتعاني من ضعف الحراسة حتى اليوم، وهي تشكل مصدر قلق كبير لدوشنبه التي ما زالت، وفق كركودينوف، لا تحمل مشاعر الاطمئنان للسلطة الحالية في أفغانستان وبقدرتها على منع التهديدات الإرهابية ضد طاجيكستان.
وبرأيه، فإن الرئيس الطاجيكي يسعى إلى إيجاد أجوبة على هذه الهواجس من قبل بوتين، وبأن أي تطبيع للعلاقات مع طالبان لن يضر بمصالح وأمن طاجيكستان، الشيء الذي من المؤكد أن موسكو تراعيه بدقة، على حد قوله.
إعلانوأوضح المتحدث أن الطاجيك يشكلون -وفقا لتقديرات مختلفة- ما بين 25% إلى 45% من سكان أفغانستان، وكان لهذه المجموعة العرقية مكانة قوية في حكومة أشرف غني.
لكن بعد وصول حركة طالبان للحكم، فقد الطاجيك الكثير من المناصب في الهياكل السياسية لطالبان، فضلا عن أن الحركة تتهم دوشنبه بإيواء مسؤولين حكوميين سابقين وقادة من مقاومة بنجشير (المقاومة الوطنية في أفغانستان) يضيف كركودينوف.
الهجرة
من جهته، يرى المحلل السياسي أليكسي نوموف أن اجتماع بوتين ورحمن يؤكد إستراتيجية الكرملين في طاجيكستان وآسيا الوسطى، التي تشكل جزءا من "العالم الخارجي القريب" لموسكو التي تسابق الزمن لتوسيع نفوذها وتأكيد وجودها ومواجهة النفوذ الخارجي هناك وخاصة الغربي.
لكن خصوصية طاجيكستان، حسب نوموف، تأتي من كونها شريك إستراتيجي لروسيا في هذا الملف، وفي الوقت ذاته، فهي بلد معرض لحصول توترات داخلية على ضوء تصاعد الانتقادات للرئيس الحالي في ملف الحريات وحقوق الإنسان، وهي "ثغرة" يمكن للمنظومة الغربية أن تتغلغل من خلالها إلى داخل هذا البلد.
لكنه يشير كذلك إلى أهمية "الملف الحساس" الذي نشأ خلال العام الحالي بين البلدين والمتعلق بالمهاجرين الطاجيك إلى روسيا، إثر الهجوم الذي تعرض له مجمع "كروكوس" في مارس/آذار الماضي، وتبين أن 14 من أصل 15 شخصا ممن تم اعتقالهم على خلفية الهجوم يحملون جوازات سفر طاجيكية.
وبرأيه، فإن التعاون بين البلدين، حتى على الرغم من المفاوضات الأخيرة بين بوتين ورحمن، قد يصبح أكثر تعقيدا إن لم يتم معالجة هذا الملف، في ضوء التحديات الأخيرة التي يواجهها المهاجرون الطاجيك في روسيا.
وعلى ضوء حادثة "كروكوس"، شهد العام الحالي زيادة ملحوظة في مراقبة المهاجرين وتشديد شروط إقامتهم في روسيا.
وجاء رد فعل السلطات في طاجيكستان حادا على التغييرات في سياسة الهجرة، وطالبت الخارجية الطاجيكية السفير الروسي في دوشنبه بشرح الوضع على الحدود وسلمته مذكرة احتجاج، ودعت مواطنيها إلى الامتناع عن السفر إلى روسيا.
إعلان