عربي21:
2025-03-15@07:52:45 GMT

الخيانة موقف

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

خيانة إبليس وزلل آدم

من يقرأ إرادة الله في الحكم على موقف إبليس وحكمه تنزه عن كل نقص على آدم؛ سيتبادر لذهنه أن هنالك عصيانا قوبل بحكم قاطع حول إبليس إلى شيطان رجيم وتساهل مع آدم حينما علمه كلمات الاستغفار ليتوب عليه، مع قليل من العمق سيجد المتأمل أن هنالك فرقا كبيرا بين سلوك إبليس وبين فعل آدم.

إبليس اتخذ موقفا بدافع الأنا وكبرياء نفسه فخالف عهده مع الله بالعبودية لله وطاعة أمره، فكانت النتيجة أن خان الهوية والكينونة التي بني عليها ليتخذ موقفا ضد إرادة الله تكبرا وعنادا فشط ليكون شيطانا، تماما كمن يزعم أنه مسلم وهو يتخذ موقفا ضد مسلمين، ويتهمهم ويثبطهم وهم يردون الظلم ويناصر الظالم، أو من يناصر الظالم من أجل المال أو كراهية للمظلوم كما كره إبليس آدم وهو لم يك ليؤذيه لهذا كان الحكم بعقوبته مباشرا.



أما آدم فهو خُدع لانه لم يستخدم منظومته العقلية ونسي الاستفادة من المعلومة والتفكر بها ونسي أن هذا الشيطان قد رفض السجود له مخالفا أمر الله. ولسنا هنا بصدد معنى السجود لآدم وهو السجود لبديع الخلق وليس كالسجود لله وبيان الأفضلية في التكوين، فاضطرب آدم ولم يعد يعلم كيف يصحح خطأه فعلمه ربه الكلمات.

العزيمة والإرادة عند آدم وإبليس:

بعد أن نظرنا إلى الفرق بين الموقف والغفلة لا بد من النظر إلى عواملها، فإبليس كان ذا عزيمة بالشر عندما فكر وقرر ونظر أنه الأفضل وفق هواه فتصرف بأناه رافضا كارها هذا المخلوق الجديد، وكان ذا إرادة عندما أغوى آدم وعن سبق إصرار وقرار ومكر؛ فالتفكير والمكر والقرار هو العزيمة وتنفيد هذا القرار هو الإرادة، وهكذا تتحد العزيمة والإرادة لتشكل الموقف عند كل شيطان يخون عهده، فهو موقف يستوجب الإبعاد والعقاب كذلك فعل الرب.

أما آدم فكان ناسيا أن هذا المخلوق عدوه وتصور أنه فعلا ينصحه ورغم أنه يمتلك المعرفة لكنه لم يدر محتواها ليعلم الطريق الصائبة والقرار الحصيف، فلم تك له عزيمة كذلك قال الله "لم نجد له عزما"؛ ونسي، كذلك قال الله إنه نسي، أما إرادته فبفقدان فاعلية المنظومة العقلية تحل الغفلة فسار مع غرائزه وفاعلية حب البقاء عندما صور له الشيطان أن هذا الشطط هو الصواب وأن هذه الطريق هي طريق الخلود، تولدت الإرادة في التنفيد ولحب حواء له كذلك خلقت تؤيده كما تؤيد أي امرأة زوجها عندما تحبه حتى في زمننا الحالي.

فآدم علمه ربه كلمات التوبة تصويبا لعزيمته، وعاقبه على سوء استخدامه لمنظومته العقلية عندما لم يصر على الخطأ فلم يصبح من شياطين الإنس، كذلك البشرية اليوم في اختبار المواقف والسلوك والقرار وتفعيل المنظومة العقلية أساسا، فمن اتبع غريزته في حب البقاء وفعل منظومته العقلية في نقض العهد فقد اتخذ موقفا شيطانيا إن استمر يدعي الانتماء لقومه وأن من يخالفوه هم الشياطين، أو اتخذ موقف التحول إلى طرف آخر وتبرأ من قومه، عندها هو له رأيه وقراره في مصيره وخياراته، فالخيانة موقف وانتماء ونفاق وعرضة للحساب إن لم يتحول بقناعة إلى صف المخالف عندها يأخذ حكمهم ووضعهم عند الله وعباد الله والله من يحاسبه لا البشر.

خيانة الأمة موقف أيضا:

نحن اليوم في فترة عصيبة تحتاج أن نميز المواقف، عندما نكتشف أن أمتنا غثاء وان أسياد قومهم ليسوا إلا في موقف لا يتصورون أنه موقف خيانة في حالة من الغفلة والازدواج ما بين الفعل الإبليسي والغفلة الآدمية، وكيف يرضى سادة القوم أن يكونوا أتباعا في ظن ديمومتهم على سيادة قومهم، كذلك ظن آدم الخلود..

بقاؤك أيها القائد على الانتماء لقومك وأنت تعمل ضدهم هو الخيانة، يخلصك منها إعلانك الانفصال عن قومك وما يؤمنون به، أما الانتماء للكرسي والمنصب فهو انتماء غريزي يمكن أن يستديم مع تغيير السيد ليكون الشعب وبما يرضي الله، فالتوجه للخارج ذلة وثمن باهظ والسيد بين قومه قائد أو زعيم.

الموقف هو تولد قناعة واستعداد لعمل من أجل الموقف، فالإخلاص موقف، كذلك الخيانة موقف، وكلا الحالتين تحتاج عزيمة وإرادة، لكن لتتخلص من وضعك الشاذ أيها الخائن، أعد تعريف نفسك فتكون من القوم الذين وقفت معهم عندها لك حقوق ومسؤوليات لها تعريف، أما اتهام الآخرين الذين فرض انتماؤهم عليهم عملا وتسفيههم ونصرة أعدائهم فهذا موقف خيانة والتحول لجانب عدوهم رسميا يضعك موضع الإنسان براي آخر وحساب آخر وشروط أخرى.

درس وعبرة

لا يحق لي القول إن الحاخامات ومن تجمع معهم في الكنيس يدعون على حماس ويطلبون النصر فهذا معتقدهم بل تمام الإيمان والإخلاص له، ولأن مثلهم في الطرف الآخر كل يدعو ما يظن أنه وعد إلهي له، ولكن من يتشفى أهله في ظنه أن هذا رزقه فيه وحياته في إرضاء من يرى نصر عدوه غاية وليس نصرة للحق، وحينما سيطرت غرائزه وحاجاته على منظومته العقلية فهو كإبليس شيطان خائن.

فيا أيها الناس كائنا من كنتم، لينظر كل إلى موقعه أهو إبليس أم آدم وكيف يحافظ على الآدمية فيه أو كيف يكون شيطانا بموقف خيانة العهد، ودوما هنالك كلمات ربك لمن تاب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الخيانة الخيانة أبليس ادم مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن هذا

إقرأ أيضاً:

عالم ترامب إلى الفوضى والفشل

إن أول رد فعل عربي تجاوب مع رفض الأردن ومصر، لمشروع تهجير فلسطينيي غزة إليهما، كان رفض المشروع، والتوافق على عقد قمة عربية استثنائية في مصر في 4/3/2025.

وبالفعل عقدت القمة، وخرجت بقرارات، أعلن البيت الأبيض خيبة أمله منها. وقد عبّرت خطابات القادة ورؤساء الوفود، عن مواقف رافضة لمشروع ترامب، ومستنكرة عموماً، لسياسات الكيان الصهيوني، واعتداءاته على لبنان وسورية وفلسطين، وما احتل من أراضٍ.

وبهذا يكون ترامب، قد تلقى صفعة على الوجه من دول، يُفترض بأنها أكثر من صديقة للولايات المتحدة، إن لم تكن على علاقة استراتيجية معلنة معها.

إن التفسير الوحيد، لما تشكّل من "عزلة" لترامب، بخصوص موقفه الفاضح من تهجير فلسطينيي غزة، فيرجع إلى ارتجاليته، وعدم دقته في تقدير الموقف، واستهتاره بالمقربين منه، مثل استهتاره بمن يعتبرهم، خصوماً أو أعداء.وإذا توبعت التعليقات الإعلامية العربية والإسلامية، ناهيك عن الشعبية، فسنجد أن ترامب وحّد، موضوعياً، مواقف كل المعنيين، ومن دون أن يكون عندهم مسعى للتوحُد ضدّه، أو حتى أخذ موقف موحدّ، يعارضه أو يناقضه.

إن التفسير الوحيد، لما تشكّل من "عزلة" لترامب، بخصوص موقفه الفاضح من تهجير فلسطينيي غزة، فيرجع إلى ارتجاليته، وعدم دقته في تقدير الموقف، واستهتاره بالمقربين منه، مثل استهتاره بمن يعتبرهم، خصوماً أو أعداء.

ولكن من جهة أخرى، سرعان ما تراجع عن موقفه، بلا رمشة عين، عندما أعلن في 12/3/2025: "لا يطلب من أحدٌ من سكان غزة بأن يغادر". علماً بأن هذا التراجع، لا يعني بالنسبة إليه، تصريحاً بالتراجع أو إقراراً به. وذلك بمعنى أن الموقفين تعايشا في عقله. ومن ثم لن يجد غضاضة بالعودة إلى الموقف الأول، أو طرح موقف ثالث، يناطحهما.

هذا هو ترامب في تعاطيه والسياسة، أو هذا هو أحد الأبعاد في كيفية تعاطيه، والمعارك التي فتحها، أو سوف يفتحها.

والغريب أن هذا النهج الذي يمكن أن يوصف بالرغائبي، أو الأهوائي، أو الارتجالي، بمعنى مناقضته لكل من سبقه من رؤساء أمريكيين أو غربيين، ومخالفته لما عرف عن الرؤساء بالتدقيق والدراسة، في صوْغ السياسات والمواقف، بالاعتماد على الدولة العميقة، ومراكز البحوث والتخطيط، فضلاً عن استشارة أساطين العمل السياسي، وأصحاب الخبرة.

فالرجل يعلن، بلا مواربة، أنه حوّل السياسة، وصوغها وإدارتها، إلى ما يشبه العمل في الصفقات التجارية، خاصة في مجال العقارات والمضاربات وتشكّل الثروات. ولكنه من جهة أخرى، راح يحشد من حوله الأذكياء البارزين من نمط إيلون ماسك وأمثاله، ممن جمعوا ثروات بعشرات ومئات الملايين من الدولارات، بعيداً من رأسماليي كبريات الشركات والكارتلات، ممن مثلوا الرأسمالية في مراحلها المتوسطة والأخيرة. الأمر الذي أدخل، بدوره اضطراباً خطيراً، داخل الرأسمالية الأمريكية نفسها.

من هنا فإن ترامب، ومن حشد حوله من مساعدين تنفيذيين، راحوا يقلبون الوضعين الأمريكي والعالمي، رأساً على عقب، وعندهم، ولا شك سيطرة على مراكز القرار (الكونغرس مثلاً) في الولايات المتحدة، مع مؤيدين أقوياء ونافذين، إلى جانب شعبيته التهريجية. مما يسمح له، ولهم، أن يفرضوا انقلابهم الجذري في أمريكا. داخلياً (طبعاً، ليس دون معارضة متعاظمة)، وأن يفرضوا علاقات دولية، لا سابق لها، من حيث تناقضها مع كل مألوف، أو عُرف أو قانون سابق.

إذا توبعت التعليقات الإعلامية العربية والإسلامية، ناهيك عن الشعبية، فسنجد أن ترامب وحّد، موضوعياً، مواقف كل المعنيين، ومن دون أن يكون عندهم مسعى للتوحُد ضدّه، أو حتى أخذ موقف موحدّ، يعارضه أو يناقضه.وهنا يجب أن يُلحظ، بأن ما من جبهة صراعية، فتحها ترامب، داخل أمريكا أو خارجها، إلاّ وواجهت معارضة مقابلة، بل وإجراءات مقابلة، كما هو الحال، في محاولة رفع الجمارك، أو محاولات الضم (كندا أو غرينلاند)، أو حتى تغيير الاسم الجغرافي، مثلاً خليج المكسيك الذي قرّر منفرداً، تغييره إلى "خليج أمريكا".

وهذا يعني أن ترامب ينفرد في أخذ القرارات، ولكنه لا يستطيع تنفيذها، أو ما استطاع تنفيذه، فمن جانب واحد، وقد ووجه بمثله، من الجانب المقابل، لتنتج فوضى لا سيطرة عليها.

ولهذا يجب التأكد في مواجهة عالم ترامب، أن مصيره الفوضى والاضطراب، والأهم فشل ترامب، وأمريكا (بالضرورة).

مقالات مشابهة

  • لاهور طالباني: بافل ارتكب الخيانة بحقي واستولى على بيتي في بغداد
  • موقف صعب
  • عالم ترامب إلى الفوضى والفشل
  • ماجدة خير الله عن "80 باكو": استطاع أن يتقدم للمراكز الأولى
  • في محاضرته الرمضانية الثالثة عشرة.. قائد الثورة : ما جاء من الله رحمة وهداية لما فيه الخير في الدنيا والآخرة
  • نص المحاضرة الرمضانية الـ 13 للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي 1446هـ
  • (نص) المحاضرة الرمضانية الثالثة عشرة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي 13 رمضان 1446هـ 13 مارس 2025م
  • حقيقة شعور الميت بمن يغسلونه ويودعونه قبل الصلاة عليه.. فيديو
  • خالد الجندي: قصة سيدنا نوح تعلمنا أهمية «ولا تزر وازرة وزر أخرى» وفهم الخيانة في القرآن
  • ماذا لو حدث هجوم 7 أكتوبر وسليماني على قيد الحياة.. بروفيسور إسرائيلي يجيب