واشنطن بوست: تل أبيب دمرت القطاع بالكامل.. و«الحرب ستستمر» بعد الهدنة
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
أعلنت حركة حماس، عن التوصل إلى اتفاق تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلى، والذى تم بوساطة مصرية قطرية.
وقالت الحركة: لقد توصلنا إلى اتفاق هدنة إنسانية "وقف إطلاق نار مؤقت" لمدة أربعة أيام، بجهود قطرية ومصرية حثيثة ومقدّرة، يتم بموجبها وقف إطلاق النار من الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال فى كافة مناطق قطاع غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة فى قطاع غزة.
ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية فى بيان صدر فى الساعات الأولى من يوم الأربعاء الماضى، أنها وافقت على تبادل الرهائن مع حركة حماس، وقال البيان إنه سيتم إطلاق سراح ما لا يقل عن ٥٠ رهينة من النساء والأطفال على مدى أربعة أيام، حيث سيكون هناك توقف للقتال حيث يخرج الرهائن من مخابئ الجماعة ومخازنها تحت الأرض فى غزة.
وأضافت الصيحفة، أنه قبل الموافقة على الهدنة، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إن "الحرب ستستمر" حتى بعد التوصل إلى هدنة، ومهما حدث بعد ذلك، لا شيء يمكن أن يمحو الصدمة التى حدثت فى ٧ أكتوبر.
وشنت حماس فى ٧ أكتوبر هجومًا على جنوب إسرائيل هو اليوم الأكثر دموية فى تاريخ الدولة اليهودية، وكسر الوضع الراهن المضطرب وغير المستدام بين الاحتلال الإسرائيلى والفلسطينيين، وشنت إسرائيل حملة للقضاء على حماس، وهى حملة غير مسبوقة من حيث نطاقها ومداها ودمارها، وقتل أكثر من ١١ ألف فلسطينى فى القصف الإسرائيلى أغلبهم أطفال.
وقالت "واشنطن بوست"، إن جزءًا من سكان قطاع غزة البالغ عددهم أكثر من مليونى نسمة اضطر إلى الفرار من منازلهم، وأمرت السلطات الإسرائيلية سكان المنطقة فى الشمال بالإخلاء إلى الجنوب، مما أدى إلى نزوح جماعى مذعور، حيث أصابت الضربات الإسرائيلية جميع أنحاء غزة، لكن فى نهاية الأسبوع الماضي، أشار وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف غالانت إلى أن تركيز عمليتهم قد يتحول بعيدًا عن مدينة غزة المجوفة فى الشمال نحو خان يونس فى الجنوب.
وأضافت الصيحفة، أنه حتى لو توقف القتال اليوم، فقد تحولت مساحات شاسعة من غزة إلى أنقاض، ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، الذى استشهد ببيانات من السلطات المحلية فى غزة، فإن نحو ٤٥٪ من جميع الوحدات السكنية فى غزة إما دمرت بالفعل أو تعرضت لأضرار بالغة، ومن خلال أحد المقاييس، استغرق الأمر أربع سنوات من الحرب فى سوريا لتدمير حصة مماثلة مما سحقته إسرائيل فى غضون أسابيع فى غزة، حيث تقوم إسرائيل بإسقاط آلاف الذخائر يوميًا على قطاع غزة، ولكن بشكل خاص فى شمال القطاع.
وقالت "واشنطن بوست"، إن مدينة بيت حانون، التى كانت ذات يوم موطنًا لأكثر من ٥٠ ألف شخص، أصبحت عبارة عن أطلال "لم يبق فيها سوى مبنى واحد صالح للسكن"، حيث تُظهر صور الأقمار الصناعية ولقطات الطائرات بدون طيار كيف أن شوارع المدينة المزدحمة والصاخبة أصبحت الآن مشهدًا قمريًا من الحطام والمبانى المدمرة.
فى الوقت نفسه؛ تتأرجح الأزمة الإنسانية من سئ إلى أسوأ، ويقيم العديد من الفلسطينيين فى غزة فى مخيمات مؤقتة أو محشورين فى منشآت تديرها الأمم المتحدة، والتى لا يزال بعضها يتعرض للقصف الإسرائيلى، فالبنية التحتية الحيوية من المستشفيات إلى محطات تحلية المياه إلى مستودعات الوقود تعانى من العجز أو الإغلاق، ويحذر مسئولو الأمم المتحدة من تزايد أعداد الجوع والمرض فى المنطقة.
وأشارت الصيحفة، إلى مقابلة يوم الثلاثاء الماضى مع شبكة سى إن إن، وصف مسئول الإغاثة التابع للأمم المتحدة مارتن غريفيث الوضع فى غزة بأنه "الأسوأ على الإطلاق" الذى شهده خلال حياته المهنية الطويلة كمسئول إنسانى، "لا أحد يذهب إلى المدرسة فى غزة، ولا أحد يعرف ما هو مستقبله"، وقال إن المستشفيات أصبحت أماكن حرب وليست أماكن علاج، "لا، لا أعتقد أننى رأيت شيئًا كهذا من قبل".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حماس الاحتلال الإسرائيلي تل أبيب الحرب اتفاق الهدنة واشنطن بوست قطاع غزة فى غزة
إقرأ أيضاً:
رغم المجازر المستمرة.. واشنطن لا ترى أساس لارتكاب الاحتلال إبادة جماعية في غزة
قالت الولايات المتحدة، إنها لا ترى أي أساس لاعتبار لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة أن ممارسات إسرائيل في حربها على قطاع غزة "تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية".
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل للصحفيين أن "هذا أمر نختلف معه بشكل لا لبس فيه"، مضيفا "نعتقد أن صياغات كهذه واتهامات كهذه لا أساس لها بالتأكيد".
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن ما يسعى إليه الوزير بلينكن هو إنهاء الحرب في غزة والانتقال إلى الحديث عن القطاع ما بعد الحرب، مبينا أن الأونروا تقوم بدور إنساني حيوي يوفر الغذاء والدواء للفلسطينيين، ويجب عدم عرقلة هذا الدور.
وسبق أن ندد باتيل بتقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان نشرته أمس الخميس وأكدت فيه أنها جمعت أدلة على أن المسؤولين الإسرائيليين يرتكبون "جريمة حرب" تتمثل في "التهجير القسري"، مضيفة أن "تصرفات إسرائيل تبدو وكأنها تتفق مع تعريف "التطهير العرقي".
وشدد باتيل على أن التهجير القسري سيكون "خطا أحمر" بالنسبة إلى الولايات المتحدة ولا يتوافق مع المعايير التي حددها وزير الخارجية أنتوني بلينكن لدى بدء الحرب.
وأكد المتحدث أنه من المقبول "الطلب من المدنيين إخلاء منطقة بعينها أثناء قيامهم (الإسرائيليون) ببعض العمليات العسكرية، وبالتالي السماح لهم بالعودة إلى منازلهم"، مشددا على أن الولايات المتحدة "لم ترَ أي نوع من هذا النزوح القسري".
وسبق أن قالت المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لويز ووتريدج لوكالة الصحافة الفرنسية، إن العملية العسكرية في شمال قطاع غزة أجبرت ما لا يقل عن 100 ألف شخص على النزوح من أقصى الشمال إلى مدينة غزة والمناطق المحيطة بها.
ووفقا للأمم المتحدة، نزح 1.9 مليون شخص من أصل 2.2 مليون نسمة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكانت لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة تحقق في الممارسات الإسرائيلية قد وجهت انتقادات إلى الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة، وتحدثت عن ارتكاب جيش الاحتلال إبادة جماعية وجريمة حرب وتطهيرا عرقيا.
كما أشارت إلى أن "سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وظروفا تهدد حياة الفلسطينيين فرضت عمدا".
وأفادت اللجنة بأن الاحتلال "استخدم التجويع أسلوبا من أساليب الحرب، وفرض عقابا جماعيا على الفلسطينيين"، وقالت "من خلال حصارها غزة وعرقلة المساعدات الإنسانية، إلى جانب الهجمات المستهدفة وقتل المدنيين وعمال الإغاثة تتسبب إسرائيل عمدا في الموت والتجويع والإصابات الخطيرة".