الثورة نت:
2024-07-03@00:56:45 GMT

لن يمرّوا !

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

براءة، طفلة يمنية في الخامسة من عمرها، شاطرة في معرفة الألوان، ولها لونها المفضل وهو الوردي، وقد كانت ترفض أن ترضع الحليب من زجاجة ما لم يكن لونها ورديا.
قبل أسابيع كانت براءة رفقة عائلتها في زيارة لمدينة الحديدة، أول مرة تشاهد براءة البحر، هذا هو البحر الأحمر يا براءة.
اعترضت بشدة على التسمية، وأصرت على انه “البحر الأزرق” وليس البحر الأحمر.

. وتمنت لو أنه يتمدد إلى صنعاء.
براءة، مثل كل اليمنيين في رؤيتهم للبحر وعشقهم له واستعدادهم لتقديم أغلى التضحيات لحماية مياهه وجزره وشواطئه.
نظرة اليمنيين للبحر الأحمر، تنطلق من مصلحة وطنهم وأمتهم العربية والإسلامية.
وفي سياق هذه النظرة، قدم اليمنيون عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى في معارك الساحل الغربي منذ 2015 واختلطت دماؤهم بمياه البحر.
وتجسيدا لرؤيتهم، جاءت عملية اقتياد السفينة الإسرائيلية “جلاكسي ليدر” إلى الساحل اليمني، التي نفذتها البحرية اليمنية يوم 19 نوفمبر 2023 .
لليمنيين أيضا رؤيتهم الخاصة في حماية البحر الأحمر كبيئة وممر ملاحي دولي، وهم يشعرون بمسؤولية خاصة في هذه الحماية، ولم يكونوا في أي مرحلة تاريخية سببا يهدد الملاحة الدولية .
اليمنيون والبحر الأحمر مثل توأمين، وجدا نفسيهما إلى جوار بعض منذ الخليقة. ولطالما حذر اليمنيون من محاولات قوى الاستعمار للهيمنة على البحر، وخصوصا بعد زرع دولة الكيان في فلسطين المحتلة.
الكيان اللقيط الذي لم يخف أطماعه وخططه لتحويل البحر الأحمر إلى بحيرة يهودية، عمل خلال ستة عقود لتنفيذ مخططه، والبداية كانت عام 1949، باحتلاله قرية أم الرشراش ليطل من خلالها على مياه البحر الأحمر بشاطئ لا يتجاوز طوله 14 كيلو متراً شمال خليج العقبة، وتمددت أطماعه جنوبا إلى جزيرتي تيران وصنافير ومحاولاته العسكرية والسياسية لنزع السيادة المصرية على مضيق تيران، وتكللت تلك المساعي بنقل السيادة على الجزيرتين إلى المملكة السعودية، وبذلك استطاع تغيير الوضع القانوني للمضيق وتحويله إلى ممر دولي، ليضمن كيان العدو تأمين مرور سفنه التجارية والعسكرية في مضيق تيران .
قبل ذلك تمكن كيان العدو من إنشاء قواعد للمراقبة والتجسس في الجزر الإريترية شمال باب المندب، بعد أن فشلت محاولاته في تدويل جزيرة ميُّون اليمنية في باب المندب بعد خروج الاحتلال البريطاني من جنوب اليمن عام 1967 .
ويأتي احتلال جزيرة ميون من قبل تحالف العدوان على اليمن عام 2015، ليعيد آمال كيان العدو لتدويل الجزيرة ومضيق باب المندب وحرمان اليمن من حقوقه السيادية على الجزيرة الاستراتيجية والمياه الإقليمية اليمنية جنوب البحر الأحمر.
البحر الأحمر والشرق الأوسط الصهيوني:
في كتابه “الشرق الأوسط الجديد”، كتب شيمون بيريز : «يمكن لنا أن نبدأ في نقطة البحر الأحمر، فقد تغيرت شطآن البحر الأحمر مع الزمن، وأصبحت مصر والسودان وإريتريا تقع على أحد الجوانب فيما تقع (إسرائيل) والأردن والسعودية على الجانب الآخر، وهذه البلدان تجمعها مصلحة مشتركة، ويمكن القول أنه لم يعد هناك أسباب للنزاع، فإثيوبيا من بعد نظام منجستو وإريتريا المستقلة حديثاً تريدان إقامة علاقات سليمة مع جاراتها بما في ذلك (إسرائيل)، في حين أن مصر وقعت بالفعل اتفاقية سلام مع (إسرائيل)، أما الأردن والسعودية واليمن فتريد تأمين حرية الملاحة والصيد وحقوق الطيران.
أحلام بيريز التي سطرها في كتابه عام 1993م، تحقق جزء منها على أرض الواقع، ومنها مشروع نيوم السعودي الذي يجري تنفيذه شمال السعودية على مساحة تعادل مساحة فلسطين التاريخية .
لكن اليمنيين كان لهم رأيهم : لن تمروا .
أفسد اليمنيون تلك المخططات والأحلام الصهيونية بقرار حظر مرور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر .
أطلق السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي تحذيره، وقامت البحرية اليمنية بتنفيذ قرار القيادة في عملية الـ19 من نوفمبر الجاري، التي تمكنت فيها من الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية “جلاكسي ليدر” واقتيادها إلى الساحل اليمني.
العملية التي لاقت تأييدا واسعا في الشارع اليمني والعربي والإسلامي، لتزامنها مع العدوان الهمجي الصهيوني على غزة، شكلت ضربة قوية انقضت على كيان العدو وقطعت عليه أحلامه.
القرار اليمني تم اتخاذه ولا يمكن لسفن العدو أو غواصاته ولا لأساطيل وبوارج حلفائه أن تغير في هذا القرار، وهم يدركون عواقب أي حماقة أو محاولة لاستعراض عضلاتهم في البحر الأحمر.
aassayed@gmail.com

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: البحر الأحمر کیان العدو

إقرأ أيضاً:

معهد أمريكي: غياب حاملات الطائرات في البحر الأحمر لمدة أسبوعين مثير للقلق

يمانيون../
تواصل وسائل الإعلام الدولية بمختلف توجهاتها تسليط الضوء حول هروب حاملة الطائرات الأمريكية “ايزنهاور” من البحر الأحمر، بفعل الضربات النوعية للقوات المسلحة اليمنية.

وعلى الرغم من مرور أكثر من أسبوعين على الهروب المذل “لإيزنهاور” إلا أن واشنطن لا تزال قلقة جداً من المغامرة، في إدخال حاملة طائرات جديدة، لا سيما بعد خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي الأخير والذي أكد فيه بأن دخول حاملة طائرات أمريكية جديدة إلى البحر الأحمر ستكون “قيد الاستهداف”.

وفي هذا السياق أشار معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” في تقرير له الأحد، إلى تصاعد عمليات القوات المسلحة اليمنية، في البحرين الأحمر والعربي، والمحيط الهندي، مؤكداً أنه على الرغم من وجود تحالفين دفاعيين منفصلين يعملان في البحر الأحمر أحدهما “عملية حارس الرخاء” بقيادة الولايات المتحدة، والثانية القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي “أسبيدس”، إلا أن التحالفين فشلا في التصدي لهذه العمليات.

وبين التقرير أن غياب مجموعة حاملة الطائرات الضاربة في البحر الأحمر لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع (مع مراعاة وقت العبور) يرسل إشارة مثيرة للقلق في وقت تتزايد فيه عمليات القوات اليمنية المساندة لفلسطين في البحر.

وكانت صحيفة “انترناشونال انترست” الأمريكية، قد تطرقت السبت، إلى خطورة صاروخ قوات صنعاء الفرط الصوتي (حاطم 2) على القطع الحربية الأمريكية.

وقالت الصحيفة في تقرير لها، تعليقاً على هذه الخطورة:”لقد انتهى عصر حاملات الطائرات البحرية القوية”، مشيرةً إلى أن الصواريخ والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت أصبحت هي القاعدة في الحرب الحديثة.

وبينت الصحيفة أن قوات صنعاء أثبتت أواخر عام 2023 أنها قادرة على إبعاد البحرية الأمريكية بأكملها بما تمتلكه من صواريخ.

مقالات مشابهة

  • زخم متصاعد للعمليات اليمنية.. تنكيل مذل للأعداء في المرحلة الرابعة من التصعيد
  • كبرى شركات الشحن البحري الداعمة للكيان تشكوعمليات اليمن
  • تقرير:التصعيد الأمريكي وعسكرة البحر الأحمر فاقم معاناة الصيادين
  • صواريخ فرط صوتية.. المستحيل ليس يمنيًّا
  • قائد المدمرة الأمريكية كارني المنسحبة من البحر الأحمر: الصواريخ اليمنية فرط صوتية كانت أكثر ما يقلقنا
  • قائد مدمرة أمريكية: عجزنا عن التصدي للصواريخ اليمنية
  • إعلام العدو: قلق صهيوني من وصول الهجمات اليمنية إلى البحر المتوسط
  • لحظة استهداف سفينة "ترانسورلد نافيجيتور" في البحر الأحمر
  • صواريخ فرط صوتية .. المستحيل ليس يمنيًّا
  • معهد أمريكي: غياب حاملات الطائرات في البحر الأحمر لمدة أسبوعين مثير للقلق