الثورة نت:
2025-04-24@08:16:19 GMT

لن يمرّوا !

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

براءة، طفلة يمنية في الخامسة من عمرها، شاطرة في معرفة الألوان، ولها لونها المفضل وهو الوردي، وقد كانت ترفض أن ترضع الحليب من زجاجة ما لم يكن لونها ورديا.
قبل أسابيع كانت براءة رفقة عائلتها في زيارة لمدينة الحديدة، أول مرة تشاهد براءة البحر، هذا هو البحر الأحمر يا براءة.
اعترضت بشدة على التسمية، وأصرت على انه “البحر الأزرق” وليس البحر الأحمر.

. وتمنت لو أنه يتمدد إلى صنعاء.
براءة، مثل كل اليمنيين في رؤيتهم للبحر وعشقهم له واستعدادهم لتقديم أغلى التضحيات لحماية مياهه وجزره وشواطئه.
نظرة اليمنيين للبحر الأحمر، تنطلق من مصلحة وطنهم وأمتهم العربية والإسلامية.
وفي سياق هذه النظرة، قدم اليمنيون عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى في معارك الساحل الغربي منذ 2015 واختلطت دماؤهم بمياه البحر.
وتجسيدا لرؤيتهم، جاءت عملية اقتياد السفينة الإسرائيلية “جلاكسي ليدر” إلى الساحل اليمني، التي نفذتها البحرية اليمنية يوم 19 نوفمبر 2023 .
لليمنيين أيضا رؤيتهم الخاصة في حماية البحر الأحمر كبيئة وممر ملاحي دولي، وهم يشعرون بمسؤولية خاصة في هذه الحماية، ولم يكونوا في أي مرحلة تاريخية سببا يهدد الملاحة الدولية .
اليمنيون والبحر الأحمر مثل توأمين، وجدا نفسيهما إلى جوار بعض منذ الخليقة. ولطالما حذر اليمنيون من محاولات قوى الاستعمار للهيمنة على البحر، وخصوصا بعد زرع دولة الكيان في فلسطين المحتلة.
الكيان اللقيط الذي لم يخف أطماعه وخططه لتحويل البحر الأحمر إلى بحيرة يهودية، عمل خلال ستة عقود لتنفيذ مخططه، والبداية كانت عام 1949، باحتلاله قرية أم الرشراش ليطل من خلالها على مياه البحر الأحمر بشاطئ لا يتجاوز طوله 14 كيلو متراً شمال خليج العقبة، وتمددت أطماعه جنوبا إلى جزيرتي تيران وصنافير ومحاولاته العسكرية والسياسية لنزع السيادة المصرية على مضيق تيران، وتكللت تلك المساعي بنقل السيادة على الجزيرتين إلى المملكة السعودية، وبذلك استطاع تغيير الوضع القانوني للمضيق وتحويله إلى ممر دولي، ليضمن كيان العدو تأمين مرور سفنه التجارية والعسكرية في مضيق تيران .
قبل ذلك تمكن كيان العدو من إنشاء قواعد للمراقبة والتجسس في الجزر الإريترية شمال باب المندب، بعد أن فشلت محاولاته في تدويل جزيرة ميُّون اليمنية في باب المندب بعد خروج الاحتلال البريطاني من جنوب اليمن عام 1967 .
ويأتي احتلال جزيرة ميون من قبل تحالف العدوان على اليمن عام 2015، ليعيد آمال كيان العدو لتدويل الجزيرة ومضيق باب المندب وحرمان اليمن من حقوقه السيادية على الجزيرة الاستراتيجية والمياه الإقليمية اليمنية جنوب البحر الأحمر.
البحر الأحمر والشرق الأوسط الصهيوني:
في كتابه “الشرق الأوسط الجديد”، كتب شيمون بيريز : «يمكن لنا أن نبدأ في نقطة البحر الأحمر، فقد تغيرت شطآن البحر الأحمر مع الزمن، وأصبحت مصر والسودان وإريتريا تقع على أحد الجوانب فيما تقع (إسرائيل) والأردن والسعودية على الجانب الآخر، وهذه البلدان تجمعها مصلحة مشتركة، ويمكن القول أنه لم يعد هناك أسباب للنزاع، فإثيوبيا من بعد نظام منجستو وإريتريا المستقلة حديثاً تريدان إقامة علاقات سليمة مع جاراتها بما في ذلك (إسرائيل)، في حين أن مصر وقعت بالفعل اتفاقية سلام مع (إسرائيل)، أما الأردن والسعودية واليمن فتريد تأمين حرية الملاحة والصيد وحقوق الطيران.
أحلام بيريز التي سطرها في كتابه عام 1993م، تحقق جزء منها على أرض الواقع، ومنها مشروع نيوم السعودي الذي يجري تنفيذه شمال السعودية على مساحة تعادل مساحة فلسطين التاريخية .
لكن اليمنيين كان لهم رأيهم : لن تمروا .
أفسد اليمنيون تلك المخططات والأحلام الصهيونية بقرار حظر مرور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر .
أطلق السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي تحذيره، وقامت البحرية اليمنية بتنفيذ قرار القيادة في عملية الـ19 من نوفمبر الجاري، التي تمكنت فيها من الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية “جلاكسي ليدر” واقتيادها إلى الساحل اليمني.
العملية التي لاقت تأييدا واسعا في الشارع اليمني والعربي والإسلامي، لتزامنها مع العدوان الهمجي الصهيوني على غزة، شكلت ضربة قوية انقضت على كيان العدو وقطعت عليه أحلامه.
القرار اليمني تم اتخاذه ولا يمكن لسفن العدو أو غواصاته ولا لأساطيل وبوارج حلفائه أن تغير في هذا القرار، وهم يدركون عواقب أي حماقة أو محاولة لاستعراض عضلاتهم في البحر الأحمر.
aassayed@gmail.com

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: البحر الأحمر کیان العدو

إقرأ أيضاً:

إقــــرار أمــريــكي بـالـفـشل

معهد واشنطن للدراسات:” خيارات النقل العسكري مكلف ومعرض للخطر

 

الثورة  / متابعات

رغم استعراض القوة العسكرية الأكبر خلال ولاية ترامب الثانية أعلنت أمريكا فشل حملتها العسكرية التي تنفذها على اليمن ، كما فشلت في إيقاف هجمات القوات اليمنية ضد الكيان الصهيوني وتأمين ملاحة سفنها في البحر الأحمر، رغم إنفاق وزارة الدفاع الأمريكية مليارات الدولارات، إلا أن النتائج جاءت صادمة لصنّاع القرار الأمريكي، فالهجمات المستمرة للقوات اليمنية ولم تتوقف، والملاحة في البحر الأحمر لا تزال معطّلة، فيما تجد الولايات المتحدة نفسها محاصرة بتكتيكات يمنية محكمة تُربك حساباتها العسكرية والتجارية على حد سواء.

هذا ما أكده مجلتا «فورين بوليسي ومعهد واشنطن في تقريرين منفصلين، خلصا إلى نتيجة واحدة: اليمن بات يمثل تهديدًا نوعيًا على تفوّق واشنطن البحري، ويقوّض جدوى الإنفاق العسكري الأمريكي في المنطقة.

ففي تقريرها، وصفت فورين بوليسي الحملة الأمريكية في اليمن بأنها استنزاف بلا إنجاز، مؤكدة أن أهدافها الرئيسية – إعادة حرية الملاحة البحرية وفرض الردع على الحوثيين – لم تتحقق. بل على العكس، شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدًا متزايدًا في هجمات صنعاء على السفن الحربية الأمريكية والإسرائيلية، بينما واصلت القوات اليمنية استهداف خطوط الملاحة العالمية في البحر الأحمر.

التقرير سلّط الضوء أيضًا على الغياب الفاضح للشفافية، حيث لا تُعقد مؤتمرات صحفية رسمية حول العمليات، ويقتصر الإعلام العسكري على فيديوهات دعائية من حاملات الطائرات، في المقابل، تتواصل الضربات باستخدام ذخائر دقيقة التوجيه، ما يستهلك موارد بحرية توصف بـ»المحدودة»، وفق خبراء عسكريين تحدثوا للمجلة.

وحذّر تقرير لمعهد واشنطن للدراسات أعده جيمس إي. شيبارد، المقدم في القوات الجوية الأمريكية، من أن «الحظر البحري اليمني لا يُهدد فقط الملاحة التجارية، بل يُعيق قدرة الولايات المتحدة على تحريك قواتها وإمداداتها بسرعة عبر مناطق النزاع».

وأوضح التقرير، أن مضيق باب المندب يمثل شريانًا حيويًا للتجارة العالمية واللوجستيات العسكرية، حيث تمر عبره بضائع بأكثر من تريليون دولار سنويًا، إلى جانب 30% من حركة الحاويات العالمية. ولفت إلى أن أي انقطاع في هذا الطريق يُربك العمليات الأمريكية في الشرق الأوسط وأفريقيا والمحيطين الهندي والهادئ.

كما أشار إلى أن تكتيكات صنعاء الدقيقة – باستخدام طائرات مسيّرة، وصواريخ كروز وباليستية – دفعت بشركات الشحن إلى سلوك طريق رأس الرجاء الصالح، وهو مسار أطول بـ15 يومًا وأكثر كلفة بمليون دولار إضافي لكل شحنة.

فيما اعتبر تقرير معهد واشنطن أن القدرة المحدودة للبحرية الأمريكية على مرافقة السفن، حتى في ظل التهديدات المتصاعدة، تزيد من خطورة الموقف. وذكر أن بعض السفن تعرّضت للهجوم رغم وجود مرافقة عسكرية، ما يعني أن الردع الأمريكي فعليًا في حالة انهيار.

وأضاف أن النقل البحري هو العمود الفقري للعمليات اللوجستية العسكرية الأمريكية، وأن تعطيله سيؤثر بشكل مباشر على قدرات واشنطن في تنفيذ عمليات طوارئ، وإعادة الانتشار في مناطق التوتر، وهو ما يتطلب «إعادة نظر جذرية في العقيدة العسكرية البحرية الأمريكية».

ما بيّن الفشل الميداني وارتباك السلاسل اللوجستية، تشير المؤشرات بوضوح إلى أن الولايات المتحدة تواجه تحديًا نوعيًا لم تعهده منذ عقود. صنعاء لا تملك حاملات طائرات، لكنها تمتلك معادلة ردع مرنة وفعالة أربكت واشنطن وحلفاءها، وأجبرتهم على إعادة النظر في حساباتهم الاستراتيجية.

وأكد التقرير، أن “الحوثيين بفضل قدراتهم الصاروخية والطائرات المسيرة، سيستطيعون استهداف سفن الشحن في جميع أنحاء البحر الأحمر، ومعظم بحر العرب، وشمال المحيط الهندي، مع أن إصابة السفن المتحركة من مسافات بعيدة أمرٌ صعب” وبناءً على ذلك، فإن استخدام مجموعة متنوعة من طرق النقل، بالإضافة إلى باب المندب، قد يُسهم في تخفيف خطر الحوثيين”.

واقترحت شبكة عبر الجزيرة العربية (TAN) التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية إنشاء 300 مركز لوجستي – مطارات وموانئ بحرية ومراكز برية – عبر شبه الجزيرة العربية لتنويع خيارات الشحن. على سبيل المثال، يُمكن لبعض السفن تجاوز المضيق والرسو في جدة؛ ومن ثم يُمكن نقل حمولتها جوًا أو برًا. وكما ذُكر سابقًا، تقع جدة ضمن نطاق نيران الحوثيين، لكن إدخال هذه الطرق البديلة وغيرها من الطرق سيُسبب معضلات استهداف للجماعة، ويُتيح مرونة أكبر في عملية صنع القرار الأمريكية، بهدف تعزيز السلامة العامة والمرونة”. كما تم اقتراح خيار آخر هو “الممر البري بين الإمارات وإسرائيل، وهو طريق تجاري يمتد من ميناء حيفا «الإسرائيلي» عبر الأردن والمملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة، ليصل إلى الخليج العربي متجنبًا البحر الأحمر تمامًا”. و”تعمل شركتا نقل بالفعل على طول هذا الطريق، وهما شركة “تروك نت” الإسرائيلية وشركة “بيور ترانس” الإماراتية، وقد تكونان من أبرز المرشحين للتعاقد مع الجيش الأمريكي”. كون الممر “مجهز حاليًا لاستيعاب ما يصل إلى 350 شاحنة يوميًا ، وهو ما ينافس أو حتى يتجاوز شبكة “تان” العاملة بكامل طاقتها.

مقالات مشابهة

  • إقــــرار أمــريــكي بـالـفـشل
  • قوات أوروبية تجري تدريباً لإخلاء الضحايا في البحر الأحمر
  • العمليات العسكرية اليمنية تطال أقصى شمال فلسطين المحتلة.. الرسائل والدلالات
  • رسائل الردع تتوسع.. الصواريخ اليمنية تصل إلى شمال فلسطين المحتلة
  • طائرات الشبح الأمريكية تُقابلها صواريخ قدس اليمنية: معادلة صنعاء التي أرعبت واشنطن
  • المعركة اليمنية تكتب شهادة وفاة الهيمنة الأمريكية: الصين ترصد التراجع الأمريكي وموسكو تراقب صعود صنعاء
  • اليمنيون للمجرم نتنياهو: ردُّنا قادم ولا أمانَ لكم
  • البحر الأحمر تغلق حساباتها الختامية
  • تقرير صيني : عمليات اليمنيون في البحر الأحمر حرب استخباراتية مفاجئة،
  • كيف أحبط اليمنيون العدو الأمريكي وأفشلوا مخططاته؟!