الثورة نت:
2025-02-23@21:58:51 GMT

فلسطين بين (جزار) بيروت و(جزار) قطاع غزة..!

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

 

 

حقا ما أشبه الليلة بالبارحة، ذات يوم من أيام صيف 1982م وتحت يافطة ( سلامة الجليل) حشد الإرهابي الصهيوني (أرئيل شارون) سيئ الذكر دباباته وطائراته نحو العاصمة اللبنانية بيروت والمهمة القضاء على الثورة الفلسطينية و( المخربين)  بقيادة أبو عمار، وكان أبو عمار على رأس بنك أهداف الإرهابي ( شارون)، إما بالاغتيال أو بالاعتقال ومن أجل ذلك ارتكب الصهاينة أبشع وأقبح الجرائم بحق أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني وطالت جرائمه سوريا، وعلى مدى أكثر من 80 يوما من عدوان همجي وبربري ودمار في حرب غير أخلاقية، كعادة حروب الصهاينة، وفي ظل دعم أمريكي _غربي للصهاينة، وصمت عربي مطبق حتى على المستوى الإعلامي، إذ كان الإعلام العربي خلال الاجتياح الصهيوني لبيروت مشغولا بمبارأة كأس العالم ودخول – ولأول مرة – فريق الكويت لنهائيات كأس العالم، فعرف العالم يومها اسم اللاعب الكويتي فيصل الدخيل أكثر من اسم أبو عمار ومن العدوان على بيروت.

.؟!
بعد أشهر تحرك النظام العربي في قمة عقدت بالمغرب قدّم خلالها النظام السعودي مبادرته للسلام باسم ولي العهد حينها عبد الله بن عبدالعزيز، المبادرة المذكورة هي مبادرة أمريكية _صهيونية بامتياز، وكاتبها هو الصحفي الصهيوني توماس فريدمان، وكان هذا كل ما قدمه النظام العربي لفلسطين..
غادر أبو عمار بيروت مع قواته في تغريبة ثانية باتجاه محطة إقامة ثالثة وكانت هذه المرة نحو تونس، بعد أن ضاقت دول جوار فلسطين بأهل فلسطين..!
اليوم.. تواجه فلسطين (جزارا) آخر هو (نتنياهو) جزار قطاع غزة  الذي لا يختلف عن أسلافه، فالإجرام عقيدة هذا الكيان ومنهجه وثقافته ولا شيء غير الإجرام يمكن أن تجده في عقائد وثقافة الصهاينة، والفارق بين إجرام شارون وإجرام تلميذه نتنياهو هو أن وسائل التواصل وتقنيتها اليوم أكثر فعالية من وسائل الماضي، إذ يعجز اليوم العدو أن يغطي على جرائمه كما كان في السابق.
لم يتغير الموقف العربي ولم تختلف مشاعره، ولم يحدث تطور في وعيه ورؤيته، وبذات الطريقة التي تعاطى بها النظام العربي الرسمي مع جرائم شارون في بيروت، يتعاطى النظام العربي اليوم مع جرائم نتنياهو في قطاع غزة مع الفارق أن القمة هذه المرة لم تعقد في المغرب التي عرفت تاريخيا بأنها حاضنة لأهم (محطات الموساد الصهيوني)، بل عقدت في الرياض _الحليف الأكثر مودة للعدو _وقمة مركبة، حيث اجتمع فيها الحكام العرب والمسلمون، فأطلق عليها القمة العربية_الإسلامية، بمشاركة 57 دولة ورئيس عربي وإسلامي، وبرعاية (سعودية).
وكأن التاريخ يعيد نفسه بصورة _مأساة ومهزلة _ لم تأت مخرجات القمة العربية _الإسلامية، حول جرائم العدو والجزار نتنياهو في غرة، إلا ترجمة ( لمبادرة العار) التي قدمتها البلاد المستضيفة للقمة _السعودية _ وكأنها توغل بحماية الكيان وجرائمه، وغير مستعدة لاتخاذ أي موقف وإن شكليا ضد العدو حليفها الوجودي والمتسبب الأول في وجود نظام آل سعود الذي يعد المصدر الوحيد المانح الشرعية الوجودية للكيان في فلسطين على ضوء وثيقة تنازل جد آل سعود عبد الرحمن بن فضل بفلسطين لبريطانيا ومنحها شرعية التنازل بها لمن ترغب مقترحا في صك التنازل بأن تمنح ( لإخوته  اليهود)، إن رغبت كان هذا التنازل قد حرر قبل أشهر فقط من صدور ( وعد بلفور)  المشؤوم..؟!
بيد أن المجازر بحق الشعب العربي في فلسطين لا تنحصر في نطاق بيروت وغزة بل تمتد منذ عشرينيات القرن الماضي وإن كانت أبشعها ما حدث خلال عامي 1947/1948م وأشهرها كانت في دير ياسين، وكفر قاسم، مع الأخذ في الاعتبار أن الفلسطيني يواجه مجازر واعتداءات الصهاينة بصورة يومية على مدى 75 عاما، مرحلة لم يمر خلالها يوم واحد دون أن يعتقل فيها مواطن فلسطيني أو يستشهد أو يُهجر، أو يحاكم.. !!
إن جرائم العدو التي نشهدها اليوم، ما هي إلا امتداد لعقيدة وثقافة العدو، في ذات الوقت فإن رد الفعل النظام العربي الذي تجسد في قمة الرياض هو الآخر يمثل امتدادا لمواقف النظام العربي الذي أصبح برمته أسير مواقف الأنظمة العربية الوظيفية، أي التي تقوم بأدوار وظيفية خدمة للعدو لأن مصير هذه الأنظمة مرتبط وجوديا بمصير هذا العدو..!
هنا أتذكر ذات يوم وفي إحدى القمم العربية، كان الرئيس الراحل حافظ الأسد يتحدث عن أهمية الإعداد والاستعداد للمواجهة مع العدو الصهيوني، فرد عليه الملك فهد بقول (فخامة الرئيس لسنا بحاجة لحرب مع إسرائيل وهناك وسائل أخرى يمكن اللجوء إليها لحل الخلاف مع إسرائيل، لأن أي حرب مع إسرائيل يا فخامة الرئيس ستعيد المنطقة مائة عام للوراء)، وبتلقائية رد الرئيس الأسد على الملك بقوله (جلالة الملك هذا هو المطلوب أن نعود مائة عام للوراء، لأنه وقبل مائة عام لم يكن موجود في وطننا كيان اسمه إسرائيل)؟!.. كان النظام السعودي هو المعارض الدائم لفكرة مواجهة الصهاينة، وكان دائما سلبيا في كل ما يتعلق بالكيان وإن كان يقدم المنح والمساعدات بعد كل مجزرة وبعد كل جولة من جولات المواجهة بين الشعب العربي في فلسطين وبين الصهاينة..؟!
مجتمعيا يعد المجتمع السعودي هو المجتمع العربي الوحيد الذي لم يذهب أي من مواطنيه للالتحاق بالثورة الفلسطينية وإن حاول بعض أبناء المنطقة الذين يعيشون تحت وطأة القهر والاستبداد الالتحاق بالثورة فإن من تمكن منهم حرم النظام عليه العودة، وإن عاد يزج به بالسجن مدى الحياة أو يعدم بتهمة مناهضة النظام لأن أبناء المنطقة الشرقية في مملكة آل سعود حياتهم لا تختلف كثيرا عن حياة أبناء الشعب الفلسطيني في كنف الاحتلال الصهيوني..!
الخلاصة.. إن مجازر نتنياهو لن تكون نهاية الحلم الفلسطيني ولن تعيق مسيرة الثورة والمقاومة نحو الدولة والحرية والاستقلال وتطهير وطنهم من رجس الاحتلال الصهيوني رغم أنف رعاة الكيان وسدنته وحراسه في المنطقة والعالم..
إن ملاحم غزة البطولية قطعا تختلف عن ملحمة بيروت التي انتهت بخروج أبطالها قسرا وقهرا، لكن ملحمة غزة تستمد شرعيتها من انتمائها المتجذر بالأرض، فالمقاومة تسطر ملحمتها في أرضها دفاعا عن شعبها ووطنها وسيادة وطنها المحتل، إنها مقاومة متجذرة بالأرض بأقدام ثابتة راسخة متأصلة، وعلى (  جزار غزة) أن يدرك أن ( السنوار)  ليس ( عرفات)،  رحمة الله عليه، الذي غادر بيروت ذات يوم بأبطاله لأن هناك من لم يكتف بالخيانة، بل زاد عليها محنة التهجير، وكانت تلك التغريبة التي تجرعها أبو عمار وغادر على أثرها بيروت هي من دفعت عرفات للقبول ( بفخ أوسلو)  كما وصفه، ولكنه كان الفخ الذي عاد الثورة للداخل بغض النظر عن النتائج وإن كانت مؤلمة.
(السنوار) لن يغادر غزة ولا فلسطين بل نتنياهو من سيغادر غزة محملاً بالعار والهزيمة، وكما استقال معلمه جزار بيروت وغادر جيش الدفاع الصهيوني ملعونا، ليتحول للميدان السياسي فإن نتنياهو سيغادر غزة ذليلا ولكن إلى السجن الذي هرب منه إلى غزة..؟!.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

المليشيا الإرهابية تركب التونسية!

العنوان جملة (إسمية)،لابد لكی تكون جملة (فعلية) من الإنتصار الساحق لجيشنا علی مليشيا آل دقلو الإرهابية المتمردة المُجْرِمة دولياً والمُجَرَّمة قانوناً،فی أقرب وقت من الآن،بعد أن ركِلت الوثيقة الدستورية اسم الحرية التغيير ووضعت بدلاً عنه مصطلح الشركاء،حفاظاً علی روح ثورة ديسمبر، صيانة لإتفاق جوبا للسلام، وحذفت إسم الدعم السريع أينما وُجِد وقذفت به إلیٰ مزبلة التاريخ، فركبت المليشيا التونسية، ولم يعد لها أی وجود فی عالم السياسة السودانية وتبقَّیٰ لمليشيا آل دقلو أن تُلملم بقايا أوباشها من ميدان معركة الكرامة مذمومةً مدحورةً، تلعق جراح الخزی والعار الذی كللته بها قواتنا المسلحة الباسلة والقوات المشتركة وقوات الشرطة والأمن والمستنفرين.

ولا خير فی قولٍ لا يتبعه فعل، وقد أحسن مجلس السيادة ومجلس الوزراء صُنعاً بإجازة الوثيقة الدستورية بعد أن حذفت منها أی ذِكر (للدعم السريع) لتقطع الشك باليقين، بأن لا مكان لمليشيا آل دقلو الإرهابية، ولا لقحط فی مستقبل بلادنا السياسی من بعيد ولا من قريب، وهكذا هُدِم (صنم) ناشطي القحاطة الذی ظلوا عليه عاكفين،حتیٰ يرجع إليهم حميدتی ظافراً بكرسی رٸاسة السودان بالتدخلات الخارجية القريبة والبعيدة، بعدما فشلت خطة الإستيلاء علی كرسی السلطة حسب خطة الإنقلاب الخاطف، الذی أفشلته فصيلة واحدة من الحرس الرٸاسی وقدموا أرواحهم رخيصةً من أجل الوطن، وليس لمجرد أداء الواجب العسكری، وسجلوا أسماءهم بأحرفٍ من نور فی كتاب التاريخ الوطنی ولن ينسیٰ الشعب السودانی تضحيات جيشه الباسل،الذی يلتف حوله الشعب قاطبة،لم يتخلف عنه إلَّا هالك، من متعاونٍ أو مُحارب وقف ضد إرادة الشعب وخان الوطن فی سبيل الوصول إلیٰ كراسی الحكم ولو كان الثمن تدمير البلاد وتشريد العباد.

تعالت أصوات كثيرة مُطالبةً بتمزيق الوثيقة الدستورية المُرقعة، ولكن مجلسي السيادة والوزراء اختارا (تقييفها) بدلاً عن تفصيلها من قماشٍ جديد، وللمجلس في ذلك حيثياته المقنعة فالوثيقة المعدلة تتضمن إتفاقية جوبا للسلام والتی تعلو علی الوثيقة نفسها، وجاء فی التعديلات تضمين إسم الشركاء بدلاً عن اسم قُوی الحرية والتغيير، ولهذا التعديل وجاهته،كذلك الإستغناء عن المجلس التشريعی الذی سيكون إختيار أسماء أعضاٸه معضلة فی ظل الحرب التی لم تصل لنهايتها بعد،واستعاض التعديل بمجلسی السيادة والوزراء،بديلاً عن المجلس التشريعی الذی تضمنته تلك الوثيقة الدستورية التی جریٰ تعديلها مٶخراً.

وبالمحصلة فقد ذهبت تلك الوثيقة إلی غياهب النسيان غير مأسوفٍ عليها،وستبقی الوثيقة الجديدة القديمة، مدیً يصل إلیٰ 39 شهراً بعد نهاية الحرب.

أتوقع أن يقول المجرم عبدالرحيم دقلو (بتشطبنا ليه يا برهان؟) علی طريقة (بتحاربنا ليه يا برهان؟) مع إن الشطب من صالح هذا الجاهل الذی عرضت الوساٸط مذكرته الشخصية، فيها كلمات بخط يده كلها خطأ، تستحق أن يٶشر عليها اْستاذ اللغة العربية بالقلم الأحمر، بعد أن يضع خطين متقاطعين علی كل الصفحات، [قابلنی ياحمار] وبهذا فإن عبد الرحيم كان عضواً فی مجلس الشركاء، ولسنا بوارد ذِكر منصبه قاٸد ثانٍ لقوات الدعم السريع فذاك أمر عاٸلی بحت، وهو يقود مجموعة من الجهلة الذين يتساوی عندهم فی من يقودهم الجاهل الأمی،أو العالم النحرير، ما دام يقودهم نحو الغناٸم، وإغتصاب الحراٸر،ونحو ذلك من الجراٸم التی أشتهرت بها المليشيا، وكذلك ضاعت علی القحاطة فرصة المشاركة وفقاً للوثيقة القديمة وما عليهم إلَّا إنتظار الإنتخابات القادمة بعد نهاية الفترة الإنتقالية، كان يقدروا !!

النصر لجيشنا الباسل.

-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.

-الخزی والعار لإعداٸنا وللعملاء

محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • شهيد وإصابات برصاص العدو الصهيوني شرق غزة
  • حماس: تصعيد العدو الصهيوني في الضفة يكشف نواياه الإجرامية
  • استشهاد شاب فلسطيني برصاص العدو الصهيوني في غزة
  • العدو الصهيوني اعتقل 147 فلسطينيا وهدم 603 منازل منذ بدء عدوانه على طولكرم
  • العدو الصهيوني يشن سلسلة غارات على قرى لبنانية
  • العدو الصهيوني يدفع بالدبابات إلى جنين بالضفة
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • العدوان الصهيوني على طولكرم يقارب الشهر
  • أكبر عدد من الأسرى..استعدادات لدفعة سابعة من صفقة التبادل مع العدو الصهيوني في رفح والنصيرات
  • مخابرات العدو الصهيوني تمنع عائلة الأسير نائل البرغوثي من السفر