الثورة نت:
2025-04-24@10:03:35 GMT

فلسطين بين (جزار) بيروت و(جزار) قطاع غزة..!

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

 

 

حقا ما أشبه الليلة بالبارحة، ذات يوم من أيام صيف 1982م وتحت يافطة ( سلامة الجليل) حشد الإرهابي الصهيوني (أرئيل شارون) سيئ الذكر دباباته وطائراته نحو العاصمة اللبنانية بيروت والمهمة القضاء على الثورة الفلسطينية و( المخربين)  بقيادة أبو عمار، وكان أبو عمار على رأس بنك أهداف الإرهابي ( شارون)، إما بالاغتيال أو بالاعتقال ومن أجل ذلك ارتكب الصهاينة أبشع وأقبح الجرائم بحق أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني وطالت جرائمه سوريا، وعلى مدى أكثر من 80 يوما من عدوان همجي وبربري ودمار في حرب غير أخلاقية، كعادة حروب الصهاينة، وفي ظل دعم أمريكي _غربي للصهاينة، وصمت عربي مطبق حتى على المستوى الإعلامي، إذ كان الإعلام العربي خلال الاجتياح الصهيوني لبيروت مشغولا بمبارأة كأس العالم ودخول – ولأول مرة – فريق الكويت لنهائيات كأس العالم، فعرف العالم يومها اسم اللاعب الكويتي فيصل الدخيل أكثر من اسم أبو عمار ومن العدوان على بيروت.

.؟!
بعد أشهر تحرك النظام العربي في قمة عقدت بالمغرب قدّم خلالها النظام السعودي مبادرته للسلام باسم ولي العهد حينها عبد الله بن عبدالعزيز، المبادرة المذكورة هي مبادرة أمريكية _صهيونية بامتياز، وكاتبها هو الصحفي الصهيوني توماس فريدمان، وكان هذا كل ما قدمه النظام العربي لفلسطين..
غادر أبو عمار بيروت مع قواته في تغريبة ثانية باتجاه محطة إقامة ثالثة وكانت هذه المرة نحو تونس، بعد أن ضاقت دول جوار فلسطين بأهل فلسطين..!
اليوم.. تواجه فلسطين (جزارا) آخر هو (نتنياهو) جزار قطاع غزة  الذي لا يختلف عن أسلافه، فالإجرام عقيدة هذا الكيان ومنهجه وثقافته ولا شيء غير الإجرام يمكن أن تجده في عقائد وثقافة الصهاينة، والفارق بين إجرام شارون وإجرام تلميذه نتنياهو هو أن وسائل التواصل وتقنيتها اليوم أكثر فعالية من وسائل الماضي، إذ يعجز اليوم العدو أن يغطي على جرائمه كما كان في السابق.
لم يتغير الموقف العربي ولم تختلف مشاعره، ولم يحدث تطور في وعيه ورؤيته، وبذات الطريقة التي تعاطى بها النظام العربي الرسمي مع جرائم شارون في بيروت، يتعاطى النظام العربي اليوم مع جرائم نتنياهو في قطاع غزة مع الفارق أن القمة هذه المرة لم تعقد في المغرب التي عرفت تاريخيا بأنها حاضنة لأهم (محطات الموساد الصهيوني)، بل عقدت في الرياض _الحليف الأكثر مودة للعدو _وقمة مركبة، حيث اجتمع فيها الحكام العرب والمسلمون، فأطلق عليها القمة العربية_الإسلامية، بمشاركة 57 دولة ورئيس عربي وإسلامي، وبرعاية (سعودية).
وكأن التاريخ يعيد نفسه بصورة _مأساة ومهزلة _ لم تأت مخرجات القمة العربية _الإسلامية، حول جرائم العدو والجزار نتنياهو في غرة، إلا ترجمة ( لمبادرة العار) التي قدمتها البلاد المستضيفة للقمة _السعودية _ وكأنها توغل بحماية الكيان وجرائمه، وغير مستعدة لاتخاذ أي موقف وإن شكليا ضد العدو حليفها الوجودي والمتسبب الأول في وجود نظام آل سعود الذي يعد المصدر الوحيد المانح الشرعية الوجودية للكيان في فلسطين على ضوء وثيقة تنازل جد آل سعود عبد الرحمن بن فضل بفلسطين لبريطانيا ومنحها شرعية التنازل بها لمن ترغب مقترحا في صك التنازل بأن تمنح ( لإخوته  اليهود)، إن رغبت كان هذا التنازل قد حرر قبل أشهر فقط من صدور ( وعد بلفور)  المشؤوم..؟!
بيد أن المجازر بحق الشعب العربي في فلسطين لا تنحصر في نطاق بيروت وغزة بل تمتد منذ عشرينيات القرن الماضي وإن كانت أبشعها ما حدث خلال عامي 1947/1948م وأشهرها كانت في دير ياسين، وكفر قاسم، مع الأخذ في الاعتبار أن الفلسطيني يواجه مجازر واعتداءات الصهاينة بصورة يومية على مدى 75 عاما، مرحلة لم يمر خلالها يوم واحد دون أن يعتقل فيها مواطن فلسطيني أو يستشهد أو يُهجر، أو يحاكم.. !!
إن جرائم العدو التي نشهدها اليوم، ما هي إلا امتداد لعقيدة وثقافة العدو، في ذات الوقت فإن رد الفعل النظام العربي الذي تجسد في قمة الرياض هو الآخر يمثل امتدادا لمواقف النظام العربي الذي أصبح برمته أسير مواقف الأنظمة العربية الوظيفية، أي التي تقوم بأدوار وظيفية خدمة للعدو لأن مصير هذه الأنظمة مرتبط وجوديا بمصير هذا العدو..!
هنا أتذكر ذات يوم وفي إحدى القمم العربية، كان الرئيس الراحل حافظ الأسد يتحدث عن أهمية الإعداد والاستعداد للمواجهة مع العدو الصهيوني، فرد عليه الملك فهد بقول (فخامة الرئيس لسنا بحاجة لحرب مع إسرائيل وهناك وسائل أخرى يمكن اللجوء إليها لحل الخلاف مع إسرائيل، لأن أي حرب مع إسرائيل يا فخامة الرئيس ستعيد المنطقة مائة عام للوراء)، وبتلقائية رد الرئيس الأسد على الملك بقوله (جلالة الملك هذا هو المطلوب أن نعود مائة عام للوراء، لأنه وقبل مائة عام لم يكن موجود في وطننا كيان اسمه إسرائيل)؟!.. كان النظام السعودي هو المعارض الدائم لفكرة مواجهة الصهاينة، وكان دائما سلبيا في كل ما يتعلق بالكيان وإن كان يقدم المنح والمساعدات بعد كل مجزرة وبعد كل جولة من جولات المواجهة بين الشعب العربي في فلسطين وبين الصهاينة..؟!
مجتمعيا يعد المجتمع السعودي هو المجتمع العربي الوحيد الذي لم يذهب أي من مواطنيه للالتحاق بالثورة الفلسطينية وإن حاول بعض أبناء المنطقة الذين يعيشون تحت وطأة القهر والاستبداد الالتحاق بالثورة فإن من تمكن منهم حرم النظام عليه العودة، وإن عاد يزج به بالسجن مدى الحياة أو يعدم بتهمة مناهضة النظام لأن أبناء المنطقة الشرقية في مملكة آل سعود حياتهم لا تختلف كثيرا عن حياة أبناء الشعب الفلسطيني في كنف الاحتلال الصهيوني..!
الخلاصة.. إن مجازر نتنياهو لن تكون نهاية الحلم الفلسطيني ولن تعيق مسيرة الثورة والمقاومة نحو الدولة والحرية والاستقلال وتطهير وطنهم من رجس الاحتلال الصهيوني رغم أنف رعاة الكيان وسدنته وحراسه في المنطقة والعالم..
إن ملاحم غزة البطولية قطعا تختلف عن ملحمة بيروت التي انتهت بخروج أبطالها قسرا وقهرا، لكن ملحمة غزة تستمد شرعيتها من انتمائها المتجذر بالأرض، فالمقاومة تسطر ملحمتها في أرضها دفاعا عن شعبها ووطنها وسيادة وطنها المحتل، إنها مقاومة متجذرة بالأرض بأقدام ثابتة راسخة متأصلة، وعلى (  جزار غزة) أن يدرك أن ( السنوار)  ليس ( عرفات)،  رحمة الله عليه، الذي غادر بيروت ذات يوم بأبطاله لأن هناك من لم يكتف بالخيانة، بل زاد عليها محنة التهجير، وكانت تلك التغريبة التي تجرعها أبو عمار وغادر على أثرها بيروت هي من دفعت عرفات للقبول ( بفخ أوسلو)  كما وصفه، ولكنه كان الفخ الذي عاد الثورة للداخل بغض النظر عن النتائج وإن كانت مؤلمة.
(السنوار) لن يغادر غزة ولا فلسطين بل نتنياهو من سيغادر غزة محملاً بالعار والهزيمة، وكما استقال معلمه جزار بيروت وغادر جيش الدفاع الصهيوني ملعونا، ليتحول للميدان السياسي فإن نتنياهو سيغادر غزة ذليلا ولكن إلى السجن الذي هرب منه إلى غزة..؟!.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

العمليات العسكرية اليمنية تطال أقصى شمال فلسطين المحتلة.. الرسائل والدلالات

يمانيون/ تقارير تسير القوات المسلحة اليمنية بمسار تصاعدي في عملياتها العسكرية ضد كيان العدوّ منذ دخولها معركة إسناد غزة، على إثر العدوان الصهيوني وحرب الإبادة على قطاع غزة.

في بدايات عملياتها ومراحلها الأولى في الأشهر الأولى لمعركة “طوفان الأقصى”، كانت العمليات اليمنية تصل إلى جنوب فلسطين المحتلة، ثم بعد ذلك ومع دخول المراحل الرابعة والخامسة من التصعيد وانضمام مسيّرة “يافا” والصواريخ الفرط صوتية، وصلت إلى عمق كيان العدوّ وتمكنت من قصف قلب كيان العدوّ في يافا المحتلة.

وفي تطور دراماتيكي، وصلت عمليات الإسناد اليمنية إلى شمال فلسطين المحتلة، حيثُ أعلنت القوات المسلحة اليوم تنفيذ عملية “عسكريةً نوعيةً طالت هدفاً حيوياً للعدوِّ الصهيونيِّ في منطقةِ حيفا المحتلةِ وذلك بصاروخٍ باليستيٍّ فرط صوتيٍّ، مؤكدة وصول الصاروخ إلى هدفه وفشل منظومات الدفاع التابعة للعدو في اعتراضِه، وهو ما أدّى إلى حالةً من الخوفِ والهلعِ في أوساطِ الصهاينةِ المستوطنينَ، حيثُ توجهَ أكثرُ من مِليوني صهيونيٍّ إلى الملاجئِ.

وبشأن توقيت العملية فإنها تأتي بعد يومين فقط من تنفيذ سلاحُ الجوِّ المسيّرُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليتينِ عسكريتينِ استهدفتْ أولاهما هدفاً حيوياً للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ عسقلان المحتلةِ وذلك بطائرةٍ مسيّرةٍ نوع يافا، فيما استهدفت الأخرى هدفاً عسكرياً للعدوِّ في منطقةِ أمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ وذلك بطائرةٍ مسيّرةٍ نوعِ صماد1، بعد هدوء نسبي لعشرة أيام تمكنت من خلاله القدرات اليمنية من تجاوز منظومات الكهرومغناطيسية الأمريكية في المنطقة.

 وعلى إثر هاتين العمليتين خرج رئيس وزراء كيان العدوّ بنيامين نتنياهو مهددًا اليمن بالرد، ومؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية تشن ضربات على اليمن حماية لكيانه، وأن الكيان يشارك في القصف من خلال حليفه الأمريكي، مفندًا دون أن يقصد المزاعم الأمريكية التي تدعي أنها تعتدي على اليمن من أجل الملاحة الدولية.

وبعد هذا التهديد للمجرم نتنياهو، وفشل منظومة الاعتراض الأمريكية الصاروخية والكهرومغناطيسية، ها هو مسرح العمليات اليمني يتسع ليشمل كامل جغرافيا فلسطين المحتلة من جنوبها إلى أقصى نقطة في شمالها، وباتت القواعد العسكرية لكيان العدو شمالي فلسطين المحتلة تصطلي بنيران الجيش اليمني.

يأتي استهداف أقصى شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة ليدلل على فشل المنظومات الأمريكية وبوارجها وحاملات طائرتها التي عسكرت البحر الأحمر حماية لكيان العدو الصهيوني، كما يدلل على فشل العدوان الأمريكي المتواصل منذ منتصف مارس الفائت على اليمن، ويكشف زيف الادعاءات الأمريكية التي تقصف أهدافاً مدنية وتدعي أنها أهداف عسكرية تحد من قدرات القوات المسلحة اليمنية، وفقاً لمراقبين عسكريين.

وعلاوة على الفشل الأمريكي الصهيوني، في الحد من الضربات اليمنية، تأتي عملية اليوم لتكشف عن توسع العمليات العسكرية اليمنية لتشمل كامل جغرافيا فلسطين المحتلة، من أقصى جنوبها إلى أقصى الشمال، بمعنى آخر لم يعد هناك مكان آمن من الصواريخ اليمنية للعدو الصهيوني.

 وفي حيفا المحتلة ذاتها التي ضرب فيها الصاروخ اليمني هدفاً حيوياً، توجد قاعدة “رامات داود” الجوية، وهي قاعدة عسكرية استراتيجية تابعة لسلاح الجو الصهيوني وتحوي مطاراً عسكرياً، وتُعد أكبر قاعدة عسكرية شمالي فلسطين المحتلة وواحدة من أهم ثلاث قواعد جوية رئيسة في كيان العدوّ الصهيوني.

وتحوي القاعدة على أقوى وأحدث منظومات الدفاع الصاروخية والأكثر تطورًا في العالم، وعلى رأسها منظومة الدفاع الجوي التكتيكي الأمريكية “باتريوت إم آي إم-104” التي سمحت واشنطن لكيان العدوّ باستنساخها تحت اسم “ياهولوم”، وهي ذات قدرات عالية إلى متوسطة وذات فعالية في إسقاط الطائرات والصواريخ الباليستية.

كما تضم القاعدة منظومة الدفاع الصاروخي “آردو” المشتركة الصنع بين الكيان والولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعمل على إيقاف الصواريخ الباليستية في طبقة الستراتوسفير، إضافة إلى توفر بطاريات الصواريخ من طراز “آرو-2″ و”آرو-3”.

وتشتمل “رامات ديفيد” على أنظمة حماية قصيرة المدى، مثل منظومة الاعتراض الدفاعي “مقلاع داود” ذات القدرات الدفاعية المتوسطة إلى بعيدة المدى والمصممة لإسقاط كافة أنواع الصواريخ الباليستية المتقدمة وصواريخ كروز المتقدمة وكبيرة العيار والطائرات المسيّرة والمقاتلات والطائرات القاذفة.

اليوم كان شمالي فلسطين المحتلة على موعد مع عملية يمنية قطعت مسافة 2300 كيلومتر، متجاوزة منظومات صاروخية وكهرومغناطيسية أمريكية في البحر الأحمر والدول المحيطة بكيان العدوّ، أضف إلى ذلك، فإن هذه العملية تؤكد أن معادلة الردع اليمني تمضي بخطى ثابتة نحو كسر الهيمنة الأمريكية في المنطقة وأنه لا خيار أمام العدوّ الصهيوأمريكي إلا بوقف حرب الإبادة ورفع الحصار عن غزة لتقف على إثرها العمليات اليمنية.

نقلا عن المسيرة نت

مقالات مشابهة

  • العمليات العسكرية اليمنية تطال أقصى شمال فلسطين المحتلة.. الرسائل والدلالات
  • رسائل الردع تتوسع.. الصواريخ اليمنية تصل إلى شمال فلسطين المحتلة
  • العدو الصهيوني يواصل جرائم الإبادة الوحشية في قطاع غزة
  • شهداء ومصابين بالعشرات بغارات العدو الصهيوني على خيام بغزة وخان يونس
  • إعلام العدو : صاروخ يمني يستهدف للمرة الأولى شمال فلسطين المحتلة
  • سرايا القدس تقصف قوة هندسية للعدو الصهيوني في غزة
  • المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات يعرض نتاجاته للقراء السوريين
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: مقتل قيادي بارز مرتبط بحماس والجماعة الإسلامية في الغارة التي استهدفت سيارة قرب الدامور جنوبي بيروت
  • الإعلامي الحكومي بغزة: شائعات الهجرة من القطاع جزء من حملة خبيثة يقودها العدو الصهيوني لزعزعة صمود شعبنا
  • عباس إبراهيم: وداعًا للبابا الذي حمل همّ المقهورين ودافع عن فلسطين