في يوم الطفل العالمي: الجرائم الوحشية بحق أطفال اليمن وفلسطين تحاكم المجتمع الدولي وتكشف زيف شعاراته..
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
الاسرة/خاص
الاحتفال بمناسبة يوم الطفل العالمي الذي تحييه منظمة الأمم المتحدة في الـ20 من نوفمبر سنويا وتتفاعل معه مختلف دول العالم وتتباهى في المناسبة باستعراض ما قدمته وتقدمه لضمان إسعاد وتعليم ورفاهية أطفالها .. لكن هذا اليوم الذي احتفلت به المنظمة الأممية الأكبر في العالم يوم الاثنين الماضي لا يعني بالنسبة لأطفال اليمن وفلسطين سوى محطة آلام جديدة ومعاناة لا تتوقف بسبب الوحشية التي يتعرض لها البلدان من قبل عدوان واحد يتشابه ويتطابق فيه الجاني في كل أدواته ووسائله لينفذ ابشع جرائم الإبادة والبطش بالأطفال وأمهاتهم على مرأى ومسمع من العالم ولتكون المناسبة الأممية بمثابة محاكمة علنية للمجتمع الدولي المتواطئ مع القتلة وخصوصا في أنظمة الدول العظمى التي تزعم حرصها على حماية الطفولة وإذا بها أول من تنتهك هذه الشريحة الاجتماعية الأضعف والأكثر عرضة لجرائم الإبادة الشاملة من قبل القتلة والإرهابيين.
أطفال اليمن
كان ولايزال أطفال اليمن وأمهاتهم أبرز الضحايا والمتضررين من العدوان السعودي الأمريكي طوال تسع سنوات، وبلغ الشهداء منهم جراء الاستهداف العسكري المباشر قرابة 14الف شهيد وجريحا.
وتؤكد منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل، أن عدد ضحايا العدوان الأمريكي السعودي من الأطفال والنساء تجاوز 13 ألفاً و641 شهيداً وجريحاً حتى نهاية مايو 2023.
وذكرت المنظمة في تقرير حول انتهاكات تحالف العدوان بحق أطفال ونساء اليمن خلال ثلاثة آلاف يوم أن عدد القتلى بلغ ستة آلاف و357 منهم ألفان و454 امرأة وثلاثة آلاف و903 أطفال.
فيما بلغ عدد الجرحى سبعة آلاف و284 جريحاً، منهم ألفان و979 امرأة وأربعة آلاف و305 أطفال.
وأوضح البيان أن معدلات العنف القائم على النوع وسط الأطفال في تزايد مستمر، حيث ارتفعت بمقدار 63 % عما كان عليه الحال قبل بدء العدوان في مارس 2015.
وفيما يتعلق بالتعليم، أوضحت المنظمة الحقوقية المستقلة أن عدد المنشآت التعليمية المدمرة كليا وجزئيا والمستخدمة لإيواء النازحين وغير الآمنة بفعل العدوان بلغ ثلاثة آلاف و 768 منشأة ، منها ما يقارب 435 مدرسة مدمرة كليا بنسبة 11.5 %، ونحو 1578 مدرسة متضررة جزئيا بنسبة 42 %، فيما بلغ عدد المـدارس التي استخدمت مراكـز إيـواء للنازحيـن ما يقارب 999 مدرسة بنسبة 26.5%، إضافة إلى إغلاق نحو 756 مدرسة في جميع أنحاء اليمن بنسبة 20 %.
وقالت إن أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة يعانون من انهيار نظام التعليم بفعل العدوان والحصار، فيما لم يتسلم 196 ألفاً و197 معلماً ومعلمة رواتبهم بشكل منتظم منذ 2016م، الأمر الذي يعرض أربعة ملايين طفل إضافي لخطر فقدان التعليم ، وقد يرتفع عدد الأطفال الذين يواجهون انقطاعاً عن التعليم إلى ستة ملايين طفل، فيما 8.1 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات تعليمية طارئة في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف أن مليونين و400 ألف طفل خارج المدارس من أصل عشرة ملايين و600 ألف في سن الدراسة، وأصبحت 31 %، من فتيات اليمن خارج نطاق التعليم نتيجة الأوضاع الإنسانية المتدهورة وعدم قدرة الأسر على توفير احتياجات التعليم الأساسية.
فيما يحتاج ستة ملايين طفل لشكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية، وتشير التقديرات إلى ارتفاع معدلات الفقر إلى حوالي 80 %، ومن بين كل عشرة أطفال يعيش أكثر من ثمانية أطفال لدى أسر ليس لديها دخلٍ كاف لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وتوسعت ظاهرة عمالة الأطفال خلال سنوات بنسبة تتجاوز أربعة أضعاف ما كانت عليه سابقاً، وأشارت منظمة انتصاف إلى أن 1.4 مليون طفل يعملون محرومون من أبسط حقوقهم، وحوالي 34.3 % من الأطفال العاملين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و17 عاماً.
وفي الجانب الصحي أفادت بأن اليمن يسجل أعلى معدلات وفيات للأطفال في الشرق الأوسط، حيث يموت نحو 60 طفلاً من بين كل ألف مولود، إضافة إلى وفاة 52 ألف طفل سنويا ما يعني وفاة طفل كل عشر دقائق.
كذلك أدى الحصار إلى زيادة معدلات سوء التغذية حيث ارتفعت خلال العامين الماضيين إلى ستة ملايين شخص، من 3.6 مليون، بزيادة قدرها 66 % فيما تم تسجيل أكثر من 2.3 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية و632 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم المهدد لحياتهم بالوفاة خلال العام الحالي ، بالإضافة إلى أن هناك أكثر من 1.5 مليون امرأة من الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية منهن 650 ألفاً و495 امرأة مصابات بسوء التغذية المتوسط.
في حين أن امرأة وستة مواليد يموتون كل ساعتين بسبب المضاعفات أثناء فترة الحمل أو أثناء الولادة، ويقدر عدد النساء اللاتي يمكن أن يفقدن حياتهن أثناء الحمل أو الولادة بـ 17 ألف امرأة تقريباً، وهناك حوالي 12.6 مليون من النساء بحاجة إلى خدمات منقذة للحياة في الصحة الإنجابية والحماية.
ويقدر الاحتياج الفعلي للقطاع الصحي قرابة ألفي حضانة بينما تتوفر حالياً 600 حضانة فقط ما يتسبب في وفاة 50 % من المواليد الخدج.
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى تفاقم معاناة النساء الحوامل، إذ تجري أكثر من 50 % من عمليات الولادة على أيدي أشخاص غير متخصصين، وتحتاج نحو 8.1 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب للمساعدة في الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية، ومن بينهن 1.3 مليون امرأة ستلد خلال هذا العام، ومن المتوقع أن تصاب 195 ألف منهن بمضاعفات تتطلب مساعدة طبية لإنقاذ حياتهن وحياة مواليدهن.
أطفال ونساء فلسطين
بينما كانت الأمم المتحدة تحيي فعاليات يوم الطفل العالمي كانت آلة القتل الصهيونية تمارس مجازرها المروعة بحق أطفال غزة
وبلغ عدد شهداء العدوان الصهيوني على قطاع غزة حتى اليوم الـ46يوما من العدوان المتواصل أكثر من (5,840) طفلاً، و(3,920) امرأة من أصل 14الف شهيد مدني كانوا ضحايا 1354مجزرة ارتكبها كيان الاحتلال، أسفرت – كما تقول الجهات المختصة في القطاع -عن أكثر من (14,128) شهيداً، بينهم أكثر من (5,840) طفلاً، و(3,920) امرأة، في حين بلغ عدد المفقودين أكثر من (6,800) مفقودٍ إما تحت الأنقاض أو أن جثامينهم ملقاة في الشوارع والطرقات يمنع العدو أحداً من الوصول إليهم، بينهم أكثر من (4,500) طفلٍ وامرأة.
ويقول مختصون إن خطر القتل والإبادة، يتهدد في كل لحظة، نحو 1.05 مليون طفل من دون سن الثامنة عشرة يسكنون في قطاع غزة، يشكّلون ما نسبته 47.1 % من السكان، منهم نحو 32 % دون سن الخامسة (أي نحو 340 ألف طفل)، يضاف إلى هذه المأساة تعرض البنية الصحية والتعليمية والخدماتية المعنية بالطفولة لضرر كبير.
ويؤكد عبدالله كنعان- الأمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس أنّ الطفل الفلسطيني في مدن فلسطين المحتلة كافة، قد أصبح وعلى مرأى من العالم، وبشكل مروّع، هدفًا لبنادق الاحتلال وحمم قذائفه المنهمرة فوق رؤوس الطفولة البريئة من دون رحمة أو خوف من عقاب دولي.
ويضيف أنّ الطفل الفلسطيني، وخاصة في غزة، أصبح ما بين شهيد أو جريح أو فقيد، ومن لم يكن كذلك فهو بالتأكيد فقد أحد والديه أو كليهما وفقد منزله ومدرسته، إضافة لتعرضه لصدمة نفسية، إذ بات يعيش في بيئة غير آمنة لا يتوفر فيها الماء والطعام والعلاج، ما يفرض على المنظمات الدولية سرعة التحرك لإنقاذ الطفل الفلسطيني في المدن الفلسطينية كافة.
من جهتها قالت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في بيان أصدرته بمناسبة يوم الطفل العالمي، إن أكثر من 5 آلاف طفل، بينهم ما يزيد على 3 آلاف طالب، استُشهدوا منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر الماضي.
وأوضح “المركز الفلسطيني للإعلام”، أن مشاهد قتل الأطفال وطلبة المدارس في قطاع غزة تجاوزت كل الأعراف والمواثيق، إذ تكشف هذه المشاهد المروعة، التي تتناقلها شاشات التلفزة ووسائل الإعلام عن عقلية الاحتلال، واستهدافه المتواصل للتعليم في كل محافظات الوطن، مشيرة إلى أن هناك مشاهد أخرى تشهدها محافظات الضفة الغربية والقدس من قتل بدم بادر واقتحامات للمدارس وعرقلة وصول الطلبة والكوادر التربوية.
وتبقى هذه الانتهاكات والجرائم الوحشية المتواصلة بحق الأطفال في اليمن وفلسطين تكشف وتعري وتثبت زيف شعارات العالم عن الحضارة والمدنية وتُحاكم المجتمع الدولي الذي يكتفي بالمشاهدة والصمت بل وفي أحيان كثيرة يظهر فيه من يبرر تلك المجازر ويحاول إضفاء الشرعية عليها.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: یوم الطفل العالمی سوء التغذیة أطفال الیمن ملیون طفل قطاع غزة بلغ عدد أکثر من ألف طفل
إقرأ أيضاً:
ارتفاع جرائم قتل الأقارب في مناطق سيطرة حكومة عدن .. أزمة تُنذر بالخطر
الجديد برس| خاص|
تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة التحالف السعودي-الإماراتي في اليمن ارتفاعًا حادًا في جرائم قتل الأقارب، ما يُثير قلقًا متزايدًا حول تفاقم الأزمة الاجتماعية والنفسية في تلك المناطق، نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشها السكان.
فخلال الأشهر الأخيرة، تكررت حوادث القتل داخل الأسر بوتيرة متسارعة، شملت حوادث قتل الآباء والأشقاء وحتى الأطفال، مما يكشف عن أزمة عميقة تعصف بالعلاقات الأسرية. ومن بين هذه الجرائم المروّعة، حادثة وقعت يوم أمس الأول الأربعاء في مديرية المنصورة بالعاصمة عدن، حيث أقدم شاب على قتل والدته طعنًا بالسكين، في حادثة أثارت صدمة واسعة في المجتمع المحلي.
وفقًا للخبراء، فإن تصاعد هذه الجرائم لم يحدث صدفة، بل هو نتيجة تراكمات متعددة، من أبرزها:
انتشار المخدرات بين الشباب، حيث يُعتقد أن التحالف يلعب دورًا في تسهيل انتشارها بغية إضعاف المجتمع المحلي وإلهائه عن التحرك ضد سياسات التحالف ونهب ثروات البلاد. غياب الوازع الديني والقيم الأخلاقية، نتيجة سنوات من الفوضى والصراع، مما أدى إلى انهيار النسيج الاجتماعي وتدهور القيم الأسرية. الأوضاع الاقتصادية المتردية، حيث يعاني السكان من الفقر والبطالة بسبب الفساد المالي والإداري في حكومة عدن، والتدهور للعملة والاقتصاد الوطني في تلك المناطق، وانعدام الخدمات العامة كـ المياه والكهرباء. هذه الظروف خلقت ضغوطًا نفسية كبيرة داخل الأسر، مما تسبب في أمراض نفسية وتراجع في القيم الاجتماعية.وتُخلّف هذه الجرائم أثرًا كارثيًا على المجتمع، حيث تُفقد الأسر استقرارها وتنتشر مشاعر الخوف وعدم الثقة داخل العائلة الواحدة. كما أن تصاعد العنف الأسري يهدد بتفكيك النسيج الاجتماعي في المناطق المتأثرة، مما يُساهم في إضعاف الثقة بين أفراد المجتمع.
وتؤكد المؤشرات إلى أن التحالف السعودي-الإماراتي يسعى من خلال هذه الأزمات إلى تشتيت انتباه المواطنين في المناطق التي يسيطر عليها، بهدف منعهم من التحرك ضد سياسات النهب والاستغلال التي تمارسها القوى الخارجية على الثروات في اليمن.