رئيس حركة حماس: العدو نزل عند شروط المقاومة وإرادة شعبنا
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
أكّد رئيس رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، أنّ الحركة استطاعت مواجهة الاحتلال وكسر إرادته وإفشال مخططاته، على الرغم من الألم الكبير والأعداد المتزايدة من الشهداء والجرحى والمهجرين قسرًا من بيوتهم، والذي آلمنا وأخذ منا جميعًا، من عوائلنا وأهلنا، خيرة أبنائنا وإخواننا شهداء، وهو بلا شك ضريبة الحرية والتحرير والاستقلال واستعادة الحقوق والمقدسات”.
وفي كلمة مُتلفزة، قال هنية: “من هذا الموقع في الصمود والإرادة القوية تمّ التوصّل بفضل الله إلى الاتفاق حول الهدنة وتبادل الأسرى”.
وتابع: “لقد راهن العدو على استعادة المحتجزين والأسرى لدى القسام والمقاومة في غزة عبر فوهة البنادق والقتل والإبادة الجماعية، وكل أشكال الإرهاب التي لم يعرف التاريخ لها مثيلًا، وأعلن بأنه لن يقبل بوقف إطلاق النار، ورفض في هذا السياق تطبيق قرار مجلس الأمن الذي صدر مؤخرًا والذي نص على الهدن الإنسانية، لكنه وبعد قرابة خمسين يومًا من جرائمه ووحشيته وأمام صمود شعبنا ومقاومته التي واجهته في كافة محاور القتال بكل ثبات وبسالة، نزل العدو عند شروط المقاومة وإرادة شعبنا الأبيّ، ما أدى إلى التوصل لاتفاق الهدنة وتبادل الأسرى الجزئي الذي دخل حيز التنفيذ الساعة السابعة صباح اليوم الجمعة 24/11/2023 وسيستمر أربعة أيام”.
وأضاف هنية: “لقد خُضنا برعاية الأشقاء في قطر ومصر مفاوضات صعبة وشاقّة على مدار الأسابيع الماضية، وبالتشاور مع فصائل المقاومة، سعيًا منّا لحماية أبناء شعبنا وتحقيق احتياجاته في مواجهة سياسة التجويع والحصار والخنق، وأدرنا هذه المفاوضات بمسؤولية عالية، وبتوازن دقيق جمع بين الحرص على التخفيف عن شعبنا ووقف آلة القتل والمجازر الوحشية، وبين ألا نسمح للعدو بفرض أجندته أو الهروب من استحقاقات هذه الهدنة، بل فَرض رؤيتنا وأولوياتنا”.
وشدد على أنّ حركة “حماس” تؤكّد “التزامها بتنفيذ الاتفاق وإنجاحه، طالما التزم العدو بتنفيذه، كما ترحّب الحركة باستمرار المساعي الحميدة مواصلة الجهود لإنهاء العدوان الصهيوني على شعبنا مقرونًا برفع شامل للحصار عن غزة وتبادل الأسرى ووقف الاعتداء على المسجد الأقصى، وتمكين شعبنا من ممارسة كافة حقوقه الوطنية المشروعة في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق تقرير المصير”.
وأكّد هنية الاستعداد لاستمرار العمل مع مصر وقطر “لتحقيق الوقف الشامل للعدوان على غزة، وإغاثتها العاجلة بكل حاجاتها المعيشية والطبية، وحماية شعبنا في القدس والضفة، مع أهمية استمرار الجهود العربية والإسلامية والدول الصديقة وفي مقدمتها روسيا والصين، لتمكين شعبنا من إنجاز تطلاعاته في الحرية والعودة والاستقلال وضمان عدم تهرب الاحتلال من استحقاقات هذه المعركة، وإن الإفراج بموجب اتفاق الهدنة عن الأسيرات والأطفال من سجون العدو هو أول الغيث، وأول الغيث قَطرٌ ثم ينهمر”.
وقال رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”: “الحركة لن تغادر مواقعها ولن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه أبناء شعبنا قبل المعركة وأثناء المعركة وبعد المعركة، نؤكد تمسكنا بوحدة الأرض والشعب والمصير”.
وأشاد بـ”الموقف العربي والإسلامي بخصوص رفض أي تدخل بمصير القطاع بعد إنهاء العدوان، ورفض التهجير”.
وتابع هنية إنّ “شعبنا يخوض معركة التحرر الوطني وعبر جبهة متراصة في غزة والقدس وفي كافة أماكن وجوده، وإننا نشيد بالبطولات التي يسطّرها أبناء شعبنا ومقاومته في الضفة الباسلة في مواجهة مليشيات المستوطنين وجيش الاحتلال الذي يقوم بإرهاب منظم ضد أهلنا وأسرانا في الضفة والقدس”.
بموازاة ذلك، حيّا رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” أهل غزة “الذين شكّلوا بصمودهم ومقاومتهم العنصر المركزي والمحوري في تحقيق هذا التراجع في موقف العدو وحلفائه، كما نحيي شعبنا في الداخل والخارج، وجماهير أمتنا العربية والإسلامية، والأحرار في كلّ عواصم ومدن العالم، ونشيد ونقدّر عالياً مواصلة حراكهم وتضامنهم وفعالياتهم الجماهيرية المشرّفة التي تنتصر لغزَّة ومقاومتها، ومعركة فلسطين نحو الحرية والتحرير، وندعو إلى مواصلة هذا الجهد المقدر وتصعيده بكل الوسائل، وفي كل الساحات والميادين”.
ووجّه التحية إلى المقاومة الإسلامية في لبنان، “الذين يواجهون على طول جبهة الجليل الفلسطيني المحتل وقدموا في سبيل ذلك عشرات الشهداء، إلى جانب شهداء شعبنا الفلسطيني في لبنان، والذين كان آخرهم الشهيد القسامي البطل خليل حامد الخراز”.
كما حيّا هنية “الإخوة في اليمن الشقيق الذين عبّروا بقوة واقتدار عن غضبهم تجاه العدو الصهيوني وعن تضامنهم مع أشقائهم في غزة وفلسطين على طريقتهم الخاصة، والشكر للمقاومة العراقية التي تشارك في هذه المعركة برجولة وشهامة”.
وختم بالقول: “نقف بكل إجلال وإكبار أمام عوائل الشهداء والجرحى والأسرى الذين سطروا أروع دروس الصبر والتضحية والفداء، وشكلوا مع كل أبناء شعبنا الصخرة التي تتحطم عليها مؤامرات العدو وإفشال مخططاته”، و”تحية لأبطال القسام وفصائل المقاومة بقيادة الأخ المجاهد محمد الضيف قائد أركان المقاومة وقيادة غزة وفي مقدمتهم الأخ المجاهد يحيى السنوار وهم مع كل أبناء شعبهم الثابتون الراسخون صناع المجد التليد”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
السلطة الفلسطينية تعلن تشكيل لجنة عمل لإدارة شؤون قطاع غزة
أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الثلاثاء، تشكيل لجنة عمل لإدارة شؤون قطاع غزة.
وأضاف: "تأكيداً على وحدة أراضي الدولة الفلسطينية، وحرصاً على تعزيز الوحدة الوطنية، تقرر الحكومة الفلسطينية التي تنضوي تحت قيادة السيد الرئيس محمود عباس تشكيل لجنة عمل لإدارة شؤون قطاع غزة".
وشدد مصطفى على أن الحكومة ضمن جهودها المستمرة بالتنسيق مع مصر تعمل على تسريع وصول المساعدات الإنسانية، وفتح الطرق وإزالة الركام، وتوفير تجمعات مناسبة لإيواء من تدمرت بيوتهم، تمهيدًا لإعادة الإعمار الشامل.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه تم في أكتوبر الماضي إنشاء الفريق الوطني للتحضير لإعادة الإعمار الذي يعمل بالتنسيق مع مختلف المؤسسات الأممية والدولية الشريكة، للتحضير لعملية إعادة الإعمار.
وأضاف: "على الأرض تعمل الحكومة من خلال "غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية بالتنسيق مع مختلف الشركاء، على توفير ما أمكن من الخدمات الأساسية لأهلنا في القطاع، من مياه وكهرباء وصحة وتعليم، انطلاقًا من مسؤوليتنا الوطنية تجاه أبناء شعبنا الذين عانوا ويلات الحرب طوال الخمَسة عشَر شهرَا الماضية".
وأضاف رئيس الوزراء: "بعثاتنا الدبلوماسية كثفت تحركاتها واتصالاتها مع مختلف دول العالم، لفضح جرائم الاحتلال وتوثيق انتهاكاته، وحشد الدعم الدولي لحقوق شعبنا، والضغط من أجل وقف هذه الأعمال العدائية والتدميرية التي تستهدف امتداد الجغرافيا الفلسطينية، وبناءً على ذلك، ستنعقد الأربعاء في جنيف لجنة التحقيق الدائمة، التي أقرّها مجلس حقوق الإنسان، لمتابعة الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها أبناء شعبنا، خصوصا في شمال الضفة الغربية".
وبين رئيس الوزراء أن وزارة التنمية الاجتماعية أرسلت 8 شحنات من المواد الإغاثية وحليب الأطفال إلى جنين وطولكرم، وتعمل على تحضير المزيد منها، كما أطلقت حملة واسعة لإغاثة أهلنا في شمال الضفة، بالتنسيق مع الغرف التجارية والمؤسسات الوطنية والشركاء، قائلا: "رغم الحصار المالي الجائر الذي يفرضه الاحتلال بخصم أكثر من نصف أموال المقاصة، فإننا نواصل العمل على تجنيد الموارد اللازمة لإصلاح ما دمره الاحتلال، والوقوف عند مسؤولياتنا تجاه تعزيز صمود أبناء شعبنا".